الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
402 - عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانىّ أبو بكر النحوىّ [1]
فارسى الأصل، جرجانىّ «1» الدار، عالم بالنحو والبلاغة. أخذ النحو بجرجان عن الشيخ أبى الحسين محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الوارث الفارسىّ «2» ، نزيل جرجان، ابن أخت الشيخ أبى على الفارسى، وأكثر عنه، وقرأ ونظر فى تصانيف النحاة والأدباء، وتصدّر بجرجان، وحثّت إليه الرّحال، وصنف التصانيف الجليلة.
وكان- رحمه الله ضيّق العطن، لا يستوفى الكلام على ما يذكره مع قدرته على ذلك. فمن تصانيفه: كتاب المقتصد «3» فى شرح الإيضاح «4» وهو مقتصد من مثله على ما سماه، لم يأت فى الإيضاح بشىء له مقدار. ولما تبرع فى التكملة لم يقصّر بنسبته إلى ما عهد منه، فلو شاء لأطال.
[1] ترجمته فى بغية الوعاة 310 - 311، وتلخيص ابن مكتوم 112 - 113، وروضات الجنات 143، وشذرات الذهب 3: 340، وطبقات الشافعية: 242، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 94 - 95، وطبقات المفسرين للداودى 140 ب، وفوات الوفيات 1: 378 - 379، وكشف الظنون 83، 120، 212، 602، 1169، 1179، 1769، ومرآة الجنان 3: 101، ونزهة الألباء 434 - 436.
وله شرح كتاب العوامل «1» ، سماه الجمل، ثم صنف شرحه، فجرى على عادته فى الإيجاز. وله إعجاز «2» القرآن دل على معرفته بأصول البلاغات ومجاز الإيجاز. وله مسائل منثورة أثبتها فى مجلد، هو كالتذكرة له، لم يستوف القول حق الاستيفاء فى المسائل التى سطرها «3» . ومع هذا كله فإن كلامه وغوصه على جواهر هذا النوع يدل على تبحره وكثرة اطلاعه.
ولم يزل مقيما بجرجان يفيد الراحلين إليه، والوافدين عليه إلى أن توفى فى سنة إحدى وسبعين وأربعمائة «4» .
ومن تلاميذه المذكورين الواردين إلى العراق والمتصدّرين ببغداذ على بن زيد الفصيحىّ- رحمه الله وقد تخرج به جماعة كثيرة، واستفادوا منه ما استفاده من عبد القاهر.
ولعبد القاهر شعر مدح به نظام الملك الحسن بن إسحاق:
لو جاود الغيث غدا
…
بالجود منه أجدرا
أو قيس عرف عرفه
…
بالمسك كان أعطرا
ذو شيم لو أنها
…
فى الماء ما تغيرا
وهمة لو أنّها
…
للنّجم ما تغوّرا
لو مس عودا يابسا
…
أورق ثم أثمرا