الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنبأنا محمد بن محمد بن حامد «1» فى كتابه قال: «الشيخ أبو محمد بن الدّهان النحوىّ، من أهل بغداذ، سعيد بن المبارك بن على بن الدّهان: بحر لا يغضغض «2» ، وحبر لا يغمض «3» ، سيبويه عصره، ووحيد دهره. لقيته ببغداذ فى وقت انتقالنا إليها، وكانت داره بالمقتدية فى جوارنا، وكان يقال حينئذ: النحويون ببغداذ أربعة: ابن الجواليقىّ وابن الشّجرىّ وابن الخشاب وابن الدّهان. وكان جماعته يتعصّبون له، ويفضّلونه على غيره، ويقصدون نحوه لنحوه، ثم قصد الموصل فى زمان جمال الدين الجواد، وسكن فى ظلّه الوارف، وحظى من فضله الوافر، وأقام بعده بها إلى أن توفى سنة تسع وستين وخمسمائة، وقد أضرّ بصره، واختلّ نظره- رحمه الله».
276 - سعيد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميدانىّ النيسابورىّ [1]
ولد الميدانىّ «4» الأديب المشهور، صاحب كتاب الأمثال وغيره. وولده هذا ذكره البيهقىّ فى الوشاح فقال فى وصفه:
«من حطّ الرّحال [عنده] يوما للتحصيل والتعليم، فلا شكّ أنه يخيّم فى فضاء التبجيل والتعظيم، ولا يبقى صفر الراحة من المال، معطّل الباحة من حسن الحال،
[1] ترجمته فى الأنساب 548 ا، وبغية الوعاة 254، وتلخيص ابن مكتوم 78، وطبقات ابن قاضى شهبة 1:349. والميدانى، بفتح الميم وسكون الياء: منسوب إلى محلة تعرف بميدان زياد بنيسابور. قال السمعانى إنه توفى فى حدود سنة 540. وفى بغية الوعاة وطبقات ابن قاضى شهبة أنه توفى سنة 539.
وهذا الإمام تأدّب بآداب أبيه اللائحة، واجتهد فى سلوك سبله الواضحة؛ حتى تحقق فيه قول القائل:«ما أشبه الليلة بالبارحة» .
ومن منظومه قصيدة قالها فى الإمام فخر الدين عبد العزيز الكوفىّ:
غرض «1» العذول وملّ من تعنيفى
…
وأماط عنه حبائل التخويف
لما رأى ألّا أريم «2» من الضّنى
…
مثواى رقّ لجسمى المنزوف «3»
لانت عريكته «4» وذلّ شماسه «5»
…
لمتيمّ رهن الغرام لهيف
من لى بقلب المستهام ومن له
…
بجميل صبر للغرام رديف
طاف الهوى بهما جميعا مثل ما
…
[طافت على] الأرواح ريح خريف
ومنها:
قالت خليلك رهطه «6» كوفيّة
…
فلأجل ذا بوفائه لا يوفى
قلت اخسئ فلقد نرى متوفّرا
…
كلّ الوفاء لدى الامام الكوفى
شمس يعمّ الخافقين إياتها «7»
…
مأمونة من غيبة وكسوف
خاض العباب إلى العلوم فنالها
…
موفورة والناس عند السّيف «8»
لا زال صدر الدين فيه موشّحا
…
بقلائد التيجان والتشريف
أضحى كمثل الشمس فى فلك العلا
…
والشمس تستغنى عن التعريف