الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نورا، فقال: يا رسول اللَّه، أخشى أن يقولوا هذا مثلة، فدعا له فصار النور في سوطه، فهو المعروف بذي النور.
إسلام بيوت من دوس
ودعا الطفيل قومه دوسا إلى اللَّه، فأسلم بعضهم، وأقام في بلاده حتى قدم على) [ (1) ] رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر في نحو ثمانين بيتا.
الإسراء والمعراج وفرض الصلوات
(ثم أسري)[ (2) ] برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بجسده- على الصحيح من قول صحابة- من المسجد الحرام إلى بيت المقدس راكبا البراق صحبة جبريل عليه سلام، فنزل ثم (أمّ)[ (3) ] بالأنبياء عليهم السلام ببيت المقدس فصلى بهم. ثم عرج تلك الليلة من هناك إلى السموات السبع ورأى بها الأنبياء على منازلهم، ثم عرج إلى سدرة المنتهى ورأى جبريل عليه السلام على الصورة التي خلقه اللَّه بها، وفرضت) [ (4) ] عليه الصلوات الخمس تلك الليلة.
وكان الإسراء في قول محمد بن شهاب الزّهري قبل الهجرة بثلاث سنين، قيل: بسنة واحدة، وقيل: وله من العمر إحدى وخمسون سنة وتسعة أشهر، قيل: كان الإسراء بين بيعتي الأنصار في العقبة، وقيل: كان بعد المبعث بخمسة عشر شهرا، وقال الحربي: كان ليلة سبعة وعشرين من ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة.
وعورض من قال: إنه كان قبل الهجرة بسنة، بأن خديجة صلت معه بلا خلاف، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين، والصلاة إنما فرضت ليلة الإسراء، وأجيب بأن صلاة خديجة كانت غير المكتوبة، بدليل حديث مسلم [ (5) ] أنه صلى ببيت المقدس ركعتين قبل أن يعرج إلى السماء، فتبين أن الصلاة كانت مشروعة
[ (1) ] زيادة يقتضيها التصويب. انظر ابن هشام ج 2 ص 24.
[ (2) ] بياض في (خ) والتكملة من (ط) .
[ (3) ] بياض في (خ) ، وما أثبتناه من (ط) ، وانظر (ابن هشام) ج 2 ص 33 «رواية الحسن لحديث الإسراء» .
[ (4) ] بياض في (خ) وانظر (ابن هشام) ج 2 ص 39 و (مسلم بشرح النووي) ج 2 ص 238.
[ (5) ](صحيح مسلم بشرح النووي) ج 2 ص 209 باب الإسراء وفرض الصلوات.
في الجملة، كما كان قيام الليل واجبا قبل الإسراء بلا خلاف، وفي رواية عن الزهري: كان بعد المبعث.
ومما يقوي قول الحربي أنه عين الليلة من الشهر من السنة، فإذا تعارض خبران أحدهما فصّل القصة والآخر أجملها، ترجحت رواية من فصّل بأنه أوعى لها.
وقال ابن إسحاق: أسري برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد فشا الإسلام بمكة والقبائل، ويقال كان ليلة السبت لسبع عشر خلت من رمضان، قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا، وهو صلى الله عليه وسلم نائم في بيته ظهرا. وقيل: كان ليلة سبع عشرة من ربيع الأول قبل الهجرة من شعب أبي طالب، وكانت سنّه صلى الله عليه وسلم حين الإسراء اثنتين وخمسين سنة [ (1) ] .
وقيل- وقد حكي عن حذيفة وعائشة ومعاوية رضي الله عنهم: إن الإسراء كان بروحه صلى الله عليه وسلم، وقيل: كان بجسده إلى بيت المقدس، ومن هناك إلى السموات بروحه. وقيل: أسري به وهو نائم في الحجر، وقيل: كان في بيت أم هانئ بنت أبي طالب، وفرضت الصلوات الخمس ركعتين ركعتين، وإنما كانت قبل الإسراء صلاة بالعشي، ثم صارت صلاة بالغداة وصلاة بالعشي ركعتين ركعتين.
فلم يرع برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلا جبريل نزل حين زاغت الشمس من صبيحة ليلة الإسراء فصلى به الظهر، ولهذا سميت الأولى، ثم صلى بقية الخمس في أوقاتها فصارت بعد الإسراء خمسا ركعتين ركعتين حتى أتمت أربعا بعد الهجرة إلى المدينة بشهر. وقد اختلف أهل العلم: هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء أم لا؟ فلما أصبح صلى الله عليه وسلم في قومه بمكة أخبرهم بما أراه اللَّه عز وجل من آياته، فاشتد تكذيبهم له وأذاهم إياه واستضراؤهم عليه، وارتدّ جماعة ممن كان أسلم وسألوه أمارة، فأخبرهم بقدوم عير يوم الأربعاء، فلما كان ذلك اليوم لم يقدموا حتى كادت الشمس أن تغرب، فدعا اللَّه فحبس الشمس حتى قدموا كما وصف، قال ابن إسحاق: ولم تحبس الشمس إلا له ذلك اليوم وليوشع بن نون.
[ (1) ] ذكر ابن الجوزي في (صفة الصفوة) ج 1 ص 108: «فلما أتت له إحدى وخمسون سنة وتسعة أشهر أسري به» .