الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«سمعت من يحكى عن ابن دريد ولم أسمع هذه الحكاية منه [أنه] «1» قال: وجدت للجاحظ فى كتاب البيان والتبيين تصحيفا شنعا فى الموضع الذى يقول فيه: حدثنى محمد بن سلّام قال: سمعت يونس يقول: ما جاءنا عن أحد من روائع الكلام ما جاءنا عن النبىّ صلى الله عليه وسلم. قال أبو بكر «2» : وإنما هو عن البتّى؛ أى عن عثمان البتّى، وكان فصيحا، وأما النبىّ صلى الله عليه وسلم فلا شك عند الملىّ والذمى أنه كان أفصح الناس. أخبرنا ابن دريد حدثنا أبو حاتم عن الأصمعىّ قال: كان عثمان البتّى نحويا؛ وكان يسمى عثمان العربىّ من فصاحته، فسمعه ابن أبى إسحاق ينشد:
[كورهاء]«3» مشنىّ إليها حليلها
فقال: أخطأ عربيّكم؛ إنما هو «مشنوء» «4» .
514 - عثمان بن عيسى بن منصور النتاج البلطىّ النحوىّ الموصلىّ [1]
أصله من بلد، إحدى قرى الموصل، ويقال لها بلط بلغة النّبط. مولده فى بنى مائدة بالموصل فى سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وانتقل إلى الشام وأقام بدمشق
[1] ترجمته فى بغية الوعاة 323، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 599)، وتلخيص ابن مكتوم 167 - 168، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 129 - 131، وفوات الوفيات 2: 40 - 42، وكشف الظنون 1142، 1337، ومعجم الأدباء 12:
141 -
167.
برهة من عمره يتردّد إلى الزبدانى للتعليم. ولما ملك العزيز مصر انتقل إليها، ورتب له صلاح الدين على جامعها كل شهر جاريا لإقراء النحو. رأيته بمصر وهو يفيد الطلبة علمى النحو والعروض؛ فإنه كان بهما قيّما، ولم أسمع أحدا يذكر صيانته.
وكان متّهم الخلوة؛ لا يردّه ملام عن رشف المدام، ولا يسمع الكلام فى ذمّ الغلام. ولم يزل عزبا قذر الهيئة، خشن الملبوس، مبدّد الأطراف، فى تصرفه ما يدل على نقص مروءته. وكان شريف النفس فى أمر واحد، وهو قلة الاكتراث بأهل المناصب، وترك السعى إليهم. وبلغنى أنه كان حلو المحاضرة مفيد المخاطبة والمناظرة. وله شعر مذكور مشهور، منه قوله:
حكّمته ظالما فى مهجتى فسطا
…
وكان ذلك جهلا شبته بخطا
هلّا تجنبته والظلم شيمته
…
ولا أسام به خسفا ولا شططا
ويلاه من تائه أفعاله صلف
…
ملوّن كلما أرضيته سخطا
أبثّه ولهى صدقا ويكذبنى
…
وعدا وأقسط عدلا كلما قسطا
واختصر كتاب الأغانى اختصارا جميلا أحسن فيه. «1» ومات فى حدود سنة ستمائة بالقاهرة المعزية «2» .