الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبا بكر «1» بن أيوب عند ملكه حرّان، فلم يجزه شيئا، فذكر أبياتا عرّض له فيها بأنك جواد ما زلت؛ ولكنّ أرضنا غيّرتك، فقال: هجانا هذا الرجل بطريق لطيف. وبيت القصيدة:
قسما بآل محمد
…
ما فوق ذلك من قسم
إن المليك محمدا
…
لولاه ما عرف الكرم
يعطى اليراع براعة
…
كالسيف «2» يخضبه بدم
لكنّ تربة أرضنا
…
نقلته عن تلك الشّيم
269 - سعيد بن أوس بن ثابت أبو زيد الأنصارىّ [1]
صاحب النحو واللغة. حدّث عن عمرو بن عبيد وأبى عمرو بن العلاء.
روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلّام، ومحمد بن سعد الكاتب، وأبو حاتم
[1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 19 - 20، وأخبار النحويين البصريين 52 - 57، وبغية الوعاة 254 - 255، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 215)، وتاريخ بغداد 9: 77 - 80، وتاريخ أبى الفدا 2: 30، وتاريخ ابن كثير 10: 269 - 270، وتلخيص ابن مكتوم 76، وتقريب التهذيب 90، وتهذيب التهذيب 4: 3 - 5، وتهذيب اللغة للأزهرى 1: 5 - 6، وخلاصة تذهيب الكمال 115، وابن خلكان 1: 207 - 208، وشذرات الذهب 2: 34 - 35، وطبقات الزبيدى 116 - 117، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 349 - 351، وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 305، وطبقات المفسرين للداودى 76 ب- 77 ا، وعيون التواريخ (وفيات سنة 215)، والفهرست 54 - 55، وكشف الظنون 1383، 1409، 1447، 1454، 1459، 1465، 1466، 1472، ومراتب النحويين 67 - 70، ومرآة الجنان 2: 58 - 59، والمزهر 2:
402، 419، 461، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 224 - 225، والمعارف 237، ومعجم الأدباء 11: 212 - 217، والنجوم الزاهرة 2: 210، ونزهة الألباء 173 - 179.
السّجستانىّ وأبو زيد عمر بن شبة، وأبو حاتم الرازىّ. وكان ثقة ثبتا «1» من أهل البصرة.
قال ابن القدّاح «2» : أبو زيد النحوى، سعيد بن أوس بن ثابت بن زيد ابن قيس بن زيد بن النعمان «3» بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج. وشهد ثابت ابن زيد أحدا والمشاهد بعدها. وهو أحد العشرة الذين بعث عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- مع أبى موسى الأشعرى إلى البصرة، وأحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم «4» .
هكذا نسب أبى زيد فى هذه الرواية. وفيه إخلال؛ والصواب ما ذكره محمد ابن سعد «5» ، قال:«[أخبرنا «6» ] أبو زيد النحوى، واسمه سعيد بن أوس بن ثابت ابن بشير بن أبى زيد [قال «7»]: ثابت «8» بن زيد بن قيس [هو جدّى؛ وقد شهد أحدا «9»]».
قال أبو عثمان المازنىّ: كنا عند أبى زيد، فجاء الأصمعىّ، فأكبّ على رأسه وجلس، وقال: هذا عالمنا ومعلّمنا منذ عشر سنين «1» .
قال أبو زيد الأنصارىّ: وقفت على قصّاب وعنده بطون، فقلت:«بكم البطنان يا غلام؟» قال: «بدرهمان يا ثقيلا» .
وقال أبو زيد: وقفت بباب سليمان بن أبى العاص الثقفىّ على قصّاب، وقد أخرج بطنين سمينين موفورين، فعلّقهما، فقلت: بكم البطنان؟ فقال: بمصفعان يا مضرطان. قال: فغطيت رأسى وفررت؛ لئلا يسمع الناس فيضحكوا منى.
قال أبو زيد الأنصارىّ: كنا ببغداذ، فأردت الانحدار إلى البصرة، فقلت لابن أخى: اكترلنا. فجعل ينادى: «يا معشر الملاحون» ؛ فقلت له: ويلك! ما تقول؟ قال: جعلت فداك! أنا مولع بالرفع «2» .
وقال روح بن عبادة: كنا عند شعبة «3» ، فضجر من الحديث، فرمى بطرفه، فرأى سعيد بن أوس فى أخريات الناس، فقال: يا أبا زيد:
استعجمت «4» دارمىّ ما تكلّمنا
…
والدّار لو كلّمتنا ذات أخبار
إلىّ أبا زيد. فجاءه، فجعلا يتناشدان الأشعار، فقال بعض أصحاب الحديث:
يا أبا بسطام، نقطع إليك ظهور الإبل لنسمع منك حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم فتدعنا وتقبل على الأشعار! قال: فرأيت شعبة قد غضب غضبا عليه وسلّم- فتدعنا وتقبل على الأشعار! قال: فرأيت شعبة قد غضب غضبا شديدا؛ ثم قال: يا هؤلاء، أنا أعلم بالأصلح لى. أنا والله الذى لا إله إلا هو فى هذا أسلم منى فى ذاك! قال أبو زيد: لقيت أبا حنيفة، فحدّثنى بحديث فيه:«يدخل الجنة قوم حفاة عراة منتنين قد أحمشتهم النار» ، فقلت له:«منتنون قد محشتهم «1» النار».
فقال: ممّن «2» أنت؟ قلت: من أهل البصرة، قال: كل أصحابك مثلك؟ قلت:
أنا أخسّهم حظّا فى العلم، فقال: طوبى لقوم تكون أخسّهم! وسرق أصحاب الحديث نعل أبى زيد، فكان إذا جاء أصحاب الشعر والعربية والأخبار رمى بثيابه ولم يتفقدها، وإذا جاء أصحاب الحديث جمعها كلها، وجعلها بين يديه وقال: ضمّ يا ضمّام، واحذر لا تنام.
مات أبو زيد الأنصارى سنة أربع عشرة ومائتين. وقيل سنة خمس عشرة ومائتين، وله ثلاث وتسعون سنة، بالبصرة.
وكان أبو زيد من أهل العدل والتشيّع، وكان ثقة، وكان عالما بالنحو، ولم يكن مثل سيبويه والخليل. وكان يونس أعلم منه بالنحو، وكان مثله فى اللغات. وكان أبو زيد أعلم من الأصمعى وأبى عبيدة بالنحو. وكان يقال [له]:
أبو زيد النحوىّ. وله كتاب فى تخفيف الهمز على مذهب النحويين. وفى كتبه المصنفة فى اللغة وشواهد النحو عن العرب ما ليس لغيره.
وكان كثير السماع من العرب. وقال أبو زيد: سألنى الحكم بن قنبر عن «تعاهدت ضيعتى» ، فقلت:«تعهّدت» ، فقال: لا- وكان عنده ستة من الأعراب الفصحاء- فقلت: اسألهم. فسألهم «1» . فكلّ قال: «تعهّدت» . فقال:
يا أبا زيد، علم كنت سببه، أو كلاما نحو هذا.
ولم يأخذ أحد من علماء البصريين عن الكوفيين إلا أبا زيد، فإنه روى عن المفضّل فى أوّل كتابه «النوادر» «2» ، قال: أنشدنى المفضّل لضمرة بن ضمرة:
بكرت «3» تلومك بعد وهن فى النّدى
…
بسل عليك ملامتى وعتابى «4»
وكان أبو زيد يلقّب أصحابه، فلقّب الجرمىّ بالكلب لجدله واحمرار عينيه، ولقب المازنى «تدرج» «5» لمشيته، ولقب أبا حاتم برأس البغل «6» ، ولقب التوّزىّ
أبا الوذواذ لخفة حركته وذكائه، ولقّب الزيادىّ طارقا، لأنه كان يأتيه بليل.
وكان هؤلاء أخذوا عن أبى زيد.
قال أبو زيد: أتيت بغداذ حين قام المهدى، فوافاه العلماء من كل بلدة بأنواع العلوم، فلم أر رجلا أفرس ببيت شعر من خلف، ولا عالما أبذل لعلمه من يونس.
وتوفى أبو زيد فيما قاله محمد بن إسحاق النديم سنة خمس عشرة ومائتين.
وقال: ««1» وله من الكتب المصنفة كتاب إيمان عثمان. كتاب حيلة ومحالة.
كتاب القوس «2» والتّرس. كتاب مسائية «3» . كتاب المعزى. كتاب الإبل «4» . كتاب خلق الإنسان. كتاب الأبيات. كتاب المطر.
كتاب المياه. كتاب الغرائز. كتاب النبات والشجر. كتاب اللغات. كتاب قراءة أبى عمرو. كتاب النوادر. كتاب الجمع والتثنية. كتاب اللبن. كتاب بيوتات العرب. كتاب تخفيف الهمز. كتاب حياة «5» . كتاب المقتضب «6» . كتاب الوحوش.
كتاب الفرق. كتاب فعلت وأفعلت. كتاب غريب الأسماء.
كتاب الهمز. كتاب المصادر «7» . كتاب الحلبة. كتاب نابه ونبيه.
كتاب معانى القرآن. كتاب النحو الكبير. كتاب الصفات «8» ».