الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترديد ذكرى لك فى خاطرى
…
أكثر من ترديد أنفاسى
نسيت ودّى وتناسيتنى
…
وليس قلبى لك بالناسى
وليس لى منك سوى حسرة
…
تجول بين الشوق والياس
وله، وهو من رقيق شعره:
ولست كمن يجزى على الهجر مثله
…
ولكننى أزداد وصلا على هجرى
وما ضرّنى إتلاف عمرى كلّه
…
إذا نلت يوما من لقائك فى عمرى
395 - عبد العزيز بن أحمد بن أبى الحباب النحوىّ الأندلسىّ [1]
قرطبىّ يكنى أبا الإصبع. روى عن أبيه أبى عمرو بن الحباب كتبا من روايته، ولم يكن بالضابط لها. وتوفى ودفن يوم الأربعاء لعشر خلون من ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وأربعمائة. ذكره ابن حيان «1» مؤرّخ الأندلس.
396 - عبد العزيز بن خلوف النحوىّ المغربى [2]
من إفريقية فى أيام باديس، المستولى على إفريقية، وممن عاصر ابن رشيق وابن شرف وطبقتهما. تصدّر لإفادة هذا الشأن بمدينة القيروان، وتقدّم هناك فى عصره، وله شعر منه:
لقوم ببلدتنا شيمة
…
نحاجى بها الناس أهل الذكاء
تماح «2» الدّلاء بآبارهم
…
وآبار غيرهم بالدلاء
[1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 110، والصلة لابن بشكوال 1:362.
[2]
ترجمته فى بغية الوعاة 307، وتلخيص ابن مكتوم 110، ومسالك الأبصار ج 11 مجلد 2: 303 - 304.
وذكره الحسن بن رشيق فى كتابه فقال: «عبد العزيز بن خلوف النحوىّ الحرورى «1» . شاعر متقن، ذو ألفاظ حسنة، ومعان متمكّنة، مثقّف نواحى الكلام رطبها، حلو مذاقة الطّبع عذبها؛ يشبّه فى المنظوم والمنثور بأبى على البصير، «2» وله فى سائر العلوم حظوظ وافرة، وحقوق ظاهرة، أغلبها عليه علم النحو والقراءات، وما تعلق بها. وفيه ذكاء يخرج عن الحدّ المحدود».
وقوله من قصيدة يمدح بها سيدنا- أدام الله سلطانه- أوّلها (قلت: يعنى بسيدهم المعز بن باديس):
أبلحظ طرف هذه الأنضاء «3»
…
شقيت إذن بالأعين الأعضاء
تتمثّل الغيد الحسان ببعض ما
…
جرّت عليه الغادة الحسناء
تصبو الجمادات الموات لوجهها
…
طربا فكيف النّطّق الأحياء
منها:
سارت وقد بنت الأسنّة حولها
…
سورا يجاز بحدّه الجوزاء
ولما مدح المعز بن باديس بها وأطال فى المدح ختمها بقوله:
فتحت لنا نعماك كلّ بلاغة
…
فجرى اليراع وقالت الشعراء
وقال ابن رشيق فى وصف هذه القصيدة: «وما حسبت أنّ أحدا من أهل عصرنا يبلغ هذه البلاغة، أو يصوغ الكلام هذه الصياغة، وإن كثيرا من أشعار المتقدّمين فى هذا الوزن والروىّ ليضعف ويقصر دون بنيتها» .
قال: ومن جيد شعره قوله من نسيب قصيدة فى بعض الكتاب:
ومن دونها طود من السّمر شامخ
…
إلى النجم أو بحر من البيض متأق «1»
وأسود لا تبدو به النار حالك
…
وبيداء لا تجتازها «2» الريح سملق»
وقال فى مدحتها:
ينام عن المال «4» التّلاد وإنه
…
إذا عرضت أكرومة لمؤرّق
أخو نظر أما لدفع ملمة
…
فسام «5» وأمّا من حياء فمطرق
رمى ثغر الحسّاد عن قوس همة
…
تحدّث عن حيث السّماك فتصدق
ومنها- وذكر القلم- فقال:
به السّحب تزجى «6» والصّواعق تتّقى
…
وماء الحيا «7» ينهلّ والنار تحرق
وله فى الغزل:
مروا أن يروّح هذا الأسي
…
ر بالقتل إن كان لا يطلق
أيتلف ذا العبد لا رغبة
…
يباع ولا حسبة يعتق
وإنى من فقره موته
…
لأنى من كبدى أنفق
لقد فتقت يد سحر العيو
…
ن فتقا على العقل لا يرتق
قال ابن رشيق واصفا له: «وفى شعره من القوّة والتصرف والتصنّع ما ليس فى شعر غيره من أصحابنا، وهو مع ذلك كثير» .