المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أول من بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، ثم بايع الناس - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٢

[النووي]

فهرس الكتاب

- ‌باب العين والميم

- ‌باب عمرو

- ‌باب عمارة، وعمران، وعمار، وعمير

- ‌باب العين والواو

- ‌باب العين والياء

- ‌فصل

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثاني: الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌باب أبي أحمد، وأبي إسحاق، وغيرهما

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باب أبي بكر

- ‌فصل مختصر فى بعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بفضل أبى بكر الصديق

- ‌فصل فى علمه وزهده وتواضعه

- ‌فصل استخلافه

- ‌باب أبى بكرة بالهاء فى آخره

- ‌حرف التاء المثناة فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين المهملة

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب، والألقاب، والقبائل، ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌فصل فى القبائل ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: ابن فلان، وأخو فلان

- ‌النوع الخامس: فلان، عن أبيه، عن جده

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوج فلانة

- ‌النوع السابع: المبهمات والمشتبهات ونحوها

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

- ‌القسم الثاني من كتاب الأسماء: فى النساء

- ‌النوع الأول: فى الأسماء الصريحة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌النوع الثاني: فى الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف السين

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب والألقاب

- ‌حرف الغين

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: بمن فلان، أو أمه، أو أخته، أو عمته، أو خالته

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوجة فلان

- ‌النوع السابع: المبهمات كامرأة

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

الفصل: أول من بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، ثم بايع الناس

أول من بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، ثم بايع الناس على بيعته.

674 -

وهب بن منبه التابعى الأنصارى اليمانى (1) :

أخو همام بن منبه، وسبق تمام نسبه وأخوته فى ترجمة همام، كنية وهب أبو عبد الله، ويقال: الذمارى، بكسر الذال المعجمة، منسوب إلى ذمار قرية على مرحلتين من صنعاء اليمن، وهو تابعى جليل من المشهورين بمعرفة الكُتب الماضية.

سمع جابر بن عبد الله، وابن عباس، وابن عمرو بن العاص، وأبا سعيد الخدرى، وأبا هريرة، وأنسًا، والنعمان بن بشير. روى عنه عمرو بن دينار، وعوف الأعرابى، والمغيرة بن حكيم، وآخرون، واتفقوا على توثيقه. توفى سنة أربع عشرة ومائة، وقال ابن سعد: سنة عشر ومائة.

675 -

وهيب بن الورد بن أبى الورد المخزومى، مولاهم المكى (2) :

ويقال: اسمه عبد الوهاب، ووهيب لقب، وكنيته أو عثمان، ويقال: أبو أمية. روى عن عطاء مرسلاً، وعن عمر بن محمد بن المنكدر. روى عنه عبد الله بن المبارك، وعمارة ابن القعقاع، ومحمد بن يزيد بن خنيس.

قال يحيى بن معين: هو ثقة. وقال أبو حاتم: كان من العباد، وكانت له أحاديث ومواعظ وزهد، وكان سفيان الثورى إذا حدث الناس وفرغ من حديثهم قال: قوموا بنا إلى الطيب، يعنى وهيبًا. توفى سنة ثلاث وخمسين ومائة. روى له مسلم.

* * *

‌حرف الياء

676 -

ياسر بن عامر الصحابى:

والد عمار، تقدم نسبه فى ترجمة عمار، كنيته

(1) انظر: الجرح والتعديل (4/24) ، والتاريخ الكبير (8/164) ، والبداية والنهاية (9/276 - 302) ، وطبقات ابن سعد (6/395) ، وسير أعلام النبلاء (4/544) برقم (219) ، وتاريخ ابن معين (2/636) ، وميزان الاعتدال (4/352) ، ووفيات الأعيان (6/35) ، ومعجم الأدباء (19/259) ، وحلية الأولياء (4/23) ، وتهذيب التهذيب (11/166) ..

(2)

الطبقات الكبرى ابن سعد (5/488) ، والتاريخ الكبير للبخارى (8/2612) ، والجرح والتعديل (9/157) ، وسير أعلام النبلاء (7/198) ، وتاريخ الإسلام (6/315) ، وتهذيب التهذيب (11/170) . تقريب التهذيب (7489)، وقال:"ابن الورد بفتح الواو وسكون الراء القرشي مولاهم المكي أبو عثمان أو أبو أمية يقال اسمه عبد الوهاب ثقة عابد من كبار السابعة م د ت س"..

ص: 149

أبو عمار، وهو حليف بنى مخزوم، وكان قدم من اليمن، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومى، وَزَّوَجهُ أبو حذيفة أمة له اسمها سمية، فولدت له عمارًا، فأعتقها أبو حذيفة، وأسلم ياسر وسمية وابناهما عمار وعبد الله ابنا ياسر، وكان ياسر وعمار وسمية يُعَذَّبُون فى الله عز وجل، ويقول لهم النبى صلى الله عليه وسلم:"صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة".

677 -

يحيى بن آدم بن على الكوفى:

أبو زكريا المخزومى، مولاهم. سمع مالك بن مغول، ومسعر، وسعيد بن سالم، وسفيان الثورى، وإسرائيل بن يونس، والحسن بن صالح، وزهير بن معاوية، وسفيان ابن عيينة، وإسماعيل بن عياش، وأبا معاوية، وابن المبارك، وأبا بكر بن عياش، وفضيل ابن عياض، وحماد بن سلمة، وجرير بن عبد الحميد، ووكيعًا، وعبد الله بن إدريس، وخلائق من الأئمة. وروى عنه أحمد بن حنبل، وابن راهوية، وابنا أبى شيبة، وابن معين، وآخرون. قال ابن معين، وأبو حاتم، وآخرون: هو ثقة. توفى سنة ثلاث ومائتين، وهو من العلماء المصنفين.

678 -

يحيى بن أكثم (1) :

بالثاء المثلثة، القاضى، هو أبو محمد يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن بن سمعان التميمى المروزى، سكن بغداد، ولاه المأمون قضاءها. سمع عبد العزيز بن أبى حازم، وابن المبارك، وعبد الله بن إدريس، وسفيان بن عيينة، والفضل بن موسى، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز الدراوردى، وعيسى بن يونس، ووكيعًا، وآخرين. روى عنه أبو حاتم، والبخارى فى غير صحيحه، وروح بن الفرج، وأبو عيسى الترمذى، وآخرون.

قال أبو الفضل صالح بن محمد: ولى يحيى بن أكثم قضاء البصرة وهو ابن إحدى وعشرين سنة، فاستزرته مشائخ البصرة واستصغروه، فقالوا: كم سن القاضى؟ فقال: سن عتاب بن أسيد حين ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة. وقال طلحة بن محمد بن جعفر: يحيى بن أكثم أحد أعلام الدنيا، ومن قد اشتهر أمره وعُرف خبره، ولم يخف على صغير وكبير فضله وعلمه ورياسته.

وقال أحمد بن حنبل: ما عرفت فيه بدعة، فَذُكر له ما يرميه به الناس، فقال: سبحان الله، سبحان الله، ومن يقول هذا؟ وأنكره أحمد إنكارًا شديدًا. وقال الحاكم أبو عبد الله: كان من أئمة العلم،

(1) انظر: التاريخ الكبير (8/263) ، والجرح والتعديل (9/129) ، والثقات لابن حبان (9/265، 266) ، وتاريخ بغداد (14/191 - 204) ، والمختصر فى أخبار البشر (2/39، 40) ، وميزان الاعتدال (4/361، 362) ، وسير أعلام النبلاء (12/5 - 16) برقم (1) ، وتهذيب التهذيب (11/179 - 183) ، وتقريب التهذيب (2/342، 343) ..

ص: 150

ومن نظر فى كتاب التنبيه له علم تقدمه فى العلوم. وقال أبو حاتم، فيه نظر، وأسأل الله السلامة.

وقيل لأبى زرعة: كتبت عن يحيى بن أكثم؟ فقال: ما أطمعته فى هذا قط، ولقد كان شديد الإيجاب لى، لقد مرضت ببغداد فما أحسن أصف ما كان يولينى من التعاهد. وقيل لصالح بن محمد: أكان يُكتب عنه؟ قال: كان عنده حديث كثير، إلا أنى لم أكتب عنه؛ لأنه كان يحدث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم أسمعها منه. توفى بالربذة منصرفًا من الحج سنة ثنتين وأربعين ومائتين، رحمه الله.

679 -

يحيى بن جعدة (1) :

مذكور فى المهذب فى العدد فى مسألة المفقود، ثم فى أواخر استيفاء القصاص. هو يحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبى وهب بن عمرو بن عائذ، بالذال المعجمة، ابن عمران ابن مخزوم القريشى المخزومى الحجازى التابعى. سمع أبا هريرة، وزيد بن أرقم، وأم هانىء. روى عنه مجاهد، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، وحبيب بن أبى ثابت. قال أبو حاتم: هو ثقة. وقال ابن أبى حاتم: هو ابن أخت على بن أبى طالب، رضى الله عنه.

680 -

يحيى بن حسان التنيسى (2) :

مذكور فى أول البيوع من المختصر. هو أبو زكريا يحيى بن حسان بن حبان التنيسى، بكسر التاء المثناة فوق والنون، منسوب إلى تنيس بلدة معروفة من بلاد مصر، ويقال له: البصرى، بالباء الموحدة. وقال البخارى: هو شامى، وكله صحيح، فأصله بصرى، ثم سكن تنيس.

وقال أبو حاتم بن حِبان، بكسر الحاء: أصله دمشقى، روى عن الليث، ومعاوية بن سلام، وعبد الواحد بن زياد، وحماد بن سلمة، وسليمان بن بلال، ووهي بن خالد، والهيثم بن حميد، وهشيم، وعيسى بن يونس. روى عنه الإمام محمد بن إدريس الشافعى، وأحمد بن صالح المصرى، والحسن بن عبد العزيز، ومحمد بن مسكين، ومحمد ابن سهل، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمى، وابنه محمد بن يحيى بن حسان، وغيرهم. واتفقوا على جلالته وتوثيقه.

قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة، حسن الحديث، صنَّف كُتبًا وحدَّث بها. وقال أحمد بن حنبل: كان ثقة، صاحب حديث. وقال أيضًا: كان ثقة صالحًا. وقال أحمد بن عبد

(1) التاريخ الكبير للبخارى (8/2941) ، والجرح والتعديل (9/562) ، وتاريخ الإسلام (3/312) ، وتهذيب التهذيب (11/192) . تقريب التهذيب (7520)، وقال: “ثقة وقد أرسل عن ابن مسعود ونحوه من الثالثة د تم س ق”..

(2)

انظر: التاريخ الكبير (8/269) ، والجرح والتعديل (9/135) ، والثقات لابن حبان (9/252) ، وتهذيب التهذيب (11/197) ، وتقريب التهذيب (2/345) . .

ص: 151

الله: كان ثقة، مأمونًا، عالمًا بالحديث. وقال مروان بن محمد: ما كنا نحسن لطلب الحديث حتى قدم يحيى بن حسان. توفى بمصر فى رجب سنة ثمان ومائتين، وهو ابن أربع وستين سنة. روى له البخارى، ومسلم.

681 -

يحيى بن زكريا النبى، عليه السلام:

مذكور فى المهذب فى الشهادات، وفى زكريا لغات سبقت فى ترجمته، ولفظ يحيى لفظ عجمى، وقد سبق فى ترجمة إبراهيم وآدم أن أسماء الأنبياء كلها عجمية إلا أربعة. وقال الواحدى: يحيلا لا ينصرف عربيًا كان أو عجميًا؛ لأنه لو كان عربيًا امتنع لشبه الفعل مع التعريف. قال العلماء: أول من سُمِّىَ بيحيى: يحيى بن زكريا، عليه السلام.

قال الله تعالى: {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7]، قال الواحدى: قال المفسرون: أول من آمن بعيسى يحيى، وكان يحيى أسن من عيسى، عليه السلام. قال العلماء بالتاريخ: قُتل يحيى قبل أبيه زكريا. وفضائله فى القرآن مشهورة.

قال الله تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 39] .

وقال تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7] .

وقال سبحانه وتعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: 12 - 15] .

وقال تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِى فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89] الآيتين.

وثبت فى الصحيحين فى حديث الإسراء والمعراج، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ثُم عُرج بى إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل، ففتح لنا، فإذا أنا بابنى الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا، فرحبا، ودعوا لى بخير”.

وأما ما روينا فى مسند أبى يعلى الموصلى عنه، قال: حدثنا زهير بن حرب، عن عفان بن حماد بن سلمة، عن على بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “ما أحد من ولد آدم إلا قد أخطأ أو هَمَّ بخطيئة، ليس يحيى بن زكريا”، فهو حديث ضعيف؛ لأن على بن زيد بن جدعان ضعيف، ويوسف بن مهران مختلف فى جرحه.

قال الثعلبى: كان مولد يحيى قبل مولد عيسى

ص: 152

بستة أشهر. وقال الكلبى: كان زكريا يوم بشر بالولد ابن ثنتين وتسعين سنة، وقيل: تسع وتسعين سنة. وعن الضحاك، عن ابن عباس: كان ابن عشرين ومائة سنة، وكانت امرأته بنت ثمان وتسعين سنة.

قال: وقال كعب الأحبار: كان يحيى حسن الصورة والوجه، لين الجناح، قليل الشعر، قصير الأصابع، طويل الأنف، أقرن الحاجبين، رقيق الصوت، كثير العبادة، قويًا فى طاعة الله، وساد الناس فى عبادة الله تعالى وطاعته.

وقال فى قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12] : قيل: إن يحيى قال له أقرانه من الصبيان: اذهب بنا نلعب، فقال: ما للعب خُلقنا. قال: وقيل: إنه نبىء صغيرًا، فكان يعظ الناس، ويقف لهم فى أعيادهم وجمعهم ويدعوهم إلى الله تعالى، ثم ساح يدعو الناس، ولما بعثه الله تعالى إلى بنى إسرائيل أمره أن يأمرهم بخمس خصال، وهى: عبادة الله ولا يشركون به شيئًا، والصلوات، والصدقة، وذكر الله، والصيام.

واتفقوا على أنه قُتل ظلمًا شهيدًا، وأُخذ رأسه ووضع فى طست، وغضب الله تعالى على قاتليه، وسلط عليهم بخت نصر وجيوشه، فجاسوا خلال الديار، وكان وعدًا مفعولاً.

682 -

يحيى بن سعيد الأنصارى (1) :

تكرر فى المختصر، وذكره فى المهذب فى أول الرضاع وأول حدث القذف. هو الإمام أبو سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد ابن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارى النجارى المدنى التابعى القاضى، قاضى المدينة، وأقدمه المنصور العراق، فولاه قضاء الهاشمية، وقيل: تولى القضاء ببغداد ولم يثبت. قال البخارى: وقال بعضهم: هو يحيى بن سعيد بن قيس بن فهر، ولا يصح.

سمع أنس بن مالك، والسائب بن يزيد، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وأبا أمامة بن سهل بن حنيف، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق، وأبا سلمة ابن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، وخلائق من الأئمة.

روى عنه هشام بن عروة، وحميد الطويل، ويزيد بن عبد الله بن أسامة، وابن جريج، والأوزاعى، ومالك بن أنس، والسفيانان، والحمادان، والليث، وابن المبارك، وشعبة، ويحيى بن سعيد القطان،

(1) التاريخ الكبير للبخارى (8/2980) ، والجرح والتعديل (9/620) ، وسير أعلام النبلاء (5/468) ، وتاريخ الإسلام (6/149) ، وتهذيب التهذيب (11/211) . تقريب التهذيب (7559)، وقال: “ثقة ثبت من الخامسة مات سنة أربع وأربعين أو بعدها ع”..

ص: 153

ويحيى بن سعيد الأموى، وخلائق لا يحصون من الأعلام. وأجمعوا على توثيقه، وجلالته، وإمامته.

قال ابن عيينة: كان محدثو الحجاز: ابن شهاب، ويحيى بن سعيد، وابن جريج يجيئون بالحديث على وجهه. وقال جرير بن عبد الحميد: ما رأيت شيخًا أنبل منه. وقال ابن المبارك: كان من حفاظ الناس. وقال أبو حاتم: كان يوازن الزهرى. وقال أحمد بن حنبل: يحيى بن سعيد أثبت الناس. وقال أيوب السختيانى: ما تركت بالمدينة أفقه من يحيى بن سعيد.

وقال سعيد بن عبد الرحمن الجمحى: ما رأيت أقرب شبهًا بابن شهاب من يحيى الأنصارى، ولولاهما لذهب كثير من السنن. وقال محمد بن سعد: كان يحيى الأنصارى ثقة، ثبتًا، كثير الحديث، حجة. وقال أحمد بن عبد الله: كان ثقة، رجلاً صالحًا، وله فقه. قال ابن سعد: توفى سنة ثلاث وأربعين ومائة. وقال آخرون: سنة أربع. وقيل: سنة ست وأربعين ومائة.

683 -

يحيى بن سعيد القطان (1) :

هو أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ التميمى، مولاهم البصرى القطان الإمام، من تابعى التابعين. سمع يحيى بن سعيد الأنصارى، وحنظلة بن أبى سفيان، وابن عجلان، وسيف بن سليمان، وهشام بن حسان، وابن جريج، وسعيد بن أبى عروبة، وابن أبى ذؤيب، والثورى، وابن عيينة، ومالكًا، ومسعرًا، وشعبة، وخلائق غيرهم.

روى عنه الثورى، وابن عيينة، وابن مهدى، وعفان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلى بن المدينى، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبى شيبة، ومسدد، وعبيد الله بن عمر القواريرى، وعمرو بن على، وابن مثنى، وابن بشار، وخلائق من الأئمة وغيرهم. واتفقوا على إمامته، وجلالته، ووفور حفظه، وعلمه، وصلاحه.

قال أحمد بن حنبل: ما رأيت مثل يحيى بن القطان فى كل أحواله. وقال يحيى بن معين: أقام يحيى القطان عشرين سنة يختم القرآن فى كل يوم وليلة، ولم يفته الزوال فى المسجد أربعين سنة، وما رؤى يطلب جماعة قط، يعنى ما فاتته فيحتاج إلى طلبها.

وقال أحمد بن حنبل: يحيى القطان إليه المنتهى فى التثبت بالبصرة، وهو أثبت من وكيع، وابن مهدى، وأبى نعيم،

(1) الطبقات الكبرى ابن سعد (7/293) ، والتاريخ الكبير للبخارى (8/2983) ، والجرح والتعديل (9/624) ، وسير أعلام النبلاء (9/175) ، وميزان الاعتدال (4/9522) ، وتهذيب التهذيب (11/216) . تقريب التهذيب (7557)، وقال: “ابن فروخ بفتح الفاء وتشديد الراء المضمومة وسكون الواو ثم معجمة التميمي أبو سعيد القطان البصري ثقة متقن حافظ إمام قدوة من كبار التاسعة مات سنة ثمان وتسعين [ومائة] وله ثمان وسبعون ع”..

ص: 154

ويزيد بن هارون، وقد روى عن خمسين شيخًا ممن روى عنهم سفيان. قال: ولم يكن فى زمان يحيى مثله.

وقال أبو زرعة: هو من الثقاة الحفاظ. وقال يحيى بن معين: قال لى عبد الرحمن بن مهدى: لا ترى بعينك مثل يحيى القطان. وقال ابن منجويه: يحيى القطان من سادات أهل زمانه حفظًا، وورعًا، وفقهًا، وفضلاً، ودينًا، وعلمًا، وهو الذى مهد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن فى البحث عن الثقاة، وترك الضعفاء.

وقال بندار: كتب عبد الرحمن بن مهدى عن يحيى القطان ثلاثين ألفًا وحفظهما. وقال زهير: رأيت يحيى القطان بعد وفاته وعليه قميص، مكتوب بين كتفيه: بسم الله الرحمن الرحيم، براءة ليحيى بن سعيد من النار. قال ابن سعد: توفى يحيى القطان فى صفر سنة ثمان وتسعين ومائة، وكان مولده سنة عشرين ومائة، رحمه الله.

684 -

يحيى بن عبد الله بن بكير (1) :

أبو زكريا المصرى المخزومى، مولاهم، صاحب مالك، هو مشهور بيحيى بن بكير، نسبة إلى جده، سمع مالكًا، والليث، وعبد العزيز بن أبى حازم، وعبد العزيز الدراوردى، وابن لهيعة، وبكر بن مضر، ومفضل بن فضالة، ومغيرة بن عبد الرحمن، وآخرين. روى عنه يحيى بن معين، وأبو عبيد، ومحمد بن يحيى الذهلى، وأبو حاتم، وأبو زرعة الرازيان، ويونس بن عبد الأعلى، والبخارى، وآخرون.

روى عنه البخارى فى مواضع من صحيحه، وروى أيضًا عن محمد بن عبد الله عنه. وروى مسلم حديثًا واحدًا عن أبى زرعة عنه. قال أبو سعيد بن يونس: ولد سنة أربع وخمسين ومائة، وتوفى سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وقال عبد الغنى بن سعيد: ولد سنة خمس وخمسين.

685 -

يحيى بن عمارة (2) :

مذكور فى المختصر. هو يحيى بن عمارة بن أبى حسن الأنصارى المازنى المدنى. سمع أبا سعيد الخدرى، وعبد الله بن زيد. روى عنه ابنه عمرو، والزهرى، وعمارة بن غزية، ومحمد بن يحيى بن حبان، وهو ثقة باتفاقهم. روى

(1) التاريخ الكبير للبخارى (8/3019) ، والجرح والتعديل (9/682) ، وميزان الاعتدال (4/9564) ، وتهذيب التهذيب (11/237) . تقريب التهذيب (7580)، وقال: “ثقة في الليث وتكلموا في سماعه من مالك من كبار العاشرة مات سنة إحدى وثلاثين وله سبع وسبعون خ م ق”..

(2)

التاريخ الكبير للبخارى (8/3058) ، والجرح والتعديل (9/725) ، وتاريخ الإسلام (4/68) ، وتهذيب التهذيب (11/259) . تقريب التهذيب (7612)، وقال: “ثقة من الثالثة ع”..

ص: 155

له البخارى، ومسلم، وجده أبو حسن صحابى شهد العقبة، وبدرًا، واسمه تميم بن عبد عمرو.

686 -

يحيى بن معين الإمام:

هو أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن، وقيل: ابن معين بن غياث بن زياد بن عون بن بسطام المرى من مرة غطفان مولاهم. قال ابن أبى خيثمة: سمعت يحيى يقول: أنا مولى للجنيد بن عبد الرحمن المقرى، ويحيى بن معين بغدادى، وهو إمام الحديث فى زمانه والمعول عليه فيه. قال الخطيب: أصله من الأنبار.

سمع ابن المبارك، وهشيمًا، ووكيعًا، وابن عيينة، وابن مهدى، ويحيى القطان، وحفص بن غياث، وغندرًا، ومعاذ بن معاذ، وعبدة بن سليمان، ومروان بن معاوية، ويحيى بن زكريا بن أبى زائدة، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وهشام بن يوسف، وعيسى بن يونس، ويعقوب بن إبراهيم الزهرى، وزكريا بن يحيى، وعفان بن مسلم، وأبا معاوية، وأبا مسهر، ووهب بن جرير، وقريش بن أنس، وحجاج بن محمد، وأبا حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار، وقرادًا، والأصمعى، وحكام بن مسيم، وعبد الرزاق، وعلى بن عياش، وعبد الله بن صالح، وسوار بن عمارة الرملى، ويحيى بن صالح، وعبد الله بن يوسف التنيسى، وسعيد بن أبى مريم، وأبا اليمان، وعمرو بن الربيع، والحسن بن واقع، بالقاف، وإسماعيل بن علية، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن نمير، وأبا عبيدة الحداد، ومعن بن عيسى، وإسماعيل بن مجالد، وعلى بن هاشم، وعثمان بن عبيد، وأبا أسامة، وعباد بن عباد، ومحمد بن عبد الله الأنصارى، وخلائق.

روى عنه أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وأحمد ويعقوب ابنا إبراهيم الذورقيان، ومحمد بن يحيى الذهلى، ومحمد بن إسحاق الصاغانى، ومحمد بن سعد كاتب الواقدى، ومحمد بن هارون، وأبو زرعة الرازى، والدمشقى، وأبو حاتم، والبخارى، ومسلم، وأبو داود، وأحمد بن منصور، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار، وأحمد بن أبى الحوارى، وعباس بن محمد الدورى، وعبد الله بن الرمادى، وأحمد بن حنبل، ويعقوب بن شيبة، وأبو يعلى الموصلى،

ص: 156

والحسين بن محمد، وخلائق لا يحصون. وأجمعوا على إمامته، وتوثيقه، وحفظه، وجلالته، وتقدمه فى هذا الشأن، واضطلاعه منه.

قال الخطيب: كان إمامًا ربانيًا، عالمًا، حافظًا، ثبتًا، متقنًا. قال أحمد بن حنبل: السماع من يحيى بن معين شفاء لما فى الصدور. وقال على بن المدينى: ما رأيت فى الناس مثله. وقال أحمد بن حنبل: يحيى بن معين رجل خلقه الله لهذا الشأن، يُظهر كذب الكذابين، وكل حديث لا يعرفه يحيى ليس بحديث.

وقال عباس الدورى: رأيت أحمد بن حنبل فى مجلس روح بن عبادة يسأل يحيى بن معين عن أشياء يقول له: يا أبا زكريا، كيف حديث كذا وكذا، كيف حديث كذا وكذا، يستثبته فى أحاديث سمعوها، فكل ما قال يحيى كتبه أحمد.

وقال هارون بن بشير الرازى: رأيت يحيى بن معين استقبل القبلة رافعًا يديه يقول: اللهم إن كنت تكلمت فى رجل ليس هو عندى كَذَّابًا فلا تغفر لى. وقال يحيى: لو لم يكتب الحديث من ثلاثين وجهًا ما علقناه.

وروينا عن أحمد بن عقبة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كتبت بيدى هذه ستمائة ألف حديث. قال ابن عقبة: وأظن المحدثين كتبوا له ستمائة ألف وستمائة ألف. وقال محمد بن عبد الله: خلف يحيى من الكتب مائة قمطرًا وأربعة عشر قمطرًا وأربعة جباب مملوءة كُتبًا.

وقال على بن المدينى: ما أعلم أحدًا كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين، وخلف والده معين ليحيى ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم أنفقها كلها فى الحديث، حتى لم يبق له نعل يلبسها. وذكر ابن أبى حاتم فى أول كتابه الجرح والتعديل بإسناده، عن أبى عبيد القاسم بن سلام، قال: انتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وهو أكتبهم له، وعلى بن المدينة، وأبى بكر بن أبى شيبة. وقال أبو حاتم: كتب يحيى بن معين عن موسى بن إسماعيل قريبًا من ثلاثين ألف حديث، وأحواله وفضائله، رضى الله عنه، غير منحصرة.

واتفقوا على أنه توفى بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغُسل

ص: 157

على السرير الذى غُسل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحُمل على السرير الذى حُمل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونودى عليه: هذه جنازة يحيى بن معين، ذابّ الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس يبكون، واجتمعوا فى جنازته خلائق لا يحصون، ودفن فى البقيع.

قال إبراهيم بن المنذر: رأى رجل فى المنام النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه مجتمعين، فقال: ما لكم مجتمعين؟ قال النبى صلى الله عليه وسلم: جئت لهذا الرجل أصلى عليه، فإنه كان يذبّ الكذب عن حديثى. وقال بشر بن مبشر: رأيت يحيى بن معين فى المنام، فقال: زوجنى الله عز وجل أربعمائة حوراء بذبى الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورثاه الشعراء وأحسنوا المراثى، ومن أحسنها ما ذكره ابن أبى حاتم، فقال: قال سليمان بن معبد يرثى يحيى بن معين، رحمه الله، وذكر صدر القصيدة، ثم قال:

لقد عظمت فى المسلمين رزية

وقالوا وإنا قد دفناه فى الثرى

فقلت ولم أملك بعينى عبرة

ألا فى سبيل الله عظم رزيتى

ومن ذا الذى يؤتى فيُسأل بعده

لقد كان يحيى فى الحديث بقية

فلما مضى مات الحديث بموته

وصرنا حيارى بعد يحيى كأننا

وليس بمغن عنك دمع سفحته

لعمرك ما للناس فى الموت حيلة

ولو أن مخلوقًا نجى من حمامه

تعزى به عن كل ميت رزيته

ولكنما أبكى على العلم إذ مضى

سقى الله قبرًا بالبقيع مجاورًا

فقد ترك الدنيا وفر بدينه

وخار له ربى خوار نبيه

وإنى لأرجو أن يكون محمد

غداة نعى الناعون يحيى فاسمع

فقال فؤادى حسرة يتصدع

ولا جزعًا إنا إلى الله نرجع

بيحيى إلى من نستريح ونفزع

إذا لم يكن للناس فى العلم مقنع

من السلف الماضين حين تقشعوا

وأدرج فى أكفانه العلم أجمع

رعية راع بثهم فتصدعوا

ولكن إليه يستريح المفجع

ولا لقضاء الله فى الخلق مدفع

إذًا لنجى منه النبى المُشفع

فرزء رسول الله أشجا وأفجع

فما بعد يحيى فيه للناس نفزع

نبى الهدى غيثًا يجود ويمرع

ص: 158

إلى الله حتى مات وهو ممتع

وذو العرش يعطى من يشاء ويمنع

له شافعًا يوم القيامة يشفع

قال البخارى: توفى يحيى بن معين بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وله سبع وسبعون سنة إلا نحو عشرة أيام، رحمه الله.

687 -

يحيى بن وثاب:

بفتح الواو، وتشديد المثلثة، الكوفى، الأسدى، مولاهم التابعى القارى. سمع ابن عمر، وابن عباس. وروى عن ابن مسعود، وأبى هريرة، وعائشة مرسلاً. روى عنه الأعمش، وقتادة، ومقاتل بن حبان، وغيرهم. كان إمامًا فى القراءة، وروى حديثًا كثيرًا.

قال الأعمش: كان يحيى بن وثاب أحسن الناس قراءة، وربما اشتهيت تقبيل رأسه لحُسن قراءته، وكان إذا قرأ لا يسمع فى المسجد حركة. قال: وكنت إذا رأيته قلت: هذا قد جاء من الحساب. واتفقوا على توثيقه. روى له البخارى ومسلم. توفى سنة ثلاث ومائة، قاله الهيثم بن عدى، وعمرو بن على.

688 -

يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن بن يحيى بن حماد (1) :

أبو زكريا النيسابورى التميمى، مولاهم. سمع عبيد الله بن إياد بن لقيط بن يزيد بن المقدام، وسمع مالك بن أنس، والليث، ومعتمر بن سليمان، وفضيل بن عياض، وأنس ابن عياض، ومسلمًا الزنجى، وابن عيينة، وابن المبارك، والحمادين، وأبا عوانة، وخلائق من الأئمة.

روى عنه إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن رافع، ومحمد بن أسلم الطوسى، ومحمد بن عبد الوهاب، والبخارى ومسلم فى صحيحيهما، وخلائق. واتفقوا على توثيقه وجلالته.

وقال إسحاق بن راهويه: هو أثبت من عبد الرحمن بن مهدى. قال: ولا رأيت مثله، ولا رأى هو مثله. وقال أحمد بن حنبل: ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثل يحيى بن يحيى. وقال الحسن بن سفيان: كنا إذا رأينا رواية ليحيى بن يحيى عن يزيد بن زريع قلنا: ريحانة خراسان عن ريحانة العراق.

وقال إسحاق بن راهويه: مات يحيى بن يحيى وهو إمام أهل الدنيا. قال محمد بن أسلم: رأيت

(1) التاريخ الكبير للبخارى (8/3131) ، والجرح والتعديل (9/823) ، وتهذيب التهذيب (11/296) . تقريب التهذيب (7668)، وقال: “ثقة ثبت إمام من العاشرة مات سنة ست وعشرين على الصحيح خ م ت س”..

ص: 159

النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام، فقلت: عمن كتب؟ فقال: عن يحيى بن يحيى. ووصفوه بأنه كان زاهدًا، صالحًا، وبأنه كان خيرًا، فاضلاً، صائنًا لنفسه، حسن الوجه، طويل اللحية. توفى سنة ست وعشرين ومائتين، وهو ابن أربع وثمانين سنة.

689 -

يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة (1) :

أبو عثمان الغسانى الدمشقى، سيد أهل دمشق، استعمله عمر بن عبد العزيز على قضاء الموصل. روى عن محمود بن لبيد الصحابى، وسعيد بن المسيب، وأبى إدريس الخولانى، وعروة، ومكحول، وآخرين. روى عنه ابنه هشام بن يحيى، وعبد الرحمن بن يزيد، وابن عون، ومحمد بن إسحاق، وسفيان بن عيينة، وآخرون. واتفقوا على توثيقه وجلالته.

قال يحيى بن معين: كان ثقة، شاميًا، شريفًا، فقيهًا. وقال أبو محمد بن حبان: هو من فقهاء الشام وقرائهم، ولد يوم مرج راهط فى أيام معاوية بن يزيد سنة أربع وستين، وتوفى بدمشق سنة ثلاث وثلاثين ومائة. وقال ابن أبى حاتم: سنة خمس وثلاثين. قال: ويقال: إنه شرب شربة فشرق بها فمات.

690 -

يرفأ:

حاجب عمر بن الخطاب، رضى الله عنه. مذكور فى المهذب فى مسألة احتجاب القاضى. هو بفتح الياء وإسكان الراء، ومنهم من همزه، والصحيح المشهور أنه غير مهموز، ولم يذكر صاحب المحكم فى اللغة مع جلالته إلا ترك همزه، فذكره فى باب الراء والفاء والياء، وفى سنن البيهقى فى قسمة الفىء أنه يسمى اليرفا بالألف واللام.

691 -

يزيد بن الأسود العامرى الصحابى، رضى الله عنه:

مذكور فى المهذب فى باب صلاة الجماعة فيمن صلى منفردًا بغير جماعة. هو أبو جابر يزيد بن الأسود الحجازى السواءى، ويقال: الخزاعى، حليف لقريش، ويقال: العامرى، معدود فى الكوفيين، وهو منسوب إلى سواة بن عامر بن صعصعة، وسواة بضم السين وتخفيف الواو، يقال فيه: يزيد بن أبى الأسود أيضًا. شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، وروى عنه حديثه المذكور فى المهذب فيمن صلى فى رحله، ثم أدرك جماعة يصلون يعيدها معهم، وهو حديث حسن. روى عن ابنه جابر.

692 -

يزيد بن الأسود التابعى:

الرجل الصالح الذى استسقى به معاوية، مذكور فى المهذب

(1) الطبقات الكبرى ابن سعد (7/466) ، والتاريخ الكبير للبخارى (8/3129) ، والجرح والتعديل (9/822) ، وتاريخ الإسلام (5/312) ، وميزان الاعتدال (4/9649) ، وتهذيب التهذيب (11/299) . تقريب التهذيب (7670)، وقال: “ثقة من السادسة مات سنة ثلاث وثلاثين على الصحيح د”..

ص: 160

فى أول صلاة الاستسقاء، هو [......](1) .

693 -

يزيد بن الأصم (2) :

مذكور فى المختصر فى نكاح المحرم. هو أبو عوف يزيد بن الأصم، واسم الأصم عمرو، ويقال: عبد عمرو بن عدس بن معاوية بن عبادة بن البكاء بن عامر بن ربيعة بن صعصعة العامرى الكوفى التابعى، سكن الرقة، وهو ابن أخت ميمونة زوج النبى صلى الله عليه وسلم، وابن خالة ابن عباس، وأمه اسمها برزة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث، وأخت لبابة الكبرى أم ابن عباس، وأخت لبابة الصغرى أم خالد بن الوليد، ولهن أخوات أخر يأتى بيانهن فى النساء إن شاء الله تعالى.

وقيل: إن يزيد رأى النبى صلى الله عليه وسلم. روى عن سعد بن أبى وقاص. وسمع ابن عباس، وأبا هريرة، ومعاوية، وعوف بن مالك، وميمونة، وعائشة، وأم الدرداء. روى عنه ابنا أخيه عبد الله وعبيد الله، وميمون بن مهران، وجعفر بن برقان، ويزيد بن بريد بن جابر، والليث بن أبى سليم، وأبو إسحاق الشيبانى، وآخرون. واتفقوا على توثيقه. توفى بالرقة سنة ثلاث ومائة، وقيل: سنة ثلاث أو أربع، وقيل: سنة إحدى ومائة. قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.

(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

(2)

انظر: الإصابة (3/672) ، والجرح والتعديل (9/252) ، والثقات لابن حبان (5/531) ، وطبقات ابن سعد (7/479) ، وأسد الغابة (5/104) ، وسير أعلام النبلاء (4/517 - 519) برقم (211) ، والعقد الثمين (7/460) ، والتاريخ الكبير (8/318) ، وحلية الأولياء (4/97 - 100) ، وتهذيب التهذيب (11/313، 314) ، وتقريب التهذيب (2/362) ..

ص: 161

694 -

يزيد بن الجراح:

أخو أبى عبيدة بن الجراح، أحد العشرة، رضى الله عنهم، الفهرى، الصحابى. ذكره ابن منده، وأبو نعيم فى الصحابة، ولا يُعرف له حديث مسند.

695 -

يزيد بن ركانة:

مذكور فى المهذب فى أول المسابقة. قال: إنه صارع النبى صلى الله عليه وسلم، وهذا غلط، إنما المنقول عنه المصارعة ركانة بن عبد يزيد، وقد سبق فى ترجمة ركانة واضحًا، وهكذا حديث فى السنن، كما ذكرناه هناك، والحديث فى المصارعة ضعيف، وأما يزيد بن ركانة فصحابى أيضًا، ولكنه لا ذكر له فى المصارعة، وهو ابن ركانة المذكور فى المصارعة، وهو يزيد بن ركانة بن عبد يزيد، وسبق تمام نسبه فى ترجمة أبيه، والله أعلم.

696 -

يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصى القريشى الأسدى الصحابى المكى:

أسلم قديمًا، وهاجر إلى الحبشة، واستشهد يوم حنين فى قول الجمهور. وقال الزبير ابن بكار: يوم الطائف.

697 -

يزيد بن أبى سفيان الصحابى (1) :

مذكور فى المهذب فى كتب السير فى مسألة قتل شيوخ الكفار، وهو أبو خالد يزيد ابن أبى سفيان صخر بن حرب القريشى الأموى الصحابى ابن الصحابى، سبق تمام نسبه فى ترجمة أبيه وأخيه معاوية. قالوا: وكان أفضل بنى أبى سفيان، وتوفى ولا عقب له، وكان يقال له: يزيد الخير، أسلم يوم الفتح، وشهد حنينًا، وأعطاه النبى صلى الله عليه وسلم مائة بعير وأربعين أوقية يومئذ، واستعمله أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، على جيوش الشام حين بعثهم لفتوحه، وأوصاهم به، وخرج معه ليشيعه وهو راكب، وأبو بكر ماش بأمر أبى بكر.

فلما استخلف عمر، رضى الله عنه، ولاه فلسطين وناحيتها، فلما توفى أبو عبيدة استخلف معاذًا، فلما توفى معاذ استخلف يزيد، فلما توفى يزيد استخلف أخاه

(1) انظر: الإصابة (3/656) ، والاستيعاب (3/649) ، وأسد الغابة (5/112) ، وسير أعلام النبلاء (1/328)(68) ، والعقد الثمين (7/462) ، وطبقات ابن سعد (7/405) ، ونهاية الأرب (19/358) ..

ص: 162

معاوية، وكان موتهم فى طاعون عمواس سنة ثمانى عشرة. وقال الوليد بن مسلم: كانت وفاته سنة تسع عشرة بعد أن فتح قيسارية له رواية عن النبى صلى الله عليه وسلم.

698 -

يزيد بن قيس بن الخطيم - هو بفتح الخاء المعجمة - ابن عدى بن عمرو بن سويد بن ظفر الأنصارى الظفرى الصحابى:

وأبوه هو قيس بن الخطيم الشاعر المشهور، شهد بدرًا، وأُحُدًا، والمشاهد بعدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجُرح يوم أُحُد اثنتى عشرة جراحة، واستشهد يوم جسر أبى عبيد بالعراق فى زمن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه. ذكره ابن عبد البر فى الصحابة، وذكر ما ذكرناه.

699 -

يزيد مولى المنبعث (1) :

بنون ثم باء موحدة. مذكور فى المختصر فى اللقطة، هو تابعى مدنى. روى عن يزيد ابن خالد الجهنى. روى عنه بسر بن سعيد، بضم الباء الموحدة وبالسين المهملة، ويحيى ابن سعيد الأنصارى، وربيعة بن أبى عبد الرحمن. واتفقوا على توثيقه. روى له البخارى ومسلم.

700 -

يزيد بن هارون بن زاذنى (2) :

بالزاى والذال المعجمة، ويقال: زادان بن ثابت السلمى، مولاهم الواسطى. وأصله من بخارى، وكنية يزيد أبو خالد، وهو أحد الأئمة المشهورين بالحديث والفقه والصلاح، سمع سليمان التيمى، وداود بن أبى هند، ويحيى الأنصارى، وإسماعيل بن أبى خالد، وحميد الطويل، وأبا مالك الأشجعى، وعبد الله بن عون، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم من التابعين. وسمع من تابعى التابعين جماعات، منهم سفيان الثورى، وابن أبى ذؤيب، ومالك، وشعبة، والحمادان، وخلائق لا يحصون.

روى عنه موسى بن إسماعيل، وقتيبة، وآدم بن أبى إياس، وأحمد بن حنبل، وعلى ابن المدينى، ويحيى بن معين، وابن راهويه، وأبو بكر بن أبى شيبة، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وأحمد بن منيع، وأحمد بن سنان، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن الوليد، وأحمد بن عبد الرحمن السقطى، وأحمد بن عبد الله النروسى، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وخلائق لا يحصون، وأجمعوا على توثيقه، وجلالته، وحفظه، وإمامته.

قال أحمد بن حنبل: كان حافظًا، متقنًا للحديث. وقال على بن المدينى، وابن معين: كان

(1) انظر: الجرح والتعديل (9/299) ، والتاريخ الكبير (8/362، 363) ، وتهذيب التهذيب (11/375) ، وتقريب التهذيب (2/373) ..

(2)

انظر: طبقات ابن سعد (7/314) ، وتاريخ ابن معين (2/677، 678) ، والتاريخ الكبير (8/368) ، والجرح والتعديل (9/295) ، والثقات لابن حبان (7/732) ، وتهذيب التهذيب (11/366 - 369) ، وتقريب التهذيب (2/372) ..

ص: 163

ثقة. وقال أبو حاتم: هو ثقة، إمام، صدوق، لا يُسأل عن مثله. وقال أحمد بن عبد الله: كان يزيد ثقة، ثبتًا، حسن الصلاة، متعبدًا، وعُمى فى آخر عمره. وقال أبو بكر: ما رأيت أتقن حفظًا منه. وقال هشيم: ما بالبصريين مثله.

وقال أحمد بن سنان: ما رأيت عالمًا أحسن صلاة من يزيد بن هارون يقوم كأنه اسطوانة يصلى بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، ولم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار. قال العلماء: هو وهشيم معروفان بطول صلاة الليل والنهار. وقال على بن المدينى: ما رأيت رجلاً قط أحفظ من يزيد بن هارون.

وروينا عن يزيد قال: أحفظ عشرين ألف حديث بأسانيدها ولا فخر، وأحفظ للشاميين عشرين ألف حديث. وقال يحيى بن أبى طالب: سمعت يزيد بن هارون فى مجلسه ببغداد، وكان يقال: إن فى المجلس سبعين ألفًا. ولد سنة سبع عشرة ومائة، وتوفى سنة ست ومائتين.

701 -

يزيد بن هرمز (1) :

مذكور فى المهذب فى مسألة الرضخ للمرأة والعبد. هو أبو عبد الله يزيد بن هرمز الفارسى المدنى الليثى، مولاهم، ويقال: مولى بنى غفار، ويقال: مولى دوس، وهو تابعى. سمع ابن عباس، وأبا هريرة. روى عنه سعيد المقبرى، وعوف الأعرابى، والحارث بن أبى ذباب، ومحمد بن على بن الحسين، والمختار بن صفى، وغيرهم، وهو ثقة. روى له مسلم فى صحيحه، وكان رأس الموالى يوم الحرة.

702 -

يعقوب بن إسحاق:

النبى ابن النبى ابن النبى أبو الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. تكرر فى المهذب فى الوقف وغيره، وهو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن، عليه السلام، تكرر الثناء عليه فى القرآن، وذكره الله تعالى فى سورة يوسف بالآيات المشهورة.

وقال الله تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ} الآيات إلى قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ} [البقرة: 132 - 142] .

وقال الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ} [الأنعام: 84] .

وقال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 72، 73] الآية.

وقال تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الأَيْدِى وَالأَبْصَارِ

(1) انظر: تاريخ ابن معين (2/678) ، والجرح والتعديل (9/293، 294) ، وطبقات ابن سعد (5/284) ، والتاريخ الكبير (8/367، 368) ، وميزان الاعتدال (4/440) ، والمغنى فى الضعفاء (2/754) ، وتهذيب التهذيب (11/369، 370) ، وتقريب التهذيب (2/372) ..

ص: 164

إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ} [ص: 45 - 47] .

وثبت فى صحيح البخارى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم”.

واعلم أن يعقوب هو إسرائيل المتكرر فى القرآن، وهو أبو الأنبياء من بنى إسرائيل وجدهم، وقد اشتهر أنه مدفون بالأرض المقدسة عند أبيه وجده فى البلدة المسماة بالخليل بقرب بيت المقدس.

703 -

يعلى بن أمية الصحابى (1) :

مذكور فى المهذب فى أول صلاة المسافر، وأول باب الإحرام، وأول باب صول الفحل. هو أبو خلف، ويقال: أبو خالد، ويقال: أبو صفوان يعلى بن أمية بن أبى عبيدة ابن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمى، ويقال له: يعلى بن منبة، بنون ساكنة ثم مثناة من تحت مخففة، وهى أمه. وقال الزبير بن بكار: هى جدته أم أبيه، وغلطه ابن عبد البر وغيره.

أسلم يعلى يوم فتح مكة، وشهد حنينًا، والطائف، وتبوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر ابن منده أنه شهد بدرًا، واتفقوا على تغليطه، واستعمله عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، على بعض اليمن، واستعمله عثمان على صنعاء، وكان يسكن مكة، وكان جوادًا معروفًا بالكرم. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم على ثلاثة منها. روى عنه ابنه صفوان، وعطاء، ومجاهد، وعكرمة، وآخرون، وقُتل بصفين مع على، رضى الله عنه، سنة سبع وثلاثين.

704 -

يناق البطريق الكافر:

مذكور فى المهذب فى كتاب السير فى مسألة قتل الأسارى، وهو بياء مثناة من تحت مفتوحة، ثم نون مشددة، وبالقاف، قُتل كافرًا بالشام، وحُمل رأسه إلى المدينة إلى أبى بكر الصديق، رضى الله عنه، فأنكر نقل رأسه، وقال: أتحملون الجيف إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبطريق بكسر الباء، وهو كالأمير. قال ابن الجواليقى: البطريق بلغة الروم هو القائد، أى مقدم الجيوش وأميرها، وجمعه بطارقة، وتكلمت به العرب.

705 -

يوسف بن عبد الله بن سلام الصحابى، رضى الله عنهما (2) :

أشار إليه

(1) انظر: الإصابة (3/688) ، والبرصان والعرجان (137) ، والاستيعاب (3/661) ، وطبقات ابن سعد (5/456) ، وسير أعلام النبلاء (3/100) ، والتاريخ الكبير (8/414) ، والجرح والتعديل (9/301) ، وأسد الغابة (5/128) ، والعقد الثمين (7/478) ، وتهذيب التهذيب (11/399) ..

(2)

انظر: الإصابة (3/671) ، والجرح والتعديل (9/225) ، وأسد الغابة (3/264) ، والتاريخ الكبير (8/371) ، والاستيعاب (3/679 - 682) ، وسير أعلام النبلاء (3/509، 510) برقم (119) ، وتهذيب التهذيب (11/416) ، وتقريب التهذيب (2/381) ..

ص: 165

فى المهذب فى مسألة من حلف لا يأكل أدمًا فأكل تمرًا، فروى حديثه، ويوسف هذا هو راويه، وكنيته يوسف أبو يعقوب، وسبق تمام نسبه فى ترجمة أبيه، وهو مدنى أجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجره ووضع يده على رأسه وسماه يوسف، ذكره البخارى والجمهور فى الصحابة، وصرحوا بأنه صحابى.

وقال ابن أبى حاتم: ليست له صحبة، وليس كما قال، وروى أيضًا عن عثمان، وعلى، وأبيه، وأبى الدرداء. روى عنه يزيد بن أبى أمية الأعور، وعمر بن عبد العزيز، ويحيى بن أبى الهيثم، ومحمد بن المنكدر، ويحيى الأنصارى، وعون بن عبد الله، ومحمد ابن يحيى بن حبان، وآخرون.

706 -

يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين:

مذكور فى المهذب فى آخر باب الوقف، وفى يوسف ست لغات أو ستة أوجه: ضم السين، وفتحها وكسرها مع الهمز وبتركه، والفصيح الذى جاء به القرآن ضمها بلا همز، وهو اسم عجمى، والصواب أنه لا اشتقاق له، ولبعض المفسرين وغيرهم تخبيط فى اشتقاقه، ويوسف هذا نبى الله ابن نبى الله ابن نبى الله ابن نبى الله وخليله، صلوات الله وسلامه عليهم، وذكر الله تعالى قصته فى القرآن مبسوطة مفصلة أكمل البسط، وسورته مختصة بقصته إلى ما انضم إليها.

والأحاديث الصحيحة متظاهرة بفضائله، منها حديث ابن عمران، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم”، رواه البخارى.

وعن أبى هريرة، قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن أكرم الناس؟ قال: “أتقاهم لله”، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: “فأكرم الناس يوسف ابن نبى الله ابن نبى الله ابن نبى الله وخليل الله” (1) ، رواه البخارى.

وعن أبى هريرة أيضًا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولو لبثت فى السجن ما لبث يوسف ثم أتانى الداعى لأجبته” (2) ، رواه البخارى ومسلم، وهذا لفظ البخارى.

وعن أنس فى حديث الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ثُم عُرج بى إلى السماء الثالثة، ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف، إذا هو قد أعطى شطر الحسن، فرحب ودعا لى بخير” (3) .

وذكر أبو

(1) أخرجه البخارى (3/1224، رقم 3175) ، ومسلم (4/1846، رقم 2378) .

(2)

أخرجه أحمد (2/326، رقم 8311) ، والبخارى (4/1650، رقم 4263) ، ومسلم (4/1839، رقم 151) ، والنسائى (6/305، رقم 11050) . وأخرجه أيضا: ابن ماجه (2/1335، رقم 4026) ، وابن حبان (14/88، رقم 6208) ، وأبو عوانة (1/78، رقم 230) .

(3)

أخرجه أحمد (3/148، رقم 12527) ، ومسلم (1/145، رقم 162) ، وأبو يعلى (6/109، رقم 3375) ، وفى (6/216، رقم 3499) . وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (7/333، رقم 36570) ، وأبو عوانة (1/113، رقم 344) .

ص: 166

إسحاق الثعلبى فى كتابه العرائس فى قصة يوسف أنه كان أبيض اللون، حسن الوجه، جعد الشعر، ضخم العين، مستوى الخلق، غليظ الساعدين والعضدين والساقين، خميص البطن، أقنى الأنف، صغير السرة، وكان بخده الأيمن خال أسود، وكان ذلك الخال يزين وجهه، وبين عينيه شامة تزيده حسنًا، وكان جده إسحاق حسنًا، وكانت أم إسحاق سارة حسنة. قالوا: وأعطى الله تعالى يوسف من الحُسن، وصفاء اللون، ونقاء البشرة، ما لم يعط أحدًا. قالوا: ورثت سارة هذا الحسن من جدتها حواء زوج آدم.

قال الثعلبى، عن العلماء بأخبار الماضين: أقام يعقوب وأولاده بعد قدومهم على يوسف بمصر أربعًا وعشرين سنة بأغبط عيش، فلما حضرته الوفاة أوصاهم بأن يُحمل جسده إلى بيت المقدس، ويُدفن عند أبيه وجده، فخرج به يوسف وإخوته وعسكره محمولاً فى تابوت، وكان عُمر يعقوب مائة وسبعًا وأربعين سنة، وعاش يوسف بعد يعقوب ثلاث وعشرين سنة. وتوفى وهو ابن مائة وعشرين سنة، ودفن بمصر فى النيل، ثم حمله موسى فى زمنه إلى الشام حين خرجت بنو إسرائيل من مصر إلى الشام.

707 -

يونس بن متى رسول الله، عليه السلام:

مذكور فى المهذب فى باب الوقف، ومتى بفتح الميم، وتشديد التاء المثناة فوق، مقصورًا، وفى يونس ست لغات أو أوجه: ضم النون وكسرها وفتحها مع الهمز وتركه، والفصيح ضمها بلا همز، وبه جاء القرآن، والآيات فى رسالته وفضله معلومة. قال الله تعالى:{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 139] الآيات.

وقال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبياء: 87] الآيتين، وذو النون هو يونس.

وقال تعالى: {إِلَاّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْىِ فِى الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98] .

وقال تعالى: {فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} [القلم: 50] .

وثبت فى الصحيحين عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ينبغى لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى”، ونسبه إلى أبيه، وسقط فى بعض رواياتهما قوله: ونسبه إلى أبيه، وفى رواية البخارى: “ولا

ص: 167

أقول إن أحدًا أفضل من يونس بن متى”.

وفى الصحيحين أيضًا عن ابن عباس، قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة حتى أتينا على ثنية، فقال: “أى ثنية هذه؟ ”، قالوا: هرشى أولفت، فقال: “كأنى أنظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء عليه جبة، خطام ناقته ليف، مارًا بهذا الوادى ملبيًا”.

708 -

يونس بن عبد الأعلى:

صاحب الشافعى. مذكور فى المهذب فى باب ما يُفسد الصلاة، وتكرر فى الروضة. هو أبو موسى يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة بن حفص بن حبان الصدفى، بفتح الصاد والدال، المصرى الإمام. سمع ابن عيينة، وأنس بن عياض، وإسماعيل بن أبى فديك، والوليد بن مسلم، ومحمد بن عبيد الطنافسى، والشافعى، وأشهب، وآخرين. روى عنه مسلم بن الحجاج فى صحيحه وأكثر الرواية عنه، وأبو حاتم الرازى، وابنه عبد الرحمن، وأبو زرعة، والنسائى، وابن ماجة، وآخرون. واتفقوا على توثيقه وجلالته.

قال أبو حاتم: سمعت أبا الطاهر بن السرح يحث عليه ويعظم أمره. وقال ابن أبى حاتم: سمعت أبى يوثقه ويرفع من شأنه. وقال النسائى: هو ثقة، وأحد رواة النصوص الجديدة عن الشافعى، وأحد أصحابه. ولد فى ذى الحجة سنة سبعين ومائة، وتوفى فى شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين.

709 -

يونس بن عبيد (1) :

صاحب الحسن البصرى. مذكور فى المختصر فى آخر باب الأضحية، وفى آخر المهذب فى أوائل الولاء. هو أبو عبد الله يونس بن عبيد بن دينار العبدى، مولاهم البصرى التابعى الجليل، رأى أنس بن مالك، وسمع الحسن البصرى، وابن سيرين، وثابتًا البنانى، وآخرين. روى عنه سفيان الثورى، وشعبة، والحمادان، ومعتمر بن سليمان، ووهيب بن خالد، وخلائق. واتفقوا على توثيقه، وجلالته.

قال سلمة بن علقمة: جالست يونس بن عبيد، فما استطعت أن أجد عليه كلمة. وقال أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو حاتم: هو ثقة. وقال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث. وقال غيره: توفى سنة تسع وثلاثين ومائة.

وقال محمد بن عبد الله الأنصارى: رأيت سليمان، وعبد الله بن على بن عبد الله بن عباس،

(1) انظر: التاريخ الكبير (8/402) ، والجرح والتعديل (9/242) ، وتهذيب التهذيب (11/442) ..

ص: 168