الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحادية والسبعون: إنه أسرى به صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى ثم رجع إلى منزله في ليلة واحدة وهذه من خصائصه صلى الله عليه وسلم [ (1) ]
[ (1) ](المواهب اللدنية بالمنح المحمدية) : 1/ 273- 275، وقت الإسراء كان في شهر ربيع الأول، أسرى بروحه وجسده يقظة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى فوق سبع سماوات، ورأى ربه بعيني رأسه، وأوحى اللَّه إليه ما أوحى، وقرض عليه الصلوات الخمس، ثم انصرف في ليلته إلى مكة، فأخبر بذلك، فصدقه الصديق، وكل من آمن باللَّه. وكذبه الكفار واستوصفوه مسجد بيت المقدس، فمثله اللَّه له، فجعل ينظر إليه ويصفه. قال الزهري: وكان ذلك بعد المبعث بخمس سنين. حكاه عنه القاضي عياض، ورجحه القرطبي والنووي. واحتج بأنه لا خلاف أن خديجة صلت معه بعد فرض الصلاة، ولا خلاف أنها توفيت قبل الهجرة، بثلاث أو بخمس، ولا خلاف أن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء. وتعقب: بأن موت خديجة بعد البعث بعشر سنين على الصحيح في رمضان، وذلك قبل أن تفرض الصلاة.
ويؤيده إطلاق حديث عائشة، أن خديجة ماتت قبل أن تفرض الصلوات الخمس. ويلزم منه أن يكون موتها قبل الإسراء وهو المعتمد، وأما التردد في سنة وفاتها فيرده جزم عائشة بأنها ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين، قاله الحافظ ابن حجر.
وقيل: قبل الهجرة بسنة. قاله ابن حزم، وادعى فيه الإجماع. وقيل: قبل الهجرة بسنة وخمسة أشهر، قاله السدي وأخرجه من طريقه الطبري والبيهقي، فعلى هذا كان في شوال.
وقيل: كان في رجب- حكاه ابن عبد البر، وقبله ابن قتيبة وبه جزم النووي في (الروضة) .
وقيل: كان قبل الهجرة بسنة وثلاثة أشهر، فعلى هذا يكون في ذي الحجة، وبه جزم ابن فارس.
وقيل: قبل الهجرة بثلاث سنين، ذكره ابن الأثير، وقال الحربي: إنه كان في سابع عشر من ربيع الآخر، كذا قال النووي في (فتاويه)، لكن قال في شرح مسلم: في ربيع الأول.
وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من رجب، واختاره الحافظ عبد الغنى بن سرور المقدسي.
اللَّهمّ الا أن يكون في
قوله في الحديث حيث يقول: جبريل عليه السلام للبراق حين جمح لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يركبه: اسكن فو اللَّه ما ركبك خير منه وكذا في قوله: في الحديث فربط الدابة بالحلقة التي كانت تربط بها الأنبياء
ما يدل على انه قد كان يسرى بهم إلا أنا نعلم أنه صلى الله عليه وسلم لم يشاركه أحد منهم في المبالغة في التقريب والدنو منه والتعظيم ولهذا كانت منزلته في الجنة أعلاها منزلة وأقربها إلى العرش كما جاء في الحديث ثم سلوا اللَّه لي الوسيلة فإنّها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد اللَّه وأرجو أن أكون أنا. فصلى اللَّه عليه وسلم وقد تقدمت أحاديث الإسراء.
***
[ () ] وأما اليوم الّذي يسفر عن ليلة الإسراء، فقيل الجمعة، وقيل السبت، وعن ابن دحية: يكون إن شاء اللَّه يوم الاثنين، ليوافق المولد والمبعث والهجرة والوفاة، فإن هذه أطوار الانتقالات:
وجودا ونبوة ومعراجا وهجرة ووفاة.
وقد سبق تخريج أحاديث الإسراء والمعراج في موضعها من (إمتاع الأسماع) بتحقيقنا.