الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
441 - على بن جعفر بن علىّ السعدىّ الصّقلّىّ المعروف بابن القطاع اللغوىّ النحوىّ الكاتب [1]
مولده بصقلّية، فاضل ابن فاضل. ولد بصقلّية فى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وقرأ الأدب على فضلائها كابن البرّ «1» اللغوىّ وأمثاله.
وأجاد النّحو غاية الإجادة، وصنّف التصانيف الجميلة، ورحل عن صقلّية لما أشرف على تملّكها الفرنج، ووصل إلى مصر فى حدود سنة خمسمائة. وأكرم فى الدولة المصرية. وتصدّر للإفادة والاستفادة. وقد كان نقدة المصريين يسمونه بالتساهل فى الرواية، فمن ذلك أنه لما دخل إلى مصر سئل عن كتاب الصّحاح فى اللغة للجوهرىّ، فذكر أنه لم يصل إليهم، ثم لما رأى اشتغال الطلبة به، ورغبة الناس فيه ركّب فيه طريقا فى روايته، وأخذ الناس عنه مقلدين له؛ إلا الأقل من محققى النقل فى ذلك الوقت.
وكان ذكيا، قال الشعر صبيا سنة ست وأربعين وأربعمائة، فمن شعره ما قاله فى الغزل، وأضمر اسم حمزة:
يا من «2» رمى النار فى فؤادى
…
وأنبط العين بالبكاء
[1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 31، وبغية الوعاة 331 - 332، وتلخيص ابن مكتوم 130، وحسن المحاضرة 1: 228، وخريدة القصر 11: 33 - 36، وابن خلكان 1: 339 - 340، وروضات الجنات 484 - 485، وشذرات الذهب 4: 45 - 46، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 143 - 144، وكشف الظنون 133، 739، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2:
259، ومرآة الجنان 2: 212 - 213، ومعجم الأدباء 12: 279 - 283، والمكتبة الصقلية 415، 589، 627، 646، 676، 700.
اسمك تصحيفه بقلبى
…
وفى ثناياك برء دائى
أردد سلامى فإنّ نفسى
…
لم يبق منها سوى ذماء «1»
وارفق بصبّ أتى ذليلا
…
قد مزج اليأس بالرّجاء
أنهكه فى الهوى التجنّى
…
فصار فى رقّة الهواء
أقام بمصر على الإفادة والتصنيف إلى أن مات بها فى حدود سنة خمس عشرة وخمسمائة.
فمن تصانيفه: كتاب تهذيب أفعال ابن القوطيّة «2» فى اللغة. كتاب شرح الأمثلة. كتاب الدّرة الخطيرة فى شعر أهل الجزيرة. كتاب المجموع الأدبى «3» له.
أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ نزيل الإسكندرية فى إجازته العامة؛ سمعت أبا الحسين هبة الله بن على بن الحسن الكاتب الفرضى بمصر يقول:
سمعت أبا القاسم على بن جعفر بن علىّ اللغوىّ الصّقلىّ يقول: كتب إلىّ أبو الفضل يوسف بن حسداى «4» الوزير الهارونىّ بسرقسطة من مدن الأندلس حين دخلها:
أعيذك بالله من فاضل
…
أديب تداهى على صحبه
فأعرض محتقرا بزّهم
…
وكلّ ينافس فى جلبه
فلما أذاع لدينا سرائ
…
ر ما كان أودع فى قلبه
جلا كل معجزة من نظيم
…
لآلئه وحلى عصبه
فهل جاز سمعا ولم يلهه
…
ومرّ بقلب ولم يصبه!
فأجبته مرتجلا:
بدأت بفضل أتاه الكريم
…
ولا غرو منك ابتداء به
لأنك مغرى بفعل الجميل
…
مهين لما عزّ فى كسبه
أتتنى أبياتك الرائقات
…
بشأو بعيد على قربه
ونظم جلا النّظم فى أنقه
…
وحلّى له الجدى فى قطبه
فأنطقنى حسنه واجترأت
…
وقلت من الشعر فى ضربه
وعوّلت فيه على فضله
…
وما خصّه الله من إربه
وذكر القاضى الموفق يوسف بن «1» الخلال كاتب الإنشاء فى الدولة القصرية بالديار المصرية أبا القاسم على بن جعفر بن على السعدىّ المعروف بابن القطاع هذا، قال:
مولده بجزيرة صقلّية سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، ووفاته بمصر سنة خمس عشرة وخمسمائة.
نقل من خط الشيخ أبى القاسم على بن جعفر بن القطاع حكاية هذا معناها:
رأيت فى المنام كأنى جالس مع الفقيه عبد الرحمن بن أبى بكر السّرقوسىّ إذ دخل علينا شاب ومعه غلام أسود طوال، فسلّم وجلس، فقال له الفقيه: ما هذا العبد الأسود؟ فقال: اشتريته للخدمة، فقال له الفقيه: ما يصلح هذا للخدمة، فقال له الشاب: هذا هو المال، فقال الفقيه ارتجالا:
قد جاء عبّاد بعبد له