الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطر يوم بدر
وبعث اللَّه السماء، فأصاب المسلمين ما لبّد الأرض ولم يمنع من السير، وأصاب قريشا من ذلك ما لم يقدروا أن يرتحلوا منه، وإنما بينهم قوز من رمل [ (1) ] ، وكان مجيء المطر نعمة وقوة للمؤمنين، وبلاء ونقمة على المشركين.
النّعاس الّذي أصاب المسلمين
وأصاب المسلمين تلك الليلة نعاس ألقي عليهم فناموا حتى إن أحدهم [تكون][ (2) ] ذقنه بين ثدييه وما يشعر حتى يقع على جنبه، واحتلم رفاعة بن رافع ابن مالك حتى اغتسل آخر الليل. وبعث صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر وعبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنهما فأطافا بالقوم، ثم رجعا فأخبراه أن القوم مذعورين، وأن السماء تسحّ عليهم [ (3) ] .
بناء عريش رسول اللَّه
وبني لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما نزل القليب- عريش من جريد. وقام سعد ابن معاذ على بابه متوشح السيف. ومشى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على موضع الوقعة، وعرض على أصحابه مصارع رءوس الكفر من قريش مصرعا مصرعا، يقول: هذا مصرع فلان، و [هذا][ (4) ] مصرع فلان، فما عدا واحد منهم مضجعه الّذي حدّ له الرسول. وعدّل صلى الله عليه وسلم الصفوف، ورجع إلى العريش فدخل صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، وأصبح ببدر يوم الجمعة السابع عشر، وقيل: الثامن عشر من رمضان قبل أن تنزل قريش، فطلعت قريش وهو يصفهم، وقد أترعوا حوضا.
ودفع رايته إلى مصعب بن عمير فتقدم حيث أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يضعها، ووقف صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الصفوف فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه، وأقبل المشركون فاستقبلوا الشمس، فنزل صلى الله عليه وسلم بالعدوة [ (5) ] الشامية، ونزلوا بالعدوة اليمانية. فجاء
[ (1) ] القوز: الكثيب العالي من الرمل (المعجم الوسيط) ج 2 ص 766.
[ (2) ] زيادة للسياق.
[ (3) ] السّحّ: الصّب والسيلان من فوق (ترتيب القاموس) ج 2 ص 527.
[ (4) ] زيادة للسياق.
[ (5) ] العدوة: شاطئ الوادي وجانبه الصلب.