الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو حى فى زماننا هذا بإشبيليّة يفيد هذا الشأن، ويقرأ عليه السّوقة والأعيان؛ لم تبلغنا وفاته، وذلك فى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة «1» .
510 - عثمان بن جنى أبو الفتح الموصلىّ النحوىّ اللغوىّ [1]
المشهور المذكور، صاحب التصانيف البديعة فى علم الأدب. وأبوه جنّى مملوك رومىّ لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدىّ الموصلىّ. وفى ذلك يقول عثمان ابن جنى:
فإن أصبح بلا نسب
…
فعلمى فى الورى نسبى
[1] ترجمته فى إشارة التعيين 30 ا، وبغية الوعاة 322، وتاريخ ابن الأثير 7:
219، وتاريخ بغداد 11: 311 - 312، وتاريخ أبى الفدا 2: 136، وتاريخ ابن كثير 11: 331، وتلخيص ابن مكتوم 165 - 166، وابن خلكان 1: 313 - 314، ودمية القصر 297 - 298، وروضات الجنات 466، وشذرات الذهب 3: 140 - 141، والشعور بالعور 131 - 137، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 123 - 126، وعيون التواريخ (وفيات سنة 392)، وكشف الظنون 384، 411، 412، 416، 481، 493، 691، 692، 706، 810، 988، 1272، 1457، 1462، 1562، 1612، 1712، 1793، 1850، 1882، 1914، ومرآة الجنان 2: 445، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 307، ومعجم الأدباء 12: 81 - 115، والمنتظم (وفيات سنة 392)، والنجوم الزاهرة 4: 205، ونزهة الألباء 406 - 409، ويتيمة الدهر 1:89. قال ابن خلكان: «وجنى، بكسر الجيم وتشديد النون، وبعدها ياء».
على أنى أؤول إلى
…
قروم سادة نجب
قياصرة إذا نطقوا
…
أرمّ «1» الدهر «2» ذو الخطب «3»
أولاك دعا النبى لهم
…
كفى شرفا دعاء نبى
صحب أبا على الفارسىّ وتبعه فى أسفاره، وخلا به فى مقامه، واستملى منه، وأخذ عنه، وصنّف فى زمانه، ووقف أبو علىّ على تصانيفه واستجادها.
واستوطن أبو الفتح دار السلام، ودرس بها العلم إلى أن مات. وكانت وفاته ببغداد على ما ذكره أحمد بن علىّ التّوّزىّ «4» فى يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
فمن تصانيفه: كتاب اللمع «5» . كتاب سر الصناعة «6» . كتاب المنصف «7» فى شرح كتاب المازنى فى التصريف. كتاب الخصائص «8» . كتاب التلقين فى النحو. كتاب التعاقب. كتاب الكافى فى شرح قوافى الأخفش.
كتاب المذكّر والمؤنث. كتاب المقصور والممدود. كتاب التمام فى شعر
الهذليين. كتاب إعراب الحماسة. كتاب المنهج «1» فى اشتقاق أسماء شعراء الحماسة «2» . كتاب الصبر «3» فى شرح شعر المتنبى. مختصر العروض. مختصر فى القوافى. كتاب هذا القدّ، وهو ما استملاه من أبى علىّ. كتاب المسائل الخاطريات. كتاب التذكرة الأصبهانية. مختار تذكرة أبى على وتهذيبها.
كتاب المقتضب فى المعتل العين «4» . وذكره الباخرزىّ فى كتابه فقال:
ابن جنّى» هو أبو الفتح عثمان، ليس لأحد من أئمة الأدب فى فتح المقفلات وشرح المشكلات ما له؛ ولا سيّما فى علم الإعراب، فقد وقع منها على ثمرة الغراب «1» . ومن وقف «2» على مصنّفاته وقف «3» على بعض صفاته. فوربّى إنه كشف الغطاء عن شعر المتنبى. وما كنت أعلم أنه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك الجريض «4» ؛ حتى قرأت له مرثية فى المتنبى، أوّلها:
غاض القريض وأودت نضرة الأدب
…
وصوّحت «5» بعد رىّ دوحة الكتب
منها:
سلبت ثوب بهاء كنت تلبسه
…
لما تخطّفت بالخطّية السلب «6»
ما زلت تصحب فى الجلّى إذا نزلت
…
قلبا جميعا وعزما غير منشعب
وقد حلبت لعمرى الدهر أشطره «7»
…
تمطو بهمّة لا وان ولا نصب
من للهواجل تحيى ميت أرسمها
…
بكل جائلة التصدير والحقب «8»
قبّاء خوصاء محمود علالتها
…
تنبو عريكتها بالحلس والقتب «9»
أم من لسرحانها تقريه فضلته
…
وقد تضوّر بين البأس والسّغب «1»
أم من لبيض الظّبا توكافهنّ دم
…
أم من لسمر القنا والزّغف واليلب «2»
أم للجحافل تذكى جمر جاحمها «3»
…
حتى يقرّبها من ساطع اللهب
أم للمحافل إذ تبدو فتعمرها
…
بالنّظم والنّثر والأمثال والخطب
أم للصواهل محمرّا سرابلها
…
من بعد ما غربت معروفة الشّهب
أم للمناهل والظلماء عاكفة
…
تواصل الكرّ بين الورد والقرب «4»
أم للقساطل تعتمّ الحزون بها
…
أم من لضغم الهزبر الضّيغم الحرب «5»
أم للضّراب إذا الأحساب دافع عن
…
تدنيسها شفرات الوكّف القضب
أم للملوك تحلّيها وتلبسها
…
حتى تمايس فى أبرادها القشب
نابت وسادى أطراب تؤرّقنى
…
لما غدوت لقى «6» فى قبضة النوب
عمرت خدن المساعى غير مضطهد
…
ومتّ كالنصل لم يدنس ولم يعب
فاذهب عليك سلام الله ما قلقت
…
خوص الركائب بالأكوار والشّعب
- الشّعب: جمع شعبة، وهى المزادة الضخمة. قاله أبو حاتم السّجزىّ-
موفّق لسبيل الرشد متّبع
…
يزينه كلّ ما يأتى ويجتنب
تسمو العلوم إليه كلما انفرجت
…
للناس عن وجهه الأبواب والحجب
له خلائق بيض لا يغيّرها
…
صرف الزمان كمالا يصدأ الذهب
وخدم أبو الفتح بن جنّى البيت البويهىّ: عضد الدولة «1» وولده صمصام «2» الدولة، وولده شرف «3» الدولة، وولده بهاء «4» الدولة، وفى زمانه مات. وكان يلازمهم فى دورهم وييايتهم.
وحكى أبو غالب بن بشران النحوىّ الواسطىّ محمد بن أحمد بن سهل قال:
ورد أبو الفتح بن جنى عثمان إلى واسط، ونزل فى دار الشريف أبى على الجوّانىّ نقيب العلويين، وكنا نتردّد إليه ونسائله، ويملى علينا مسائل سماها الواسطية.
وورد بعد ذلك أبو الحسن على بن عيسى الربعىّ إلى واسط، ونزل حجرة فى جوار شيخنا أبى إسحاق إبراهيم بن سعيد الرفاعىّ، وكنت أتردّد إليه، وأسأله، فقال لى يوما أبو إسحاق: قد انعكفت على هذا المجنون! فقلت له: إنه يحكى عن أبى علىّ النحو كما أنزل. فقال: صدقت «5» !.