الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألا لله
ما أشقى حياتى
…
فشيب مفارقى ممّا أقاسى
كأن طوالعى شربت دواء
…
فطول الدهر تسلح فوق راسى
قال: وأنشدنى أيضا لنفسه بمنزله بصيداء «1» :
منزل لا أرى بعينى أدنى
…
منه قدرا فى سائر الأمصار
فرشى فيه فقحة «2» ووطائى
…
حين أمسى غرائب الأفكار
وإذا لم أجد أنيسا من النا
…
س تفيهقت «3» فى عتاب الفار
536 - العماد المغربىّ [1]
شاب من أهل المغرب، رحل إلى المشرق، وكان يعلّم العربية علما جيدا.
وقرأ على ابن يونس الموصلىّ شيئا من علوم الأوائل؛ ودخل سنجار، وأقام بها مدّة، وقرئ عليه بها. وكان نزيل قاضيها الكردىّ المعروف بالبدر.
واجتمع بيعمر الفرغانىّ النحوىّ المنطيقىّ، وتناظرا فى شىء من ذلك.
وكان ذكيّا حسن المباحثة، وهو فى زماننا هذا.
537 - العبدىّ النحوىّ [2]
نسبته أشهر من اسمه، وقد ذكرته فى باب «أحمد بن بكر» «4» ، وكنيته أبو طالب.
فاضل فى هذا الشأن، صحب أبا علىّ الفارسىّ النحوىّ وأخذ عنه، وحضر مجلس أبى سعيد السّيرافىّ، واستفاد منه. وكان اختصاصه بأبى علىّ وانتسابه إليه أكثر، وتعصّبه له أوفر. أخذ عن أبى علىّ جل ما عنده.
[1] لم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص، ولم أعثر له على ترجمة.
[2]
ترجمته فى بغية الوعاة 129، وكشف الظنون 212، ومعجم الأدباء 2: 236 - 238، ونزهة الألباء 410 - 411، ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص.
وكان وطئ العبارة، حسن الغوص، جميل التصنيف، اعتنى بكتاب شيخه أبى علىّ، وهو الكتاب المسمى بالعضدىّ «1» ، وهو: الإيضاح، والتكملة، وشرحه شرحا كافيا شافيا، أتى فيه بغرائب من أصول هذه الصّناعة، وحقّق أماكن؛ حتى يقال: إنه شرح كتاب أبى علىّ بكلام أبى علىّ؛ لكثرة اطّلاعه على كتبه وفوائده. وإذا أنصف المنصف، وأجمل النظر، واطّرح الهوى رأى أن كلّ من تعرّض لشرح هذا الكتاب إنما اقتدى بالعبدىّ وأخذ منه، وإن غيّر الألفاظ فيما خرج عن القصد الذى قصده.
وكنت قد سألت عالمين بهذا الشأن عن كتاب العبدىّ وكتاب الجرجانىّ «2» فى شرح الإيضاح، فسكتا مليّا وقال أحدهما: قد سمّى الجرجانىّ كتابه المقتصد، وهو كما سمّاه؛ فإنّ فوائده مختصرة. وقال الآخر: أحسن العبدىّ فى الكلام على العوامل، وقصّر فيها الجرجانىّ، وأحسنا فى التصريف، وكلام الجرجانىّ أبلغ وأبسط.
وكان العبدىّ رحمه الله قد أدركه خمول الأدب، ولم يحصل [له] من السمعة ما حصل لابن جنّى والرّبعىّ. وكان كثير الشكوى لكساد سوقه وسوق الأدب فى زمانه.
قال العبدىّ: وعهدى بنفسى حاضرا مجلس هذا الشيخ- يعنى أبا علىّ- وهناك من يقرأ كتاب سيبويه، دون غيره من المتوسّطات ثلاثون رجلا وأكثر؛ ما فيهم إلا من يطلق عليه اسم العامل، ثم ما يحسنونه من اللغة والشعر غير