الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضربه فطرح رجله من الساق، فأقبل عليه عكرمة بن أبي جهل فضربه على عاتقه فطرح يده من العاتق، وبقيت الجلدة، فوضع/ معاذ عليها رجله وتمطى (بها)[ (1) ] عليها حتى قطعها. وضربه مع معاذ معوّذ وعوف ابنا عفراء، فنفل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم معاذا سيف أبي جهل ودرعه.
ولما وضعت الحرب أوزارها أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يلتمس أبو جهل فوجده عبد اللَّه بن مسعود في آخر رمق، فوضع رجله على عنقه وضربه فقطع رأسه وأتى به بسلبة النبيّ صلى الله عليه وسلم فسرّ به وقال: اللَّهمّ قد أنجزت ما وعدتني فتمم علي نعمتك.
ويقال إن معاذا ومعوّذا ابني عفراء أثبتا أبا جهل، وضرب ابن مسعود عنقه في آخر رمق، وقد رأي في كتفيه آثار السياط.
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم على مصرع ابني عفراء فقال: يرحم اللَّه ابني عفراء، فإنّهما قد شركا في قتل فرعون هذه الأمة ورأس أئمة الكفر، فقيل: يا رسول اللَّه، ومن قتله معهما؟ قال: الملائكة، ودافة [ (2) ] ابن مسعود.
وقال صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ اكفني نوفل بن خويلد، فأسره جبار ابن صخر، ولقيه علي فقتله، فقال عليه السلام: الحمد للَّه الّذي أجاب دعوتي فيه.
وقتل علي أيضا العاص بن سعيد. وانقطع سيف عكاشة بن محصن فأعطاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عودا فإذا هو سيف أبيض طويل، فقاتل به حتى هزم اللَّه المشركين، فلم يزل عنده حتى هلك.
وانكسر سيف سلمة بن أسلم بن حريش فأعطاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قضيبا كان في يده من عراجين ابن طاب [ (3) ] فقال: اضرب به، فإذا سيف جيد، فلم يزل عنده حتى قتل يوم خيبر.
فرق المسلمين
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما تصافوا للقتال: من قتل قتيلا فله كذا، ومن أسر أسيرا فله كذا،
فلما انهزم [المشركون][ (4) ] كان الناس ثلاث فرق: فرقة قامت عند
[ (1) ] زيادة يتم بها المعنى.
[ (2) ] دافه: أجهز عليه وحرّر قتله، (لسان العرب) ج 9 ص 103 مادة: دأف.
[ (3) ] العراجين: جمع عرجون، وهي شماريخ النخل، وابن طاب: ضرب من النخل بالمدينة (هامش ط) ص 92.
[ (4) ] زيادة يقتضيها السياق.