الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
145
- وأخرج الحاكمُ فى " كتاب التفسير "(2 / 503) قال: أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي ببغداد، ثنا عبد الملك بن محمد الرَّقاشيّ، ثنا يحيي بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباسٍ رضى الله عنهما قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم علي الجنِّ وما رآهم، ولكنَّه انطلق مع طائفة من أصحابه عامدينَ إلي سوق عكاظ وقد حيلَ بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشُّهُب، فرجعوا إلي قومهم فقالوا: ما هذا إلَاّ شيءٌ قد حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا هذا الذي قد حدث، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الذى قد حال بينهم وبين خبر السماء. فهناك حين رجعوا إلي قومهم فقالوا: إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلي الرشد فآمَّن به ولن نشرك بربنا أحدا، فأنزل الله عز وجل: ? قل أوحيَ إليّ أنَّه استمع نفرٌ من الجنِّ ?. وإنما أوحيَ إليه قولُ الجنّ.
قال الحاكمُ:
" هذا حديث صحيح علي شرط الشيخيين، ولم يخرِّجاه بهذه السياقة، إنما أخرج مسلم وحده حديث داود بن أبي هند عن الشعبيّ، عن علقمة، عن عبد الله رضى الله عنه بطوله بغير هذه الألفاظ. "
وأخرج البخاريُّ حدي شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم قال:" سألتُ علقمة، هل كان عبد الله مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ليلة الجنِّ، فذكر أحرفٍ يسيرة "
قُلْتُ: رضى الله عنك!
فلا وجه لاستدراك هذا عليهما فقد أخرجاه جميعاً بهذه السياقة، فأخرجه البخاريّ فى " كتاب الآذان " (2 / 253) قال: حدثنا مسدد.
وفي " كتاب التفسير "(8 / 669 – 670) قال: حدثنا موسي بن إسماعيل.
وأخرجه مسلم فى " كتاب الصلاة "(449/ 149) قال: حدثنا شيبان ابن فروخ، قال ثلاثتهم: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم علي الجنِّ، وما رآهم. انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى طائفة من أصحابه عامدين إلي سوق عكاظ، وقد حيلَ بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشُّهُب، فرجعت الشياطين إلي قومهم فقالوا: ما لكم؟ قيل: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب. ما ذاك إلَاّ شيءٌ حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي قد حال بيننا وبين خبر السماء، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها فمرَّ النَّفرُ الذين أخذوا نحو تِهَامَةَ (وهو بنخل، عامدين إلي سوق عكاظ. وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر) فلَّما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذى حال بيننا وبين خبر السماء. فرجعوا إلي قومهم فقالوا: يا قومنا! إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلي الرشد فآمَّنا به ولن نشرك بربنا أحدا، فأنزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ? قل أوحيَ إليّ أنَّه استمع نفرٌ من الجنِّ ? [الجن آية:1] .
هذا لفظ حديث شيبان عند مسلم.
أمَّا البخاريّ فرواه عن شيخيه فلم يقل: " ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم علي الجنِّ ولا رآهم.. "
واستظهر الحافظ في " الفتح "(8 / 670) أنَّ البخاريّ حذف هذه الجملة عمداً، لأنَّ ابن مسعود أثبت أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ علي الجن، فكان ذلك
مقدَّماً علي نفي ابن عباسٍ.
والحامل للحافظ علي هذا الاستظهار أنَّ معاذ بن المثني، روى هذا الحديث عن مسدَّد شيخ البخاريّ فيه، فأثبت فيه هذه الجملة.
فأخرجه الطبرانيُّ في " الكبير"(ج12 / رقم 12449)، وعنه أبو نعيم في " المستخرج " (995) قال: حدثنا معاذ بن المثني، ثنا مسدد. (ح) وحدثنا محمد بن حيان المازنيُّ، ثنا أبو الوليد، قالا: ثنا أبو عوانة بهذا الإسناد.
وقد وقعت هذه الجملةُ عند أبي نعيم دون الطبرانيّ، فلا أدري كيف وقع ذلك.
ورأيتُ الحديث فى " دلائل النبوة "(2 / 225 – 226) للبيهقيُّ، فرواه من طريق إسماعيل القاضي، ثنا مسدد، ثنا أبو عوانة بهذا، ووضعها المحقق بين معكوفين، ثم قال:" من صحيح مسلم، ولم ترد في " البخاريّ " فلا أدرى: أسقطت من المخطوطة، فزادها من رواية مسلم أو أراد أن ينبه علي أنها لم ترد في البخاري؟ فإن كان الأول فقد أخطأ خطأً بيناً.
وأخرجه أبو يعلي (ج4 / رقم 2669) ، ومن طريقة أبو نعيم في " المستخرج "(995)، وابن حبان (6526) قال: أخبرنا الحسنُ بن سفيان قالا: ثنا شيبان بنُ فرُّوخ، ثنا أبو عوانة بهذا.
أمَّا حديث أبي الوليد الطيالسيّ:
فأخرجه الترمذيُّ (3323) قال: حدثنا عبدُ بنُ حميدٍ. والنسائيُّ فى " التفسير "(644، 645)، وأبو عوانة فى " المستخرج " (3794) قالا: ثنا أبو داود، سليمان بن سيف – زاد أبو عوانة: محمد بن حيان
المازني، والطحاويُّ في " المشكل " (2330) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي داود، قال أربعتهم: ثنا أبو الوليد، ثنا أبو عوانة بهذا الإسناد.
فذكر هذه الجملة. وهى عند النسائيّ فى الموضع الثاني.
ورواه عفان بن مسلم، قال: ثنا أبو عوانة به فأثبتها.
أخرجه أحمد (1/ 252)، وأبو عوانة (3795) قال: حدثنا جعفر ابن محمد الصائغ، قالا: ثنا عفان بهذا.
ورواه أبو هشام المخزوميّ، ثنا أبو عوانة بهذا فذكرها.
أخرجه ابن جرير فى " تفسيره "(29 /64) قال: حدثني محمد بن معمر، ثنا أبو هشام المخزومي.
ورواه محمد بن محبوب، عن أبي عوانة بدونها.
أخرجه النسائي فى " التفسير "(644) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، ثنا محمد بن محبوب.
فكأنَّ أبا عوانة كان يذكرها مرة، ويدعها أخري.
ثم أعلم أنَّهُ لا تعارض بين حديث ابن عباس، وحديث ابن مسعود رضي الله عنهم. فقد وفَّقَ بينهما البيهقيّ، فقال: في " الدلائل "(2 / 227) : " وهذا الذي حكاه عبد الله بن عباس، إنما هو في أول ما سمعت الجن قراة النبي صلى الله عليه وسلم وعلمت بحاله، وفي ذلك الوقت لم يكن قرأ عليهم، ولم يرهم، كما حكاه، ثم أتاه داعي الجن مرة أخري فذهب معه، وقرأ عليهم القرآن، كما حكاه عبد الله بن مسعود، ورأى آثارهم، وآثار نيرانهم. والله أعلم. " انتهى.