الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في ذكر من حجم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
قال ابن سيده: الحجم: المصّ. يقال: حجم الصبى ثدي أمه إذا مصه.
والحجام: المصاص. قال الأزهري: يقال للحاجم حجّام لامتصاصه فم المحجمة. وقد حجم يحجم حجما، وحاجم حجوم وفتق أحجم [ (1) ] .
وقد ورد [أنه كان ل][ (2) ] رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اثنان، هما: أبو طيبة مولى بنى حارثة، واسمه نافع، وقيل: ميسرة، لم يشهد بدرا [ (3) ] .
[ (1) ] قال ابن الأثير: المحجم بالكسر، الآلة التي يجمع فيها دم الحجامة عند المصّ، قال:
والمحجم أيضا مشرط الحجام، ومنه الحديث: لعقة عسل أو شرطة محجم. وحرفته وفعله الحجامة، والحجم: فعل، وهو الحجام. واحتجم: طلب الحجامة، هو محجوم.
وفي حديث الصوم: أفطر الحاجم والمحجوم. قال ابن الأثير: معناه: أنها تعرضا للإفطار، أما المحجوم فللضعف الّذي يلحقه، وأما الحاجم فلم يأمن أن يصل إلى حلقه شيء من الدم فيبلعه أو من طعمه.
قال: وقيل: هذا على سبيل الدعاء عليهما، أي بطل أجرهما صارا مفطرين، كقوله:
من صام الدهر فلا صام ولا أفطر.
وقولهم: أفرغ من حجّام ساباط، لأنه كانت تمر به الجيوش فيحجمهم نسيئة من الكساد، حتى يرجعوا. فضرب به المثل. (لسان العرب) : 12/ 166- 117.
[ (2) ] زيادة يقتضيها السياق.
[ (3) ] هو أبو طيبة الحجام، مولى الأنصار، من بنى حارثة، وقيل: من بنى بياضة، يقال: اسمه دينار. حكاه ابن عبد البر، ولا يصح، فقد ذكر الحاكم أبو أحمد أن دينار الحجام آخر. تابعي، وأخرج ابن مندة حديثا لدينار الحجام عن أبى طيبة، ويقال: اسمه ميسرة.
ذكر البغوي في (معجم الصحابة) عن أحمد بن عبيد أبى طيبة- أنه سأله عن اسم جده أبى طيبة؟ فقال: ميسرة، ويقال اسمه نافع. قال العسكري: قيل اسمه نافع، ولا يصح، ولا يعرف اسمه.
قال الحافظ: كذا قال، ووقع مسمى كذلك في مسند محيصة بن مسعود من (مسند أحمد) ، ثم من طريق أبى حبيب، عن أبى عقير الأنصاري، عن محمد بن سهل بن أبى خيثمة، عن
وأبو هند عبد اللَّه، مولى فروة بن عمرو البياضي، تخلف عن بدر، وشهد ما بعدها [ (1) ] .
[ () ] محيصة- أنه له غلام حجام يقال له نافع أبو طيبة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن خراجه، فقال:
أعلفه الناضح
…
الحديث.
وقد أخرجه أحمد وغيره من حديث الليث، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى عقير الأنصاري، عن محمد بن سهل بن أبى خيثمة، عن محيّصة بن مسعود- أنه كان له غلام حجام يقال له نافع أبو طيبة.
وقد ثبت ذكره في الصحيحين أنه حجم النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس وجابر وغيرهما.
وأخرج ابن أبى خيثمة بسند ضعيف عن جابر، قال: خرج علينا أبو طيبة لثمان عشرة خلون من رمضان، فقال له: أين كنت؟ قال: حجمت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن السكن بسند آخر ضعيف من حديث ابن عباس: كذا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا أبو طيبة بشيء في ثوبه، فقلنا: ما هذا معك يا أبا طيبة؟ قال: حجمت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطانى أجرى.
[ (1) ] هو أبو هند الحجام، مولى بنى بياضة.
قال ابن السكن: يقال اسمه عبد اللَّه. وقال ابن مندة: يقال اسمه يسار، ويقال سالم، قال: وقال ابن إسحاق: هو مولى فروة بن عمرو البياضي من الأنصار.
وروى عنه ابن عباس، وجابر، وأبو عميرة، ووقع في موطأ ابن وهب: حجم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبو هند يسار. وقال ابن إسحاق في (المغازي) أيضا: لما انتهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجوعه من بدر إلى عرق الظبية استقبله أبو هند مولى فروة بن عمرو البياضي بحيس أي بزق مملوء حيسا، كان قد تخلف عن بدر، وشهد المشاهد بعدها.
وأخرج ابن مندة، من طريق شعيب بن أبى حمزة، عن الزهري، يقال: كان جابر يحدث أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم احتجم على كاهله من أجل الشاة التي أكلها، حجمه أبو هند مولى بنى بياضة بالقرن.
وأخرج أبو نعيم، من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة: أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ من وجع كان به، وقل: إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة، كذا قال حماد بن سلمة، وخالفه الدراوَرْديّ، فرواه عن محمد
خرج البخاري من حديث محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد اللَّه، أخبرنا حميد الطويل، عن أنس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه أنه سئل عن أجر الحجام، فقال: احتجم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حجمه أبو طيبة، وأعطاه صاعين من طعام، وكلهم مواليه فخففوا عنه، وقال: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري، وقال: لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة، وعليكم بالقسط.
ذكره في كتاب الطب، وترجم عليه باب الحجامة من الداء [ (1) ] . وأخرجه أيضا من حديث مالك، عن حميد عن أنس بن مالك رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: حجم أبو طيبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأمر له بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا من خراجه. ذكره في كتاب البيوع، باب ذكر الحجام [ (2) ] .
[ () ] ابن عمرو، عن أبى سلمة، عن هند، قال: حجمت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في اليافوخ، فقال: إن كان في شيء من الدواء خير فهو في هذه الحجامة، يا بنى بياضة، أنكحوا أبا هند، وأنكحوا إليه.
أخرجه ابن جريح، والحاكم أبو أحمد عنه،
وذكر الحاكم في الإكليل أنه حلق رأس رسول اللَّه في عمرة الجعرانة.
وأخرج ابن السكن، والطبراني، من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة- أن أبا هند مولى بنى بياضة كان حجاما يحجم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من سره أن ينظر إلى من صور اللَّه الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبى هند. وقال: أنكحوه وأنكحوا إليه، وسنده إلى الزهري ضعيف.
وأخرجه الحاكم أبو أحمد مختصرا،
وزاد: ونزلت: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى. [الحجرات: 13] .
وذكر الواقدي في كتاب الردة عن زرعة بن عبد اللَّه بن زياد بن لبيد- أن أبا بكر الصديق أرسل أبا هند مولى بنى بياضة إلى زياد بن لبيد عامل كندة وحضرموت يخبره باستخلافه بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
[ (1) ](فتح الباري) : 10/ 185، كتاب الطب، باب (13) الحجامة من الداء، حديث رقم (5696) .
[ (2) ](فتح الباري) : 4/ 407، كتاب البيوع، باب (39) ذكر الحجام، حديث رقم (2102) .
وله من حديث سفيان، عن حميد الطويل، عن أنس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، قال: حجم أبو طيبة النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بصاع أو صاعين من طعام، وكلم مواليه فخفف من غلته وضريبته. ذكر في كتاب الإجارة، ترجم عليه باب ضريبة العبد [ (1) ] .
وخرجه مسلم [ (2) ] من حديث إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس، وخرج البخاري من حديث شعبة، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم غلاما حجاما فحجمه، وأمر له بصاع أو صاعين أو مد أو مدّين، وكلم فيه، فخفف من ضريبته، وقال مسلم: بصاع أو مدّ، أو مدّين. ترجم عليه البخاري في باب من كلم موالي العبد أن يخففوا عنه من خراجه [ (3) ] .
وخرج البخاري [ (4) ] ومسلم [ (5) ] من حديث وهيب، قال: حدثنا طاووس، عن أبيه عن ابن عباس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره واستعط. ذكره البخاري في الإجارة، ومسلم في البيوع.
ولمسلم [ (6) ] من حديث عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس قال: حجم النبي صلى الله عليه وسلم عبد لبني بياضة، فأعطاه النبي
[ (1) ](فتح الباري) : 4/ 577، كتاب الإجارة، باب (17) ضريبة العبد وتعاهد ضرائب الإماء حديث رقم (2277) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 10/ 502، كتاب المساقاة، باب (11) حل أجرة الحجامة، حديث رقم (64) .
[ (3) ](فتح الباري) : 4/ 579، كتاب الإجارة، باب (19) من كلم موالي العبد أن يخففوا عنه من خراجه، حديث رقم (2278) .
[ (4) ](المرجع السابق) : حديث رقم (2278) .
[ (5) ](مسلم بشرح النووي) : 10/ 502، كتاب المساقاة، باب (11) حل أجرة الحجامة، حديث رقم (65) .
[ (6) ](المرجع السابق) : حديث رقم (66) .
صلى اللَّه عليه وسلّم أجره، وكلم سيده فخفف عنه من ضريبته، ولو كان سحتا لم يعطه النبي صلى الله عليه وسلم.
وخرجه البخاري [ (1) ] من حديث يزيد بن زريع، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما قال: احتجم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره، ولو علم كراهية لم يعطه.
وخرجه الخطيب [ (2) ] من حديث محمد بن فضل عن الأعمش، عن نافع، عن ابن عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا طيبة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه فحجمه، وسأله عن خراجه فقال: ثلاثة آصع، فوضع عنه صاعين وأعطاه أجره صاعا.
وذكر ابن أيمن من حديث ابن جريح، عن أبى الزبير أنه سمع جابر بن عبد اللَّه رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما يقول: احتجم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأعطاه أجره، وكان خراجه صاعين كل يوم، فأوصى سيده فوضع عنه صاعا [ (3) ] .
وخرج الحاكم [ (4) ] من حديث أسيد بن موسى قال: أنبانا جماد بن سلمة عن أبى هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: يا
[ (1) ](فتح الباري) : 4/ 578، كتاب الإجارة، باب (18) خراج الحجام، حديث رقم (2279) .
[ (2) ](تاريخ بغداد) : 13/ 95، في ترجمة محمود بن محمد الواسطي رقم (7079) بسياقة أخرى.
[ (3) ] راجع التعليقات السابقة ففيها كفاية.
[ (4) ](المستدرك) : 2/ 178، كتاب النكاح، حديث رقم (2693)، قال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : على شرط مسلم.
وأبو هند الحجام قيل: اسمه عبد اللَّه، ويقال: اسمه يسار، ذكره ابن وهب في (موطإه) في حجامة المحرم، وقال ابن مندة: سالم بن أبى سالم الحجام يقال له: أبو هند.
وقيل: اسم أبى هند سنان. روى عنه أبو الجحاف.
قال ابن إسحاق: هو مولى فروة بن عمرو البياضي، تخلف أبو هند عن بدر، ثم شهد المشاهد كلها.
وكان يحجم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أبو هند امرؤ من