الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعبئة المسلمين ومرورهم على أبي سفيان
فأصبح الناس على ظهر [ (1) ] ، وعبأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أصحابه، فجعل أبا عبيدة ابن الجراح [ (2) ] على المقدّمة،
[ (1) ] على استعداد للسفر.
[ (2) ] هو عامر بن عبد اللَّه بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر ابن كنانة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشيّ الفهريّ المكّي. أحد السابقين الأولين، عزم الصديق على توليته الخلافة، وأشار به يوم السقيفة، لكمال أهليته عند أبي بكر. يجتمع في النسب هو والنبي صلى الله عليه وسلم في فهر، شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وسماه أمين الأمة، ومناقبه شهيرة جمة، وغزا غزوات مشهورة، له في صحيح مسلم حديث واحد، وله في جامع أبي عيسى حديث، وله في مسند بقيّ خمسة عشر حديثا.
وقد شهد أبو عبيدة بدرا، فقتل يومئذ أباه، وأبلى يوم أحد بلاء حسنا، ونزع الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من ضربة أصابته، فانقلعت بهما ثنيتاه، حتى قيل: ما رئي هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة، وكان أبو عبيدة معدودا فيمن جمع القرآن العظيم.
وكان موصوفا بحسن الخلق، وبالحلم الزائد والتواضع. ولما فرغ الصديق من حرب أهل الردّة، وحرب مسيلمة الكذاب، جهّز أمراء الأجناد لفتح الشام، فبعث أبا عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، فتمّت وقعة أجنادين بقرب الرملة، ونصر اللَّه المؤمنين، فجاءت البشرى، والصّدّيق في مرض الموت.
ثم كانت وقعة فحل، ووقعة مرج الصّفر، وكان قد سيّر أبو بكر خالدا لغزو العراق، ثم بعث إليه لينجد من بالشام، فقطع المفاوز على بريّة السماوة، فأمّره الصديق على الأمراء كلهم، وحاصروا دمشق، وتوفّي أبو بكر، فبادر عمر بعزل خالد، واستعمل على الكل أبا عبيدة، فجاءه التقليد، فكتمه مدة، وكل هذا من دينه ولينه وحلمه، فكان فتح دمشق على يده، فعند ذلك أظهر التقليد، ليعقد الصلح للروم، ففتحوا له باب الجابية صلحا، وإذا بخالد قد افتتح البلد عنوة من الباب الشرقيّ، فأمضى لهم أبو عبيدة الصلح.
وعن المغيرة، أن أبا عبيدة صالحهم على أنصاف كنائسهم ومنازلهم، ثم كان أبو عبيدة رأس الإسلام يوم وقعة اليرموك، التي استأصل اللَّه فيها جيوش الروم، وقتل منهم خلق عظيم. وتوفي أبو عبيدة رضي الله عنه في سنة ثمان عشرة، وله ثمان وخمسون سنة.
* (مسند أحمد) : 1/ 195- 196، (طبقات ابن سعد) : 3/ 1/ 409، (التاريخ الكبير) : 6/ 444، (التاريخ الصغير) : 1/ 40، (المعارف) : 247- 248، (تاريخ الطبري) :
3/ 202 (الجرح والتعديل) : 6/ 635، (المستدرك) : 3/ 262- 268، (حلية الأولياء) :
1/ 100- 102، (الاستيعاب) : 4/ 1710، (صفة الصفوة) : 1/ 192، (جامع الأصول) : 9/ 20- 21، (الكامل في التاريخ) 2/ 259، (تاريخ الإسلام) : 2/ 138،
وخالد بن الوليد [ (1) ] على الميمنة، والزبير بن العوام [ (2) ]
[ () ](تهذيب التهذيب) : 5/ 630، (الإصابة) 3/ 586- 590، (تاريخ الخميس) :
2/ 244، (كنزل العمال) : 13/ 214- 219، (فتح الباري) : 7/ 116- 117، (صحيح سنن ابن ماجة) : 1/ 29، (سير أعلام النبلاء) 1/ 5- 23، (الزهد للإمام أحمد) :
176، (زاد المعاد) : 3/ 197، 204، (تهذيب الأسماء واللغات) : 2/ 259، (التاريخ الصغير) :
1/ 40.
[ (1) ] هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب، سيف اللَّه تعالى، وفارس الإسلام، ليث المشاهد، السيد الإمام الكبير، وقائد المجاهدين، أبو سليمان القرشيّ المخزوميّ المكّي، وابن أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث.
هاجر مسلما في صفر سنة ثمان، ثم سار غازيا فشهد غزوة مؤتة، واستشهد أمراء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الثلاثة: مولاه زيد، وابن عمه جعفر ذو الجناحين، وابن رواحة، وبقي الجيش بلا أمير، فتأمّر عليهم في الحال خالد، وأخذ الراية، وحمل على العدوّ، فكان النصر،
وسمّاه النبي صلى الله عليه وسلم سيف اللَّه، فقال:
إن خالدا سيف سله اللَّه على المشركين،
وشهد الفتح، وحنينا، وتأمّر في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، واحتسب أدراعه ولأمته في سبيل اللَّه، وحارب أهل الردّة، ومسيلمة، وغزا العراق، واستظهر، ثم اخترق البرّية السماوية، بحيث أنه قطع المفازة من حدّ العراق إلى أول الشام في خمس ليال، في عسكر معه، وشهد حروب الشام، ولم يبق في جسده قيد شبر إلا وعليه طابع الشهداء.
ومناقبه غزيرة، أمّره الصديق على سائر أمراء الأجناد، وحاصر دمشق، فافتتحها هو وأبو عبيدة رضي الله عنهما. له في الصحيحين حديثان، وفي مسند بقيّ واحد وسبعون، توفي بحمص سنة إحدى وعشرين. وذكر محمد بن سلام قال: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمّتها على قبر خالد ابن الوليد، يقول: حلقت رأسها.
* (مسند أحمد) : 4/ 88، (ابن هشام) : 4/ 237- 239، (طبقات ابن سعد) :
4/ 252 (التاريخ الصغير) : 1/ 23، 40، (المعارف) : 267، (الجرح والتعديل) :
3/ 356، (الاستيعاب) : 2/ 427- 431، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 182- 174، (تهذيب التهذيب) : 3/ 142، (الإصابة) : 2/ 251- 256، (كنز العمال) :
13/ 366- 375.
[ (2) ] هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ ابن غالب، حواريّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد السّتّة أهل الشورى، وأول من سلّ سيفه في سبيل اللَّه، أبو عبد اللَّه رضي الله عنه. أسلم وهو حدث، له ستة عشرة سنة روي أحاديث يسيرة، اتّفقا له على حديثين، وانفرد له البخاري بأربعة أحاديث، ومسلم بحديث. وعن عمر بن مصعب بن الزبير قال: قاتل الزبير مع نبي اللَّه، وله سبع عشرة سنة، وقال هشام بن عروة عن أبيه، قال: كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء، فنزل جبريل على سيماء الزبير. وهو ممن هاجر إلى الحبشة، فيما نقله موسى بن عقبة، وابن إسحاق، ولم يطول الإقامة بها.
عن علي بن زيد: أخبرني من رأى الزبير، وفي صدره أمثال العيون من الطعن والرّمي، وعن عروة قال: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف، إحداهن في عاتقه، إن كنت لأدخل أصابعي فيها، ضرب
على الميسرة، وهو صلى الله عليه وسلم في القلب، وقدم بين يديه الكتائب فمرّت القبائل على قادتها، والكتائب على راياتها. فقدم خالد بن الوليد في بني سليم [ (1) ]- وهم ألف
[ () ] ثنتين يوم بدر، وواحدة في اليرموك.
عن ابن عباس أنه قال للزبير يوم الجمل: يا ابن صفية! هذه عائشة تملّك الملك طلحة، وأنت علام تقاتل قريبك عليا؟ فرجع الزبير، فلقيه ابن جرموز فقتله.
قال البخاري وغيره: قتل في رجب سنة ست وثلاثين.
* (مسند أحمد) : 1/ 164- 167، (طبقات ابن سعد) : 3/ 70- 80، (التاريخ الكبير) : 3/ 409، (التاريخ الصغير) : 1/ 75، (المعارف) : 219- 227، (الجرح والتعديل) : 3/ 578، (المستدرك) : 3/ 359- 368، (حلية الأولياء) : 1/ 89، (الاستيعاب) : 2/ 510، (صفة الصفوة) : 1/ 180- 183، (جامع الأصول) :
9/ 5- 10، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 194- 196، (تهذيب التهذيب) :
3/ 318، (الإصابة) : 2/ 553- 558، (تاريخ الخميس) : 1/ 172، (كنز العمال) :
13/ 204- 212، (تاريخ الإسلام) : 2/ 138، 184، 314، 333، 382، (سير أعلام النبلاء) : 1/ 41، (المعارف) : 219- 220، (الزهد للإمام أحمد) :137.
[ (1) ] هم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، ولد سليم بن منصور: بهثة، فولد بهثة بن سليم: الحارث، وثعلبة، بطن صغير، وامرؤ القيس، وعوف، وكان كاهنا، وثعلبة، ومعاوية.
(جمهرة أنساب العرب) : 261.
- وبهثة بطن من قيس عيلان، وهو الّذي ينسب إليه بنو سليم، وهم بنو بهثة بن سليم بن منصور ابن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر، منهم عمرو بن عبسة السّلمي، وهو بهثّي، وكذلك العرباض بن سارية وغيرهما، وبنو بهثة بن حرب بن وهب بن بليّ بن أحمس بن ضبيعة، وفي العرب بنو بهثة جماعة. (اللباب في تهذيب الأنساب) : 1/ 191، (معجم قبائل العرب) : 1/ 109.
- وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا ابن العواتك من سليم»
والعواتك من جداته صلى الله عليه وسلم تسع كل تسمى عاتكة، وهن: عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان أم عبد مناف، وعاتكة بنت مرة بنت هلال بن فالج أم هاشم، وعاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال أم وهب أبي آمنة، وبقية التسع من غير بني سليم.
وعاتكة: اسم منقول من الصفات، يقال امرأة عاتكة، وهي المصفّرة بالزعفران والطيب، والعاتك:
الكريم والخالص من الألوان، والعواتك من الصحابيات هن: عاتكة بنت أسيد، وبنت خالد، وبنت زيد بن عمرو، وبنت عبد المطلب، وبنت عوف، وبنت نعيم، وبنت الوليد. (ترتيب القاموس المحيط) : 3/ 150- 151.
وحديث «أنا ابن العواتك» ، ذكره الألباني في (الصحيحة) : 1569، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. وقال الذهبي، كابن عساكر في التاريخ: اختلف على هيثم فيه، وهو هيثم بن بشير السّلميّ، أبو معاوية الواسطي الحافظ، أحد الأعلام، سمع الزهري، وحصين بن عبد الرحمن. وعنه يحيى القطان، وأحمد، ويعقوب الدّورقيّ، وخلق كثير. مولده سنة أربع ومائة، وسمع من الزهريّ، وابن عمر أيام الحجّ، وكان مدلسا، وهو ليّن في الزهري. (ميزان الاعتدال) : 4/ 306، ت 9250.
يحمل لواءهم عباس بن مرداس [ (1) ] ،
[ () ] هيثم بن بشير الواسطي، أحد الأئمة، متفق على توثيقه، إلا أنه كان مشهورا بالتدليس وروايته عن الزهري خاصة لينة عندهم، فأما التدليس، فقد ذكر جماعة من الحفاظ أن البخاري كان لا يخرّج عنه إلا ما صرّح فيه بالتحديث، واعتبرت أنا هذا في حديثه، فوجدته كذلك، إما أن يكون قد صرّح به في نفس الإسناد، أو صرّح به من وجه آخر، وأما روايته عن الزهريّ فليس في الصحيحين منها شيء، واحتجّ به الأئمة كلهم. واللَّه أعلم. (هدي الساري) :626. هشيم، حجة يدلّس، وهو لين في روايته عن الزهري. (المغني في الضعفاء) : 2/ 712، ت 6765.
[ (1) ] هو عباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن حييّ بن الحارث ابن بهثة بن سليم السّلمي، يكنى أبا الفضل، وقيل أبا الهيثم. أسلم قبل فتح مكة بيسير، وكان مرداس أبوه شريكا ومصافيا لحرب بني أمية، ويزعم بعض أهل الأخبار أن الجن قتلتهما جميعا، وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم، فهاموا ولم يوجدوا، ولم يسمع لهم بأثر: طالب بن أبي طالب، وسنان ابن حارثة، ومرداس بن أبي عامر، أبو عباس بن مرداس.
وكان عباس بن مرداس من المؤلفة قلوبهم وممن حسن إسلامهم، ولما أعطى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم من سبي حنين «الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن» مائة مائة من الإبل، ونقص طائفة من المائة، منهم عباس بن مرداس، جعل عباس بن مرداس يقول، إذا لم يبلغ به من العطاء ما بلغ به من العطاء ما بلغ بالأقرع بن حابس وعيينة بن حصن:
أتجعل نهبي ونهب العبيد
…
بين عيينة والأقرع
فما كان حصن ولا حابس
…
يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئ منهما
…
ومن تضع اليوم لا يرفع
وقد كنت في القوم ذا تدرأ
…
فلم أعط شيئا ولم أمنع
فصالا أفائل أعطيتها
…
عديد قوائمها الأربع
وكانت نهابا تلافيتها
…
بكرّي على المهر في الأجرع
وإيقاظي القوم أن يرقدوا
…
إذا هجع الناس لم أهجع
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اذهبوا فاقطعوا عني لسانه، فأعطوه حتى رضي،
وكان شاعرا محسنا مشهورا، وله في يوم حنين أشعار حسان، وهو القائل:
يا خاتم النّباء إنك مرسل
…
بالحق كل هدى السبيل هداكا
إن الإله بني عليك محبة
…
في خلقه، ومحمدا سمّاكا
وكان عباس بن مرداس ممن حرّم الخمر في الجاهلية. وكان ممن حرّم الخمر في الجاهلية أيضا: أبو بكر الصديق، وعثمان بن مظعون، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وقيس بن عاصم، وحرمها قبل هؤلاء: عبد المطلب بن هاشم، وعبد اللَّه بن جدعان، وشيبة بن ربيعة، وورقة بن نوفل، والوليد ابن المغيرة، وعامر بن الظرب، ويقال: هو أول من حرّمها في الجاهلية على نفسه، ويقال: بل عفيف ابن معديكرب العبديّ، كان عباس بن مرداس ينزل بالبادية بناحية البصرة، روي عنه ابنه كنانة ابن عباس.
* (تهذيب التهذيب) : 5/ 114، (طبقات ابن سعد) : 1/ 273، 307، 308، 2/ 53، 4/ 271، 346، 5/ 516، (الإصابة) : 3/ 633- 634، (الاستيعاب) :
وخفاف بن ندبة [ (1) ]- فقال أبو سفيان [ (2) ] : من هؤلاء؟ قال العباس [ (3) ] : خالد بن الوليد، فلما حاذى خالد العباس وأبا سفيان،
[ () ] 2/ 817- 820، (ابن هشام) : 5/ 91- 92، (المعارف) : 336- 342، (زاد المعاد) : 3/ 473، 476. (الشعر والشعراء) :184.
[ (1) ] هو خفاف بن ندبة «بالحركات الثلاث» ابن عمير بن عمر بن الشريد السّلمي، «ندبة أمه، وأبوه عمير» . يكنى أبا خرشة، أو خراشة، وهو ابن عم خنساء، وصخر، ومعاوية، وخفاف هذا شاعر مشهور بالشعر، وكان أسود حالكا. قال أبو عبيدة: هو أحد أغربة العرب. قال الأصمعي: شهد خفاف حنينا. وقال غيره: شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة، ومعه لواء بني سليم، وشهد حنينا والطائف. وقال أبو عبيدة: حدثني أبو بلال سهم بن العباس بن مرادس السلمي قال:
غزا معاوية بن عمرو بن الشريد أخو خنساء مرّة وفزارة ومعه خفاف بن ندبة، فاعتوره هاشم وزيد ابنا حرملة المرّيّان، فاستطرد له أحدهما، ثم وقف وشدّ عليه الآخر فقتله، فلما تنادوا قتل معاوية.
قال خفاف، قتلني اللَّه إن رمت حتى أثأر به، فشدّ على مالك بن حمار سيد بني شمخ بن فزارة فقتله، وقال:
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها
…
فعمدا على عيني تيمّمت مالكا
وقفت له علوي وقد خان صحبتي
…
لأبني مجدا أو لأثأر هالكا
أقول له والرمح يأطر متنه
…
تأمّل خفافا إنني أنا ذلكا
قال أبو عمر: له حديث واحد لا أعلم غيره، رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم: فقلت: يا رسول اللَّه، أين تأمرني أن أنزل، أعلى قرشىّ؟ أم أنصاريّ؟ أم أسلم؟ أم غفار؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:«يا خفاف، ابتغ الرفيق قبل الطريق، فإن عرض لك أمر نصرك، وإن احتجت إليه رفدك» . هذا الحديث عند الخطيب في الجامع، من طريق عبد للَّه بن محمد اليماني، عن أبيه عن جده قال: قال خفاف بن ندبة: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا خفاف ابتغ الرفيق قبل الطريق»
وكلها ضعيفة.
* (المعارف) : 325، 597، (تاريخ الطبري) : 3/ 265، 427، (طبقات ابن سعد) :
3/ 604، 4/ 275، (الشعر والشعراء) : 212، (الإصابة) : 2/ 236- 237، (الاستيعاب) : 2/ 450- 451، (إتحاف السادة المتقين) : 7/ 452، (كنز العمال) :
17539.
[ (2) ] راجع ترجمته ص (11) من هذا الجزء.
[ (3) ] هو العبّاس، عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قيل: إنه أسلم قبل الهجرة، وكتم إسلامه، وخرج مع قومه إلى بدر، فأسر يومئذ، فادّعى أنه مسلم، فاللَّه تعالى أعلم، وليس هو في عداد الطلقاء، فإنه كان قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفتح، ألا تراه أجار أبا سفيان بن حرب؟ وله عدة أحاديث، منها خمسة وثلاثون في مسند بقيّ، وفي البخاري ومسلم حديث، وفي البخاري حديث، وفي مسلم ثلاثة أحاديث، وقدم الشام مع عمر.
قال الكلبي: كان العباس شريفا مهيبا، عاقلا جميلا، أبيض بضا، له ضفيرتان، معتدل القامة، ولد قبل عام الفيل بثلاث سنين.
بل كان من أطول الرجال، وأحسنهم صورة، وأبهاهم وأجهرهم صوتا، مع الحلم الوافر والسؤدد.
كبر بمن معه ثلاثا ومضوا. ثم مرّ على إثره الزبير بن العوام: في خمسمائة ومعه راية سوداء، فلما حاذاهما كبّر ثلاثا وكبر أصحابه، فقال [أبو سفيان] : من هذا؟ قال [العباس] : الزبير بن العوام. قال: ابن أختك؟ قال: نعم! ومرّت بنو غفار [ (1) ] في ثلاثمائة يحمل رايتهم أبو ذرّ الغفاريّ [ (2) ] [ويقال: إيماء
[ () ] روي مغيرة عن أبي رزين، قال: قيل للعباس: أنت أكبر أو النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو أكبر مني وأنا ولدت قبله، وكان يمنع الجار، ويبذل المال، ويعطي في النوائب.
وثبت أن العباس كان يوم حنين، وقت الهزيمة، آخذا بلجام بغلة النبي صلى الله عليه وسلم وثبت معه حتى نزل النصر. وثبت من حديث أنس: أن عمرا استسقى فقال: اللَّهمّ إنا كنا قحطنا على عهد نبيك توسّلنا به، وإنا نستسقي إليك بعم نبيّك العباس.
قال الضحاك بن عثمان الحزامي: كان يكون للعباس الحاجة إلى غلمانه وهم بالغابة، فيقف على سلع، وذلك في آخر الليل فيناديهم، فيسمعهم، والغابة نحو من تسعة أميال.
كان تامّ الشكل، جهوريّ الصوت جدا، وهو الّذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يهتف يوم حنين:
يا أصحاب الشجرة.
كانت وفاته في سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة، وله ست وثمانون سنة، ولم يبلغ أحد هذه السّن من أولاده، ولا أولادهم، ولا ذريته الخلفاء، وقبره بالبقيع.
* (مسند أحمد) : 1/ 206، (طبقات ابن سعد) : 4/ 5- 33، (التاريخ الكبير) :
7/ 2، (المعارف) : 118، 137، 156، 589، 592، (الجرح والتعديل) : 6/ 210، (المستدرك) : 3/ 321- 334، (تهذيب التهذيب) : 5/ 214- 215، (الاستيعاب) :
2/ 810/ 817، (صفة الصفوة) : 1/ 262- 264، (الإصابة) : 3/ 631- 632 (خلاصة تذهيب الكمال) : 2/ 35، (كنز العمال) : 3/ 502.
[ (1) ] غفار بن مليل: بطن من كنانة من العدنانية، وهم بنو غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة (عمرو) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، كانوا حول مكة، ومن مياههم: بدر، ومن أوديتم ودّان.
وقد قاتلوا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، وعددهم ألف،
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: الأنصار، ومزينة، وجهينة، وغفار، وأشجع، ومن كان من بني عبد اللَّه، مواليّ دون الناس، واللَّه ورسوله مولاهم.
وولد مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد منافة بن كنانة: غفار بطن ضخم، ونعيلة. منهم: الحكم ابن عمرو بن مجدع بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل، له صحبة ورواية ولي خراسان، وأبو سريحة حذيفة بن أمية بن أسيد بن الأحوص بن واقعة بن حرام بن غفار، له صحبة ورواية، وأبو ذر الصاحب.
(معجم قبائل العرب) : 3/ 890، (جمهرة أنساب العرب) : 186، (ترتيب القاموس المحيط) : 3/ 406، (معجم البلدان) : 5/ 420، (اللباب في تهذيب الأنساب) : 2/ 387.
[ (2) ] هو جندب بن جنادة الغفاريّ، وقيل: جندب بن سكن. وقيل: برير بن جنادة، وقيل: برير ابن عبد اللَّه، ونبّأني الدمياطيّ: أنه جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار- أخي
ابن رحضة] [ (1) ] ، فلما حاذوهما كبروا ثلاثا، فقال أبو سفيان: من هؤلاء؟ قال
[ () ] ثعلبة- ابني مليل بن ضمرة، أخي ليث والدّيل، أولاد بكر، أخي مرة، والد مدلج بن مرة، ابني عبد مناة بن كنانة.
أحد السابقين الأولين، من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. قيل: كان خامس خمسة في الإسلام. ثم إنه ردّ إلى بلاد قومه، فأقام بها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك، فلما أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، هاجر إليه أبو ذرّ رضي الله عنه، ولازمه، وجاهد معه، وكان يفتي في خلافة أبي بكر، وعمر وعثمان، وكان رأسا في الزهد، والصدق، والعلم، والعمل، قوّالا بالحق، لا تأخذه في اللَّه لومة لائم، على حدّة فيه، وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر، رضي الله عنهما.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر- مع قوّة أبي ذرّ في بدنه وشجاعته-: «يا أبا ذرّ، إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمّرنّ على اثنين، ولا تولّينّ مال يتيم» .
فهذا محمول على ضعف الرأي، فإنه لو ولي مال يتيم لأنفقه كلّه في سبيل الخير، ولترك اليتيم فقيرا، فإنه كان لا يستجيز ادخار النقدين، والّذي يتأمّر على الناس، يريد أن يكون فيه حلم ومداراة، وأبو ذر رضي الله عنه كانت فيه حدّة فنصحه النبي صلى الله عليه وسلم.
وله مائتا حديث وأحد وثمانون حديثا، اتّفقا منها على اثنى عشر حديثا، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بتسعة عشر.
قال الواقدي كان حامل راية غفار يوم حنين أبو ذر. قال الفلّاس والعيصم بن عديّ وغيرهما:
مات سن اثنتين وثلاثين، ويقال: مات في ذي الحجة.
* (الزهد للإمام أحمد) : 139، (مسند أحمد) : 5/ 144، (طبقات ابن سعد) :
4/ 219- 237، (التاريخ الكبير) : 2/ 212، (المعارف) : 2/ 67، 152، 195، 252، 253، (تاريخ الطبري) : 4/ 283، (المستدرك) : 3/ 337- 346، (حلية الأولياء) : 1/ 156- 170، (الاستيعاب) : 1/ 252- 456، 4/ 1652- 1656، (جامع الأصول) : 9/ 50- 59، (تاريخ الإسلام) : 2/ 165- 170، (تهذيب التهذيب) 12/ 98- 99، (خلاصة تذهيب الكمال) : 1/ 173 (كنز العمال) : 13/ 311، (شذرات الذهب) : 1/ 24، 56، 63، (الإصابة) : 1/ 506، 7/ 125- 130، (سير أعلام النبلاء) : 1/ 46- 78.
[ (1) ] هو إيماء بن رحضة بن خرّبة بن خفاف بن حارثة بن غفار، قديم الإسلام، قال ابن المديني: له صحبة. قال: وقد روي حنظلة الأسلمي عن خفاف بن إيماء بن رحضة حديث القنوت، وقال بعضهم: عن إيماء بن رحضة.
وروي مسلم في صحيحه، قصة إسلام أبي ذر، من طريق عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذرّ، وفيها: فجئنا قومنا فأسلم نصفهم قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان يؤمهم إيماء بن رحضة الغفاريّ. ولكن ذكر الإمام أحمد في هذا الحديث الاختلاف على رواية سليمان بن المغيرة، هل هو خفاف بن إيماء أو أبوه إيماء ابن رحضة؟ وعلى هذا فيمكن أن يكون إسلام خفاف تقدم على إسلام أبيه.
وذكر الزبير بن بكار من حديث حكيم بن حزام، أن إيماء بن رحضة حضر بدرا مع المشركين، فيكون إسلامه بعد ذلك.
العباس: بنو غفار. فقال: ما لي ولبني غفار!! ثم مضت أسلم [ (1) ] في أربعمائة فيها لواءان يحمل أحدهما بريدة بن الحصيب [ (2) ] ، والآخر ناجية بن الأعجم [ (3) ] .
[ () ] وقال ابن سعد: كان قد سكن غيقة من ناحية السّقيا، ويأوى إلى المدينة، وقال أبو عمر في الاستيعاب: أسلم قريبا من الحديبيّة، وكانوا مرّوا عليه ببدر وهو مشرك، ولابنه خفاف صحبة، وكانا ينزلان غيقة من بلاد بني غفار، ويأتون المدينة كثيرا، ولابنه خفاف رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
* (الإصابة) : 1/ 169، (الاستيعاب) : 1/ 135، (طبقات ابن سعد) : 4/ 221، (مسلم بشرح النووي) : 16/ 31.
[ (1) ] أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، منهم أبو فراس ربيعة بن كعب الأسلمي، له صحبة، أبو برزة الأسلمي وغيرهما. (اللباب في تهذيب الأنساب) : 1/ 58.
ولد أسلم بن أفصى: سلامان بن أسلم، بطن، وهوازن بن أسلم، بطن، منهم: مالك والنعمان ابنا خلف بن عوف بن دارم بن عدّ بن وائلة بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم، كانا طليعتين للنّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم أحد، قتلا فدفنا في قبر واحد، وبريدة بن الخصيب الأسلمي. (جمهرة أنساب العرب) :240.
[ (2) ] هو بريدة بن الحصيب بن عبد اللَّه بن الحارث بن الأعرج بن سعد. أبو عبد اللَّه، وقيل أبو سهل، وأبو ساسان، وأبو الحصيب، الأسلمي. قيل إنه أسلم عام الهجرة، إذ مرّ به النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا، وشهد غزوة خيبر، والفتح، وكان معه اللواء، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقة قومه. وكان يحمل لواء الأمير أسامة حين غزا أرض البلقاء، إثر وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
له جملة أحاديث، نحو مائة وخمسين حديثا، نزل مرو، ونشر العلم بها، وسكن البصرة مدة، ثم غزا خراسان زمن عثمان، وكان بريدة من أمراء عمر بن الخطاب في نوبة سرغ. وقال ابن سعد:
مات بريدة سنة ثلاث وستين.
* (مسند أحمد) : 5/ 346، (طبقات ابن سعد) : 4/ 241- 243، 7/ 365، (التاريخ الكبير) : 2/ 141، (المعارف) : 300، (الجرح والتعديل) : 2/ 424، (الإصابة) : 1/ 286- 287، (الاستيعاب) : 1/ 185- 186، (شذرات الذهب) :
1/ 70، (سير أعلام النبلاء) : 2/ 469- 471.
[ (3) ] هو ناجية بن الأعجم الأسلمي، شهد الحديبيّة مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: أخبرنا محمد بن عمر قال:
حدثني الهيثم بن واقد عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال: حدثني أربعة عشر رجلا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أن ناجية بن الأعجم هو الّذي نزل بالسهم في البئر بالحديبية فجاشت بالرواء حتى صدورا بعطن.
قال: وقال محمد بن عمر: ويقال الّذي نزل بالسهم ناجية بن جندب، ويقال: البراء بن عازب، ويقال: عباد بن خالد الغفاريّ، والأول أثبت أنه ناجية بن الأعجم، وعقد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لأسلم لواءين، فحمل أحدهما ناجية بن الأعجم، والآخر بريدة بن الحصيب.
ومات ناجية بن الأعجم بالمدينة، في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان، وليس له عقب.
* (طبقات ابن سعد) : 4/ 314- 315، (مغازي الواقدي) : 587، 588، 800، 819، (الإصابة) : 4/ 314- 315.
فلما حاذوهما كبّروا، فقال: من هؤلاء؟ قال: أسلم. قال ما لي ولأسلم! ما كان بيننا وبينهم ترة [ (1) ] قط. قال العباس: هم قوم مسلمون دخلوا في الإسلام ثم مرّت بنو كعب بن عمرو [ (2) ] في خمسمائة، يحمل لواءهم بسر بن سفيان [ (3) ] . قال من هؤلاء؟ قال: بنو كعب بن عمرو. فلما حاذوه كبروا ثلاثا. ثم مرت مزينة [ (4) ]
[ (1) ] التّرة: الثأر، كناية عن هوانهم.
[ (2) ] هم بنو كعب بن عمرو مزيقياء، ولد كعب بن عمرو مزيقياء: ثعلبة، وامرؤ القيس قاتل الجوع، وجبلة، ومالك. منهم النّمس، وهو يزيد ابن الأسود بن معدّ بن شراحبيل بن الأرقم بن الأسود ابن ثعلبة بن كعب، دخل مع جبلة إلى الروم، ثم رجع مسلما، ولولده بالشام عدد وشرف، ورجع معه جماعة من غسّان مسلمين.
ومنهم: فروة بن المنذر، قاتل مع ابن الزبير، والسّموأل بن حيّا بن عاديا بن رفاعة بن الحارث ابن ثعلبة بن كعب بن عمرو مزيقياء، وكان يهوديا، وهو الّذي يضرب به المثل في الوفاء، وهو صاحب تيماء، وولده شريح بن السموأل، ولولده هنالك عدد، ومدحه الأعشى، وكانوا ملوك تيماء.
والكعبيّ: نسبة إلى سبعة رجال، ذكرهم ابن الأثير في تهذيبه لأنساب السمعاني فليراجع هناك.
* (جمهرة أنساب العرب) : 372، (اللباب في تهذيب الأنساب) : 3/ 101- 102، (الاشتقاق) :436.
[ (3) ] هو بسر بن سفيان بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد اللَّه بن عمير بن حبيشة بن سلول الخزاعيّ، قال ابن الكلبي: كتب إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم وكان شريفا.
وقال أبو عمر: أسلم سنة ستّ، وجرى ذكره في حديث الحديبيّة وغيره. قال الإمام أحمد في مسندة: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم قالا: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عام الحديبيّة يريد زيارة البيت لا يريد قتالا، وساق معه الهدي سبعين بدنة، حتى إذا كان بعسفان لقيه بسر بن سفيان الكعبي، فقال:
يا رسول اللَّه، هذه قريش قد سمعت بمسيرك، فخرجت معها العوذ المطافيل،.... فذكر الحديث مطوّلا.
وله يقول عبد اللَّه بن الزّبعرى في قصة طلب آل مخزوم بدم الوليد بن الوليد بن المغيرة من خزاعة.
ألا بلّغا بسر بن سفيان أنّه
…
يبلّغها عني الخبير المفرّد
فذكر القصيدة، قال: فأخذ بسر بيد ابنه فقال: يا معشر قريش، هذا ابني رهين لكم بالدية، فأخذه خالد بن الوليد، فأطعمه وكساه حلّة وطيّبه، وقال: انطلق إلى أبيك، فحمل بسر بن سفيان إليهم دية الولد. وفرّد الرجل: إذا تفقه وخلا بمراعاة الأمر والنهي، وقد جاء في الخبر: طوبى للمفردين.
* (الإصابة) : 1/ 292، (طبقات ابن سعد) : 2/ 95، 160، 4/ 294، (الاستيعاب) : 1/ 166، (مغازي الواقدي) : 592، 943، (مسند أحمد) : 4/ 323، (لسان العرب) : 3/ 332 مادة «فرد» .
[ (4) ] نسبوا إلى مزينة بنت كلب بن وبرة، أم عثمان وأوس، وهم قبيلة كبيرة، منها عبد اللَّه بن مغفّل المزني، له صحبة ومعقل، والنعمان وسويد بنو مقرن المزني، لهم صحبة، وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني المصري صاحب الشافعيّ، وأما أحمد بن إبراهيم بن العيزار المزني، فإنه نسبة إلى قرية مزنة، وهي
في ألف- فيها ثلاثة ألوية ومائة فرس، يحمل ألويتها: النعمان بن مقرّن [ (1) ] ، وبلال بن الحارث [ (2) ] ، وعبد اللَّه بن عمر [ (3) ]- فلما حاذوه كبّروا، فقال: من
[ () ] من قرى سمرقند وتحرك النسبة إليها.
* (اللباب في تهذيب الأنساب) : 3/ 205، (جمهرة أنساب العرب) : 201، (معجم البلدان) : 1/ 614، مراصد الاطلاع: 1/ 236، (معجم ما استعجم) : 1/ 287، الاشتقاق:180.
[ (1) ] هو النعمان بن مقرّن أبو حكيم، وقيل: أبو عمرو المزنيّ الأمير، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كان إليه لواء قومه يوم فتح مكة، ثم كان أمير الجيش الذين افتتحوا نهاوند، فاستشهد يومئذ، وكان مجاب الدعوة، فنعاه عمر على المنبر إلى المسلمين، وبكى.
حدّث عنه ابنه معاوية، ومعقل بن يسار، ومسلم بن الهيضم، وجبير بن حية الثقفيّ، وكان مقتله في سنة إحدى وعشرين، يوم جمعة، رضي الله عنه.
* (مسند أحمد) : 5/ 444، (الإصابة) : 6/ 449، (الاستيعاب) : 4/ 1505، (تهذيب التهذيب) : 10/ 407، (خلاصة تذهيب الكمال) : 3/ 196، (التاريخ الكبير) :
8/ 75 (المستدرك) : 3/ 292- 295، (شذرات الذهب) : 1/ 32، (المعارف) : 75، 183، 299، (طبقات ابن سعد) : 6/ 18، (الجرح والتعديل) : 8/ 444، (سير أعلام النبلاء) : 356- 358.
[ (2) ] هو بلال بن الحارث بن عصم بن سعيد بن قرّة بن خلاوة- بالخاء المعجمة المفتوحة- ابن ثعلبة ابن ثور، أبو عبد الرحمن المزني، من أهل المدينة، أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم العقيق.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد مزينة سنة خمس من الهجرة، وسكن موضعا يعرف بالأشعر وراء المدينة، ثم تحول إلى البصرة، وكان صاحب لواء مزينة يوم الفتح. ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من المهاجرين، توفي سنة ستين في خلافة معاوية رحمه الله، وهو ابن ثمانين سنة. وابنه حسّان بن بلال، أول من أحدث الإرجاء بالبصرة.
* (شذرات الذهب) : 1/ 65، (الاستيعاب) : 1/ 183، (الإصابة) : 1/ 326، (تهذيب التهذيب) : 1/ 440، (طبقات ابن سعد) : 1/ 272، 291، 339، (حلية الأولياء) : 8/ 187، (المعارف) : 298، (مغازي الواقدي) : 276، 425، 426، 571، 799، 800، 820، 896، 1014، 1029.
[ (3) ] هو عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب ابن لؤيّ بن غالب، الإمام القدوة شيخ الإسلام، أبو عبد الرحمن القرشيّ العدويّ المكيّ، ثم المدنيّ.
أسلم وهو صغير، ثم هاجر مع أبيه قبل أن يحتلم، واستصغر يوم أحد، فأول غزواته الخندق، وهو ممن بايع تحت الشجرة، وأمه وأم المؤمنين حفصة، زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون الجمحيّ.
روي علما كثيرا نافعا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه، وأبي بكر، وعثمان، وعليّ، وبلال، وصهيب، وعامر بن ربيعة، وزيد بن ثابت، وزيد عمّه (زيد بن الخطاب) ، وسعد، وابن مسعود، وعثمان ابن طلحة، وأسلم، وحفصة أخته، وعائشة، وغيرهم.
هؤلاء؟ قال: مزينة. قال: ما لي ولمزينة! جاءتني تقعقع من شواهقها [ (1) ] ! ثم مرّت جهينة [ (2) ] في ثمانمائة-
[ () ] روي عنه الحسن البصريّ وطاووس، وابن شهاب الزّهريّ، وأمم سواهم. قدم الشام والعراق، والبصرة وفارس غازيا، وقال ابن يونس: شهد ابن عمر فتح مصر، واختط بها، وروي عنه أكثر من أربعين نفسا من أهلها.
قال ابن مسعود: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد اللَّه بن عمر، وعن عائشة رضي الله عنها: ما رأيت أحدا ألزم للأمر الأول من ابن عمر.
قال مالك: كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت، عبد اللَّه بن عمر، مكث ستين سنة يفتي الناس.
عن مالك، بلغه أن ابن عمر قال: لو اجتمعت عليّ الأمّة إلا رجلين ما قاتلتهما، ولابن عمر في مسند بقيّ ألفان وستمائة وثلاثون حديثا بالمكرر، واتفقا له على مائة وثمانية وستين حديثا، وانفرد له البخاري بأحد وثمانين حديثا، ومسلم بأحد وثلاثين.
قال ضمرة بن ربيعة: مات ابن عمر سنة ثلاث وسبعين. وقال مالك: بلغ ابن عمر سبعا وثمانين سنة.
* (طبقات ابن سعد) : 2/ 373، 4/ 188، (الزهد للإمام أحمد) : 237، (التاريخ الصغير) : 1/ 154، (حلية الأولياء) : 1/ 292- 314، (المعارف) : 37، 135، 162، 184- 185، 186، 187، 188، 189، 190، 200، 274، 364، 401، 452، 453، 460، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 278، 281، (وفيات الأعيان) :
3/ 28- 31، (جمهرة أنساب العرب) : 152، (المستدرك) : 3/ 556، 557، (جامع الأصول) : 9/ 64، (تاريخ بغداد) : 1/ 171- 173، (الجرح والتعديل) : 5/ 107، (مرآة الجنان) : 1/ 154، (البداية والنهاية) : 9/ 7- 9، (الإصابة) : 4/ 181- 188، (خلاصة تذهيب الكمال) : 2/ 81، (شذرات الذهب) : 1/ 81، (سير أعلام النبلاء) :
3/ 203- 239.
[ (1) ] القعقاع: من إذا مشى سمع لمفاصل رجليه تقعقع. (ترتيب القاموس) : 3/ 660، والشواهق:
جمع شاهق، وهي الجبال العالية، وكانت مزينة من أصحاب الجبال، وكني أبو سفيان بذلك عن أنهم أجلاف غلاظ.
[ (2) ] جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم، ولد جهينة بن زيد: قيس، ومودوعة. فولد قيس ابن جهينة: غطفان وغيّان،
وفد بنو غيّان على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال لهم: أنتم بنو رشدان،
وكان واديهم يسمى غوى، فسمّي رشدا.
وينسب إليها خلق كثير من الصحابة التابعين ومن بعدهم. قال ابن الأثير في (اللباب) : هكذا قال السمعاني جهينة، واسمه زيد، وليس كذلك، وإنما جهينة هو ابن زيد، وأسلم بضم اللام.
وجهينة أيضا قرية من قرى الموصل، منها تاج الإسلام أبو عبد اللَّه الحسين بن نصر بن محمد ابن خميس الموصلي الجهنيّ، الفقيه المحدث المشهور.
* (اللباب في تهذيب الأنساب) : 1/ 317- 318، (جمهرة أنساب العرب) :444.
معها أربعة ألوية يحملها أبو روعة معبد بن خالد [ (1) ] ، وسويد بن صخر [ (2) ] ، ورافع بن مكيث [ (3) ]
[ (1) ] هو معبد بن خالد الجهنيّ، يكنى أبو روعة، أو أبو زرعة. ذكره الواقدي في الصحابة، وقال:
أسلم معبد بن خالد قديما، وهو أحد الأربعة لذين حملوا ألوية جهينة يوم الفتح، ومات سنة اثنتين وسبعين، وهو ابن بضع وثمانين، وكان يلزم البادية.
وقال أبو أحمد في كتاب الكنى في الراء: أبو روعة هو معبد بن خالد الجهنيّ، له صحبة، كان يلزم البادية، ذكره الواقدي، وقال عنه: توفي سنة ثلاث وسبعين، وهو ابن ثمانين سنة. وكذلك قال ابن أبي حاتم سواء في الكنية والسّن والوفاة، وقالا: له صحبة، وزاد ابن أبي حاتم: وروي عن أبي بكر وعمر. وقال ابن أبي حاتم: هو غير معبد بن خالد الّذي هو عندهم أول من تكلم بالقدر بالبصرة. وقال: لا يعرف معبد الجهنيّ ابن من هو؟ وليس ابن خالد، وقال غيره: هو نفسه.
* (مغازي الواقدي) : 571، 800، 820، 896، 940، 1038، (المعارف) : 122، 441، 484، 547، 625، (الاستيعاب) : 3/ 1426، (الإصابة) : 6/ 364- 365، (تاريخ الصحابة) : 238، (شذرات الذهب) : 1/ 78، (طبقات ابن سعد) : 3/ 25، 7/ 364.
[ (2) ] هو سويد بن صخر الجهنيّ الأنصاري، ذكر الطبري أنه كان أحد الأربعة الذين يحملون ألوية جهينة، وشهد الحديبيّة، وذكره الواقدي في جملة العشرين الذين خرجوا إلى العرنيين في سرية غالب بن عبد اللَّه الليثي، وهو والد عقبة بن سويد، له صحبة، وذكره ابن حبّان في الثقات، والبخاري في تاريخه الكبير.
* (مغازي الواقدي) : 571، 751، 800، 820، 896، (التاريخ الكبير للبخاريّ) :
4/ 141، (الجرح والتعديل) : 4/ 232، (الثقات) : 3/ 178، (الإصابة) : 3/ 226، (تاريخ الصحابة) : 125 ت 592.
[ (3) ] هو رافع بن مكيث بن عمرو بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عديّ بن الرّبعة بن رشدان بن قيس ابن جهينة، أسلم وشهد الحديبيّة مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، وكان مع زيد بن حارثة في السرية التي وجّهه فيها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى حسمى، وأ كانت في جمادى الآخرة سنة ست، وبعثه زيد بن حارثة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشيرا على ناقة من إبل القوم، فأخذها منه عليّ ابن أبي طالب في الطريق، فردّها على القوم، وذلك حين بعثه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليردّ عليهم ما أخذ منهم، لأنهم قد كانوا قدموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأسلموا، وكتب لهم كتابا.
وكان رافع بن مكيث أيضا مع كرز بن جابر الفهريّ حين بعثه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذي الجدر، وكان مع عبد الرحمن بن سريته إلى دومة الجندل، وبعثه بكتابه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشيرا بما فتح اللَّه عليه.
ورافع بن مكيث أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة الأربعة، التي عقدها لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، يوم فتح مكة، وبعثه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على صدقات جهينة يصدّقهم، وكانت له دار بالمدينة، ولجهينة مسجد بالمدينة.
* (طبقات ابن سعد) : 2/ 88، 131، 160، (الجرح والتعديل) : 3/ 480، (التاريخ
وعبد اللَّه بن بدر [ (1) ]- فلما حاذوهما كبّروا ثلاثا. ثم مرت كنانة [ (2) ] : [بنو ليث [ (3) ] ، وضمرة، وسعد ابن بكر] [ (4) ] في مائتين، يحمل لواءهم أبو واقد الليثي [ (5) ] ، فلما حاذوهما كبروا
[ () ] الكبير) : 3/ 302، (تهذيب التهذيب) : 3/ 201، (الإصابة) : 2/ 445، (تاريخ الصحابة) : 98، (الاستيعاب) : 2/ 485.
[ (1) ] هو عبد اللَّه بن بدر بن زيد بن معاوية بن حسّان بن أسعد بن وديعة بن مبذول بن عديّ بن غنم ابن الرّبعة بن رشدان بن قيس بن جهينة، وكان اسمه عبد العزّى، فلما أسلم غيّر اسمه، فسمّي عبد اللَّه، وأبوه بدر بن زيد الّذي ذكره العباس بن مرداس في شعره.
وكان عبد اللَّه بن بدر مع كرز بن جابر الفهريّ، حين بعثه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، سرية إلى العرنيّين الذين أغاروا على لقاح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذي الجدر، وهو أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة التي عقدها لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، ونزل عبد اللَّه بن بدر المدينة، وله بها دار، وكان ينزل أيضا البادية بالقبليّة جبال جهينة، وقد روي عن أبي بكر. ومات رضي الله عنه في خلافة معاوية ابن أبي سفيان.
* (تاريخ الصحابة) : 161 ت 790، (طبقات ابن سعد) : 1/ 333، 4/ 346، 347، 5/ 556، (التاريخ الكبير) : 3/ 23، (تاريخ الطبري) : 7/ 415، 451، (مغازي الواقدي) : 571، 800، 820، (الثقات) : 3/ 239، (الاستيعاب) : 3/ 871- 872، (الإصابة) : 4/ 19- 20، (الشعر والشعراء) :184.
[ (2) ] ، (3)، (4) كنانة: بطن من عذرة بن زيد اللات، كان له من الولد عبد اللَّه بطن، وعوف وهم العنطوان بطن. وأما كنانة كلب: فهو كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة ابن ثور بن كلب. وكنانة قريش: هو كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وهو والد النضر جد قريش. ففي قول إن ولد النضر يقال لهم قريش، وفي قول يقال ذلك لولد فهر بن مالك ابن النضر. وإذا قيل في النسب كنانيّ، فهم ولد كنانة بن خزيمة غير النضر، مثل ليث، والديل، وضمرة بني عبد مناة بن كنانة، فيقال كناني ليثي.
* (اللباب في تهذيب الأنساب) : 3/ 111- 112، (سبائك الذهب) :106.
وبنو سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، وهم أظآر النبي صلى الله عليه وسلم، عندهم استرضع عليه السلام.
* جمهرة أنساب العرب: 265.
[ (5) ] هو أبو واقد الليثي، مختلف في اسمه، قيل: الحارث بن مالك، وقيل: ابن عوف، وقيل: عوف ابن الحارث بن أسيد بن جابر بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي ابن كنانة. كان حليف بني سعد، قال البخاري، وابن حبان، والباوردي، وأبو أحمد الحاكم: شهد بدرا. وقال أبو عمر: قيل شهد بدرا، ولا يثبت. وقال ابن سعد: أسلم قديما، وكان يحمل لواء بني ليث، وضمرة، وسعد بن بكر يوم الفتح، وحنين، وفي غزوة تبوك يستنفر بني ليث، وكان خرج إلى مكة فجاور بها سنة فمات وقال في موضع آخر: دفن في مقبرة المهاجرين.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وعن عمر، وأسماء بنت أبي بكر. وروى عنه ابناه:
ثلاثا. فقال أبو سفيان: من هؤلاء؟ قال: بنو بكر. قال: أهل شؤم! هؤلاء الذين غزانا محمد بسببهم، أما واللَّه ما شوورت [ (1) ] فيه ولا علمته، ولقد كنت له كارها حيث بلغني، ولكنه أمر حمّ [ (2) ] ! قال العباس: قد خار اللَّه لك [ (3) ] في غزو محمد لكم. ودخلتم في الإسلام كافة. ومرّت بنو ليث [ (4) ]- وهم مائتان وخمسون يحمل لواءهم الصعب بن جثامة [ (5) ]- فلما حاذوهما كبروا ثلاثا فقال
[ () ] عبد الملك، وواقد، وأبو سعيد الخدريّ، وعطاء بن يسار، وعروة، وآخرون. وأما شهوده بدرا فهذا محل خلاف بين الأئمة.
* (حلية الأولياء) : 8/ 359، (مسند أحمد) : 5/ 217، (التاريخ الكبير) : 2/ 58، (الجرح والتعديل) : 3/ 82، (المستدرك) : 7/ 531، (الاستيعاب) : 4/ 1774، (تهذيب التهذيب) : 12/ 270- 271، (الإصابة) : 7/ 55- 456، (خلاصة تذهيب الكمال) : 3/ 252 (شذرات الذهب) : 1/ 76، (تاريخ الصحابة) : 68- 69، (مغازي الواقدي) : 453، 820، 890، 896، 990، (طبقات ابن سعد) : 5/ 173، 175، (سير أعلام النبلاء) : 2/ 574- 576.
[ (1) ] شوورت: من المشاورة، وفي (خ) :«شووت» .
[ (2) ] حمّ الأمر: قضي وأنفد، وفي (خ) :«جم» .
[ (3) ] خار اللَّه لك: اختار لك خير الأمرين.
[ (4) ] انظر التعليق رقم: (29) ، (30) ، (31) .
[ (5) ] هو الصعب بن جثّامة بن قيس بن ربيعة بن عبد اللَّه بن يعمر الليثي، حليف قريش. واسم جثّامة يزيد، أمه أخت أبي سفيان بن حرب، واسمها فاختة. وقيل زينب. وكان ينزل ودّان. مات في آخر خلافة أبي بكر، أو في أول خلافة عمر، قال ابن حبان، ويقال: مات في خلافة عثمان، والأول أثبت. وشهد فتح إصطخر، فقد روي ابن السكن من طريق صفوان بن عمرو، حدثني راشد بن سعد قال: لما فتحت إصطخر نادى مناد: ألا إنّ الدّجال قد خرج،
فلقيهم الصعب بن جثّامة قال: لقد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره.
قال ابن السكن: إسناده صالح. قال الحافظ ابن حجر: فيه إرسال، وهو يردّ على من قال: إنه مات في خلافة أبي بكر.
وقال ابن مندة: كان الصعب ممن شهد فتح فارس.
وقال يعقوب بن سفيان: أخطأ من قال: إن الصعب بن جثّامة مات في خلافة أبي بكر خطأ بينا، فقد روي ابن إسحاق عن عمر بن عبد اللَّه، أنه حدّثه عن عروة، قال: لما ركب أهل العراق في الوليد بن عقبة كانوا خمسة، منهم: الصعب بن جثّامة، وللصعب أحاديث في الصحيح من رواية ابن عباس عنه.
وأخرج أبو بكر بن لال في كتاب المتحابين، من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت قال: آخى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بين عوف بن مالك والصعب بن جثّامة، رضي اللَّه تعالى عنهما.
* (تاريخ الصحابة) : 137، (الإصابة) : 3/ 426- 427، (الاستيعاب) : 2/ 739، (الثقات) : 3/ 195، (تهذيب التهذيب) : 4/ 369، (مغازي الواقدي) : 556، 820،
أبو سفيان: من هؤلاء؟ قال: بنو ليث. ثم مرّت أشجع [ (1) ]- وهما ثلاثمائة معهم لواءان يحملهما معقل بن سنان [ (2) ]، ونعيم بن مسعود [ (3) ]- فقال أبو سفيان:
[ () ] 1096، (جمهرة أنساب العرب) : 181، (التاريخ الكبير) : 4/ 322، (الجرح والتعديل) :
4/ 450، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 249، (الكامل في التاريخ) : 2/ 449، (تاريخ الإسلام) : 3/ 76- 77.
[ (1) ] هم بنو أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان. منهم معقل بن سنان بن مظاهر بن عركيّ ابن فتيان بن سبيع بن أشجع بن ريث.
* (لسان العرب) : 8/ 175، (جمهرة أنساب العرب) : 249- 250، (اللباب) :
1/ 64، (سبائك الذهب) :270.
[ (2) ] هو معقل بن سنان الأشجعي، له صحبة ورواية، حمل لواء أشجع يوم الفتح، وهو راوي قصة «بروع» ، وكان من كبار أهل الحرة، أسر فذبح صبرا يوم الحرّة، وله نيف وسبعون سنة، قتل في سنة ثلاث وستين.
أخرج أحمد، وأبو داود، والنسائي، في النكاح: باب إباحة التزوج بغير صداق، والترمذي في الرضاع: باب ما جاء في الرجل يتزوج المرأة فيموت عنها قبل أن يفرض لها، وابن ماجة في النكاح، من طريق الشعبي عن مسروق، عن عبد اللَّه، في رجل تزوج امرأة، فمات عنها، ولم يدخل بها، ولم يفرض لها الصداق، فقال: لها الصداق كاملا، وعليها العدة، ولها الميراث، فقال معقل بن سنان:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قضى في بروع بنت واشق. وإسناده صحيح، وصححه الترمذي، وابن حبان، والحاكم، ووافقه الذهبي.
* (مسند أحمد) : 3/ 474، (طبقات ابن سعد) : 4/ 282- 283، (التاريخ الكبير) :
7/ 391، (المعارف) : 298، (الجرح والتعديل) : 8/ 284، (تهذيب التهذيب) :
10/ 210 (الإصابة) : 6/ 181- 183، (خلاصة تذهيب الكمال) : 3/ 45، (شذرات الذهب) : 1/ 71، (سير أعلام النبلاء) : 2/ 576- 577، (تاريخ الصحابة) :239.
[ (3) ] هو نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيس بن ثعلبة بن قنفذ بن خلادة بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث ابن غطفان، الغطفانيّ، الأشجعيّ، الصحابيّ، أبو سلمة، أسلم في وقعة الخندق، وهو الّذي أوقع الخلف بين قريظة وغطفان وقريش يوم الخندق، وخذل بعضهم عن بعض، وأرسل اللَّه تعالى عليهم ريحا وجنودا لم يروها.
وقيل: إنه الّذي نزلت فيه: الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ يعني نعيم بن مسعود وحده، كني عنه وحده بالناس في قول طائفة من أهل التفسير. قال بعض أهل المعاني: إنما قيل ذلك، لأن كلّ واحد من الناس يقوم مقام الآخر في مثل ذلك وقد قيل في تأويل الآية غير ذلك. سكن نعيم بن مسعود المدينة، ومات في خلافة، عثمان، يوم الجمل مع عليّ، رضي الله عنهم.
* (تهذيب التهذيب) : 10/ 415- 416، (الثقات) : 3/ 415، (رجال أنزل اللَّه فيهم قرآنا) : 1/ 106- 107، 4/ 197، 198، 199، (تاريخ الصحابة) : 250، (الاستيعاب) : 1508، 1509، (الإصابة) : 6/ 461، (تهذيب الأسماء واللغات) :
2/ 131، (خلاصة تذهيب الكمال) : 3/ 98.