الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المجلد العاشر]
بسم الله الرحمن الرحيم
فصل في ذكر من كان من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمنزله صاحب الشرطة من الأمير [ (1) ]
خرج البخاري في كتاب الأحكام من حديث محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، قال: حدثني أبى عن ثمامة، عن أنس بن مالك رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، قال: إن قيس بن سعد كان يكون بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، ذكره في باب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الّذي فوقه [ (2) ] .
وخرجه الترمذي [ (3) ] في كتاب المناقب بهذا السند، ولفظه عن أنس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، قال: كان قيس بن سعد، من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. قال الأنصاري: يعنى مما يلي من أموره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الأنصاري [حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري نحوه، ولم يذكر فيه قول الأنصاري][ (4) ] .
[ (1) ] الشرطة في السلطان: من العلامة والإعداد، ورجل شرطي وشرطي: منسوب إلى الشرطة، والجمع شرط، سموا بذلك لأنهم أعدوا لذلك وأعلموا أنفسهم بعلامات. وقيل: هم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت. (لسان العرب) : 7/ 330.
[ (2) ](فتح الباري) : 13/ 167، كتاب الأحكام، باب (12) الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الّذي فوقه، حديث رقم (7155) .
قال الحافظ في (الفتح) : وفي الحديث تشبيه ما مضى بما حدث بعده، لأن صاحب الشرطة لم يكن موجودا في العهد النبوي عند أحد من العمال، وإنما حدث في دولة بنى أمية، فأراد أنس تقريب حال قيس عند السامعين فشبهه بما يعهدونه.
[ (3) ](سنن الترمذي) : 5/ 647- 648، كتاب المناقب، باب (52) في مناقب قيس بن سعد بن عبادة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، حديث رقم (3850) .
[ (4) ] زيادة للسياق من (سنن الترمذي) .
وخرج الحاكم من حديث محمد بن إسحاق الصغاني، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبى، قال: سمعت منصور بن زاذان يحدث عن ميمون بن أبى شبيب عن قيس بن سعد بن عبادة [قال] : إن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه، قال: فأتى على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صليت ركعتين، فضربني برجله، فقال: ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى يا رسول اللَّه، قال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه العلى العظيم، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه [ (1) ] .
وكان القصد في ذكره في هذا الموضع أن الوالد له مباح يخدم ولده، ثم للموهوب له الخدمة أن يستخدم منه، ثم يعرف من فضل قيس بن سعد، أنه خدم النبي صلى الله عليه وسلم حتى صار منه بمنزلة صاحب الشرطة.
وقيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاريّ، الخزرجىّ، أبو الفضل أحد كرام الصحابة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهم، وأحد الفضلاء الجلة، وأحد دهاة العرب، وأهل الرأى، والمكيدة في الحروب، مع النجدة والسخاء [والشجاعة][ (2) ] .
وكان شريف قومه غير مدافع هو وأبوه وجده [كذلك] ، وصحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هو، وأبوه، وأخوه سعيد بن سعد بن عبادة، ثم صحب عليّ ابن أبى طالب رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، وشهد معه الجمل، وصفين، والنهروان هو قومه، وولاه مصر، ثم صرفه، وتوفى بالمدينة سنه ستين أو تسع وخمسين [ (3) ] .
وقد ذكرته ذكرا مبسوطا في كتاب (عقد جواهر الأسفاط فيمن ملك مصر الفسطاط)[ (4) ] ، وذكرته أيضا في (التاريخ الكبير المقفى)[ (5) ] فانظره.
[ (1) ](المستدرك) : 4/ 323، حديث رقم (7787) .
[ (2) ] زيادة للسياق من (الإصابة) .
[ (3) ] سبقت له ترجمة مطولة.
[ (4) ] من مؤلفات المقريزي رحمه الله.
[ (5) ] له أخبار في (المقفى الكبير) للمقريزي: 2/ 421، 5/ 530.