الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثابت بن أقرم، وصاح يا للأنصار!! فأتاه الناس من كل وجه وهم قليل، وهو يقول: إليّ أيها الناس.
أخذ اللواء لخالد بن الوليد
فلما نظر إلى خالد بن الوليد قال: خذ اللواء يا أبا سليمان! فقال: لا آخذه، أنت أحق به، أنت رجل لك سنّ [ (1) ]، وقد شهدت بدرا. قال ثابت: خذه أيها الرجل! فو اللَّه ما أخذته إلا لك! فأخذه خالد فحمله ساعة، وجعل المشركون يحملون عليه، فثبت حتى تكركر [ (2) ] المشركون، وحمل بأصحابه ففض جمعا من جمعهم، ثم دهمه منهم بشر كثير [ (3) ] ، فانخاش [ (4) ] بالمسلمين فانكشفوا راجعين.
وقد قيل: إن ابن رواحة قتل مساء، فبات خالد فلما أصبح غدا، وقد جعل مقدّمته ساقة وساقته مقدّمة، وميمنته ميسرة وميسرته ميمنة، [فأنكر المشركون][ (5) ] ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيأتهم، فقالوا: قد جاءهم مدد! ورعبوا، فانكشفوا منهزمين، فقتلوا منهم مقتلة لم يقتلها قوم. والأول أثبت: أن خالدا انهزم بالناس فعيّروا بالفرار، وتشاءم الناس به [ (6) ] .
مرجع المسلمين إلى المدينة
فلما سمع أهل المدينة بقدومهم تلقوهم، وجعلوا يحثون في وجوههم التراب، ويقولون: يا فرّار!! أفررتم في سبيل اللَّه؟
فيقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ليسوا بفرار، ولكنهم كرّار إن شاء اللَّه.
خبر المنهزمين وما لقوا من الناس
فانصرفوا إلى بيوتهم فلزموها، فإنّهم كانوا إذا خرجوا صاحوا بهم: يا فرّار! أفررتم في سبيل اللَّه؟
وكان الرجل يدق عليهم فيأبون يفتحون له لئلا يقول [ (7) ] :
ألا تقدمت مع أصحابك فقتلت؟ حتى جعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يرسل إليهم رجلا
[ (1) ] في (خ)«شن» .
[ (2) ] تكركر: ارتد ورجع.
[ (3) ] في (خ)«كبير» .
[ (4) ] انحاش: جمعهم ثم انصرف بهم.
[ (5) ] في (خ) ما بين القوسين «فأنكروا» ، وهي رواية (الواقدي) ج 2 ص 764، وما أثبتناه من (ط) .
[ (6) ] أي بخالد.
[ (7) ] في (خ)«تقول» .