الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسحاة فخلطت بها الطين، قال: فكأنه أعجبه أخذى المسحاة وعملي، فقال صلى الله عليه وسلم: دعوا الحنفي والطين، فإنه أضبطكم للطين.
وقال البزار: حدثنا أحمد بن داود، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أبو مالك النخعي، عن سفيان بن أبى حبيبة، عن أبى أوفى، قال: لما توفيت امرأته جعل يقول: احملوا وارغبوا في حملها، فإنّها كانت تحمل ومواليها بالليل حجارة المسجد الّذي أسس على التقوى وكنا نحمل بالليل حجرين.
وطلق بن على بن طلق [ (1) ] بن عمرو، ويقال: طلق بن على بن قيس ابن عمرو بن عبد اللَّه بن عمرو بن عبد العزيز بن سخيم بن مرة بن الدؤل بن حنيفة، السحمىّ، الحنفىّ، اليمامي، أبو على. ويقال: طلق بن يمامة، وهو والد قيس بن طلق اليمامي، وقد ابتنى في المسجد، وروى أحاديثا، فحدث عنه ابنه قيس، وبنته خلدة، وعبد اللَّه بن بدر، وعدة من أهل اليمامة.
وأما بيوته صلى الله عليه وسلم
فإنّها كانت تسعة بعضها من جريد مطين بالطين وعليها جريد وبعضها من حجارة مرصوفة بعضها على بعض مسقفة بالجريد أيضا.
وخرج البخاري في (الأدب المفرد) من طريق حداث بن السائب قال:
سمعت الحسن يقول: كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه فأتناول سقفها بيدي [ (2) ] .
[ (1) ] هو طلق بن على بن المنذر بن قيس بن عمرو بن عبد اللَّه بن عمرو الحنفي السحيمى أبو على اليمامي.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعمل معه في بناء المسجد وروى عنه. وعنه ابنه قيس وابنته خالدة وعبد اللَّه بن بدر وعبد الرحمن بن على بن شيبان. قلت: ذكره ابن السكن وقال: يقال: له طلق بن ثمامة. (تهذيب التهذيب) 5/ 29 ترجمة رقم (51) .
[ (2) ] قال في (التراتيب الادارية) : ثم بنى صلى الله عليه وسلم مساكنه الى جنب المسجد باللبن وسقفها بجذوع النخل والجريد وكان محيطها مبنيا باللبن وقواطعها الداخلية من الجريد المكسو بالطين والمسوح
وخرج من طريق عبد اللَّه، قال: أنبأنا داود بن قيس قال: رأيت الحضورات من جريد النخل يغشى من خارج نطوح الشعر وأظن عرض البيت من باب حضوره، قال: رأيت البيت نحوا من ست أذرع أو سبع أذرع وأحجز البيت الداخل عشرة أذرع وأظن سمكة بين الثماني والتسع، ووقفت عند باب عائشة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها فإذا هو مستقبل المغرب.
ومن طريق إبراهيم بن المنذر، أنبأنا محمد بن أبى فديك رأى حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من جريد مستورة بمسوح الشعر، فسألته عن بيت عائشة
[ () ] الصوفية وجعل لها أبواب منافذ منفذة الهواء داعية الى السهولة في الدخول والخروج وخفة الحركة مع وفر الزمن والسرعة إلى المقصد وكان منزل السيدة عائشة صفة إلى منزل السيدة فاطمة وكان به فتحة الى القبلة، يؤيد ذلك قول بن زبالة كان بين بيت حفصة ومنزل عائشة طريق وكانتا تتهاديان الكلام وهما في منزلهما من قرب ما بينهما وكان بيت حفصة على يمين خوخة آل عمر في جنوب بيت عائشة إلى الشرق وكان من دونهما منازل بقية الأزواج الطاهرات وكان بمنزل فاطمة شباك يطل على منزل أبيها وكان صلى الله عليه وسلم يستطلع أمرها منه.
قال السهيليّ في (الروض) : إن بيوت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تسعة بعضها من جريد مطين بالطين وسقفها جريد وبعضها من حجارة موضوعة بعضها على بعض مسقفة بالجريد أيضا وكان لكل بيت حجرة وهي أكسية من شعر مربوطة بخشب العرعر.
أقول: إذا علمت أنها تسعة وأن كل بيت لا بد له من محل لقضاء الحاجة ومحل لمئونة السنة والطبخ ومحل للقاء الناس ومحل لمبيت النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجته الطاهرة وإن زدتها محل خزائن السلاح وأدوات النقل ومحل الدواب والخيل والنعم والحمير وغير ذلك من المتملكات النبويّة وممتلكات بيت المال مع دار الضيوف والسجن ومحل المرضى ومحل أهل الصفة وغير ذلك من الضروريات ظهر لك عظيم تلك المباني وسعة تلك المرافق وهذه الضروريات التي الاتساع في البناء ضروري لها يجهلها أكثر الناس اليوم ويظنون أن مساكن النبي صلى الله عليه وسلم كانت في نهاية الضيق والقلة ولعمري إذا أمكنه صلى الله عليه وسلم ذلك في المبادي فكيف لا يتسع أكثر من ذلك في آخر امره ولو عاش في المدينة بعد الهجرة أكثر من عشر سنوات وكان يشتغل فيها بغير الحروب وتوجيه البعوث وإرسال السرايا الى الجهات انظر ماذا كان يصنع (الإصابة) : 3/ 404 ترجمة رقم (4035) ، (التراتيب الإدارية) .
رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها فقال: كان بابه مواجه الشام، فقلت: مصراع كان أو مصرعين؟ قال: كان بابا واحدا، قلت من أي شيء؟ قال من عرر.
ومن طريق مالك بن إسماعيل حدثنا المطلب بن زياد، حدثنا أبو بكر بن عبد اللَّه الأصبهاني، محمد بن مالك بن المنتصر بن أنس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: إن أبواب النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقرع، الاطاشى أي لا خلف لها ولما توفى أزواجه رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهن، خلط البيوت والحجر بالمسجد وذلك في زمن الوليد بن عبد الملك بن مروان، فلما ورد كتابه بذلك فج أهل المدينة بالبكاء كيوم وفاته صلى الله عليه وسلم.
وقال محمد بن سعد: حدثنا محمد بن عمر الواقدي. قال: سألت مالك ابن أبى الرجال أين كانت منازل أزواج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فأخبرني عن أبيه عن أمه أنها كانت كلها في الشق الأيسر إذا قمت إلى الصلاة إلى وجه الإمام في وجهه المنبر.
ولما توفيت زينب بنت خزيمة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها، أدخلت أم سلمة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها بينها في بيتها.
قال الواقدي: كانت لحارثة بن النعمان منازل قرب المسجد وحوله، فكلما أحدث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أهلا، تحول له حارثة عن منزله، حتى صارت منازله كلها لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأزواجه.
قال ابن سعد [ (1) ] : وأوصت سودة ببيتها لعائشة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، وباع أولياء صفية بنت حيي بيتها من معاوية رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، بمائة ألف وثمانين ألفا، وقيل: بمائتي ألف، وشرط لها سكناه حياتها، وحمل إليها المال، فما قامت من محلها، يعنى قسمته.
وقيل: بل اشتراه ابن الزبير من عائشة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما بعث إليها خمسة أحمال تحمل المال، وشرط لها سكناها حياتها، ففرقت المال،
[ (1) ](طبقات ابن سعد) : 8/ 67 وما بعدها.
فقيل لها: لو خبأت منه درهما [تشترى به لحما [ (1) ]] ؟ قالت: لو ذكرتموني لفعلت.
وتركت حفصة بيتها، فورثه ابن عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهم، فلم تأخذ له ثمنا. فأدخل في المسجد.
قال ابن سعد [ (2) ] : فقال عبد اللَّه بن زيد الهذلي: رأيت منازل أزواج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين هدمها عمر بن عبد العزيز، وهو أمير المدينة، في خلافة الوليد بن عبد الملك، وزادها في المسجد، كانت بيوتا من لبن ولها حجز من جريد، عددت تسعة أبيات. بحجزها، ورأيت بيت أم سلمة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها وحجرتها من لبن، فقال ابن ابنتها: لما غزا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دومة الجندل، بنت أم سلمة حجرتها بلبن، فلما قدم قال: ما هذا البنيان؟ فقالت:
أردت أن أكف أبصار الناس، فقال: إن شر ما ذهب فيه مال المسلم البنيان.
وقال عطاء الخراساني [ (3) ] أدركت حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من جريد النخل، على أبوابها المسوح من شعر أسود، فحضرت كتاب الوليد يقرأ، يأمر بإدخال
[ (1) ] ما بين الحاصرتين زيادة للسياق والبيان من (سير أعلام النبلاء)، وفيه: عن هشام بن عروة، عن ابن المنكدر، عن أم ذرة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين، يكون مائة ألف، فدعت بطبق، فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست، قالت: هاتي يا جارية فطوري، فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين! أما استطعت أن تشترى لنا لحما بدرهم؟ قالت: لا تعنفينى، لو ذكرتيني لفعلت. (سير أعلام النبلاء) : 2/ 187، (طبقات ابن سعد) : 8/ 67، (حلية الأولياء) : 2/ 47، ورجاله ثقات.
[ (2) ](طبقات ابن سعد) : 8/ 67 وما بعدها.
[ (3) ] هو عطاء بن أبى مسلم الخراساني أبو أيوب، ويقال: أبو عثمان، ويقال أبو محمد، ويقال:
أبو صالح البلخي، نزيل الشام، مولى المهلب بن أبى صفرة الأزدي.
اسم أبيه عبد اللَّه ويقال ميسرة. روى عن الصحابة مرسلا كابن عباس، وعدي بن عدي الكندي، والمغيرة بن شعبة، وأبى هريرة، وأبى الدرداء، وأنس وكعب بن عجرة، ومعاذ ابن جبل، وغيرهم، وعن سعيد بن المسيب، عبد اللَّه بن بريدة، ويحيى بن يعمر،