الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأوس فحملوه على حمار. وجعلوا وهم حوله يقولون له: يا أبا عمرو! إن رسول اللَّه قد ولاك أمر مواليك لتحسن فيهم فأحسن، فقد رأيت ابن أبي وما صنع من حلفائه، وأكثروا في هذا وشبهه، وهو لا يتكلم، ثم قال: قد آن لسعد ألا تأخذه في اللَّه لومة لائم. فقال الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري: وا قوماه! وقال غيره منهم نحو ذلك. ثم رجع إلى الأوس فنعى لهم قريظة.
فلما جاء سعد إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والناس حوله قال: قوموا إلى سيدكم! فقاموا له على أرجلهم صفين يحييه كل منهم. [ويقال: إنما عني صلى الله عليه وسلم بقوله: «قوموا لسيدكم» الأنصار دون قريش] .
وقالت الأوس الذين حضروا:
يا أبا عمرو! إن رسول اللَّه قد ولّاك فأحسن فيهم، واذكر بلاءهم عندك. فقال سعد: أترضون بحكمي لبني قريظة؟ قالوا: نعم، فأخذ عليهم عهد اللَّه وميثاقه أن الحكم ما حكم، ثم قال: فإنّي أحكم فيهم أن يقتل من جرت عليه المواسي، وتسبى النساء والذرية، وتقسم الأموال.
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لقد حكمت بحكم اللَّه من فوق سبع أرقعة [ (1) ] .
خبر بني قريظة بعد حكم سعد وما جرى في قتلهم
فأمر بالسبي فسيقوا إلى دار أسامة بن زيد، والنساء والذرية إلى دار ابنة الحارث، وقد اختلف في اسمها، فقيل: كيّسة بنت الحارث بن كريز بن [ربيعة][ (2) ] بن حبيب بن عبد شمس، وكانت تحت مسيلمة الكذاب، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن عامر بن كريز، وأمر بأحمال التمر فنثرت على بني قريظة، فباتوا يكدمونها كدم الحمر [ (3) ] . وأمر بالسلاح والأثاث والمتاع والثياب فحمل، وبالإبل والغنم فتركت [ (4) ] هناك ترعى الشجر، ثم غدا صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في يوم الخميس السابع من ذي الحجة والأسرى معه، وأتى إلى السوق، فأمر بخدود فخدت [ (5) ] ،
[ (1) ] والأرقعة السموات.
[ (2) ] زيادة من نسب عبد اللَّه بن عامر بن كريز.
[ (3) ] الكدم: أثر العضّ (المعجم الوسيط) ج 2 ص 78 والحمر: جمع حمار.
[ (4) ] في (خ)«فبركت» .
[ (5) ] الخدود: جمع خد: كالأخدود وهو الحفرة (المعجم الوسيط) ج 1 ص) 220.