الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خيمة النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه فيها، وفرقة أغارت على النهب تنهب، وفرقة طلبت العدو فأسروا وغنموا.
اختلاف المسلمين في الغنائم، وما نزل من القرآن في ذلك
وكان سعد بن معاذ ممن أقام على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم [فقال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم][ (1) ] :
ما منعنا أن نطلب العدو زهادة في الأجر ولا جبن [ (2) ] عن العدو، ولكن خفنا أن يرى [ (3) ] موضعك فتميل عليك خيل من خيل المشركين ورجال من رجالهم، وقد أقام عند خيمتك وجوه من المهاجرين والأنصار ولم يشذّ أحد منهم، والناس كثير، ومتى تعط هؤلاء لا يبقى لأصحابك شيء، والأسرى والقتلى كثير، والغنيمة قليلة.
فاختلفوا، فأنزل اللَّه تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ [ (4) ] فرجع الناس وليس لهم من الغنيمة شيء، ثم أنزل اللَّه تعالى وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ [ (5) ] فقسمه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. ويقال: لما اختلفوا في غنائم بدر أمر صلى الله عليه وسلم بها أن [ (6) ] تردّ في القسمة، فلم يبق منها شيء إلا ردّ، فظن أهل الشجاعة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخصهم بها دون أهل الضعف، [ (7) ] ثم أمر صلى الله عليه وسلم أن تقسم بينهم على سواء
فقال سعد: يا رسول اللَّه، أتعطي فارس القوم الّذي يحميهم مثل ما تعطي الضعيف؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ثكلتك أمك، وهل تنصرون إلا بضعفائكم؟
ونادى مناديه: من قتل قتيلا فله سلبه، وأمر بما وجد في العسكر وما أخذوا بغير قتال فقسمه بينهم، ويقال: أمر أن تردّ الأسرى والأسلاب وما أخذوا في المغنم، ثم أقرع بينهم، في الأسرى وقسم الأسلاب التي ينفل [ (8) ] الرجل نفسه في المبارزة، وما أخذوه من العسكر قسمه بينهم. والثبت من هذا: أن كل ما جعله لهم فإنه سلّمه لهم، وما لم يجعل قسمه بينهم.
[ (1) ] زيادة يقتضيها السياق.
[ (2) ] في (خ)«جنبا» ولعلها «زهادة في الأجر ولا جبنا» .
[ (3) ] أي يخلو ممن يحرسه.
[ (4) ] أول سورة الأنفال.
[ (5) ] الآية 41/ الأنفال.
[ (6) ] في (خ)«بأن» .
[ (7) ] زيادة من (الواقدي) ج 1 ص 100.
[ (8) ] في (الواقدي)«نفّل» وفي (خ)«لفتل» .