الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* * *
حرف الزاي
786 -
أبو الزبير التابعى (1) :
صاحب جابر بن عبد الله، مذكور فى المختصر فى بيع حاضر لباد، وفى التدبير، وفى المهذب فى وسط كتاب السرقة. هو أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدريس، بتاء مثناة فوق، ثم دال مهملة ساكنة، ثم راء مضمومة، ثم سين مهملة، الأسدى المكى، مولى حكيم بن حازم.
وهو تابعى، سمع جابرًا وأكثر الرواية عنه، وابن عمر، وابن عباس، وابن عمرو بن العاص، وابن الزبير، وأبا الطفيل، رضى الله عنهم. روى عنه هشام بن عروة، والزهرى، وسلمة بن كهيل، وأيوب، وعبد الله بن عون، ويحيى الأنصارى، وموسى بن عقبة، وداود بن أبى هند، وعمرو بن الحارث، وابن جريج، وسفيان الثورى، ومالك، وابن عيينة، وابن لهيعة. واتفقوا على توثيقه.
قال يعلى بن عطاء: حدثنى أبو الزبير، وكان من أكمل الناس عقلاً وأحفظهم، قال أبو الزبير: كان عطاء قدمنى إلى جابر أحفظ لهم الحديث. وقال يحيى بن معين: أبو الزبير ثقة، وهو أثبت من أبى سفيان. وقال أحمد بن حنبل: أبو الزبير أحبُّ إلىَّ من أبى سفيان؛ لأن أبا الزبير أعلم بالحديث منه. وقال ابن عدى: روى مالك، عن أبى الزبير أحاديث، وكفى به صدقًا أن يُحدِّث عنه مالك، فإن مالكًا لا يُحَدِّث إلا عن ثقة. قال: ولا أعلم أحدًا من الثقات امتنع عن أبى الزبير، بل كتبوا عنه.
روى له مسلم فى صحيحه محتجًا به، وروى له البخارى مقرونًا به غير محتج به على انفراده، ولا يقدح ذلك فى أبى الزبير، فقد اتفقوا على توثيقه والاحتجاج به. توفى سنة ثمان وعشرين ومائة.
787 -
أبو الزبير:
مؤذن بيت المقدس، مذكور فى المهذب فى باب الأذان. قال الحاكم أبو أحمد وغيره: لا يُعرف اسم أبى الزبير هذا، وروايته المذكورة فى المهذب عن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، رواها أبو عبيد فى غريب الحديث، والبيهقى فى سننه.
(1) انظر: التاريخ الكبير (1/221) ، وطبقات ابن سعد (5/481) ، والجرح والتعديل (8/74) ، وميزان الاعتدال (4/37) ، وتهذيب التهذيب (9/440) ، وتقريب التهذيب (2/207) ..
788 -
أبو الزناد (1) :
بزاى مكسورة، ثم النون. تكرر فى المختصر. هو الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان المدنى القرشى مولاهم، قيل: هو مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، وقيل: مولى آل عثمان بن عفان، واتفقوا على أن كنيته أبو عبد الرحمن كما ذكرنا، وأن أبا الزناد لقب له، اشتهر به، وكان يغضب منه، وكان ينبغى أن أذكره فى نوع الألقاب، لكن لا يفطن أكثر الناس له فيضيع عليهم موضعه، فلهذا ذكرته فى الكنى.
واعلم أن أبا الزناد من التابعين، فإنه شهد مع عبد الله بن جعفر جنازة. سمع عروة ابن الزبير، والقاسم بن محمد، وأبا سلمة بن عبد الرحمن، والشعبى، وعلى بن الحسين، وعبد الرحمن الأعرج، وأكثر روايته عنه. وروى له عن ابن عمر، وأنس، وعمرو بن أبى سلمة، وأبى أمامة بن سهل مرسلاً.
روى عنه ابن أبى مليكة، وهشام بن عروة، وأبو إسحاق الشيبانى، وعبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وموسى بن عقبة، والأعمش، ومحمد بن عجلان، وعبد الله العمرى، ومالك بن أنس، والسفيانان، والليث بن سعد، وزائدة، وشعيب بن أبى حمزة، وبنوه القاسم وأبو القاسم، وعبد الرحمن بنوا أبى الزناد، وخلائق غيرهم. واتفقوا على الثناء عليه، وكثرة علمه، وحفظه، وفضله، وتفننه فى العلوم، وتوثيقه، والاحتجاج به.
قال أحمد بن حنبل: كان سفيان الثورى يسمى أبا الزناد أمير المؤمنين فى الحديث. وقال عبد ربه بن سعيد: رأيت أبا الزناد دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه من الأتباع مثل ما مع السلطان، فبين سائل عن فريضة، وسائل عن الحساب، وسائل عن الشعر، وسائل عن الحديث، وسائل عن معضلة.
وقال على بن المدينى: لم يكن بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، ويحيى بن سعيد الأنصارى، وأبى الزناد، وبكير بن عبد الله بن الأشج. وقال الليث بن سعد: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة تابع من طالب علم، وفقه، وشعر، وصنوف العلم.
قال مصعب: كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة. وقال البخارى: أصح الأسانيد كلها مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وأصح أسانيد أبى هريرة: أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة.
وقال أحمد بن حنبل: أبو الزناد أعلم من ربيعة. وقال محمد بن سعد: كان أبو الزناد ثقة، كثير الحديث، فصيحًا، بصيرًا
(1) انظر: التاريخ الكبير (5/83) ، وتاريخ ابن معين (2/305) ، والجرح والتعديل (5/49) ، وتهذيب التهذيب (5/203) ..
بالعربية، عالمًا، عاقلاً، مات فجأة فى مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثلاثين ومائة، ومات وهو ابن ست وستين سنة، رحمه الله.
789 -
أبو الزياد الكلابى:
بعد الزاى ياء مثناة تحت، مذكور فى أول وكالة المهذب، ولا ذكر له فى هذه الكُتب إلا فى هذا الموضع. قال الخطيب فى تاريخ بغداد: أبو الزياد الكلابى أعرابى، قدم بغداد أيام أمير المؤمنين المهدى حين أصابت الناس المجاعة، فأقام ببغداد أربعين سنة، ومات بها، وله شعر كثير، وعلق عنه الناس أشياء كثيرة من اللغة وعلم العربية.
790 -
أبو زيد المروزى (1) :
من أئمة أصحابنا الخراسانيين أصحاب الوجوه، تكرر ذكره فى الوسيط والروضة، ولا ذكر له فى المهذب. هو أبو زيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد، الإمام البارع، النحرير، المدقق، الزاهد، العابد، النظار، المحقق، المشهور بالورع، والزهادة، والعلوم المتظاهرة، والعبادة.
قال الحاكم أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور: كان أبو زيد أحد أئمة المسلمين، ومن أحفظ الناس لمذهب الشافعى، رحمه الله تعالى، وأحسنهم نظرًا، وأزهدهم فى الدنيا، أقام بمكة سبع سنين، وحدث بها وببغداد بصحيح البخارى،
(1) انظر: تاريخ بغداد (1/314) والكامل فى التاريخ (9/16) والعبر (2/360) وتذكرة الحفاظ (3/950) والبداية والنهاية (11/299) ومرآة الجنان (2/397) وطبقات الفقهاء (115) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (3/71) والعقد الثمين (1/297) والوافى بالوفيات (2/71) ووفيات الأعيان (4/208) والنجوم الزاهرة (4/141) والمنتظم (7/112) وطبقات الشافعية للإسنوى (2/379) وسير أعلام النبلاء (16/313 - 315) ..
عن الفربرى، وهى أجل الروايات لجلالة أبى زيد.
قال الحاكم: وسمعت أبا بكر البزار يقول: عادلت أبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة. وقال الشيخ أبو إسحاق فى طبقاته: كان الشيخ أبو زيد زاهدًا، حافظًا للمذهب، حسن النظر، مشهورًا بالزهد، وهو صاحب أبى إسحاق المروزى، وتفقه عليه أبو بكر القفال المروزى، وفقهاء مرو.
قال: وتوفى بمرو سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. وقال إمام الحرمين فى باب التيمم من النهاية: كان أبو زيد من أذكى الأئمة قريحة. وروى الإمام الحافظ أبو سعد السمعانى بإسناده عن الشيخ أبى زيد المروزى، قال: كنت نائمًا بين الركن والمقام، فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام، فقال: يا أبا زيد، إلى متى تدرس كتاب الشافعى ولا تدرس كتابى؟ فقلت: يا رسول الله، وما كتابك؟ قال: جامع محمد بن إسماعيل، يعنى صحيح البخارى، رضى الله عنه.
قال الحاكم: فقدم أبو زيد نيسابور غير مرة، منها لغزوة الروم، ومنها قدمت الخامسة متوجهًا إلى الحج فى شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. قال: وسمع أبو زيد بمرو من أصحاب على بن حجر، وعلى بن خشرم، وأقرانهم، وأكثر الرواية عن أبى بكر المنكدرى. وتوفى بمرو فى رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
قال الحاكم: سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد الفقيه، يقول: سمعت أبا زيد المروزى يقول: لما عزمت على الرجوع من مكة إلى خراسان، تقسى قلبى بذلك، وقلت: متى يكون هذا والمسافة بعيدة، والمشقة لا أحتملها، وقد طعنت فى السن، فرأيت فى المنام كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدًا فى المسجد الحرام وعن يمينه شاب، فقلت: يا رسول الله، قد عزمت على الرجوع إلى خراسان والمسافة بعيدة، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشاب، وقال: يا روح الله، اصحبه إلى وطنه، فأريت أنه جبريل، عليه السلام، فانصرفت إلى مرو، ولم أحس شيئًا من مشقة السفر، وبالله التوفيق.
791 -
أبو زيد الأنصارى النحوى اللغوى (1) :
صاحب الشافعى، وشيخ أبى عبيد القاسم بن سلام، هو الإمام أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصارى الإمام فى النحو واللغة. قال الخطيب فى تاريخ بغداد: حدَّث عن شعبة، وإسرائيل، وأبى عمرو، وابن العلاء المازنى. روى عنه أبى عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن سعد كاتب الواقدى، وأبو حاتم السجستانى، وأبو زيد عمرو بن شبة، وأبو حاتم الرازى، وأبو العيناء محمد بن القاسم، وغيرهم.
قال الخطيب: وكان ثقة، ثبتًا من أهل البصرة، وقدم بغداد. ثم ذكر الخطيب بإسناده عن أبى عثمان المزانى، قال: كنا عند أبى زيد فجاء الأصمعى، فأكب على رأسه، وجلس وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ ثلاثين سنة، فبينا نحن كذلك إذ جاء خلف الأحمر فأكب على رأسه وجلس وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ عشرين سنة.
وسُئل الأصمعى وأبو عبيدة عنه، فقالا معًا: ما شئت من عفاف وتقوى وإسلام. وقال صالح بن محمد الحافظ: أبو زيد ثقة. توفى سنة خمسة
(1) انظر: الجرح والتعديل (4/4، 5) ، وتهذيب الكمال (10/330 - 337) ، وميزان الاعتدال (2/126، 127) ، وتهذيب التهذيب (4/3 - 5) ، وتقريب التهذيب (1/291) ..