الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حرف الزاى)
254 - زيد بن الحسن بن زيد بن الحسين بن سعيد بن عصمة ابن حمير بن الحارث بن ذى رعين الأصغر، التاج أبو اليمن الكندى [1]
البغداذىّ مولدا ومنشأ، الدمشقى دارا ووفاة. شيخ فاضل، حفظ القرآن الكريم فى صغره، وقرأ بالقراءات الكثيرة وله عشر سنين «1» على جماعة؛ منهم الشيخ أبو محمد عبد الله بن على بن أحمد، سبط أبى منصور الخياط. وروى عن عالم من المشايخ «2» ، وله مشيخة كبيرة على حروف المعجم. «3»
وقرأ النحو على الشريف أبى السعادات بن الشّجرىّ وأبى محمد عبد الله بن الخشاب، واللغة على أبى منصور بن الجواليقىّ.
[1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 19، وبغية الوعاة 249 - 250، وتاريخ ابن الأثير 9: 312، وتاريخ أبى الفدا 3: 117، وتاريخ ابن كثير 13: 71 - 74، وتلخيص ابن مكتوم 71 - 72، وابن خلكان 1: 196 - 197، وخريدة القصر 1: 100 - 101، والذيل على الروضتين 95 - 98، وروضات الجنات 300 - 301، وشذرات الذهب 5: 54 - 55، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 341 - 346، وطبقات القراء 1: 297 - 298، وكشف الظنون 1070، 1925، ومرآة الجنان 4: 25 - 27، ومعجم الأدباء 11: 171 - 175، والنجوم الزاهرة 6: 216 - 217.
وسافر عن بغداد فى شبابه. وآخر ما كان بها فى سنة ثلاث وستين وخمسمائة، ودخل حلب، واستوطنها مدّة، وصحب بها بدر الدين حسن بن الداية النووىّ واليها، وكان يبتاع الخليع «1» من الملبوس، ويسافر به إلى بلد الروم، ويعود إلى حلب. ثم انتقل إلى دمشق، وصحب الأمير عز الدين فرّخشاه بن شاهنشاه بن أيوب، «2» ابن أخى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، وتقدّم عنده، واختص به، وسافر فى صحبته إلى الديار المصرية، واقتنى من كتب خزائنها- عند ما أبيعت فى الأيام الناصرية- كلّ نفيس، على قلّة ما ابتاعه.
وعاد إلى دمشق واستوطنها، «3» وقصده الناس، ورووا عنه. وكان ليّنا فى الرواية، معجبا بنفسه فيما يذكره ويرويه ويقوله، وإذا نوظر جبّه بالقبيح، واستطال بغير الحقيقة. ولم يكن موفّق القلم فيما يسطّره «4» ، وقد رأيت له أشياء قد ذكرها لا تخلو من برد فى القول وفساد فى المعنى واستعجال فيما يخبر به.
ولقد أخبرنى بعض أهل الأدب من أهل حلب قال: حضرت عنده، وجرت مسألة، فقال فيها الخطأ، فقلت: قد قال فيها ابن جنّى كذا، فقال: ما قال بهذا
أحد. فطلبت منه سرّ الصناعة لابن جنى، فأحضرها، وأخرجت منها الكلمة على ما قلت، فوقف عليها وتأمّلها، وكان جوابه: قد كنت أظن أنّ ابن جنى محقق إلى الآن! ولم يقم على تخطئته دليلا. واشتهر عنه أنه لم يكن صحيح العقيدة. والله أعلم.
كتب إلىّ بالإجازة غير مرة- عفا الله عنه- وذكر أن مولده فى سنة عشرين وخمسمائة، فى العشرين من شعبانها. وتوفى بدمشق ضحوة يوم الاثنين السادس من شوّال من سنة ثلاث عشرة وستمائة، وصلى عليه بعد صلاة العصر من هذا اليوم بجامعها، ودفن عشيته بجبل قاسيون، «1» عن ثلاث وتسعين سنة وستة عشر يوما «2» .
أنبأنا محمد بن محمد بن حامد فى كتابه «3» - وذكر الكندىّ- فقال: «عالم شاعر نحوى عروضىّ متفنّن، متقن للأدب محسن، خبير بالنقد والتّزييف، مدقّق فى التقوية والتضعيف، ولم يزل متقربا عند الملوك، متاجرا فى سوق الفضل
من غرره بالتبر المسبوك «1» والوشى «2» المحوك؛ ما يكاد يسلم ذو أدب من محاككته ومحاققته، ومضايقته فى الطرق الخفية ومدافعته».
وأنشد له أشعارا منها «3» :
هذه مبتدا الرسا
…
ئل بل أوّل الخدم
ليس إلا التزام ما
…
كان مولاى قد رسم
أيها العالم الذى
…
شيّد المجد والكرم
والذى فضله أقا
…
م مديحى على قدم
قد رزينا وصالكم
…
والرزايا لها قيم
فلهذا دموعنا
…
بعدكم فيضهنّ دم
وكان بحلب قبل مسيره إلى مصر متخصّصا بالأمير بدر الدين حسن، أخى مجد الدين بن الداية، ثم كتب إليه بعد مفارقته، يعرب عن معاتبته:
بنفسى من أعلقت كفى بحبله
…
فأصبح لى فى ذروة المجد غارب «4»
وجدت به مولى مريعا «5» جنابه
…
منيعا ترجّى من يديه المواهب
تعمّد إيناسى إلى أن لقيته
…
كأنّى له من ضجعة المهد صاحب
وأدنى سرارى من سرائر «6» قلبه
…
فلم يبق من دون الضميرين حاجب