الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
بَاب دُخُول مَكَّة شرفها الله تَعَالَى
-
1093 -
عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن أَبِيه قَالَ دَخَلنَا عَلَى جَابر رضي الله عنه فَسَأَلَ عَن الْقَوْم حَتَّى انْتَهَى إِلَيّ فَقلت أَنا مُحَمَّد بن عَلّي بن حُسَيْن فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي فَنزع زري الْأَعْلَى ثمَّ نزع زري الْأَسْفَل ثمَّ وضع كَفه بَين ثديي وَأَنا يَوْمئِذٍ غُلَام شَاب فَقَالَ مرْحَبًا بك يَا ابْن أخي سل مَا شِئْت فَسَأَلته وَهُوَ أَعْمَى وَحضر وَقت الصَّلَاة فَقَامَ فِي نساجه ملتحفا بهَا كلما وَضعهَا عَلَى مَنْكِبَيْه رَجَعَ
طرفاها إِلَيْهَا من صغرها وَرِدَاؤُهُ إِلَى جنبه عَلَى المشجب فَصَلى بِنَا فَقلت أَخْبرنِي عَن حجَّة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ بِيَدِهِ يعْقد تسعا فَقَالَ إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ مكث تسع سِنِين لم يحجّ ثمَّ أذن فِي النَّاس فِي الْعَاشِرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ حَاج فَقدم الْمَدِينَة بشر كثير كلهم يلْتَمس أَن يأتم برَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَيعْمل مثله فخرجنا مَعَه حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الحليفة فَولدت أَسمَاء بنت عُمَيْس مُحَمَّد بن أبي بكر فَأرْسلت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ كَيفَ أصنع قَالَ اغْتَسِلِي واستثفري بِثَوْب وأحرمي فَصَلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فِي الْمَسْجِد ثمَّ ركب الْقَصْوَاء حَتَّى إِذا اسْتَوَت بِهِ نَاقَته عَلَى الْبَيْدَاء نظرت إِلَى مد بَصرِي بَين يَدَيْهِ من رَاكب وماشي وَعَن يَمِينه مثل ذَلِك وَعَن يسَاره مثل ذَلِك وَمن خَلفه مثل ذَلِك وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ بَين أظهرنَا وَعَلِيهِ ينزل الْقُرْآن وَهُوَ يعرف تَأْوِيله وَمَا عمل من شَيْء عَملنَا بِهِ فَأهل بِالتَّوْحِيدِ لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك لبيْك لَا شريك لَك لبيْك إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك وَالْملك لَا شريك لَك وَأهل النَّاس بِهَذَا الَّذِي تهلون بِهِ فَلم يرد عَلَيْهِم النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ شَيْئا مِنْهُ وَلزِمَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ تلبيته قَالَ جَابر لسنا ننوي إِلَّا الْحَج لسنا نَعْرِف الْعمرَة حَتَّى إِذا أَتَيْنَا الْبَيْت مَعَه اسْتَلم الرُّكْن فَرمَلَ ثَلَاثًا وَمَشى أَرْبعا ثمَّ نفذ إِلَى مقَام إِبْرَاهِيم فَقَرَأَ {وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى} فَجعل الْمقَام بَينه وَبَين الْبَيْت فَكَانَ أبي يَقُول وَلَا اعلمه ذكره إِلَّا عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ كَانَ يقْرَأ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قل هُوَ الله أحد وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ ثمَّ رَجَعَ إِلَى الرُّكْن فاستلمه ثمَّ خرج من الْبَاب إِلَى الصَّفَا فَلَمَّا دنا من الصَّفَا قَرَأَ
{إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} أبدأ بِمَا بَدَأَ الله بِهِ فَبَدَأَ بالصفا فرقى عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْت فَاسْتقْبل الْقبْلَة فَوحد الله وَكبره وَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده نصر عَبده وأنجز وعده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده ثمَّ دَعَا بَين ذَلِك قَالَ هَذَا ثَلَاث مَرَّات ثمَّ نزل إِلَى الْمَرْوَة حَتَّى إِذا نصبت قدماه فِي بطن الْوَادي رمل حَتَّى إِذا صعدتا مَشَى حَتَّى إِذا أَتَى الْمَرْوَة فَفعل عَلَى الْمَرْوَة كَمَا فعل عَلَى الصَّفَا حَتَّى إِذا كَانَ آخر طواف عَلَى الْمَرْوَة قَالَ لَو أَنِّي اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت لم أسق الْهَدْي وجعلتها عمْرَة فَمن كَانَ مِنْكُم لَيْسَ مَعَه هدي فَيحل وليجعلها عمْرَة فَقَامَ سراقَة بن جعْشم فَقَالَ يَا رَسُول الله ألعامنا هَذَا أم لأبد فشبك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أَصَابِعه وَاحِدَة فِي الْأُخْرَى وَقَالَ دخلت الْعمرَة فِي الْحَج مرَّتَيْنِ لَا بل لأبد أَبَد وَقدم عَلّي من الْيمن ببدن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَوجدَ فَاطِمَة مِمَّن حل ولبست ثيابًا صبيغا واكتحلت فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهَا فَقَالَت أبي أَمرنِي بِهَذَا قَالَ وَكَانَ عَلّي يَقُول بالعراق فَذَهَبت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ محرشا عَلَى فَاطِمَة للَّذي صنعت مستفتيا لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فِيمَا ذكرت عَنهُ فَأَخْبَرته أَنِّي أنْكرت ذَلِك عَلَيْهَا فَقَالَ صدقت صدقت مَاذَا قلت حِين فرضت الْحَج قَالَ قلت اللَّهُمَّ إِنِّي أهل بِمَا أهل بِهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ فَإِن معي الْهَدْي فَلَا تحل قَالَ فَكَانَ جمَاعَة الْهَدْي الَّذِي قدم بهم عَلّي من الْيمن وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ مائَة قَالَ فَحل النَّاس كلهم وَقصرُوا إِلَّا النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَمن كَانَ مَعَه هدي فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة توجهوا إِلَى منى فأهلوا بِالْحَجِّ وَركب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَصَلى بهَا الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء وَالْفَجْر ثمَّ
مكث قَلِيلا حَتَّى طلعت الشَّمْس وَأمر بقبة من شعر فَضربت لَهُ بنمرة فَسَار رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَلَا تشك قُرَيْش أَنه وَاقِف عِنْد الْمشعر الْحَرَام بِالْمُزْدَلِفَةِ كَمَا كَانَت قُرَيْش تصنع فِي الْجَاهِلِيَّة فَأجَاز رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ حَتَّى أَتَى عَرَفَة فَوجدَ الْقبَّة قد ضربت لَهُ بنمرة فَنزل بهَا حَتَّى إِذا زَالَت الشَّمْس أَمر بالقصواء فرحلت لَهُ فَأَتَى بطن الْوَادي فَخَطب النَّاس وَقَالَ إِن دماءكم وَأَمْوَالكُمْ حرَام عَلَيْكُم كَحُرْمَةِ يومكم هَذَا فِي شهركم هَذَا فِي بلدكم هَذَا أَلا كل شَيْء من أَمر الْجَاهِلِيَّة تَحت قدمي مَوْضُوع وَدِمَاء الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوعَة وَإِن أول دم أَضَع من دمائنا دم ابْن ربيعَة بن الْحَارِث كَانَ مسترضعا فِي بني سعد فَقتلته هُذَيْل وَربا الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوع وَأول رَبًّا أَضَع رَبًّا الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فَإِنَّهُ مَوْضُوع كُله فَاتَّقُوا الله فِي النِّسَاء فَإِنَّكُم أَخَذْتُمُوهُنَّ بأمانة الله واستحللتم فروجهن بِكَلِمَة الله وَلكم عَلَيْهِنَّ أَن لَا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فَإِن فعلن ذَلِك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عَلَيْكُم رزقهن وكسوتهن بِالْمَعْرُوفِ وَقد تركت فِيكُم مَا لن تضلوا بعده إِن اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كتاب الله وَأَنْتُم تسْأَلُون عني فَمَا أَنْتُم قَائِلُونَ قَالُوا نشْهد أَنَّك قد بلغت وَأديت وَنَصَحْت فَقَالَ بإصبعه السبابَة يرفعها إِلَى السَّمَاء وينكتها إِلَى النَّاس اللَّهُمَّ اشْهَدْ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلَاث مَرَّات ثمَّ أذن بِلَال فَأَقَامَ فَصَلى الظّهْر ثمَّ أَقَامَ فَصَلى الْعَصْر وَلم يصل بَينهمَا شَيْئا ثمَّ ركب النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ حى أَتَى الْموقف فَجعل بطن نَاقَته الْقَصْوَاء إِلَى الصخرات وَجعل حَبل المشاة بَين يَدَيْهِ واستقبل الْقبْلَة فَلم يزل وَاقِفًا حَتَّى غربت الشَّمْس وَذَهَبت الصُّفْرَة قَلِيلا حَتَّى غَابَ القرص وَأَرْدَفَ أُسَامَة
خَلفه وَدفع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَقد شنق للقصواء الزِّمَام حَتَّى أَن رَأسهَا ليصيب مورك رَحْله وَيَقُول بِيَدِهِ أَيهَا النَّاس السكينَة السكينَة كلما أَتَى حبلا من الحبال أَرْخَى لَهَا قَلِيلا حَتَّى تصعد حَتَّى أَتَى الْمزْدَلِفَة فَصَلى بهَا الْمغرب وَالْعشَاء بِأَذَان وَاحِد وَإِقَامَتَيْنِ وَلم يسبح بَينهمَا شَيْئا ثمَّ اضْطجع النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ حَتَّى طلع فَصَلى الْفجْر حِين تبين الصُّبْح بِأَذَان وَإِقَامَة ثمَّ ركب الْقَصْوَاء حَتَّى أَتَى الْمشعر الْحَرَام فَاسْتقْبل الْقبْلَة فَدَعَاهُ وَكبره وَهَلله وَوَحدهُ فَلم يزل وَاقِفًا حَتَّى أَسْفر جدا فَدفع قبل أَن تطلع الشَّمْس وَأَرْدَفَ الْفضل بن الْعَبَّاس وَكَانَ رجلا حسن الشّعْر أَبيض وسيما فَلَمَّا دفع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ مرت ظعن يجرين فَطَفِقَ الْفضل ينظر إلَيْهِنَّ فَوضع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَدَاهُ عَلَى وَجه الْفضل فحول الْفضل ينظر إلَيْهِنَّ فَوضع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَدَاهُ عَلَى وَجه الْفضل فحول الْفضل وَجهه إِلَى الشق الآخر ينظر فحول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ من الشق الآخر عَلَى وَجه الْفضل فصرف وَجهه من الشق الآخر ينظر حَتَّى آتَى بطن محسر فحرك قَلِيلا ثمَّ سلك الطَّرِيق الْوُسْطَى الَّتِي تخرج عَلَى الْجَمْرَة الْكُبْرَى حَتَّى أَتَى الْجَمْرَة الَّتِي عِنْد الشَّجَرَة فَرَمَاهَا بِسبع حَصَيَات يكبر مَعَ كل حَصَاة مِنْهَا حَصى الْخذف رَمَى من
بطن الْوَادي ثمَّ انْصَرف إِلَى المنحر فَنحر ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ ثمَّ أعْطى عليا فَنحر مَا غبر وأشركه فِي هَدْيه ثمَّ أَمر من كل بَدَنَة ببضعة فَجعلت فِي قدر فطبخت فأكلا من لَحمهَا وشربا من مرقها ثمَّ ركب النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْت فَصَلى بِمَكَّة الظّهْر فَأَتَى بني عبد الْمطلب يسقون عَلَى زَمْزَم فَقَالَ انزعوا بني عبد الْمطلب فلولا أَن يغلبكم النَّاس عَلَى سِقَايَتكُمْ لنزعت مَعكُمْ فناولوه دلوا يشرب مِنْهُ رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه كَذَلِك مُنْفَردا بِهِ وَله عَن جَابر بِإِسْنَاد وَاحِد فِي هَذَا الحَدِيث وَكَانَت الْعَرَب يدْفع بهم أَبُو سيارة عَلَى حِمَاره عرى فَلَمَّا أجَاز رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ من الْمزْدَلِفَة بالمشعر الْحَرَام لم تشك قُرَيْش أَنه سيقتصر عَلَيْهِ وَيكون منزله ثمَّ فَأجَاز وَلم يعرض لَهُ حَتَّى أَتَى عَرَفَات فَنزل وَله بِهَذَا الْإِسْنَاد أَيْضا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ نحرت هَهُنَا ومني كلهَا منحر فَانْحَرُوا فِي رحالكُمْ ووقفت هَهُنَا وعرفة كلهَا موقف ووقفت هَهُنَا وَجمع كلهَا موقف وَله بِهِ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ لما قدم مَكَّة أَتَى الْحجر فاستلمه ثمَّ مَشَى عَلَى يَمِينه فَرمَلَ ثَلَاثًا وَمَشى أَرْبعا
1094 -
وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما أَنه كَانَ لَا يقدم مَكَّة إِلَّا بَات بِذِي طوى الحَدِيث تقدم فِي الْإِحْرَام
1095 -
وَعَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ كدا من أَعلَى مَكَّة مُتَّفق عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ دخل من كداء وَخرج من كدي من أَعلَى مَكَّة كدا عِنْده بِالضَّمِّ فِي الأولَى وَالْفَتْح فِي الثَّانِيَة وَهُوَ مقلوب وكدى بِالضَّمِّ إِنَّمَا هِيَ السُّفْلَى
1096 -
وَعَن سعيد بن سَالم عَن ابْن جريج أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ كَانَ إِذا رَأَى الْبَيْت رفع يَدَيْهِ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ زد هَذَا الْبَيْت تَشْرِيفًا وتعظيما وتكريما ومهابة وزد من شرفه وَكَرمه مِمَّن حجه أَو اعتمره تَشْرِيفًا وتكريما