الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على ذلك ردّ المشركون فإذا هم فوقهم، وإذا كتائبهم قد أقبلت،
فندبهم النبي صلى الله عليه وسلم يحضهم على القتال، فعدوا إليهم فانكشفوا، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [ (1) ] .
وأبو سفيان في سفح الجبل فقال صلى الله عليه وسلم: ليس لهم أن يعلونا فانكشفوا [ (2) ] .
خبر النّعاس
وألقى اللَّه النعاس على من مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم سلّم [ (3) ] لمن أرادهم، لما بهم من الحزن فناموا ثم هبوا من نومهم كأن لم تصبهم قبل ذلك نكبة. وقال معتب ابن قشير، ويقال: بشير بن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا! فأنزل اللَّه تعالى: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ [إلى آخر الآيات][ (4) ] قال أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غنم [ (5) ] بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري: لقد رأيتني يومئذ- في أربعة عشر رجلا من قومي- إلى جنب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد أصابنا النعاس أمنة، فما منهم إلا رجل يغط غطيطا حتى إن الجحف [ (6) ] لتناطح. ولقد رأيت سيف بشر بن البراء بن معرور سقط من يده وما يشعر به حتى أخذه بعد ما تثلم: وإن المشركين لتحتنا. وقال أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد بن مناة بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري: ألقي علينا النعاس، فكنت أنعس حتى سقط سيفي من يدي. وكان النعاس لم يصب أهل النفاق والشك يومئذ، فكل [ (7) ] منافق يتكلم بما في نفسه، وإنما أصاب النعاس أهل اليقين والإيمان.
[ (1) ] في (خ)«الرسل الآية» 144/ آل عمران.
[ (2) ] في (خ)«ما انكشفوا» ، وما أثبتناه رواية (الواقدي) ج 1 ص 295.
[ (3) ] السّلم: الاستسلام والتسليم، والأسر من غير حرب (المعجم الوسيط) ج 1 ص 446.
[ (4) ] الآيات من 153- 155/ آل عمران.
[ (5) ] في (خ)«ابن غزيه» وهو خطأ، ونسبه في (الإصابة) هكذا:«كعب بن عمرو بن عباد بن سواد بن عنم الأنصاري أبو اليسر» راجع (الإصابة) ترجمة رقم 7416 ج 8 ص 301.
[ (6) ] الجحف: تقول: جحف فلان مع فلان جحفا: مال.
[ (7) ] في (خ)«وكل» وما أثبتناه من (المغازي) ج 1 ص 296.