الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في ذكر من كانت تعلم نساء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
خرج الحاكم من حديث صالح بن كيسان، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن سعد أن أبا بكر بن سليمان بن أبى حثمة القرشيّ، حدثه أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة، فدل أن الشفاء بنت عبد اللَّه ترقى من النملة، فجاءها، فسألها أن ترقيه، فقالت: واللَّه ما رقيت منذ أسلمت، فذهب الأنصاري إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الشفاء فقال: أعرضى عليّ، فأعرضتها عليه، فقال: ارقيه وعلميها حفصة كما علمتيها الكتاب. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وقد سمعه أبو بكر بن سليمان من جدته [ (1) ] .
وقال أبو عمر بن عبد البر: الشفاء أم سليمان بن أبى حثمة، وهي الشفاء بنت عبد اللَّه بن عبد شمس بن خلف بن صداد- ويقال: ضرار- بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، القرشية، العدوية، من المبايعات. قال أحمد بن صالح المصري: اسمها ليلى، وغلب عليها الشفاء.
أمها فاطمة بنت أبى وهب بن عمرو بن عائذ بن عمر بن مخزوم، أسلمت الشفاء قبل الهجرة، فهي من المهاجرات الأول، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن،
وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأتيها ويقيل عندها في بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه، فلم يزل عند ولدها حتى أخذه منهم مروان، وقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: علمي حفصة رقية النملة كما علمتيها الكتاب.
[ (1) ](المستدرك) : 4/ 63، كتاب معرفة الصحابة، ذكر الشفاء بنت عبد اللَّه القرشية رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها، حديث رقم (6888)، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : على شرط البخاري ومسلم.
وأقطعها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دارا عند الحكاكين [ (1) ] ، فنزلتها مع ابنها سليمان، وكان عمر يقدمها في الرأى، ويرضاها، ويفضلها، وربما ولاها شيئا من أمر السوق [ (2) ] رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها [ (3) ] .
[ (1) ] موضع بالمدينة.
[ (2) ] راجع (إمتاع الأسماع) بتحقيقنا: 9/ 387، فصل في ذكر من ولى السوق في زمن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وتعرف هذه الولاية اليوم بالحسبة، ومتوليها يقال له المحتسب.
[ (3) ](الاستيعاب) : 4/ 1868- 1869، ترجمة رقم (3398) .
وقال الحافظ في (الإصابة) : روى عنها حفيداها: أبو بكر، وعثمان ابنا سليمان بن أبى حثمة، وروى عنها أيضا ابنها سليمان، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وحفصة أم المؤمنين، ومولاها أبو إسحاق.
وفي (المسند) ، من طريق المسعودي، عن عبد اللَّه الملك بن عمير، عن رجل من آل أبى حثمة، عن الشفاء بنت عبد اللَّه، وكانت من المهاجرات، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الأعمال فقال: إيمان باللَّه، وجهاد في سبيله، وحج مبرور.
وأخرج ابن مندة حديث رقية النملة من طريق الثوري، عن ابن المنكدر، عن ابى بكر ابن سليمان بن أبى حثمة، عن حفصة، أن امرأة من قريش يقال لها الشفاء، كانت ترقى من النملة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: علميها حفصة. وذكر الاختلاف في وصله وإرساله على الثوري.
(الإصابة) : 7/ 828، ترجمة رقم (11373) .
وحديث رقية النملة أخرجه أبو داود في (السنن) : 4/ 215، كتاب الطب، باب (18) ما جاء في الرقى، حديث رقم (3887) .
وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) : 7/ 516، حديث رقم (26555) من حديث الشفاء بنت عبد اللَّه رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها. والياء في «علمتيها» ناشئة عن إشباع كسرة.
قال العلامة شمس الدين أبو عبد اللَّه محمد بن أبى بكر بن قيم الجوزية في (زاد المعاد) : النملة قروح تخرج في الجنبين، وهو داء معروف، وسمى نملة، لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه، وأصنافها ثلاثة، قال ابن قتيبة وغيره: كان المجوس يزعمون أن ولد الرجل من أخته إذا خطّ على النملة، شفى صاحبها، ومنه قول الشاعر: