الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفقد أبو عثمان- فى وقعة قفلش، فلم يوجد حيا ولا ميتا- يوم السبت للنصف من ربيع الأوّل سنة أربعمائة؛ كذا ذكر ابن حيان وغيره. وذكر ابن عبد البرّ أن وفاته كانت فى أربع أو خمس وتسعين وثلاثمائة- رحمه الله.
274 - سعيد بن عيسى الأصفر الاندلسىّ [1]
ساكن طليطلة. أبو عثمان. كان عالما بالنحو واللغة والأشعار، و [له] مشاركة فى المنطق وكتب الأخبار. وله شرح الجمل للزّجّاجىّ.
توفى نحو الستين والأربعمائة.
275 - سعيد بن المبارك بن على بن الدهان البغداذىّ أبو محمد [2]
من أهل المقتدية، إحدى المحال الشرقية. رجل عالم فاضل، كيس نبيه نبيل، له معرفة كاملة بالنحو، ويد باسطة فى الشعر.
رحل إلى أصبهان، وسمع بها، واستفاد من خزائن وقوفها. وكتب الكثير من كتب الأدب بخطه، وعاد إلى بغداد، واستوطنها زمانا، وأخذ الناس عنه
[1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 78، وروضات الجنات 272، والصلة لابن بشكوال 1:222.
[2]
ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 20، وبغية الوعاة 256 - 257، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 569)، وتلخيص ابن مكتوم 77، وخريدة القصر 1: 82 - 83، وابن خلكان 1: 209 - 210، وروضات الجنات 314 - 315، وشذرات الذهب 4: 233، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 352 - 354، وطبقات المفسرين للداودى 78 ا، والفلاكة والمفلوكين 126 - 127، وكشف الظنون 72، 116، 212، 438، 752، 872، 960، 1156، 1212، 1265، 1438، 1563، 1630، 1977، ومرآة الجنان 3: 390، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 255 - 247، ومعجم الأدباء 11: 219 - 223، والنجوم الزاهرة 6: 72، ونكت الهميان 158 - 159.
شرح الإيضاح فى النحو لأبى على الفارسى، فى ثلاثه وأربعين مجلدا، وشرح اللمع شرحا كبيرا فى عدّة مجلدات، وصنف غير ذلك.
وخرج عن بغداذ قاصدا دمشق، واجتاز الموصل، وبها وزيرها جمال الدين الجواد «1» الأصبهانىّ، فارتبطه عنده، ومعه الاجتياز بالإحسان، وصدّره بالموصل للإقراء والإفادة والتصنيف. وكان آخر كتبه ببغداذ، وهى التى أتعب فيها خاطره وناظره، وبلغه أن الغرق قد استولى على بغداذ، فسير من يحضر كتبه إن كانت سالمة، فوجدها قد غرقت فيما غرق، وزادها على الغرق أنّ خلف مسكنه مدبغة فاض الماء منها إلى منزله؛ فأهلك الكتب زيادة على هلاكها، فلما أحضرت إليه أخذ فى تأملها على نتنها وتغير لونها. فأشير عليه بأن يبخّر ما سلم منها على فساده بشىء مما يغير الرائحة، فشرع فى تبخيرها باللّاذن، «2» ولازم ذلك إلى أن بخّرها بما يزيد على ثلاثين رطلا من اللّاذن. فطلع ذلك إلى رأسه وعينيه، فأحدث له العمى، فانكف بصره قبل موته- رحمه الله ونعوذ بالله من سوء التقدير، إنه هو اللطيف الخبير.
وكان مولده فى رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة بنهر طابق «3» .
قال تاج الإسلام أبو سعيد عبد الكريم بن محمد المروزىّ «1» : سمعت أبا القاسم على بن الحسين بن هبة الله «2» الحافظ الدّمشقى من لفظه بدمشق يقول: سمعت سعيد ابن المبارك بن الدّهان بنهر طابق ببغداذ يقول: رأيت فى النوم شخصا أعرفه، وهو ينشد شخصا كأنه حبيب له:
أيها الماطل دينى
…
أملّى وتماطل
علّل القلب فإنّى
…
قانع منك بباطل
قال: فرأيت سعيد بن المبارك بن الدّهان، وعرضت عليه هذه الحكاية، فقال: ما أعرفها. ولعل ابن الدهان نسى. وأبو القاسم على بن القاسم الدمشقى من أوثق الرواة، جمع له الحفظ والمعرفة.
قلت: وقد سمعت من يذكر عمّن حضر هذه الحكاية أن ابن الدّهان استملاها من ابن السمعانىّ. وقال: أخبرنى ابن السمعانىّ المروزىّ قال: أخبرنى أبو القاسم بن عساكر الدمشقىّ عنى أنى أخبرته
…
وساق باقى الحكاية؛ فكأنما روى عن رجلين عن نفسه، وهو أغرب ما وقع فى طريق الرواية.
ومن شعر سعيد بن المبارك بن الدّهان:
أهوى الخمول لكى أظلّ مرفّها
…
مما يعانيه بنو الأزمان
إن الرياح إذا عصفن رأيتها
…
تولى الأذيّة شامخ الأغصان
وأنشد سعيد بن المبارك النحوىّ لنفسه:
بادر إلى العيش والأيام راقدة
…
ولا تكن لصروف الدهر تنتظر
فالعمر كالكأس يبدو فى أوائله
…
صفو وآخره فى قعره كدر
ومن شعره أيضا:
أرى الفضل منّاح التأخّر أهله
…
وجهل الغنى يسعى له فى التقدم
كذاك أرى الخفّاش ينجيه قبحه
…
ويحتبس القمرىّ حسن الترنم
وشعره كثير. وتوفى- رحمه الله بالموصل فى شهور سنة تسع وستين وخمسمائة.
ومن مصنفاته: كتاب شرح الإيضاح، ثلاثة وأربعون مجلدا، وكتاب شرح اللمع، ثلاثة مجلدات. كتاب شرح بيت من شعر الصالح صنفه للصالح بن رزّيك «1» ، مجلد. كتاب العروض، مجلد. كتاب الدّروس «2» فى النحو، مجلد. كتاب الفصول «3» فى النحو، مجلد. كتاب الرسالة السعيدية فى المآخذ الكندية يشتمل على سرقات المتنبى، مجلد. كتاب تذكرته، وسماه زهر الرياض، سبعة مجلدات، رأيتها وملكتها بخطه «4» .