الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جوارى الحى تأتينه بغنمهن فيحلبهن لهن.
وذكر محمد بن سعد وغيره بإسنادهم أنه كان يحلب لأهل الحى المنائحهم، فلما استخلف قالت جارية من الحى: الأن لا يحلب لنا، فقال: بلى، لأحلبنهما لكم، وإنى أرجو أن لا يغيرنى ما دخلتى فيه عن خُلُق كنت عليه، فكان بعد الخلافة يحلب لهم.
فصل استخلافه
أجمعت الأمة على صحة خلافته وقدمته الصحابة، رضى الله عنهم، لكونه أفضلهم وأحقهم بها من غيره، وحديث بيعته مشهور فى الصحيحين معروف، وقد قال على، رضى الله عنه: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يصلى بالناس وأنا حاضر غير غائب، وصحيح غير مريض، ولو شاء أن يقدمنى لقدمنى، فرضينا لدنيانا من رضيه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لديننا.
فصل
ولد أبو بكر، رضى الله عنه، بعد الفيل بثلاث سنين تقريبًا، وهو أول خليفة فى الإسلام، وأول أمير أرسل على الحج، حج بالناس سنة تسع من الهجرة، وحديثه فى الصحيحين، وهو من كبار الصحابة الذين حفظوا القرآن كله. قالوا: ولا يعرف خليفة ورثه أبوه إلا هو، فإن أباه توفى بعده بنحو ستة أشهر، وهو أفضل الكُتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول الخلفاء الراشدين وأفضلهم، وأول من عهد بالخلافة. والصحيح أنه توفى وله ثلاث وستون سنة كرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمر بن الخطاب، رضى الله عنه، توفى آخر يوم الاثنين.
728 -
أبو بكر الأودنى:
من أصحابنا أصحاب الوجوه، ذكره فى الوسيط فى الخيار فى البيع، وأواخر الباب الأول من كتاب الإقرار، وفى كتاب الكفارات، وتكرر
ذكره فى الروضة كثيرًا، وهو بإسكان الواو، وكسر الدال المهملة، وبعدها نون، ثم ياء النسب، وأما الهمزة فى أوله، فقال السمعانى فى الأنساب: هى مضمومة، وذكر ابن ماكولا بفتح الهمزة، وكذا رأيتها فى نسخة معتمدة من المؤتلف والمختلف فى أسماء الأماكن مفتوحة، ولكن لم ينص على فتحها فى الكتاب، إلا أن ترجمته وسياق كلامه يقتضى الفتح، وذكرها الشيخ أبو عمرو بن الصلاح بالفتح، ولم يذكر الضم، وهو منسوب إلى أودنة قرية من قرى بخارا. واسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن بصير، بباء موحدة مفتوحة، ابن ورقة.
قال الحاكم فى تاريخ نيسابور: محمد بن عبد الله بن محمد الفقيه أبو بكر البخارى ثم الأودنى، إمام الشافعيين بما وراء النهر فى عصره بلا مدافعة. قال: وكان من أزهد الفقهاء وأورعهم، وأكثرهم اجتهادًا فى العبادة، وأبكاهم على تقصيره، وأشدهم تواضعًا وإخياتا وإنابة. قال: وتوفى ببخارا سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، رحمه الله.
سمع الحديث ببخارا من يعقوب بن يوسف العاصمى وأقرانه، وبنسف من الهيثم ابن كليب وغيره. روى عنه الحاكم أبو عبد الله وغيره. ومن غرائب الأودنى ما حكيته عنه فى الروضة أنه قال: يحرم الربا فى كل شىء، فلا يجوز بيع مال بجنسه متفاضلاً، سواء المطعوم، والمكيل، والموزون، وغيره، وهو شاذ مردود.
729 -
أبو بكر الحازمى (1) :
المتأخر الحافظ، اسمه محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن عثمان بن حازم الحازمى، أحد الحفاظ المحققين المطلعين، له مصنفات نافعة، منها الناسخ والمنسوخ فى الحديث، لم يصنف فيه مثله، ومنها العجالة فى الأنساب، سمعتها على صاحب صاحبه، ومنها المؤتلف فى أسماء الأماكن، وكان قد شرع فى تخريج أحاديث المهذب، فبلغ أثناء كتاب الصلاة ولم يتمه، وله غير ذلك من المصنفات النفيسة، سمع أبا موسى الأصبهانى وطبقته من أصحاب أبى على الحداد، وغيرهم.
730 -
أبو بكر بن الحداد المصرى (2) :
من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه، تكرر فى المهذب والروضة كثيرًا. هو أبو بكر محمد بن أحمد القاضى المصرى، صاحب الفروع، وهو من نظار أصحابنا وكبارهم ومتقدميهم فى العصر والمرتبة، أخذ الفقه
(1) انظر: وفيات الأعيان (4/294، 295) برقم (597) ، والتكملة لوفيات النقلة (1/89 - 92) برقم (45) ، والمختصر المحتاج إليه (1/144، 145) ، وسير أعلام النبلاء (21/167 - 172) برقم (84) ، ومرآة الجنان (3/429) ، والوافى بالوفيات (5/88) ، والنجوم الزاهرة (6/109) ..
(2)
انظر: طبقات فقهاء ابلشافعية للعبادى (1/132) وطبقات الفقهاء للشيرازى (93) والأنساب لابن السمعانى (4/71، 72) والمنتظم (6/379) والولاة والقضاة للكندى (551 - 557) ووفيات الأعيان (3/336) وسير أعلام النبلاء (15/445 - 451) وتذكرة الحفاظ (3/899) ومرآة الجنان (2/336) والبداية والنهاية (11/229، 230) والوافى بالوفيات (2/69) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (3/79 - 98) وطبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (1/132، 133) والنجوم الزاهرة (3/313) ومعجم المؤلفين (8/320) والأعلام (2/310) ..
عن أبى إسحاق المروزى، وكان إمامًا فى الفقه والعربية، وانتهت إليه إمامة مصر فى عصره.
قال الشيخ أبو إسحاق: كان فقيهًا، مدققًا، وفروعه تدل على فضله. قال: وتوفى سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. قلت: واعتنى الأئمة بشرح فروعه، فممن شرحه من أعلام أصحابنا القفال المروزى، والقاضى أبو الطيب، وأبو على السنجى، بكسر السين المهملة وبالجيم.
731 -
أبو بكر السالوسى:
من أصحابنا أصحاب الوجوه، مذكور فى الروضة فى الإجارة، وفى الاستيجار للقراءة، هو بالسين المهملة المكررة.
732 -
أبو بكر الشاشى:
المتأخر، تكرر فى الروضة، سيأتى فى الأنساب إن شاء الله تعالى.
733 -
أبو بكر الصبغى:
من أصحابنا أصحاب الوجوه، تكرر ذكره فى الروضة، فذكره فى آخر صلاة الجماعة، ثم فى صلاة الكسوف وغيره، وهو بكسر الصاد المهملة وإسكان الباء الموحدة وبالغين المعجمة، وهو أحد أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه البارعين الجامعين بين الحديث والفقه.
قال أبو سعد السمعانى: هو أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن الصبغى، أحد العلماء المشهورين بالفضل والعلم الواسع من أهل نيسابور، سمع بنيسابور إسماعيل بن قتيبة السلمى، وبالرى يعقوب بن يوسف القزوينى، وببغداد الحارث بن أبى أسامة، وبالبصرة همام بن على، وبواسط محمد بن عيسى بن السكن، وبمكة على بن عبد العزيز، وجماعة كثيرة.
قال: وشمائله وفضائله أكثر من أن يسعها هذا الموضع، كانت ولادته فى رجب سنة ثمان وخمسين ومائتين، وتوفى فى شعبان سنة ثنتين وأربعين وثلاثمائة، هذا كلام السمعانى فى الأنساب.
734 -
أبو بكر الصيرفى:
من أئمة أصحابنا المتقدمين أصحاب الوجوه والمصنفين البارعين، اسمه محمد بن عبد الله. قال الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد: كان الصيرفى فهمًا، عالمًا، له تصانيف فى أصول الفقه، وسمع الحديث من أحمد المنصور
الرمادى، ومن بعده لكنه لم يرو كبير شىء. قال: وتوفى يوم الخميس لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاثمائة.
قال السمعانى فى الأنساب: هو بغدادى، فهم، عالم، ذكى. وقال غيرهما: كان إمامًا، بارعًا، متفننًا، وله مصنفات فى الأصول وغيره، وله وجوه كثيرة فى المهذب، ومن غرائبه إيجابه الحد على من وطىء فى النكاح بلا ولى إذا كان يعتقد تحريمه، والجمهور قالوا: لا حد.
735 -
أبو بكر الطوسى:
من أصحابنا أصحاب الوجوه، مذكور فى الروضة فى الإجارة. هو منسوب إلى طوس، بضم الطاء المهملة، مدينة معروفة بخراسان. قال السمعانى فى الأنساب: هذه نسبة إلى بلدة بخراسان، يقال له: طوس، وهى محتوية على بلدتين يقال لإحداهما: طابران، وللأخرى: نوقان. قال: ولهما أكثر من ألف قرية، وكان فتحها فى خلافة عثمان بن عفان، رضى الله عنه، على يد عبد الله بن عامر بن كريز سنة تسع وعشرين من الهجرة، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين قديمًا وحديثًا، واسم أبى بكر الطوسى هذا [......](1) .
736 -
أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القريشى المخزومى المدنى التابعى (2) :
أحد فقهاء المدينة السبعة، مذكور فى المهذب فى أواخر كتاب الصيام، وفى الخيار فى النكاح فى خيار الأمة إذا أعتقت تحت عبد، وتكرر فى المختصر، قيل: اسمه محمد، وكنيته أبو بكر، وقيل: اسمه أبو بكر، وكنيته أبو عبد الرحمن، والصحيح أن اسمه كنيته، سمع أباه عبد الرحمن الصحابى، وأبا مسعود البدرى، وأبا هريرة، وعائشة، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وأم معقل الأسدية، ومروان بن الحكم، وغيرهم.
روى عنه مجاهد، وعكرمة بن خالد، وعمر بن عبد العزيز، والشعبى، وعمرو بن دينار، والزهرى، وعبد ربه بن سعيد، والحكم بن عتيبة، بالتاء المثناة فوق وآخره باء موحدة، وسمى مولاه، وجامع بن شداد، وابناه عبد الله وعبد الملك ابنا أبى بكر، وعبد الواحد بن أيمن، وعبد الله بن كعب الحميرى، وآخرون.
قال محمد بن سعد: ولد أبو بكر هذا فى خلافة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وكان يقال له: راهب قريش، لكثرة صلاته، وكان
(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(2)
انظر: الجرح والتعديل (9/336) ، وحلية الأولياء (2/187، 188) ، وطبقات ابن سعد (5/207) ، وصفة الصفوة (2/92) ، وتاريخ ابن معين (2/695) ، والتاريخ الكبير (9/9) ، وسير أعلام النبلاء (4/416 - 419) برقم (165) ، والبداية والنهاية (9/115) ، وتهذيب التهذيب (12/30 - 32) ، وتقريب التهذيب (2/398) ، وتذكرة الحفاظ (1/63، 64) ، ومرآة الجنان (1/198) ، ووفيات الأعيان (1/282، 283) ..
مكفوفًا، واستصغر يوم الجمل هو وعروة بن الزبير فردًا. قال: وكان ثقة، فقيهًا، عالمًا، عاقلاً، سخيًا، كثير الحديث.
قال ابن خراش: أبو بكر هذا أحد أئمة المسلمين. قال: هو وإخوته، عمر، وعكرمة، وعبد الله بنو عبد الرحمن بن الحارث كلهم ثقات، جلة، يُضرب بهم المثل، روى الزهرى عنهم كلهم إلا عمر، توفى أبو بكر بالمدينة.
قال يحيى بن بكير: سنة أربع أو خمس وتسعين من الهجرة. وقال على بن المدينة: سنة ثلاث وتسعين. وقال الواقدى: سنة أربع. قال: وكان يقال لها: سنة الفقهاء؛ لكثرة من مات فيها منهم.
737 -
أبو بكر الفارسى:
من أئمة أصحابنا وكبارهم ومتقدميهم وأعلامهم، تكرر ذكره فى الروضة. هو الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن سهل الفارسى، ذو المصنفات الباهرة، والفضائل المتظاهرة، تفقه على ابن العباس بن سريج، ومن غرائب أبى بكر الفارسى قوله: لا يحل صيد الكلب الأسود، وهو مذهب أحمد والمشهور لأصحابنا وغيرهم حِلَّهُ.
738 -
أبو بكر بن لال:
من أصحابنا أصحاب الوجوه، هو بلام ألف، ثم لام على وزن مال، وهو مذكور فى الروضة فى الفرائض، وميراث الأخوة. هو الإمام أبو بكر أحمد بن على بن أحمد بن لال الهمذانى، هكذا نسبه الشيخ أبو إسحاق فى الطبقات. قال: ولد سنة سبع وثلاثمائة، وتوفى سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
قال: حكى لى سبطه أبو سعيد أنه أخذ الفقه عن أبى إسحاق المروزى، وأبى على بن أبى هريرة، وكان ورعًا متعبدًا، أخذ عنه فقهاء همذان، ومن غرائب ابن لال أنه حكى قولاً للشافعى أن الإخوة من الأبوين يسقطون فى مسألة المشركة، وبه قال ابن اللبان، وأبو منصور البغدادى، وهما من أئمة أصحابنا، وأئمة الناس فى الفرائض، والمشهور أنهم يشاركون أولاد الأم.
739 -
أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (1) :
تكرر فى المهذب، فذكره فى صلاة العيدين فى باب التكبير فى العيد، وفى أول النكاح، وأول الخيار، وفى الديات. وذكره فيها
(1) انظر: الجرح والتعديل (9/337) ، والتاريخ الكبير (9/10) ، وطبقات ابن سعد (8/480) ، وتقريب التهذيب (2/399) ، وتهذيب التهذيب (12/38) ..
كلها على الصواب، إلا باب التكبير فى العيد فغيره فيه، فقال: عن عبد الله بن محمد بن أبى بكر بن عمرو بن حزم، فقدم فى نسبه وأخر، وهذا غلط من كاتب أو سبق قلم بلا شك، وصوابه: عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وكذا وقع فى بعض النسخ فى هذا الموضع، ولكن أكثرها أو كثيرها مغير عن الصواب كما ذكرته، والصواب: أبو بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم، وهو أنصارى مدنى من تابعى التابعين، وثقات المسلمين وأئمتهم، يقال: اسمه كنيته لا اسم له غيرها، ويقال: اسمه أبو بكر، وكنيته أبو محمد، فكان للكنية كنية.
قال الخطيب البغدادى: لا نظير له فى هذا إلا أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كما سبق فى ترجمته أنه يقال: اسمه أبو بكر، وكنيته أبو عبد الرحمن. وسمع أبو بكر بن حزم هذا أباه، وعمر بن عبد العزيز، والقاسم بن محمد، وعباد بن تميم، وعمرو ابن سليم، وعمرة بنت عبد الرحمن، وغيرهم.
روى عنه ابناه محمد، وعبد الله، وعمرو بن دينار، والزهرى، ويحيى الأنصارى، ويزيد بن عبد الله بن أسامة، وأبو بكر بن نافع، وإسحاق بن يحيى بن طلحة، والأوزاعى، والحجاج بن أرطأة، وآخرون. واتفقوا على توثيقه، وإمامته، وجلالته، ولوه القضاء والأمرة والموسم فى زمن سليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز. قال محمد بن سعد: أمه كبشة، وخالته عمرة بنت عبد الرحمن الراوية عن عائشة، وكان ثقى، كثير الحديث، توفى بالمدينة سنة عشرين ومائة، وهو ابن أربع وثمانين سنة.
740 -
أبو بكر المحمودى:
من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه، مذكور فى الوسيط فى باب الحيض، وتكرر فى الروضة، ولا ذكر له فى المهذب. هو أبو بكر [......](1) .
741 -
أبو بكر بن المنذر (2) :
الإمام المشهور، أحد أئمة الإسلام، تكرر ذكره كثيرًا فى الروضة، وذكره فى المهذب فى صفة الصلاة فى رفع اليدين فى تكبيرات الانتقالات. هو الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابورى، المُجمع على إمامته، وجلالته، ووفور علمه، وجمعه بين التمكن فى علمى الحديث والفقه، وله المصنفات المهمة النافعة فى الإجماع والخلاف، وبيان مذاهب العلماء، منها الأوسط، والإشراف،
(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(2)
طبقات الفقهاء للشيرازى (108) ووفيات الأعيان (4/207) وسير أعلام النبلاء (14/490 - 492) وميزان الإعتدال (3/450، 451) وتذكرة الحفاظ (3/782، 783) والوافى بالوفيات (1/336) ومرآة الجنان (2/261، 262) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (3/102 - 108) والعقد الثمين (1/407، 408) وطبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (1/99) ولسان الميزان (5/27، 28) وتاريخ ابن الوردى (2/50، 51) والأعلام (6/184) ومعجم المؤلفين (8/330) ..
وكتاب الإجماع، وغيرها.
واعتماد علماء الطوائف كلها فى نقل المذاهب ومعرفتها على كتبه، وله من التحقيق فى كتبه ما لا يقاربه أحد، وهو فى نهاية من التمكن فى معرفة صحيح الحديث وضعيفه، وله عادات جميلة فى كتابه الإشراف، أنه إن كان فى المسألة حديث صحيح، قال: ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم كذا، أو صح عنه كذا، وإن كان فيها حديث ضعيف قال: روينا، أو يروى عن النبى صلى الله عليه وسلم كذا، وهذا الأدب الذى سلكه هو طريق حذاق المحدثين، وقد أهمله أكثر الفقهاء وغيرهم من أصحاب باقى العلوم.
ثم له من التحقيق ما لا يدانا فيه، وهو اعتماده ما دلت عليه السنة الصحيحة عمومًا أو خصوصًا بلا معارض، فيذكر مذاهب العلماء، ثم يقول فى أحد المذاهب: وبهذا أقول، ولا يقول ذلك إلا فيما كانت صفته كما ذكرته، وقد يذكر دليله فى بعض المواضع، ولا يلتزم التقيد فى الاختيار بمذهب أخد بعينه، ولا يتعصب لأحد، ولا على أحد على عادة أهل الخلاف، بل يدور مع ظهور الدليل ودلالة السنة الصحيحة، ويقول بها مع مَن كانت، ومع هذا فهو عند أصحابنا معدود من أصحاب الشافعى، مذكور فى جميع كتبهم فى الطبقات.
وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازى صاحب المهذب فى كتابه طبقات الفقهاء فى أصحاب الشافعى، فقال: صنف فى اختلاف العلماء كُتبًا لم يصنف أحد مثلها. قال: واحتاج إلى كتبه الموافق والمخالف. قال: ولا أعلم عمن أخذ الفقه. قال: وتوفى بمكة سنة تسع أو عشر وثلاثمائة، رحمه الله.
742 -
أبو بكر النيسابورى (1) :
من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه المتقدمين، مذكور فى المهذب فى آخر باب التفليس. قال الشيخ أبو إسحاق فى الطبقات: هو أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون النيسابورى، ولد سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وتوفى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. قال: وهو مولى أبان بن عثمان بن عفان، وسكن بغداد، وكان زاهدًا، بقى أربعين سنة لم ينم الليل يصلى الصبح بطهارة العشاء. قال: وجمع بين الفقه والحديث، وله زيادات على كتاب المزنى.
(1) انظر: تاريخ بغداد (10/120 - 122) وطبقات الفقهاء للشيرازى (113) والإكمال لابن ماكولا (2/259) والمنتظم (6/286، 287) والمختصر فى أخبار البشر (2/84) وسير أعلام النبلاء (15/65 - 68) وتذكرة الحفاظ (3/819 - 821) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (3/310 - 314) ومرآة الجنان (2/288، 289) والبداية والنهاية (1/186) وتهذيب التهذيب (5/132) والنجوم الزاهرة (3/259) ..