الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
522 - العباس بن رداد بن عمر البندنيجىّ أبو الفضل النحوىّ [1]
كانت له معرفة حسنة بالنحو. قرأ على أبى الغنائم حبشى بن محمد الواسطىّ الضرير النحوىّ، ثم على أبى محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، وأقرأ الناس، وتخرّج به جماعة، ومما أنشدنيه العباس لبعضهم:
أقبلت فى غلالة زرقاء
…
لازرديّة كلون السماء
فتأملت فى الغلالة منها
…
قمر الصيف فى ليالى الشتاء
523 - عيسى بن عمر البصرىّ الثقفىّ المقرئ النحوىّ [2]
اختلف فى نسبه، فقيل هو مولى لبنى مخزوم، وهو من ولد الحكم بن عبد الله الأعرج «1» الذى روى الحديث. وقيل كان من ثقيف، لخالد بن الوليد، وقيل هو مولى خالد بن الوليد المخزومىّ ونزل فى ثقيف.
[1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 179. والبندنيجىّ، بفتح الياء وسكون النون وفتح الدال وكسر النون: منسوب إلى بندنيجين، وهى بلدة قريبة من بغداد.
[2]
ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافى 31 - 33، وإشارة التعيين الورقة 39 - 40، وبغية الوعاة 270، وتاريخ ابن الأثير 5: 28، وتاريخ أبى الفدا 2: 5، وتاريخ ابن كثير 10:
105 -
106، وتلخيص ابن مكتوم 179 - 180، وابن خلكان 1: 393 - 394، وروضات الجنات 557 - 558، وشذرات الذهب 1: 224 - 225، وطبقات الزبيدىّ 17 - 21، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 212 - 215، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 613، وعيون التواريخ (وفيات 149) والفهرست 41 - 42، ومراتب النحويين 32، ومرآة الجنان 1: 307 - 309، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 270 - 271، والمعارف لابن قتيبة 235، ومعجم الأدباء 16: 146 - 150، والنجوم الزاهرة 2: 11، ونزهة الألباء 25 - 29، والوافى بالوفيات ج 5 مجلد 3: 643 - 645.
وكان من قرّاء أهل البصرة ونحاتها. وكان عالما، أخذ عن ابن إسحاق.
وكان عيسى بن عمر فى طبقة أبى عمرو بن العلاء، وعنه أخذ الخليل بن أحمد.
وله فى النحو نيّف وسبعون تصنيفا، عدمت؛ ومنها تصنيفان كبيران؛ اسم أحدهما الإكمال والآخر الجامع. ويقال إن الجامع هو كتاب سيبويه، زاد فيه وحشاه. وسأل مشايخه عن مسائل منه أشكلت عليه فذكرت له فأضافها، وإنه لما أحضره إلى الخليل بن أحمد ليقرأه عليه عرفه الخليل، وأنشد:
بطل النحو جميعا كلّه
…
غير ما أحدث «1» عيسى بن عمر
ذاك (إكمال) وهذا (جامع)
…
فيهما للناس شمس وقمر
فأشار إلى الجامع بما يشار به إلى الحاضر، وهى لفظة هذا.
وقال أحد العلماء لعيسى بن عمر: أخبرنى عن هذا الذى وضعته فى كتابك؛ يدخل فيه كلام العرب كلّه؟ قال: لا، قلت: فمن تكلم خلافك واحتذى ما كانت العرب تتكلم به تراه مخطئا؟ قال: لا، قلت: فما ينفع كتابك! وقال محمد بن سلام الجمحىّ: «كان عيسى بن عمر ينزع إلى النصب إذا اختلفت العرب» . «2» ويقال: إنّ أبا الأسود لم يضع من النحو إلا باب الفاعل والمفعول فقط، وإن عيسى بن عمر وضع كتابه على الأكثر وبوّبه وهذّبه، وسمى ما شدّ عن الأكثر لغات. وكان يطعن على العرب، ويخطّئ المشاهير منهم؛ مثل النابغة فى بعض أشعاره «3» وغيره.
وكان صاحب تقعير فى كلامه، واستعمال للغريب فيه. وكان بعض جلساء خالد بن عبد الله القسرىّ «1» قد استودعه وديعة، فنمى ذلك إلى يوسف «2» بن عمر، فكتب إلى واليه بالبصرة يأمره أن يحمله إليه مقيّدا، فدعى به، ودعى بالحداد وأمره بتقييده، فلما قيّد قال له الوالى: لا بأس عليك؛ إنما أرادك الأمير لتأديب ولده. قال: فما بال القيد إذن! فبقيت هذه الكلمة مثلا بالبصرة. فلما أتى به يوسف «3» بن عمر سأله عن الوديعة فأنكر، فأمر به فضرب بالسياط؛ فلما أخذه السوط جزع، فقال: أيها الأمير؛ إنما كانت ثيابا فى أسيفاط؛ «4» فتسلّمها عشّارك «5» ، فرفع السوط عنه، ووكل به حتى أخذت الوديعة منه. وأدركه بعد ذلك ضيق النفس؛ فكان يداويه بإجّاص يابس وسكّر يضعه فى فيه فيسكّن ما به، وكان دقيق الصوت.
قال يحيى بن معين: عيسى بن عمر بصرىّ ثقة. وجمع الحسن بن قحطبة «6» عند مقدمه مدينة السلام الكسائىّ والأصمعىّ وعيسى بن عمر؛ فألقى عيسى بن عمر على