الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجمل، ثم فعل بالسيف الأفاعيل حتى قتل سبعة، وأصابته جراحة فوقع، فناداه قتادة بن النعمان، أبا الغيداق، هنيئا لك الشهادة! فقال: إني واللَّه ما قاتلت يا أبا عمرو على دين، ما قاتلت إلى على الحفاظ [ (1) ] أن تسير إلينا قريش حتى تطأ سعفنا [ (2) ] ، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه.
فذكر للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: من أهل النار، إن اللَّه يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.
خبر الرماة يوم أحد
وتقدم صلى الله عليه وسلم إلى الرماة فقال: احموا لنا ظهورنا، فإنا نخاف أن نؤتى من ورائنا، والزموا مكانكم لا تبرحوا منه، وإذا رأيتمونا نهزمهم حتى ندخل عسكرهم فلا تفارقوا مكانكم، وإن رأيتمونا نقتل فلا تعينونا ولا تدافعوا عنا، اللَّهمّ إني أشهدك عليهم. وأرشقوا خيلهم بالنبل، فإن الخيل لا تقدم [ (3) ] على النبل.
وكان الرماة تحمي ظهور المسلمين، ويرشقون خيل المشركين بالنبل فلا تقع إلا في فرس أو رجل فتولي الخيل هوارب. وشدّ المسلمون على كتائب المشركين فجعلوا يضربون حتى اختلت صفوفهم.
حملة لواء المشركين ومصارعهم
[وحمل لواءهم بعد طلحة ابنه أبو شيبة عثمان بن طلحة][ (4) ] فحمل عليه حمزة فقتله، فحمله أخوه أبو سعد بن أبي طلحة فرماه سعد بن أبي وقاص فقتله. فحمله مسافع بن طلحة بن أبي طلحة فرماه عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح فقتله. فحمله الحارث بن طلحة فرماه عاصم فقتله. فنذرت أمهم سلافة بنت سعد بن الشّهيد- وكانت مع نساء المشركين- أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر، وجعلت لمن جاء به مائة من الإبل. ثم تداول حمل لوائهم عدّة، وكلهم يقتلون، وقال
[ (1) ] الحفاظ: الذب عن المحارم والمنع عند الحروب (المعجم الوسيط) ج 1 ص 185 وفي (ابن هشام) ج 3 ص 34 «فو اللَّه ما قاتلت إلا عن أحساب قومي ولولا ذلك ما قاتلت» .
[ (2) ] سعف النخيل، كناية عن الزرع والأرض.
[ (3) ] في (خ)«لا تقوم» . والتصويب من (الواقدي) ج 1 ص 225.
[ (4) ] كذا في (خ) وهو خطأ، وصوابه في (المغازي) ج 1 ص 226:«ثم حمل لواءهم بعد طلحة عثمان بن أبي طلحة، أبو شيبة» .
الزبير بن بكار: حدثني أبو الحسن الأثرم، عن أبي عبيدة، قال: كان لواء المشركين يوم أحد مع طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار فقتله عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه. وفي ذلك يقول الحجاج بن علاط السّلميّ ثم البهزي [بزاي][ (1) ] :
للَّه أيّ مذبّب عن حرمة
…
أعني ابن فاطمة المعمّ المخولا
جادت يداك لهم بعاجل طعنة
…
فتركت طلحة للجبين مجدّلا
وشددت شدّة باسل فكشفتهم
…
بالجرّ إذ يهوون أخول أخولا
وعللت سيفك بالدماء ولم تكن
…
لتردّه حران [ (2) ] حتى ينهلا
قال: ثم أخذ اللواء بعد طلحة أخوه أبو سعد بن أبي طلحة فقتله سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ثم أخذ اللواء أخوهما عثمان بن أبي طلحة وهو أبو شيبة، فقتله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، ثم أخذ اللواء مسافر بن طلحة بن أبي طلحة، فقتله عاصم [بن ثابت][ (3) ] بن أبي الأقلح، رماه فلما أحسّ بالموت دفع اللواء إلى أخيه الجلاس بن طلحة بن أبي طلحة فرماه أيضا عاصم [بن ثابت [ (2) ]] ابن أبي الأقلح، فلما أحس الموت دفع اللواء إلى أخيه كلاب بن طلحة فقتله قزمان عديد [ (4) ] بني ظفر من الأنصار، ثم أخذ اللواء الحارث بن أبي طلحة فقتله قزمان،
[ (1) ] ترجمته في (الإصابة) ج 2 ص 214- 216 برقم 1618.
[ (2) ] كذا في (خ)، وفي المرجع السابق:«لتردّه في الغمد حتى ينهلا» وهذه الأبيات في ابن هشام ج 3 ص 79 على هذا النحو:
للَّه أي مذبب عن حرمة
…
أعني ابن فاطمة المعم المخولا
سبقت يداك له بعاجل طعنة
…
تركت طليحة للجبين مجدلا
وشدت شدة باسل فكشفتهم
…
بالجر إذ يهون أخول أخولا
- المذبب: الحامي.
- الحرمة: ما يجب على الإنسان أن يدافع عنه.
- ابن فاطمة: الإمام علي.
- المعم المخول: كريم الأعمام والأخوال.
- الجر: أصل الجبل.
- أخول أخولا: واحدا بعد واحد.
[ (3) ] زيادة من (الواقدي) ج 1 ص 227.
[ (4) ] يقال فلان عديد بني فلان: أي يعد فيهم وليس منهم صليبة.
فأخذ اللواء ارطأة بن شرحبيل [ (1) ] بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار فقتله مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار صاحب لواء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم قتل مصعب بن عمير. ثم أخذ لواء المشركين أبو يزيد بن عمير بن هاشم ابن عبد مناف بن عبد الدار فقتله قزمان أيضا. ثم أخذ اللواء القاسط بن شريح [ (2) ] ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار فقتله قزمان أيضا. فذلك عشرة، وقيل:
سبعة من صليبتهم مشركون قتلوا يوم أحد. ثم أخذ اللواء «صؤاب» غلام لهم حبشي، فقالوا له:[لا][ (3) ] نؤتينّ من قبلك، فقطعت يمينه فأخذ اللواء بشماله، فقطعت فالتزم القناة، وقال [ (4) ] : قضيت ما عليّ؟ قالوا: نعم، فرماه قزمان فقتله. ووقع اللواء فتفرق المشركون، فأخذت اللواء عمرة بنت علقمة الحارثية، [قال الكلبي: عمرة بنت الحارث بن الأسود بن عبد اللَّه بن عامر بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة] فأقامته، فتراجع المشركون فقال حسان ابن ثابت رضي الله عنه، يعير بني مخزوم بالفرار، ويذكر صبر بني عبد الدار:
صلي البأس منهم إذ فررتم
…
عصبة من بني قصي صميم
عمرة تحمل اللواء وطارت
…
في رعاع من القنا مخزوم
لم تطق حمله الزعانف منهم
…
إنما يحمل اللواء النجوم
وقال في صؤاب [ (5) ] :
[ (1) ] كذا في (ابن سعد) ج 2 ص 41، و (الواقدي) ج 1 ص 228. وفي (ابن هشام) ج 3 ص 62 «أرطاة عبد شرحبيل» .
[ (2) ] في (خ)«القاسط ثم شرحبيل» والتصويب من (ابن هشام) ج 3 ص 62.
[ (3) ] زيادة للسياق.
[ (4) ] في (المغازي) ج 1 ص 228 «وقال: يا بني عبد الدار، هل أعذرت؟» .
[ (5) ] هذه الأبيات في ديوان حسان بن ثابت ص 372 هكذا:
فخرتم باللواء وشر فخر
…
لواء حين ردّ إلى صؤاب
جعلتم فخركم فيه لعبد
…
من الأم من يطا عفر التراب
حسبتهم والسفيه أخو ظنون
…
وذلك ليس من أمر الصواب
بأن لقاءنا إذ حان يوم
…
بمكة بيعكم حمر العياب
أقر العين إن عصبت يداه
…
وما إن تعصبان على خضاب
ورواها أيضا (الطبري) ج 2 ص 513- 514 (وابن هشام) ج 3 ص 27، باختلاف يسير وقال: آخرها بيتا يروى لأبي خراش الهذلي وأنشدنيه له خلف الأحمر: