الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المتعاهدون من قريش على قتل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
وكان أربعة من قريش قد تعاهدوا وتعاقدوا على قتل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعرفهم المشركون بذلك، وهم: عبد اللَّه بن شهاب، وعتبة بن أبي وقاص، وعمرو بن قميئة، وأبي بن خلف [وزاد بعضهم [ (1) ] وعبد اللَّه بن حميد بن زهير بن الحارث ابن أسد بن عبد العزى بن قصي] .
خبر ما أصاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الجراحة يوم أحد
ورمى عتبة يومئذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأربعة أحجار فكسر رباعيته، أشظى [ (2) ] باطنها اليمنى السفلى، وشج في وجنتيه حتى غاب حلق المغفر [ (3) ] في وجنته، وأصيبت ركبتاه: جحشتا [ (4) ] ، وكانت حفر حفرها أبو عامر كالخنادق يكيد بها المسلمين، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واقفا على بعضها ولا يشعر به. والثبت أن الّذي رمى وجنته صلى الله عليه وسلم ابن قميئة، والّذي رمى شفته وأصاب رباعيته عتبة بن أبي وقاص.
وأقبل ابن قميئة- وهو يقول: دلوني على محمد، فو الّذي يحلف به [ (5) ] لئن رأيته لأقتلنه- فعلاه بالسيف، ورماه عتبة بن أبي وقاص مع تجليل [ (6) ] السيف- وكان عليه درعان. فوقع صلى الله عليه وسلم في الحفرة التي أمامه على جنبه فجحشت ركبتاه، ولم يصنع سيف ابن قميئة شيئا إلا وهن الضربة بثقل السيف فقد وقع لها صلى الله عليه وسلم وانتهض، وطلحة يحمله من ورائه، وعليّ آخذ بيده حتى استوى قائما. ويقال: الّذي شج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في جبهته ابن شهاب، والّذي أشظي رباعيته وأدمى شفتيه عتبة ابن أبي وقاص، والّذي دمّى وجنتيه حتى غاب الحلق في وجنته ابن قميئة وسال الدم من شجته التي [ (7) ] في جبهته حتى أخضل الدم لحيته صلى الله عليه وسلم،
وكان سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه يغسل الدم من وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم يقول:
[ (1) ] ذكره ابن الأثير في (الكامل) ج 2 ص 154- 155.
[ (2) ] الرباعية: إحدى الأسنان الأربعة التي في مقدم الفم من أعلى وأسفل، وأشظى: كسرت فصارت لها شظية.
[ (3) ] من أدوات الحرب لوقاية العنق والعاتقين.
[ (4) ] جحشت الركبة: أصيب إصابة كالخدش أو أشد.
[ (5) ] كناية عن اللات والعزى، وهو من أيمان الشرك.
[ (6) ] في (خ)«تحليل» وجلل السيف: إذا علّاه.
[ (7) ] في (خ)«الّذي» .