الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
501 - على بن هارون بن نصر أبو الحسن النحوىّ المعروف بالقرميسينىّ [1]
حدّث عن علىّ بن سليمان الأخفش. روى عنه عبد السّلام بن الحسين البصرىّ. وكان عنده عن أبى الحسن الأخفش أشياء كثيرة، وكان ثقة جميل الأمر.
وكان مولده سنة تسعين ومائتين، وكان يسكن الرحبة ببغداذ، وتوفى فى جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
502 - عمر بن إبراهيم بن محمد العلوىّ الزيدىّ أبو البركات [2]
عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علىّ بن الحسين بن على بن حمزة بن يحيى بن الحسين ذى الدمعة بن زيد الإمام الشهيد بن على زين العابدين بن السّبط أبى عبد الله الحسين بن على بن أبى طالب، عليهم السلام. أبو البركات.
من أهل الكوفة. يسكن محلّة يقال لها السّبيع «1» ، ويصلّى بالناس فى مسجد أبى إسحاق السّبيعىّ «2» . شيخ مسنّ كبير فاضل، له معرفة بالفقه والحديث والتفسير
[1] ترجمته فى بغية الوعاة 358، وتاريخ بغداد 12: 120 - 121، وتلخيص ابن مكتوم 159، ومعجم الأدباء 15:111. والقرميسينىّ، بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم:
منسوب إلى قرميسين؛ وهى مدينة بجبال العراق.
[2]
ترجمته فى الأنساب للسمعانى 283 ب، وبغية الوعاة 359، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 539) وتاريخ ابن عساكر 30: 483 - 484، وتاريخ ابن كثير 12: 219، وتلخيص ابن مكتوم 159، وشذرات الذهب 4: 122 - 123، وطبقات ابن قاضى شهبة 2:
194، واللباب فى الأنساب 1: 517، ومعجم الأدباء 15: 257 - 262، والمنتظم (وفيات سنة 539)، والنجوم الزاهرة 5:276.
والنحو واللغة والأدب. وله التصانيف الحسنة السائرة فى النحو. وهو خشن العيش، صابر على الفقر والقلّة، قانع باليسير. وكان يقول: أنا زيدىّ المذهب، وأفتى على مذهب أبى حنيفة. واسع الرواية، أدرك المشايخ الجلّة، كأبى بكر الخطيب وطبقته.
وسافر إلى الشام، وأقام بدمشق مدّة، ثم بحلب مدّة، وقرا بها الإيضاح لأبى على الفارسىّ فى سنة خمس وخمسين وأربعمائة، على رجل يقال له أبو القاسم زيد بن علىّ الفارسىّ عن خاله أبى علىّ الفارسىّ. وروى هذا الشريف الكتاب- أعنى الإيضاح- بهذا الطريق بالكوفة المدّة الطويلة، وأخذه عنه بهذا السّبيل الجمّ الغفير من علماء الرواة والنحاة. وكان هذا الشريف عمر متيقّظا حسن الاستماع، يكتب خطّا جميلا. وكان حافظا للسانه، تكرّر إليه المحدّثون ونقلوا عنه الأحاديث والأخبار لسعة روايته، ولم يسمعوا منه شيئا مما يتعلّق باعتقاد الشيعة.
قال المسلم بن نجم بن علىّ الرّسىّ الكوفىّ: كان الشريف عمر بن إبراهيم الكوفىّ يغرس فسيل «1» النخل فى أجمة له، وهو شيخ كبير، ومعه جماعة من شبّان محلّته يعينونه على ذلك كما جرت العادة. فوقف رجلان من طيّئ شيبان من بعيد من أبناء السبيل ينظران إلى العمل، فقال أحدهما لصاحبه: ترى من يغرس هذا الفسيل؟ فقال له: ذلك الشيخ الكبير. فقال البدوىّ: أذلّه الله! أيرجو هذا الشيخ أن يأكل من جناه! فسمع الشريف ما قال، وأحزنه ذلك، وقال له: يا بنىّ، كم من كبش فى المرعى وخروف فى التّنور! ففهم أحدهما دون الآخر كلام الشريف. فقال الذى لم يفهمه لصاحبه الذى فهم: أيش قال الشيخ؟ فقال
البدوىّ: قال الشيخ: كم من ناب يسقى فى جلد حوار «1» ! ففهم البدوىّ ما قال وأعجبه ذلك.
قال أبو الغنائم: وعاش الشريف إلى أن أدرك الفسيل وأكل من تمره سنين كثيرة.
وذاكر الشريف عمر هذا يوما بعض أصحاب الحديث الآخذين عنه، وقال:
دخل أبو عبد الله الصّورىّ «2» الكوفة، وكتب عن أربعمائة شيخ. وقدم علينا هبة الله بن المبارك السّقطىّ «3» ، فأفدته عن سبعين شيخا من الكوفيّين، وما فى الكوفة اليوم أحد يروى الحديث غيرى. ثم أنشد:
لما دخلت اليمنا
…
لم أر فيه حسنا
قلت: حرام بلدة
…
أعلم من فيها أنا
وكان أبو محمد عبد الله بن على بن أحمد المقرئ سبط أبى منصور الخياط قد قرأ على الشّريف عمر النحو؛ لأن الشريف كان علامة فى النحو، وقرأ عليه جماعة من مشايخ العراق النحو أيضا. ومدحه أبو محمد عبد الله بأبيات، منها:
أحيا بكوفان علما كان مدروسا
…
وقام بالحق فيها وهو خاطبه
فما له فى الورى شكل يماثله
…
وما له فى التّقى عدل يناسبه
سئل عن مولده فقال: ولدت فى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة بالكوفة.