المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

عرفنا أن ذلك قد سائه، ثم رفع رأسه، ثم قال: - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٢

[النووي]

فهرس الكتاب

- ‌باب العين والميم

- ‌باب عمرو

- ‌باب عمارة، وعمران، وعمار، وعمير

- ‌باب العين والواو

- ‌باب العين والياء

- ‌فصل

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثاني: الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌باب أبي أحمد، وأبي إسحاق، وغيرهما

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باب أبي بكر

- ‌فصل مختصر فى بعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بفضل أبى بكر الصديق

- ‌فصل فى علمه وزهده وتواضعه

- ‌فصل استخلافه

- ‌باب أبى بكرة بالهاء فى آخره

- ‌حرف التاء المثناة فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين المهملة

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب، والألقاب، والقبائل، ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌فصل فى القبائل ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: ابن فلان، وأخو فلان

- ‌النوع الخامس: فلان، عن أبيه، عن جده

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوج فلانة

- ‌النوع السابع: المبهمات والمشتبهات ونحوها

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

- ‌القسم الثاني من كتاب الأسماء: فى النساء

- ‌النوع الأول: فى الأسماء الصريحة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌النوع الثاني: فى الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف السين

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب والألقاب

- ‌حرف الغين

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: بمن فلان، أو أمه، أو أخته، أو عمته، أو خالته

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوجة فلان

- ‌النوع السابع: المبهمات كامرأة

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

الفصل: عرفنا أن ذلك قد سائه، ثم رفع رأسه، ثم قال:

عرفنا أن ذلك قد سائه، ثم رفع رأسه، ثم قال: إن أفضل القصد عند الجدة، وأفضل العفو عند القدرة.

وأحوال عمر بن عبد العزيز وفضائله غير منحصرة، وفيما أشرنا إليه كفاية. وكان مرضه الذى توفى فيه عشرين يومًا، وقيل له: مَن توصى بأهلك؟ فقال: أن ولى فيهم الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين. وأوصى أن يُدفن معه شىء كان عنده من شعر النبى صلى الله عليه وسلم وأظفار من أظفاره، وقال: إذا مت فاجعلوه فى كفنى، ففعلوا ذلك.

وعن يوسف بن ماهك، قال: بينما نحن نحثو التراب على قبر عمر بن عبد العزيز، سقط علينا رق من السماء مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار.

* * *

‌باب عمرو

اتفقو على أن اسم عمرو يكتب فى حالتى الرفع والجر بالواو، ولا يكتب فى النصب واو، قالوا: وكتبت الواو للفرق بينه وبين عمر، وحذفت فى النصب لحصول الفرق بالألف، وجعلت الواو فيه دون عمر لخفت عمرو بثلاث أشياء: فتح أوله، وسكون ثانيه، وصرفه، فلا يجحف به الزيادة بخلاف عمر.

443 -

عمرو بن أمية الضمرى الصحابى، رضى الله عنه (1) :

مذكور فى مواضع من نكاح المختصر، وفى وكالت المهذب. هو أبو أمية عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبيد الله بن ناشرة بن كعب بن جدى، بضم الجيم وفتح الدال المهملة المخففة، ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكنانى الضمرى الصحابى الحجازى.

أسلم قديمًا، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وأول مشاهده بئر معونة، بالنون، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه فى أموره، وبعثه عينًا إلى قريش وحده، فحمل خبيب، بضم الخاء، ابن عدى من الخشبة التى صلبوه عليها، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشى وكيلاً، لتزوج له أم حبيبة بنت أبى سفيان، وكان

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (4/248) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2485) ، والجرح والتعديل (6/1216) ، والاستيعاب (3/1162) ، وأسد الغابة (4/86) ، وسير أعلام النبلاء (3/179) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/6) . تقريب التهذيب (4990)، وقال:"صحابي مشهور أول مشاهده بئر معونة بالنون مات في خلافة معاوية ع"..

ص: 24

من أنجاد العرب ورجالها.

وقال ابن عبد البر: إنه إنما أسلم بعد غزوة أُحُد، والمشهور الأول. قالوا: وأسرته بنو عامر يوم بئر معونة، فأعتقوه عن رقبة كانت عليهم. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم على حديث وللبخارى آخر. روى عنه بنوه الثلاثة: جعفر، والفضل، وعبد الله، وآخرون. توفى بالمدينة قبيل وفاة معاوية.

444 -

عمرو بن تغلب الصحابى (1) :

بفتح المثناة من فوق، وإسكان الغين المعجمة، وكسر اللام. هو عمرو بن تغلب العبدى، من عبد القيس، وقيل: هو من بكر بن وائل، وقيل: من النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جذيلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وجميع المذكور فى نسبه يرجع إلى أسد بن ربيعة، فهو ربعى بالاتفاق، صحب النبى صلى الله عليه وسلم، ثم سكن البصرة.

روى عن النبى صلى الله عليه وسلم حديثين رواهما البخارى. روى عنه الحسن البصرى، لم يرو عنه غيره. ثبت فى صحيح البخارى، عن عمرو بن تغلب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بمال أو شىء فقسمه، فأعطى رجالاً وترك رجالاً، فبلغه أن الذين ترك عتبوا، فحمد الله تعالى، ثم أثنى عليه، ثم قال: “أما بعد، فوالله إنى لأعطى الرجل وأدع الرجل، والذى أدع أحب إلىَّ من الذى أعطى، ولكنى أعطى أقوامًا لما أرى فى قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقوامًا إلى ما جعل الله فى قلوبهم من الغنى والخير، منهم عمرو بن تغلب”، فوالله ما أحب أن لى بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمر النعم.

445 -

عمرو بن الجموح - بفتح الجيم - ابن زيد بن حرام - بالحاء - ابن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة - بكسر اللام - الأنصارى السلمى:

من بنى جشم بن الحزرج، شهد العقبة، واختلفوا فى شهوده بدرًا، واستشهد يوم أُحُد، ودفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر فى قبر واحد، وكانا صهرين، ورووا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنفر من بنى سلمة: “سيدكم عمرو بن الجموح”، وكان عمرو سيدًا من سادات بنى سلمة، وشريفًا من أشرافهم، وكان له أربعة بنين يقاتلون مع النبى صلى الله عليه وسلم.

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (7/67) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2477) ، والجرح والتعديل (6/1235) ، والاستيعاب (3/1166) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/8، 9) ، والإصابة (2/5783) . تقريب التهذيب (4994)، وقال: “ابن تغلب بفتح المثناة وسكون المعجمة وكسر اللام ثم موحدة النمري بفتح النون والميم صحابي تأخر إلى بعد الأربعين خ س ق”..

ص: 25

ورووا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فيه حين استشهد: “لقد رأيته فى الجنة”.

446 -

عمرو بن الحارث بن أبى ضرار بن عايذ بن مالك بن جذيمة - بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة - ابن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعى المصطلقى الكوفى (1) :

أخو جويرية بنت الحارث أم المؤمنين، رضى الله عنها، والمصطلق الذى نسب إليه هو جذيمة، وعمرو هذا صحابى. روى له البخارى حديثًا عن النبى صلى الله عليه وسلم، وروى له غيره. روى عنه السبيعى وغيره.

447 -

عمرو بن حريث الصحابى (2) :

هو أبو سعيد عمرو بن حريث، آخره ثاء مثلثة، ابن عمرو بن عمرو بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى، سكن الكوفة، وهو أول قرشى اتخذ بالكوفة دارًا. روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أحاديث، ومسح النبى صلى الله عليه وسلم رأسه ودعا له بالبركة فى صفقته وبيعته، فكسب مالاً عظيمًا، فكان من أغنى أهل الكوفة، وولى لبنى أمية بالكوفة، وشهد القادسية وأبلى فيها، توفى النبى صلى الله عليه وسلم وله اثنا عشرة سنة، وقيل: حملت به أمه عام بدر، توفى سنة خمس وثمانين وله عقب بالكوفة. روى عنه ابنه جعفر وجماعة من التابعين.

448 -

عمرو بن حَزْم الصحابى (3) :

تكرر فى المهذب فى صلاة العيد، وفى القصاص والديات. هو أبو الضحاك، ويقال: أبو محمد عمرو بن حزم بن زيد بن لوزان، بفتح اللام وإسكان الواو بذال معجمة، ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارى الخزرجى النجارى المدنى، وقيل فى نسبه غير هذا، أول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق.

واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على نجران باليمن وهو ابن سبع عشرة سنة، وبعث معه كتابًا فيه الفرائض، والسنن، والصدقات، والجروح، والديات، وكتابه هذا مشهور فى كتب السنن، رواه أبو داود، والنسائى، وغيرهما مفرقًا، وأكملهم له رواية النسائى فى الديات، ولم يستوفه أحد منهم فى موضع. روى عنه ابنه محمد، والنضر بن عبد الله السلمى، وزناد بن نعيم الحضرمى. توفى بالمدينة سنة إحدى، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع وخمسين.

449 -

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (6/196) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2486) ، والجرح والتعديل (6/1249) ، والاستيعاب (3/1171) ، وتاريخ الإسلام (3/54) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/14) ، والإصابة (2/5800) . تقريب التهذيب (5002)، وقال: “صحابي قليل الحديث بقي إلى بعد الخمسين ع”..

(2)

الطبقات الكبرى لابن سعد (6/23) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2479) ، والجرح والتعديل (6/254) ، والاستيعاب (3/1172) ، وأسد الغابة (4/97) ، وسير أعلام النبلاء (3/417) ، وتاريخ الإسلام (3/289) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/17، 18) ، والإصابة (2/5808) . تقريب التهذيب (5008)، وقال: “صحابي صغير مات سنة خمس وثمانين ع”..

(3)

التاريخ الكبير للبخارى (6/2478) ، والجرح والتعديل (6/1247) ، والاستيعاب (3/1172) ، وأسد الغابة (4/98) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/20، 21) ، والإصابة (2/5810) . تقريب التهذيب (5011)، وقال: “صحابي مشهور شهد الخندق فما بعدها وكان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على نجران مات بعد الخمسين وقيل في خلافة عمر وهو وهم مد س ق”..

ص: 26

عمرو بن دينار التابعى (1) :

تكرر فى المختصر، وذكره فى المهذب فى مواضع منها مسألة عدة امرأة المفقود، وفى وسط باب استيفاء القصاص، وفى عدد الشهور. هو أبو محمد عمرو بن دينار المكى المكى الجمحى مولاهم. سمع ابن عمر، وابن عباس، وابن عمرو، وجابرًا، والمسور، وآخرين من الصحابة، وخلائق من أئمة التابعين كسعيد بن المسيب، وطاووس، وعطاء بن أبى رباح، وأروى، ومحمد بن على، وسالم بن عبد الله، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وابن أبى مليكة، وسليمان بن يسار، ووهب بن عتبة، والزهرى، وأشباههم.

روى عنه جعفر الصادق، وأيوب، وقتادة، ومسعر، وابن أبى نجيح، والسفيانان، والحمادان، وخلائق من الأئمة، وأجمعوا على جلالته، وإمامته، وتوثيقه، وهو أحد أئمة التابعين، وأحد المجتهدين أصحاب المذاهب. قال سفيان بن عيينة: هو ثقة، ثقة، ثقة، ثقة، أربع مرات. قال: وحديث أسمعه من عمرو أحب إلىَّ من عشرين من غيره. وكان شعبة لا يقدم عليه أحدًا، وكان مولى ولكن شرفه بالعلم. وقال ابن أبى نجيح: ما رأيت أفقه من عمرو بن دينار، لا طاووس، ولا عطاء، ولا مجاهد. توفى سنة ست وعشرين ومائة، وقيل: سنة خمس، وقيل: تسع، وهو ابن ثمانين سنة.

450 -

عمرو بن سلمة (2) :

بكسر اللام، مذكور فى المهذب فى أول باب صفة الأئمة. هو أبو بريد، بموحدة مضمومة، وراء، وقيل: أبو يزيد، بمثناة وزاى، والصحيح المشهور الأول، عمرو بن سلمة بن نقيع، وقيل: ابن قيس الجرمى البصرى. ثبت فى صحيح البخارى

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (5/479، 480) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2544) ، والجرح والتعديل (6/1280) ، وسير أعلام النبلاء (5/300) ، وتاريخ الإسلام (5/74) ، وميزان الاعتدال (3/6367) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/28 - 30) . تقريب التهذيب (5024)، وقال: “ثقة ثبت من الرابعة مات سنة ست وعشرين ومائة ع”..

(2)

التاريخ الكبير للبخارى (6/2497) ، والجرح والتعديل (6/1301) ، والاستيعاب (3/1179) ، وأسد الغابة (4/111) ، وسير أعلام النبلاء (3/523) ، وتاريخ الإسلام (3/290) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/42، 43) ، والإصابة (2/5857) . تقريب التهذيب (5042)، وقال: “أبو بريد بالموحدة والراء ويقال بالتحتانية والزاي صحابي صغير خ د س”..

ص: 27

أنه كان يؤم قومه وهو صبى فى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان أكثرهم قرآنًا، قالوا: ولم ير النبى صلى الله عليه وسلم، وقيل: رآه وليس بشىء، وأبوه صحابى. روى عن عمر، وأبو قلابة، وعاصم الأحول، وأبو الزبير المكى، وغيرهم.

451 -

عمرو بن الشريد (1) :

مذكور فى المختصر والمهذب فى الشهادات فى سماع الشعر، وهو تابعى، وأبوه صحابى سبق بيانه فى ترجمته، وهو أبو الوليد عمرو بن الشريد بن شريد الثقفى الطائفى. روى عن أبيه، وابن عباس، وأبى رافع. روى عنه الزهرى، وإبراهيم بن ميسرة، وآخرون، وهو ثقة. روى له البخارى ومسلم.

452 -

عمرو بن شعيب (2) :

تكرر فى المختصر والمهذب تكريرًا كثيرًا. هو أبو إبراهيم عمرو بن شعيب بن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن العاص القرشى السهمى المدنى، ويقال: المكى، ويقال: الطائفى. سمع أباه، ومعظم رواياته عنه، وسعيد بن المسيب، وطاووسًا، وعروة، ومجاهدًا، وسليمان بن يسار، وغيرهما. روى عنه عطاء بن أبى رباح، وعمرو بن دينار، والزهرى، ويحيى الأنصارى، وثابت البنانى، وأبو إسحاق الشيبانى، وأيوب السختيانى، وأبو حازم، وداود بن أبى هند، وقتادة، والحكم، ووهب بن منبه، والزبير بن عدى، ومحمد بن إسحاق بن بشار، ومكحول، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، ويزيد بن أبى حبيب، ويحيى بن أبى كثير، وحريز بن عثمان، بالحاء وبالزاى فى آخره، وعبد العزيز ابن رفيع، وداود بن قيس، وغيرهم، وكل هؤلاء المذكورين تابعيون، وهذا مما استدلوا به على جلالته، فإنه ليس بتابعى، بل هو من تابعى التابعين، روى عنه نيف وعشرون من التابعين، وفيهم عطاء وشبهه من الأعلام.

قال الأوزاعى: ما رأيت قرشيًا أكمل من عمرو بن شعيب. وقال البخارى: رأيت أحمد بن حنبل، وعلى بن المدينى، وإسحاق بن راهويه يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. قال البخارى: من الناس عدهم. قال ابن أبى حاتم: سُئل يحيى بن معين عنه، فغضب فقال: ما شأنه روى عنه الأئمة.

وروى مالك، عن رجل عنه، وفى رواية عن ابن

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (5/518) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2579) ، والجرح والتعديل (6/1322) ، وتاريخ الإسلام (4/40) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/47، 48) . تقريب التهذيب (5049)، وقال: “ثقة من الثالثة خ م د تم س ق”..

(2)

التاريخ الكبير للبخارى (6/2578) ، والجرح والتعديل (6/1323) ، وسير أعلام النبلاء (5/165) ، وتاريخ الإسلام (4/285) ، وميزان الاعتدال (3/6383) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/48، 55) . تقريب التهذيب (5050)، وقال: “صدوق من الخامسة مات سنة ثماني عشرة ومائة ر 4”..

ص: 28

معين قال: إذا حدث عن أبيه عن جده فهو كتاب. قال: فمن هاهنا جاء ضعفه. وسُئل أبو حاتم الرازى: أيما أحب إليك عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أو بهز بن حكيم عن أبيه عن جده؟ فقال: عمرو أحب إلىَّ.

وقال أبو زرعة: روى عنه الثقات، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه، عن جده، وإنما سمع أحاديث كثيرة وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها. وقال أبو زرعة أيضًا: هو ثقة يُحتج به. وفى رواية عنه قال: هو واهى الحديث. وقال الدارمى: هو ثقة روى عنه الذين نظروا فى أحوال الرجال كايوب، والزهرى، والحكم، قال: واحتج أصحابنا بحديثه. وقال جرير: كان مغيرة لا يعبأ بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وقال سفيان بن عيينة: حديثه عن أبيه عن جده عند الناس فيه شىء.

وقال ابن عدى: قال أبو داود: قال أحمد بن حنبل: أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا بحديثه عن أبيه عن جده، وإذا شاءوا تركوه. وقال إسحاق بن راهويه: عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده كأيوب عن نافع عن ابن عمر. وقال ابن عدى: روى عنه أئمة الناس وثقاتهم، ولكن أحاديثه عن أبيه عن جده مع احتمالهم إياه لم يدخلوها فى الصحاح. وأنكر بعضهم سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو، وقال: إنما سمع أباه محمد بن عبد الله بن عمرو، فتكون رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسلة، وهذا إنكار ضعيف، وأثبت الدارقطنى وغيره من الأئمة سماع شعيب من عبد الله، وقال أبو بكر النيسابورى: صح سماع شعيب من جده عبد الله.

واعلم أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازى صاحب التنبيه والمهذب قال فى كتاب اللمع فى الأصول: لا يجوز الاحتجاج بعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده؛ لاحتمال أن المراد جده الأدنى، وهو محمد، فيكون مرسلاً، وكذا قال غيره من أصحابنا: لا يجوز الاحتجاج به، وقد أكثر صاحب المهذب فى المهذب من الاحتجاج به، وهذا مما يُنكر عليه، وجوابه أن الصحيح المختار صحة

ص: 29

الاحتجاج به عن أبيه عن جده كما قاله الأكثرون كما سبق، فاختار فى المهذب هذا المذهب المختار، والله أعلم.

453 -

عمرو بن العاصى الصحابى (1) :

تكرر فيها كثيرًا، والجمهور على كتابة العاصى بالياء، وهو الفصيح عند أهل العربية، ويقع فى كثير من كتب الحديث والفقه أو أكثرها بحذف الياء، وهى لغة، وقد قرىء فى السبع نحوه كالكبير المتعالى والداع ونحوهما.

هو أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد عمرو بن العاصى بن وائل بن هاشم بن سعيد، بضم السين وفتح العين، ابن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى السهمى. أسلم عام خيبر أول سنة سبع، وقيل: أسلم فى صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر، وقيل غير ذلك، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة فأسلموا، ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة ذات السلاسل على جيش هم ثلاثمائة، فلما دخل بلادهم استمده فأمده بجيش من المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر، وعمر، وأميرهم أبو عبيدة بن الجراح، رضى الله عنهم، وقال لأبى عبيدة: “لا تختلفا”.

واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمان، فلم يزل عليها حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أرسله أبو بكر، رضى الله عنه، أميرًا إلى الشام، فشهد فتوحه، وولى فلسطين لعمرو بن الخطاب، رضى الله عنه. ثم أرسله عمر فى جيش إلى مصر ففتحها، ولم يزل واليًا عليها حتى توفى عمر، ثم أقره عثمان عليها أربع سنين ثم عزله، فاعتزل عمرو بفلسطين، وكان يأتى المدينة أحيانًا، ثم استعمله معاوية على مصر، فبقى عليها حتى توفى واليًا عليها، ودفن بها، وكانت وفاته ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وأربعين، وقيل: ثنتين، وقيل: أربع، وقيل: ثمان، وقيل: إحدى وخمسين، والأول أصح، وكان عمره سبعين سنة، وصلى عليه ابنه عبد الله، وكان من أبطال العرب ودهاتهم، وكان قصيرًا، وذا رأى.

ولما حضرته الوفاة قال: اللهم أمرتنى فلم أأتمر، ونهيتنى فلم أنزجر، ولست قويًا فأنتصر، ولا برئيًا فأعتذر، ولا مستكبرًا، بل مستغفرًا، لا إله إلا أنت، فلم يرل يرددها حتى توفى.

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (4/254، 7/493) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2475) ، والجرح والتعديل (6/1342) ، والاستيعاب (3/1184) ، وأسد الغابة (4/115) ، وسير أعلام النبلاء (3/54) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/56، 57) ، والإصابة (3/5882) . تقريب التهذيب (5053)، وقال: “الصحابي المشهور أسلم عام الحديبية وولي إمرة مصر مرتين وهو الذي فتحها مات بمصر سنة نيف وأربعين وقيل بعد الخمسين ع”..

ص: 30

وفى وفاته حديث مليح فى كتاب الإيمان من صحيح مسلم. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة وثلاثون حديثًا، اتفقا على ثلاثة ولمسلم حديثان، وللبخارى بعض حديث.

روى عنه أبو عثمان النهدى، وقيس بن أبى حازم، وعروة بن الزبير، وعبد الرحمن ابن شماسة، بفتح الشين وضمها. وأما حديث عقبة بن عامر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “أسلم الناس، وآمن عمرو بن العاصى” (1) ، فضعيف رواه الترمذى من رواية ابن لهيعة، وقال: لا يُعرف إلا من حديث ابن لهيعة، وإسناده ليس بالقوى.

454 -

عمرو بن عبسة الصحابى، رضى الله عنه (2) :

ذكره فى المهذب فى أول صفة

(1) أخرجه أحمد (4/155، رقم 17449) ، والترمذى (5/687، رقم 3844) وقال: غريب وليس إسناده بالقوى. والرويانى (1/171، رقم 212) ، والطبرانى (17/306، رقم 845) . وأخرجه أيضا: ابن عساكر (46/134) .

(2)

الطبقات الكبرى لابن سعد (4/214) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2474) ، والجرح والتعديل (6/1339) ، والاستيعاب (3/1192) ، وأسد الغابة (4/120) ، وسير أعلام النبلاء (2/456) ، وتاريخ الإسلام (3/57) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/69) ، والإصابة (3/5903) . تقريب التهذيب (5070)، وقال: “صحابي مشهور أسلم قديما وهاجر بعد أحد ثم نزل الشام م 4”..

ص: 31

الوضوء، وفى باب الهدنة، لا ذكر له فى هذه الكتب فى غيرها. هو أبو نجيح، وقيل: أبو شعيب عمرو بن عبسة، بعين مهملة ثم باء موحدة مفتوحتين، ثم سين مهملة على وزن عدسة، وهذا الضبط لا خلاف فيه بين أهل الحديث، والأسماء، والتواريخ، والسير، والمؤتلف، وغيرهم من أهل الفنون، ورأيت جماعة ممن صنف فى ألفاظ المهذب يزيدون فيه نونًا، وهذا غلط فاحش، ومنكر ظاهر، وإنما ذكرته نتبيهًا عليه لئلا يغتر به.

وهو عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بن غاضرة بن عتاب، ويقال: خفاف بن امرىء القيس بن بهثة، بموحدة مضمومة ثم هاء ساكنة ثم مثلثة، ابن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة، بفتح الخاء المعجمة والصاد المهملة، ابن قيس عيلان، بالعين المهملة، ابن مصر بن نذار السلمى الصحابى الصالح.

أسلمن قديمًا، وثبت فى صحيح مسلم أنه كان رابع أربعة فى الإسلام، وأنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فأسلم رابع أربعة، وطلب من النبى صلى الله عليه وسلم الإقامة معه بمكة، فقال: “إنك لا تقدر على ذلك الأن، ولكن ارجع إلى قومك، فإذا سمعت بخروجى فأتنى”، وأنه أتى النبى صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلى المدينة مهاجرًا، وحديث هجرته طويل مشتمل على جمل من أنواع العلم والأصول والقواعد، وهو بطوله فى صحيح مسلم قبيل صلاة الخوف، وكان أخا أبى ذر لأمه، وقد المدينة بعد الخندق فسكنها ثم نزل الشام.

رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وثلاثون حديثًا، روى مسلم منها الحديث المذكور. روى عنه جماعة من الصحابة، منهم ابن مسعود، وأبو إمامة، وسهل بن سعد، وجماعة من التابعين، سكن حمص، وتوفى بها.

455 -

عمرو بن أبى عمرو (1) :

مذكور فى المهذب فى آخر باب حد الزنا. هو أبو عثمان عمرو بن أبى عمرو، واسم أبى عمرو ميسرة، مولى المطلب بن عبد الله القرشى المخزومى. سمع أنس بن مالك، ومولاه المطلب، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والمقبرى. روى عنه مالك بن أنس، ويزيد بن الهاد، وسليمان بن بلال، والدراوردى، وآخرون. قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس. وقال ابن معين: هو ضعيف، ليس بالقوى. وقال أبو زرعة: ثقة.

(1) التاريخ الكبير للبخارى (6/2633) ، والجرح والتعديل (6/1398) ، وميزان الاعتدال (3/6414) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/82 - 84) . تقريب التهذيب (5083)، وقال: “ثقة ربما وهم من الخامسة مات بعد الخمسين ع”..

ص: 32

وقال: لا بأس به. وقال ابن عدى: لا بأس به؛ لأن مالكًا روى عنه، ولا يروى مالك إلا عن صدوق ثقة. وروى له البخارى ومسلم. توفى فى أول خلافة المنصور.

456 -

عمرو بن عوف (1) :

جد كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف. ذكره فى المهذب فى صفة صلاة العيد كثير ابن عبد الله، عن أبيه، عن جده. هو أبو عبد الله عمرو بن عوف بن زيد بن مليحة، بضم الميم، وقيل: ملحة، بضمها أيضًا، ابن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو ابن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر المزنى.

كان قديم الإسلام، يقال: هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال: أول مشاهده الخندق، وكان أحد البكائين فى غزوة تبوك الذين نزل فيهم قوله تعالى:{تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} [التوبة: 92] . توفى فى آخر خلافة معاوية. له عن النبى صلى الله عليه وسلم أحاديث. ومزينة التى ينسبون إليها هى أم أولاد عثمان بن عمرو.

457 -

عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم ابن مازن بن النجارى الأنصارى الخزرجى المازنى المدنى الصحابى:

شهد العقبة، وبدرًا، وهو والد الحجاج بن عمرو بن غزية، وأخوته الحارث، وعبد الرحمن، وزيد، وسعيد، وأكبرهم الحارث له صحبة، واختلف فى صحبة الحجاج، ولم يصح لغيرهما من ولده صحبة، قاله ابن عبد البر. قالوا: وعمرو هو الذى أصاب من امرأة أجنبية كل شىء سوى الجماع، ثم أتى النبى صلى الله عليه وسلم تائبًا فصلى العصر، فأنزل الله تعالى توبته:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] ، والحديث مشهور فى الصحيحين، لكن لم يعين اسمه فيهما.

458 -

عمرو بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن خضم - بضم الخاء وإسكان الضاد المعجمتين - ابن عمرو بن زبيد الأصغر:

وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مارن بن ربيعة بن منبه بن زبيد الأكبر بن الحارث ابن صعب بن سعد العشيرة بن مدحج المدحجى التربيدى الصحابى أبو ثور. كذا نسبه ابن عبد البر. وقال ابن الكلبى: عصم بدل: خضم.

وفد على النبى صلى الله عليه وسلم فى وفد مراد؛ لأنه كان فارق قومه

(1) التاريخ الكبير للبخارى (6/2484) ، والجرح والتعديل (6/1341) ، والاستيعاب (3/1196) ، وأسد الغابة (4/124) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/85) ، والإصابة (3/5924) . تقريب التهذيب (5086)، وقال: “صحابي مات في ولاية معاوية خت د ت ق”..

ص: 33

سعد العشيرة، ونزل فى مراد ووفد معهم فأسلم، وقيل: قدم فى وفد زبيد، وأسلم سنة تسع، وقيل: سنة عشر، قاله الواقدى، ورجع إلى بلاده، فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد مع الأسود العنسى، فسار إليه خالد بن سعيد بن العاصى، فقاتله فضربه خالد على عاتقه فانهزم، فأخذ خالد سيفه، فلما رأى عمرو الإمداد من أبى بكر الصديق، رضى الله عنه، إلى اليمن أسلم، ودخل على المهاجر بن أبى أمية بغير أمان، فأوثقه وبعثه إلى أبى بكر.

فقال له أبو بكر، رضى الله عنه: أما تستحى كل يوم مأسورًا ومهزومًا، لو نصرت هذا الدين لرفعك الله تعالى، قال: لا جرم، لا أقيلن ولا أعود، فأطلقه وعاد إلى قومه، ثم عاد إلى المدينة، فبعثه أبو بكر، رضى الله عنه، إلى الشام، فشهد اليرموك، ثم بعثه عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، إلى العراق، وكتب إلى سعد بن أبى وقاص أن يصدر عن مشورته فى الحرب، فشهد القادسية، وله فيها بلاء حسن، واستشهد يوم القادسية، وقيل: بل مات سنة إحدى وعشرين بعد أن شهد وقعة نهاوند مع النعمان بن مقرن، وكان يقول الشعر الحسن.

459 -

عمرو بن ميمون (1) :

أبو عبد الله، وقيل: أبو يحيى الأودى الكوفى، من أود بن صعب بن سعد العشيرة. وهو معدود فى كبار التابعين، أدرك زمن النبى صلى الله عليه وسلم ولم يلقه، وسمع عمر بن الخطاب، وسعد بن أبى وقاص، وابن مسعود، ومعاذًا، وأبا أيوب، وأبا مسعود، وابن عباس، وابن عمرو بن العاص، وأبا هريرة، وغيرهم من الصحابة، وخلقًا من التابعين.

قال أبو إسحاق السبيعى: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضون عمرو بن ميمون. وقال ابن معين: هو ثقة. روى له البخارى ومسلم. قالوا: وأسلم عمرو بن ميمون فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم، وحج مائة حجة، وقيل: سبعين، وأدى صدقته إلى عمال النبى صلى الله عليه وسلم. قال عمرو بن ميمون: قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسولاً من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع السَّحَر رافعًا صوته بالتكبير، وكان حسن الصوت، فألقيت عليه مجنى، فما فارقته حتى جعلت عليه التراب، ثم صحب ابن مسعود، وتوفى سنة

(1) انظر: الإصابة (3/118) ، وطبقات ابن سعد (6/117، 118) ، والتاريخ الكبير (6/367) ، والثقات لابن حبان (5/166) ، والجرح والتعديل (6/258) ، وحلية الأولياء (4/148 - 154) ، والاستيعاب (2/542 - 554) ، وأسد الغابة (4/134) ، وسير أعلام النبلاء (4/158 - 161) برقم (58) ، وتذكرة الحفاظ (1/61) ، ومرآة الجنان (1/156) ، والعقد الثمين (6/417) ، وغاية النهاية (1/603) ، وتهذيب التهذيب (8/109، 110) ، والنجوم الزاهرة (1/195) ..

ص: 34