المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرف الدال المهملة - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٢

[النووي]

فهرس الكتاب

- ‌باب العين والميم

- ‌باب عمرو

- ‌باب عمارة، وعمران، وعمار، وعمير

- ‌باب العين والواو

- ‌باب العين والياء

- ‌فصل

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثاني: الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌باب أبي أحمد، وأبي إسحاق، وغيرهما

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باب أبي بكر

- ‌فصل مختصر فى بعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بفضل أبى بكر الصديق

- ‌فصل فى علمه وزهده وتواضعه

- ‌فصل استخلافه

- ‌باب أبى بكرة بالهاء فى آخره

- ‌حرف التاء المثناة فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين المهملة

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب، والألقاب، والقبائل، ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌فصل فى القبائل ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: ابن فلان، وأخو فلان

- ‌النوع الخامس: فلان، عن أبيه، عن جده

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوج فلانة

- ‌النوع السابع: المبهمات والمشتبهات ونحوها

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

- ‌القسم الثاني من كتاب الأسماء: فى النساء

- ‌النوع الأول: فى الأسماء الصريحة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌النوع الثاني: فى الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف السين

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب والألقاب

- ‌حرف الغين

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: بمن فلان، أو أمه، أو أخته، أو عمته، أو خالته

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوجة فلان

- ‌النوع السابع: المبهمات كامرأة

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

الفصل: ‌حرف الدال المهملة

روى عنه أيوب، وقتادة، ومطرف. قال يحيى بن معين: هو ثقة. روى له البخارى ومسلم.

775 -

أبو خيثمة الصحابى، رضى الله عنه:

هو أبو خيثمة الأنصارى الذى تأخر عن غزوة تبوك أيامًا، ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك، فقال:"كن أبا خيثمة"، وحديثه هذا مشهور فى صحيحى البخارى ومسلم، من رواية كعب بن مالك فى حديثه الطويل فى سبب توبة الله عليه، واسم أبى خيثمة عبد الله بن خيثمة. وقال ابن الكلبى: اسمه مالك بن قيس بن ثعلبة بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأكبر الأنصارى السالمى المدنى.

شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أُحُدًا وباقى المشاهد، وتأخر عن غزوة تبوك عشرة أيام، ثم لحقه فيها. قال ابن عبد البر: عاش أبو خيثمة هذا إلى زمن يزيد بن معاوية. قال: ولا أعلم فى الصحابة من يكنى أبا خيثمة إلا عبد الرحمن بن سبرة والد خيثمة بن عبد الرحمن صاحب ابن مسعود، فإنه يكنى أبا خيثمة بابنه خيثمة.

776 -

أبو خيرة الصباحى العبدى الصحابى، رضى الله عنه:

من ولد صباح بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، كان فى وفد عبد القيس. قال ابن ماكولا: لم يرو عن النبى صلى الله عليه وسلم من بنى صباح غيره، وصباح بصاد مهملة مضمومة، ثم با موحدة مخففة، ولكيز بضم اللام وفتح الكاف وبالزاى، وأفصى بالفاء والصاد المهملة.

* * *

‌حرف الدال المهملة

777 -

أبو داود السجستانى (1) :

صاحب السنن. تكرر ذكره فى الروضة، وذكره فى المهذب فى موضعين فقط فى آخر زكاة الفطر، وفى قسم الفىء، والسجستانى بكسر السين وفتحها والكسر أشهر والجيم مكسورة فيها، وسأوضحها إن شاء الله تعالى فى اللغات فى آخر حرف السين، واسم أبى داود: سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر، كذا نسبه ابن أبى حاتم. وقال محمد بن عبد العزيز الهاشمى: هو سليمان

(1) الجرح والتعديل (4/101، 102) والثقات لابن حبان (8/282) وتاريخ بغداد (9/55) وطبقات الحنابلة (1/159 - 162) وتهذيب تاريخ دمشق (6/246 - 248) والمنتظم (5/97، 98) ووفيات الأعيان (2/404، 405) والكامل فى التاريخ (7/142) وطبقات الشافعية الكبرى (2/48) والمختصر فى أخبار البشر (2/57) وسير أعلام النبلاء (13/203 - 221) وتذكرة الحفاظ (2/591 - 593) والبداية والنهاية (11/54 - 56) ومرآة الجنان (2/189، 190) والوافى بالوفيات (15/353، 354) وتاريخ ابن الوردى (1/240) وتهذيب التهذيب (4/169 - 173) وتقريب التهذيب (1/321) وطبقات المفسرين (1/201، 202) ومعجم المؤلفين (4/255، 256) ..

ص: 224

بن بشر بن شداد. وقال أبو عبيد الآجرى، وأبو بكر بن داسة البصريان، والخطيب البغدادى: هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد. وزاد الخطيب، فقال: ابن شداد بن عمرو بن عمران الأزدى. قال الحافظ أبو طاهر السلفى: هذا القول أمثل والقلب إليه أميل.

سمع أبو داود: عبد الله بن مسلمة القعنبى، وأبا الوليد الطيالسى، وأبا عمرو الحوضى، وإبراهيم بن موسى الفراء، وعمرو بن عوف، وسليمان بن حرب، وموسى ابن إسماعيل، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وأبا بكر وعثمان بنى أبى شيبة، وأبا سعيد الأشج، وأبا كريب، وهشام بن عمار، وأبا الجماهر محمد بن عثمان، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن وزير، وهشام بن خالد الأزرق، وأبا النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسى، وأبا طاهر أحمد بن عمر بن شريح، وأحمد بن صالح، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهوية، وأبا ثور، وقتيبة بن سعيد، وخلائق غيرهم.

روى عنه الترمذى، والنسائى، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراينى، وعلى بن عبد الصمد علان، وابنه أبو بكر عبد الله بن أبى داود، وأحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلى، ومحمد بن المنذر، وأبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابى، وأبو الحسن على بن محمد بن العبد، وإسماعيل الصفار، وأحمد بن سليمان النجاد، ومحمد ابن أبى بكر بن عبد الرزاق بن داسة التمار، وأبو على محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤى، وهما اللذان يرويان عنه كتاب السنن، وخلائق غيرهم.

ويقال لأبى داود: السجستانى، والسجزى، وسجز هى سجستان، واتفق العلماء على الثناء على أبى داود، ووضفه بالحفظ التام، والعلم الوافر، والإتقان، والورع، والدين، والفهم الثاقب فى الحديث وغيره.

روينا عن الحافظ أحمد بن محمد بن ياسين الهروى، قال: كان أبو داود أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه وعلله وسنده فى أعلى درجة النسك والعفاف والورع، ومن فرسان الحديث.

وقال الحاكم أبو عبد الله: كان أبو داود إمام أهل الحديث فى عصره بلا مدافعة، سمعه بمصر، والحجاز، والشام، والعراقين، وخراسان، وكتب بخراسان قبل خروجه إلى العراق فى بلدة

ص: 225

هراة، وكتب ببغداد عن قتيبة، وبالرى عن إبراهيم بن موسى، إلا أن أعلا إسناده موسى بن إسماعيل، والقعنبى، ومسلم بن إبراهيم. قال علان بن عبد الصمد: كان أبو داود من فرسان هذا الشأن.

روينا عن موسى بن هارون، قال: خلق أبو داود فى الدنيا للحديث، وفى الآخرة للجنة. وقال أبو حاتم بن حبان: أبو داود أحد أئمة الدنيا فقهًا، وعلمًا، وحفظًا، ونسكًا، وإتقانًا، جمع، وصَنَّف، وذَبَّ عن السُنن.

وروينا عن إبراهيم الحربى، قال: لما صنف أبو داود هذا الكتاب، يعنى كتاب السنن، ألين لأبى داود الحديث كما ألين لدواد الحديد.

وروينا عن أبى عبد الله محمد بن مخلد، قال: كان أبو داود يفى بمذاكرة ألف حديث، فلما صَنَّف كتاب السنن وقرأه على الناس صار كتابه لأصحاب الحديث كالمصحف يتبعونه ولا يخالفونه، وأقر له أهل زمانه بالحفظ والتقدم فيه.

وقال محمد بن صالح الهاشمى: قال لنا أبو داود: أقمت بطرسوس عشرين سنة أكتب المسند، فكتبت أربعة آلاف حديث، ثم نظرت فإذا مدار الأربعة آلاف على أربعة أحاديث لمن وفقه الله تعالى، فأولها حديث: “الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن” (1)، وثانيها حديث: “إنما الأعمال بالنيات” (2)، وثالثها: “إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا” (3)، ورابعها: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”. قلت: وقد قيل: مدار الإسلام على حديث: “الدين النصيحة” (4)

) ، وقيل غير ذلك، وقد جمعت كل ذلك فى كتاب الأربعين.

وقال أبو بكر بن داسة: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن، جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث، ذكرت الصحيح وما يشبهه، وما يقاربه، ويكفى الإنسان لدينه أربعة أحاديث، فذكر هذه الأربعة، إلا أنه ذكر بدل الثالث: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” (5) .

وروينا عن الإمام أبى سليمان الخطابى، قال: سمعت أبا سعيد بن الأعرابى ونحن نسمع منه كتاب السنن لأبى داود، وأشار إلى النسخة وهى بين يديه يقول: لو أن رجلاً لم يكن عنده من العلم إلا المصحف، ثم هذا الكتاب لم يحتج معهما إلى شىء من العلم البتة.

قال الخطابى: وهذا كما قال لأن الله تعالى أنزل

(1) أخرجه أحمد (4/270، رقم 18398) ، والبخارى (1/28، رقم 52) ، ومسلم (3/1219، رقم 1599) ، وأبو داود (3/243، رقم 3329، رقم 3330) ، والترمذى (3/511، رقم 1205) وقال: حسن صحيح. والنسائى (7/241، رقم 4453) ، وابن ماجه (2/1318، رقم 3984)، وأخرجه أيضًا: الدارمى (2/319، رقم 2531) ، والبيهقى

(5/264، رقم 10180) .

(2)

أخرجه الطيالسى (1/9، رقم 37) ، والحميدى (1/16، رقم 28) ، والبخارى (6/2551، رقم 6553) ، ومسلم (3/1515، رقم 1907) ، وأبو داود (2/262، رقم 2201) ، والترمذى (4/179، رقم 1647) ، والنسائى (7/13، رقم 3794) ، وابن ماجه (2/1413، رقم 4227) ، وابن الجارود (1/27، رقم 64) ، والطحاوى (3/96) ، وابن حبان (2/113، رقم 388) ، والدارقطنى (1/50) .

(3)

أخرجه أحمد (2/328، رقم 8330) ، ومسلم (2/703، رقم 1015) ، والترمذى (5/220، رقم 2989) وقال: حسن غريب. وأخرجه أيضًا: الدارمى (2/389، رقم 2717) .

(4)

حديث تميم الدارى: أخرجه أحمد (4/102، رقم 16982) ، ومسلم (1/74، رقم 55) ، وأبو داود (4/286، رقم 4944) ، والنسائى (7/156، رقم 4197) ، وأبو عوانة (1/44، رقم 101) ، وابن خزيمة فى السياسة كما فى إتحاف المهرة للحافظ (3/8، رقم 2456) ، وابن حبان (10/435، رقم 4574) ، والبغوى فى الجعديات (1/392، رقم 2681) ، وابن قانع (1/109) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (4/323، رقم 5265) ، وأبو نعيم فى المعرفة (1/449، رقم 1291) . وأخرجه أيضًا: الطبرانى (2/54، رقم 1267) ، وابن عساكر (11/54) .

حديث أبى هريرة: أخرجه الترمذى (4/324، رقم 1926)، وقال: حسن صحيح. والنسائى (7/157، رقم 4199) ، والدارقطنى فى الأفراد كما أطرافه لابن طاهر (5/346، رقم 5699) . وأخرجه أيضًا: أحمد (2/297، رقم 7941) ، والطبرانى فى الأوسط (4/122، رقم 3769) .

حديث ابن عباس: أخرجه أحمد (1/351، رقم 3281) ، والطبرانى (11/108، رقم 11198) . وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (4/259، رقم 2372) ، والبزار كما فى كشف الأستار (1/49، رقم 61) . قال الهيثمى (1/87) : قال أحمد عن عمرو بن دينار أخبرنى من سمع ابن عباس، وقال الطبرانى عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، فمقتضى رواية أحمد الانقطاع بين= =عمرو وابن عباس ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد ضعفه أحمد وقال: أحاديثه مناكير. ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.

حديث ثوبان: أخرجه ابن عساكر (9/307) . وأخرجه أيضًا: الطبرانى فى الأوسط (2/42، رقم 1184) . قال الهيثمى (1/87) : فيه أيوب بن سويد، وهو ضعيف لا يحتج به.

(5)

أخرجه ابن المبارك (1/236، رقم 677) ، والطيالسى (ص 268، رقم 2004) ، وأحمد (3/272، رقم 13901) ، وعبد بن حميد (ص 354، رقم 1174) ، والبخارى (1/14، رقم 13) ، ومسلم (1/67، رقم 45) ، والترمذى (4/667، رقم 2515) وقال: صحيح. والنسائى (8/115، رقم 5016) ، وابن ماجه (1/26، رقم 66) ، والدارمى (2/397، رقم 2740) .

ص: 226

كتابه تبيانًا لكل شىء. وقال تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِى الكِتَابِ مِن شَىْءٍ} [الأنعام: 38] ، إلا أن البيان ضربان، بيان جلى تناوله القرآن نصًا، وبيان خفى تناوله القرآن ضمنًا، وكان تفصيل بيانه موكولاً إلى النبى صلى الله عليه وسلم، وهو معنى قوله تعالى:{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44] ، فمن جمع الكتاب والسنة فقد استوفى نوعى البيان، وقد جمع أبو داود فى كتابه هذا من الحديث فى أصول العلم وأمهات السنن وأحكام الفقه ما لا نعلم متقدمًا سبقه إليه، ولا متأخرًا لحقه فيه.

قال الخطابى: واعلموا رحمكم الله أن كتاب السنن لأبى داود كتاب شريف، لم يُصَنَّف فى حكم الدين كتاب مثله، وقد رزق القبول من الناس كافة، فصار حَكمًا بين فرق العلماء، وطبقات الفقهاء على اختلاف مذاهبهم، وعليه معول أهل العراق ومصر والمغرب وكثير من أقطار الأرض، وكان تصنيف علماء الحديث قبل أبى داود الجوامع والمسانيد ونحوها، فيجمع تلك الكُتب مع السنن والأحكام أخبارًا وقصصًا ومواعظ وآدابًا، فأما السنن المحضة فلم يقصد أحد منهم جمعها واستيفاءها، ولم يقدر على تلخيصها واختصار مواضعها من أثناء تلك الأحاديث الطويلة كما حصل لأبى داود، ولهذا حل كتابه عند أئمة أهل الحديث وعلماء الأثر محل العجب، فضربت فيه أكباد الإبل، ودامت إليه الرحل.

وروينا عن المحسن بن محمد إبراهيم الواذارى، قال: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام، فقال: من أراد أن يتمسك بالسنن فليقرأ كتاب أبى داود. ومناقب أبى داود وكُتبه كثيرة مشهورة، وفيما أشرت إليه كفاية. ولد أبو داود سنة ثنتين ومائة، وتوفى بالبصرة لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين، رحمه الله.

778 -

أبو دجانة الصحابى، رضى الله عنه (1) :

بضم الدال، واسمه سماك بن خرشة، وقيل: سماك بن أوس بن خرشة بن كوذان ابن عبدود بن زيد بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر الأنصارى الخزرجى الساعدى. من رهط سعد بن عبادة، يجتمعان فى طريف، شهد بدرًا مسلمًا، وكان من الأبطال الشجعان المعروفين، ودافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد، وشهد اليمامة، وله مشاركة

(1) انظر: الإصابة (4/252، 11/112) ، والاستيعاب (4/253) ، وأسد الغابة (2/451) ، وطبقات ابن سعد (3/556) ، والوافى بالوفيات (15/449) ، وسير أعلام النبلاء (1/243)(39) ..

ص: 227

فى قتل مسيلمة الكذاب، وثبت فى صحيح مسلم عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفًا يوم أُحُد، فقال: “من يأخذ منى هذا؟ ”، فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول: أنا أنا، قال: “فمن يأخذه بحقه؟ ”، فأحجم القوم، فقال أبو دجانة، رضى الله عنه: أنا آخذه بحقه، فأخذه ففلق به هام المشركين، أى شق به رءوسهم.

779 -

أبو الدحداح:

ويقال: أبو الدحداحة الأنصارى الصحابى، بفتح الدالين وبحائين مهملتين. قال ابن عبد البر: لا أقف على اسمه، ولا على نسبه، غير أنه من الأنصار حليف لهم. وقال غيره: اسمه ثابت، وفى صحيح مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “كم من عذق معلق أو مدلى فى الجنة لابن الدحداح” (1)، أو قال: “لأبى الدحداح”. العِذق بكسر العين، الغصن من النخل عليه رطب.

780 -

أبو الدرداء الصحابى، رضى الله عنه (2) :

تكرر ذكره فى المهذب وغيره، اسمه عويمر، وقيل: عامر بن زيد بن قيس ابن عائشة ابن أمية بن مالك بن عامر بن عدى بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصارى. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وتسعة وسبعون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على حديثين، وانفرد البخارى بثلاثة، ومسلم بثمانية.

روى عنه ابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو أمامة، وفضالة بن عبيد، ويوسف بن عبد الله بن سلام، رضى الله عنهم. وروى عن خلائق من التابعين، منهم خالد بن ثعبان، ومعدان بن أبى طلحة، وأسد بن وداعة، وجبير بن نفير، وعلقمة بن قيس، وعمرو، وابنه بلال، وزوجته أم الدرداء الصغرى، وخلائق.

وكان فقيهًا، حكيمًا، زاهدًا، شهد ما بعد أُحُد من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختلفوا فى شهوده أُحُدًا، وكان إسلامه تأخر قليلاً عن أول الهجرة، وولى قضاء دمشق فى خلافة عثمان. توفى بدمشق فى خلافة عثمان سنة إحدى، وقيل: ثنتين وثلاثين من الهجرة، وقبره وقبر زوجته أم الدرداء الصغرى بباب الصغير من دمشق مشهوران، وكان له امرأتان كل واحدة يقال لها: أم الدرداء، صحابية، وتابعية، تزوج التابعية بعد وفاة الصحابية، واسم الصحابية خيرة، والتابعية جهيمة، وكانت فقيهة حكيمة،

(1) حديث ابن مسعود: ذكره إبراهيم الحسينى (2/56) : وعزاه إلى ابن سعد.

حديث سعيد بن المسيب: أخرجه البيهقى (6/158، رقم 1165) .

(2)

انظر: الإصابة (3/45) ، وأسد الغابة (5/185) ، والاستيعاب (4/59) ، والتاريخ الكبير (7/76) ، وحلية الأولياء (1/208) ، وطبقات ابن سعد (7/391) ، وسير أعلام النبلاء (2/335)(68) ..

ص: 228