الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلا أن يكون الوهم فى هذه الرواية جاء فى قوله: "صلى بنا " من بعض الرواة.
وعلى كل تقدير: فذو اليدين الذى كان حاضرا مع أبو هريرة قصة السهو غير ذى الشمالين هذا بلا ريب فيه، بقي النظر فى أنه هل هو الخرباق المتكلم فى حديث عمران بن حصين أو غيره؟!
فالذى اختاره القاضى عياض وابن الأثير فى " شرح مسند الشافعى " والشيخ محيى الدين فى غير ما موضع أنهما واحد.
وأما أبو حاتم بن خبان فإنه جعلهما إثنين فقال فى " معجم الصحابة " من كتابه " الثقات ": " الخرباق صلي مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث سها " لم يزد.
وأما ابن عبد البر فقال في كتابيه: " يحتمل أن يكون الخرباق ذا اليدين، ويحتمل أن يكون غيره فيكونا اثنين " وكذلك قال أبو العباس القرطبى وغيره. والله تعالى أعلم " انتهى كلامه.
260
- وأخرج البزار فى " مسنده "(ج 1 / ق 265 / 1-2) قال: ونا محمد بن عثمان، نا محمد بن عبد الرحمن، نا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اختصمت النار والجنة، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون. وقالت الجنة: يدخلني ضعفاء الناس وسقاطهم فقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء. وقال للجنة: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، فإذا كان يوم القيامة يلقي فى
النار، وتقول: هل من مزيد، حتى يضع قدمه فيها فتنزوي وتقول: قَطِِ قَطِ "
وأخرجه ابنُ حبان (7476) قال: أخبرنا إِسحاق بن إِبراهيم بن إِسماعيل ب"بست"، والدارقطنيّ في "كتاب الصفات" (رقم 4) قال: حدثنا عليُّ بن عبد الله بن ميسرة. واللالكائيّ في " شرح أصول الإعتقاد "(720، 2252) من طريق الحسين بن إِسماعيل قال ثلاثتهم: ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجليّ، ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي بهذا الإسناد سواء.
قال البراز: " وهذا الحديث لا نعلمُ رواه أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة إِلَاّ الطفاويّ. "
? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك!
فلم يتفرَّد به الطفاويّ، فتابعه معمر بن راشد، فرواه عن أيوب بهذا الإِسناد سواء.
أخرجه مسلم في " كتاب الجنَّة"(2846 /35) قال: حدثنا عبد الله ابن عون الهلالي، حدثنا أبو سفيان - يعني: محمد بن حميد، عن معمرٍ بهذا الإِسناد. وتابعه محمد بن ثور الصنعاني، عن معمر بن راشد بهذا الإِسناد.
أخرجه النسائيُّ في " التفسير"(542) وابن جرير في " تفسيره"(26 /106)، وابنُ أبي عاصم في " السنة" (526) قالوا: ثنا محمد بن
عبد الأعلي - زاد بن أبي عاصم: ومحمد بن عبيد بن حساب قالا: ثنا محمد بن ثور الصنعانيّ.
وتابعه عبد الرزاق بن همام، ثنا معمر بن راشد بهذا الإِسناد. أخرجه ابنُ مندة في " التوحيد " (530) من طريق بن حماد الطهرانيّ. قال: نا عبد الرزاق - وهذا في "مصنَّفه "(20894) - عن معمر وقد خولف معمر.
خالفه إِسماعيل بن علية، فرواه عن أيوب وهشام بن حسان كليهما عن ابن سيرين، عن أبي هريرةَ مرفوعاً.
أخرجه ابن جرير (26/106) قال: حدثني يعقوب بن إِبراهيم، ثنا ابن علية.
ويشبه أن يكون الوجهان محفوظين. والله أعلم.
261 _
أخرج البزار في " مسنده "(668 - البحر) قال: حدثنا محمد ابن عمر الكندي، قال: نا من طريق يحيي بن آدم، قال: نا عبيد الله الأشجعى، عن سفيان بن سعيد، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه، قال: لما نزلت الآية: ? يا أيها الذين آمنوا إِذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة ? [المجادلة /12] قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ترى ديناراً، أو ما تجد؟ " قلت: لا أطيقُهُ. قال: " فكم؟ "، قلت: شعيرة قال: " إنك لزهيد" قال: ثم نزلت: ? أأشفقتم أن تقدموا بين
يدى نجواكم صدقات ?.
وأخرجه الترمذىُّ (3300) ، والنسائىُّ في " الخصائص "(146) ، وابنُ أبي شيبة (12/ 81-82) والطبرىُّ في "تفسيره "(28/15) ، وابنُ حبان (2208) ، وابنُ عدى في " الكامل"(5/1847-1848) ، والعقيلىُّ في "الضعفاء"(3/243) من طريق الثورىّ بسنده سواء.
قال الزار: " لا نعلم روى هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم إِلَاّ علىِّ ".
? قُلْتُ رضى اللَّهُ عنك!
فقد روى هذا الكلام أيضاً عن سعد بن أبي وقاص (1) رضى الله عنه.
أخرجه الطبرانيُّ في " الكبير"(ج1/ رقم 331) قال: حدثنا علي بن سعيد الرازى، ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازى، كاتبُ سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا محمد بن إِسحاق، عن أبي إِسحاق الهمدانى، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعد
رضى الله عنه قال: نزلت فيَّ ثلاثُ آياتٍ من كتاب الله عز وجل: نزل تحريمُ الخمر، نادمتُ رجلاً فعارضته وعارضني، فعربدتُ عليه، فشججتهُ، فأنزل الله تعلى: ? يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر _ إِلي قوله: - فهل أنتم منتهون ?. ونزلت فيَّ: ? ووصينا الإنسان بوالديه إِحساناً، حملته أمه كرهاً ? إِلي أخر الآية. ونزلت: ? يا أيها الذين آمنوا إِذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة ? فقدمتُ شعيرةً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنك لزهيد" فنزلت الأخرى: ? أأشفقتم أن تقدموا
(1) ثم رأيتُ الزركشى في " المعتبر"[ص 211] تعقب البزار برواية الطبرانى هذه. والحمد لله
بين يدي نجواكم صدقات ? الآية كلها.
قال الهيثمىُّ في "المجمع"[7/122] : "فيه سلمة بن الفضل الأبرش وثقه ابن معين وغيرُهُ، وضعَّفه البخارىُّ وغيرُهُ " اهـ. وابن إِسحاق مدلسٌ.
وقد رواه سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه بسياقٍ أطول وليس فيه سبب نزول آية المجادلة.
أخرجه مسلمُ وغيرُهُ. وقد خرَّجتُهُ في " مسند سعد " للبزار (رقم 83) ولله الحمدُ.
262 _
أخرج ابنُ داود في " كتاب البعث "(رقم 9 _ بتحقيقي) قال: حدثنا هارون بن إِسحاق، قال: ثنا عبد الله بن رجاء، عن موسى بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد قالت:" كان النبىُّ صلى الله عليه وسلم يتعوَّذُ من عذاب القبر ".
وأخرجه البخاريُّ (11/174) وغيرُهُ. وخرَّجتُهُ في الكتاب المذكور.
قال ابن أبي داود " هذه أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، روت عن النبىُّ صلى الله عليه وسلم حديثين، هذا وآخر".
ثم ذكر هذا الحديث الآخر فقال (رقم 10) : " حدثنا سليمان بن معبد، قال: ثنا الأصمعى، عن ابن أبي الزناد، عن إِبراهيم بن عقبة، عن أم خالدٍ قالت: أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم ".
? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك!
فقد وقفت لها على حديثين آخرين:
أحدهما: أخرجه البخارىُّ (10/279، 303) ، وأبو داود (4024) ، وابنُ السُّنى في " اليوم والليلة "(296) ، والطبرانىُّ في " الكبير "(ج25 / رقم 240) ، والبغوىُّ في " شرح السنة "(12/42-43) من طريق إِسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه سعيد بن عمرو، عن أم خالد بنت خالد أن رسول الله أُتى بثياب فيها خميصة صغيرة؛ فقال:" من ترون تكسو هذه؟ " فسكت القومُ، فقال:" ائتوني بأم خالد " فأُتى بي أُحملُ، فأخذ الخميصة بيده، فألبسني إِياها، وقال:"أبلى وأخلقى، أبلى وأخلقى " فقالت: كان فيها علم أخضر أو أصفر، فقال:"يا أمَّ خالدٍ! هذه سناه ". و "سناه" بالحبشية: " حسنٌ ".
وثانيهما: أخرجه الطبرانىُّ في "المعجم الكبير"(ج25/رقم 245) من طريق محمد بن المنذر الحزامى، ثنا بكار بن حارست، ثنا موسى بن عقبة، حدثتني أم خالد بنت خالد قالت: أتيتُ النبىَّ صلى الله عليه وسلم فنظرتُ إِلي خاتم النبوة بين كتفيه.
? قُلْتُ: أمَّا محمد بن المنذر الحزامي، فأظنه خطأ، وصوابُه عندي (1) :
" إِبراهيم بن المنذر الحزامى " يروى عنه مسعدة بن سعد العطار، وعبد الله ابن الصقر السكرى وكلاهما من شيوخ الطبرانى في هذا الحديث. وإِبراهيم صدوق لا بأس به.
(1) ثم رأيته كذلك في "المعجم"[4459] للطبرانىّ فلله الحمد. وقال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن موسى بن عقبة، إِلَاّ بكار بن محمد. تفرَّد: إِبراهيم بن المنذر. وبكار بن حارست، قال الذهبىُّ في " الميزان" أن ابن الجوزى ليَّنه، وابنُ الجوزى تابع لأبي الفتح الأزدى في هذا التليين-كما في "اللسان" (2/42) - ونقل فيه توثيق ابن حبان، وقول أبي زرعة: " لا بأس به" فالسند جيَّدٌ. والله أعلم.