الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال محمد بن إسحاق النديم فى كتابه: «إن ابن قتيبة كوفىّ؛ وإنما سمى الدّينورىّ لأنه كان قاضى الدّينور، وكان يغالى فى [مذهب] البصريين؛ إلا أنه خلط المذهبين، وحكى فى كتبه عن الكوفيين، وكان صادقا فيما يرويه، عالما باللغة والنحو وغريب القرآن ومعانيه [و] الشعر والفقه، كثير التصنيف والتأليف. وكتبه بالجبل مرغوب فيها. ومولده فى مستهلّ رجب، وتوفى سنة سبعين ومائتين» .
358 - عبد الله بن مسلم القيروانىّ النحوىّ أبو محمد [1]
كانت له معرفة بالنحو واللغة، وندب إلى درسها بدار الكتب بمدرسة النظامية ببغداذ، واستفاد منه قوم. وهو مستور الحال.
359 - عبد الله بن محمود أبو محمد المكفوف النحوىّ القيروانىّ [2]
كان من أعلم خلق الله تعالى بالعربية والغريب والشعر وتفسير المشروحات وأيام العرب وأخبارها ووقائعها.
وأدرك المهرىّ «1» وأخذ عنه، ثم صحب من بعده حمدون»
النعجة، فكان لا يبارحه، ولم يمت حمدون حتى علا المكفوف عليه، وفضله فى أشياء كثيرة.
[1] ترجمته فى بغية الوعاة 291، وتلخيص ابن مكتوم 100. وذكر السيوطى أن وفاته كانت سنة 488.
[2]
ترجمته فى بغية الوعاة 290، وتلخيص ابن مكتوم 100 - 101؛ وطبقات الزبيدىّ 159، 160، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 52، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 3: 396، ونكت الهميان 184 - 185. وما ذكره المؤلف فى ترجمته يوافق ما فى طبقات الزبيدىّ.
وله كتب كثيرة أملاها فى اللغة والعربية والغريب، وله كتاب فى العروض يفضّله أهل العلم على سائر الكتب المؤلّفة فيه، لما بيّن [فيه]«1» وقرّب. وعليه قرأ الناس المشروحات، وإليه كانت الرحلة من جميع إفريقية والمغرب، وكان يجلس مع حمدون فى مكتبه، فربما استعار من بعض الصبيان كتابا فيه شعر أو غريب أو شىء من أخبار العرب فيقتضيه صاحبه إياه، فإذ ألحّ عليه أعلم أبا محمد المكفوف بذلك فيقول: اقرأه علىّ، فإذا فعل قال: أعده ثانية، ثم يقول: ردّه على صاحبه، ومتى شئت تعال حتى أمليه عليك.
وقيل: أبطأ عنه أبو القاسم بن عثمان الوزان النحوىّ أياما كثيرة ثم أتاه، فلامه على تخلّفه عنه، فقال له أبو القاسم: نحن كنا سبب ما أنت فيه من العلم، وقد علمت كيف كنت أخصّك وأوثرك على غيرك، فلما صرت إلى هذه الحال قطعتنا عنك. فقال له: أصلحك الله! أعذر، فقد كان لى شغل، قال:
وما هو؟ قال: لى اليوم أكثر من شهر أختلف إلى رقّادة «2» إلى دار فلان- وذكر بعض السلاطين- أشكل له كتبا وأصححها، فقال: سررتنى والله، قال: بماذا سررتك؟ قال: بما يكون من برّه ومكافأته على اختلافك إليه وتصحيحك لكتبه.
فضحك وقال: والله ما هو إلا أنّه أكترى دابة إذا مررت وإذا رجعت من مالى.
فعجب من ذلك، وقال: تدرى كم وصل إلىّ من ابن الصائغ صاحب البريد؟ قال: لا. قال: نحو خمسمائة دينار، سوى الخلع وقضاء الحاجات والبرّ والإكرام؛ وما كان يسألنى عن شىء إلا أنه إذا كان يوم الجمعة بعث فى طلبى ابنه ودابته وأحضر مائدته.