الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعضها، وخبزوا الشعير، ثم أتى جابر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه! قد صنعت لك طعاما، فأت أنت ومن أحببت من أصحابك.
فشبّك صلى الله عليه وسلم أصابعه بين أصابع جابر ثم قال: أجيبوا جابرا يدعوكم. فأقبلوا معه، فقال جابر في نفسه: واللَّه إنها الفضيحة!.
وأتى المرأة فأخبرها فقالت: أنت دعوتهم أو هو؟ فقال: بل هو دعاهم! قالت: دعهم فهو أعلم. وأقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه، وكانوا فرقا: عشرة عشرة. ثم قال لجابر: اغرفوا وغطوا البرمة، وأخرجوا من التنور الخبز ثم غطوه.
ففعلوا وجعلوا يغرفون ويغطون البرمة ثم يفتحونها فما يرونها [ (1) ] نقصت شيئا، ويخرجون الخبز من التنور ويغطونه فما يرونه ينقص شيئا، فأكلوا حتى شبعوا، وأكل جابر وأهله [ (2) ] .
عرض الغلمان وإجازتهم
وعرض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الغلمان وهو يحفر الخندق، فأجاز من أجاز وردّ من ردّ.
فكان ممن أجاز: [عبد اللَّه][ (2) ] بن عمر [بن الخطاب][ (3) ] ، وزيد بن ثابت، والبراء ابن عازب، وما منهم إلا ابن خمس عشرة سنة. وكان الغلمان الذين لم يبلغوا يعملون معه ثم أمرهم [ (4) ] فرجعوا إلى أهليهم.
عدة المسلمين يوم الخندق
وكان المسلمون يومئذ ثلاثة آلاف، وزعم ابن إسحاق أنه إنما كان في سبعمائة، وهذا غلط. وقال ابن حزم: وخرج رسول اللَّه- يعني في الخندق- في ثلاثة آلاف، وقد قيل: في تسعمائة فقط، وهو الصحيح الّذي لا شك فيه، والأول وهم [ (5) ] .
اجتهاد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في العمل يوم الخندق
ومن شدة اجتهاده صلى الله عليه وسلم في العمل: كان يضرب مرة بالمعول ومرة بالمسحاة يغرف بها التراب، ومرة يحمل التراب في المكتل، وبلغ يوما منه التعب مبلغا فجلس، ثم اتكأ
[ (1) ] في (خ)«يروها» .
[ (2) ] راجع (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) ج 8 ص 302 باب معجزته صلى الله عليه وسلم في الطعام وبركته فيه.
[ (3) ] زيادة للإيضاح.
[ (4) ] في (خ)«أمر بهم» .
[ (5) ] يقول ابن القيم في (زاد المعاد) ج 3 ص 271: «وخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في ثلاثة آلاف من المسلمين، فتحصن بالجبل من خلفه، وبالخندق أمامهم» وقال ذلك أيضا (الطبري) ج 2 ص 570.