الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسأت «1» إذ أحسنت ظنى بكم
…
والحزم سوء الظن بالناس
يقلقنى «2» شوقى فآتيكم
…
والقلب مملوء من الياس
281 - سلمة بن سعد النحوى الأندلسىّ القرطبىّ [1]
يكنى أبا القاسم، يروى عن أبى الحسن الأنطاكىّ المقرئ وأبى بكر الزبيدىّ ومحمد بن يحيى الرّياحى ومحمد بن أصبغ النحوىّ. كان مشهورا بمعرفة الأدب؛ أخذ عنه أبو محمد قاسم بن إبراهيم الخزرجىّ كثيرا.
282 - سهل بن محمد أبو حاتم السّجستانىّ الجشمىّ النحوىّ اللغوىّ المقرئ [2]
نزيل البصرة وعالمها. قال المبرّد: سمعته يقول: قرأت كتاب سيبويه على الأخفش «3» مرتين. وكان كثير الرّواية عن أبى زيد وأبى عبيدة والأصمعىّ، عالما
[1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 79.
[2]
ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافىّ 93 - 96، وإشارة التعيين الورقة 21، والأنساب 291 ب، وبغية الوعاة 265، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 250)، وتقريب التهذيب 104، وتلخيص ابن مكتوم 79 - 80، وتهذيب التهذيب 4: 257 - 258، وابن خلكان:
1: 218 - 219، وشذرات الذهب 2: 121، وطبقات الزبيدى 64 - 67، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 361 - 364، وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 320 - 321، وطبقات المفسرين للداودى، 89 ب، وعيون التواريخ (وفيات سنة 250)، والفلاكة والمفلوكين 86، والفهرست 58 - 59، وكشف الظنون 33، 115، 123، 1383، 1429، 1436، 1439، 1446، 1449، 1452، 1454، 1457، 1458، 1466، 1469، 1577، 1781، ومراتب النحويين 123، 130 - 134، ومرآة الجنان 2: 156، والمزهر 2: 408، 419، 445، 464، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 233 - 234، ومعجم الأدباء 11: 263 - 265، والنجوم الزاهرة 2: 332، ونزهة الألباء 251 - 254. والسجستانى، بكسر السين والجيم وسكون السين الثانية: منسوب إلى سجستان. وهو إقليم بين فارس والسند. وقال بعضهم:
بل هو منسوب إلى سجستانة، من قرى البصرة. والجشمىّ، بضم الجيم وفتح الشين: منسوب إلى جشم، وهو يطلق على عدّة قبائل: قال ابن خلكان: «ولا أدرى إلى أيها ينسب أبو حاتم المذكور» .
باللغة والشعر، حسن العلم بالعروض وإخراج المعمّى. وله شعر جيّد، ويصيب المعنى، ولم يكن حاذقا فى النحو.
وله مصنفات كثيرة فى اللغة والقرآن. قال المبرّد: ولو قدم [بغداذ «1»] لم يقم له منهم أحد.
وكان إذا التقى هو والمازنىّ فى دار عيسى «2» بن جعفر الهاشمىّ تشاغل أو بادر خوفا من أن يسأله المازنىّ عن النحو.
وكان جّماعة للكتب، وكان يتّجر «3» فيها. قال أبو العباس المبرّد: أتيت السّجستانىّ وأنا حدث، فرأيت منه بعض ما ينبغى أن تهجر حلقته له. فتركته مدّة، ثم صرت إليه، فعمّيت له بيتا لهرون الرشيد، فأجابنى «4»:
أيا حسن الوجه قد جئتنا
…
بداهية عجب فى رجب
فعمّيت بيتا وأخفيته
…
فلم يخف بل لاح مثل الشهب
فأظهر مكنونه الطّيطوى «5»
…
وهتّك عنه الحمام الحجب
فذلّل ما كان مستصعبا
…
لنا فتناولته من كثب
أيا من إذا ما دنونا له
…
نأى وإذا ما نأينا اقترب
عذرناك إذ كنت مستحسنا
…
وبيتك ذو الطير بيت عجب
[سلام على النازح المغترب
…
تحيّة صبّ به مكتئب «1» ]
وله شعر كثير، وعليه اعتمد ابن دريد فى أكثر اللغة.
وتوفى أبو حاتم سنة خمس وخمسين ومائتين.
كان يقرأ عليه كتب الأخفش فيردّ فيها ردا حسنا. قال ابن الغازى: ثم رأيتها تقرأ على أبى الفضل الرياشىّ؛ فلا حول ولا قوّة إلا بالله، أىّ ندف كان يندفها.
قال الرياشىّ على قبر أبى حاتم: ذهب بعلم كثير. قيل له: كتبه؛ فقال الرّياشىّ: الكتب تؤدّى ما فيها، ولكن صدره! وقيل لأبى زيد: على من يقرأ بعدك؟ فقال: على أبى سهل. وكان أبو حاتم يتّهم بحب الصبيان، وكان بريئا من ذلك؛ إنما كان كثير الدّعابة، فوجد ذلك السبيل إلى عرضه.
وقال أبو عثمان الخزاعىّ: رأيت كأنى بين النائم واليقظان، وسمعت قائلا يقول «2»:
أبو حاتم عالم بالعلوم
…
وأهل العلوم له كالخول «3»
عليكم أبا حاتم إنّه
…
له بالقراءة علم جلل
فإن تفقدوه فلن تدركوا
…
له ما حييتم بعلم بدل «4»
ودخل أعرابى مسجد البصرة، فتفقد أبا حاتم- وكان يختلف إليه- فأعلم بموته، فقال «1»:
يا بانى الدّنيا للذّاته
…
أعظم بذكر الموت من هادم
أما ترى الإخوان قد سارعوا
…
بقادم منهم على قادم
ومرّ من قد كنت تزهى به
…
ولست مما ذاق بالسّالم
وليس نقص الأرض من جاهل «2»
…
مات ولكن ذاك من عالم
أما العراقان «3» فقد أقفرا
…
لحادث حلّهما قاصم
من كان للخطبة يعنى بها
…
وللغريب المشكل القائم
[قد ذهب العلم بأعلامه
…
والنحو من بعد أبى حاتم «4» ]
من للدواوين «5» إذا حصّلت
…
وكتب أملاك بنى هاشم
مفتاح قفل ضلّ مفتاحه
…
ولؤلؤ «6» يبقى بلا ناظم
يا مسجد البصرة لم تبكه
…
بواكف من دمعك السّاجم
قال أبو بكر بن دريد: مات أبو حاتم بالبصرة فى رجب سنة خمس وخمسين «7» ومائتين ودفن بسرّة المصلّى، وصلى عليه سليمان بن جعفر بن سليمان بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب- وكان والى البصرة يومئذ.
وقال مروان بن عبد الملك: توفى أبو حاتم فى المحرّم من هذا التاريخ. وقال آخر: مات فى هذا التاريخ، وكان يوما مطيرا، وصلى عليه سليمان بن القاسم أخو جعفر بن القاسم.
وله من الكتب: كتاب إعراب القرآن. كتاب ما تلحن فيه العامة.
كتاب الطير. كتاب المذكر والمؤنث. كتاب النبات. كتاب المقصور والممدود. كتاب الفرق. كتاب القراءات. كتاب المقاطع والمبادئ. كتاب الفصاحة. كتاب النخلة «1» . كتاب الأضداد «2» . كتاب القسىّ والنبال والسهام. كتاب السيوف والرماح.
كتاب الدرع والترس. كتاب الوحوش. كتاب الحشرات. كتاب الهجاء. كتاب الزرع. كتاب خلق الإنسان. كتاب الإدغام، كتاب اللّبأ «3» واللبن الحليب. كتاب الكرم. كتاب الشتاء والصيف.
كتاب النحل والعسل. كتاب الإبل. كتاب العشب «4» . كتاب الإتباع.
كتاب الخصب والقحط. كتاب اختلاف المصاحف. كتاب الشوق إلى الأوطان. كتاب الحرّ والبرد والشمس والقمر والليل والنهار. كتاب الفرق بين الآدميين وبين كل ذى روح.
وكتابه فى القراءات مما يفخر به أهل البصرة؛ فإنه أجلّ كتاب صنّف فى هذا النوع إلى زمانه.
ولأبى حاتم كتاب كبير فى إصلاح المزال والمفسد، مشتمل على الفوائد الجمة. وما رؤى كتاب فى هذا الباب أنبل منه ولا أكمل «1» .
وقال أبو حاتم سهل بن محمد السّجستانىّ: كنت «2» عند أبى الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش وعنده التّوّزىّ، فقال لى: يا أبا حاتم، ما صنعت فى كتاب المذكر والمؤنث؟
قلت: قد عملت فى ذلك شيئا، فقال: فما تقول فى الفردوس؟ قلت: ذكر.
قال: فإن الله عز وجل يقول: (الفردوس «3» هم فيها خالدون). قال: قلت: ذهب إلى الجنة فأنّث. فقال لى التّوّزىّ: يا غافل، أما تسمع الناس يقولون: أسألك الفردوس الأعلى! فقلت له: يا نائم، الأعلى هاهنا «أفعل» وليس «بفعلى» .
وذكر أبو حاتم سهل بن محمد قال: «كان «4» جزئى على يعقوب «5» ، ومنزلتى عنده فيمن يقرأ أن أجلس إلى جنب من يقرأ عليه، فإذا فرغ أخذت من الموضع الذى يتركه، فأقرأ عليه. فجئت ذات يوم، ورجل يقرأ عليه من «سورة البقرة» حتى انتهى إلى قوله:
(وقال لهم نبيّهم «6»). فابتدأت من هذا المكان، حتى انتهيت إلى قوله: (فلمّا جاوزه هو