المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

عنهما. مذكور فى المهذب فى أول باب من يصح لعانه، - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٢

[النووي]

فهرس الكتاب

- ‌باب العين والميم

- ‌باب عمرو

- ‌باب عمارة، وعمران، وعمار، وعمير

- ‌باب العين والواو

- ‌باب العين والياء

- ‌فصل

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثاني: الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌باب أبي أحمد، وأبي إسحاق، وغيرهما

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باب أبي بكر

- ‌فصل مختصر فى بعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بفضل أبى بكر الصديق

- ‌فصل فى علمه وزهده وتواضعه

- ‌فصل استخلافه

- ‌باب أبى بكرة بالهاء فى آخره

- ‌حرف التاء المثناة فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين المهملة

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب، والألقاب، والقبائل، ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌فصل فى القبائل ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: ابن فلان، وأخو فلان

- ‌النوع الخامس: فلان، عن أبيه، عن جده

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوج فلانة

- ‌النوع السابع: المبهمات والمشتبهات ونحوها

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

- ‌القسم الثاني من كتاب الأسماء: فى النساء

- ‌النوع الأول: فى الأسماء الصريحة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌النوع الثاني: فى الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف السين

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب والألقاب

- ‌حرف الغين

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: بمن فلان، أو أمه، أو أخته، أو عمته، أو خالته

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوجة فلان

- ‌النوع السابع: المبهمات كامرأة

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

الفصل: عنهما. مذكور فى المهذب فى أول باب من يصح لعانه،

عنهما. مذكور فى المهذب فى أول باب من يصح لعانه، وفى المنّ على الأسير. هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى القريشى العبشمى، زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة أم المؤمنين، رضى الله عنهما، لأبويها، كذا قاله ابن عبد البر وغيره. وقال ابن مندة، وأبو نعيم: اسم أمه هند بنت خويلد.

واختلفوا فى اسم أبى العاص، فقيل: اسمه لقيط، وقيل: مهشم، وقيل: هشيم، والأول أشهر. قال ابن الأثير: وهو قول الأكثرين. وأُسر أبو العاص يوم بدر فمنَّ عليه بلا فداء كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب زينب، ثم أسلم قبيل فتح مكة وحسن إسلامه، ورد عليه النبى صلى الله عليه وسلم زينب بنكاح جديد، وقيل: بالنكاح الأول، وتوفيت زينب عنده، وتوفى هو سنة ثنتى عشرة من الهجرة، وردّ زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بدر بقليل حين طلبها منه.

814 -

أبو عاصم العبادى (1) :

* * *

‌حرف العين

813 -

أبو العاص بن الربيع الصحابى، رضى الله عنه:

تكرر فى الروضة، ولا ذكر له فى غيره من هذه الكُتب، هو بفتح العين، وتشديد الباء، منسوب إلى عباد جد جد أبيه، وهو أحد فقهاء أصحابنا أصحاب الوجوه. قال أبو سعد السمعانى فى الأنساب: هو القاضى أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله ابن عباد العبادى الهروى، كان إمامًا، فقيهًا، مناظرًا، دقيق النظر، تفقه بهراة على القاضى أبى منصور الأزدى، وبنيسابور على القاضى أبى عمر البسطامى، وسمع الحديث الكثير، وحدث وصَنَّف كُتبًا فى الفقه، ككتاب المبسوط، والهادى إلى مذهب العلماء، وكتابًا فى الرد على القاضى السمعانى، وغيرها. ولد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وتوفى فى شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، رحمه الله، هذا آخر كلام السمعانى.

ومن مصنفات أبى عاصم كتاب الشرح، وكتاب الزيادات، وكتاب زيادات الزيادات، وكتاب الأطعمة، وكتاب أحكام المياه، وكتاب طبقات الفقهاء، وله الفتوى. ومن غرائب أبى عاصم [......](2) .

815 -

أبو عاصم النبيل (3) :

مذكور فى المختصر فى بيع حاضر لباد، هو أبو عاصم

(1) انظر: الأنساب (8/336، 337) ووفيات الأعيان (4/214) والعبر (3/243) وسير أعلام النبلاء (18/180، 181) ومرآة الجنان (3/82، 83) والوافى بالوفيات (2/82، 83) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (4/104 - 112) طبقات الشافعية للإسنوى (2/190، 191) وطبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (1/237، 238) ومعجم المؤلفين (9/10) ..

(2)

ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

(3)

انظر: طبقات ابن سعد (7/295) ، والتاريخ الكبير (4/336) ، والجرح والتعديل (4/463) ، والثقات لابن حبان (6/483) ، وتهذيب الكمال (13/281 - 291) ، وميزان الاعتدال (2/325) ، وتهذيب التهذيب (4/450 - 453) ، وتقريب التهذيب (2/373) ..

ص: 249

الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن رافع بن رفيع بن الأسود بن عمرو بن والان بن ثعلبة بن شيبان الشيبانى البصرى النبيل. وهو من تابعى التابعين. سمع عبد الله بن عون، ويزيد بن أبى عبيد، ومحمد بن عجلان، وأيمن بن نايل، وعبد الرحمن بن وردان، وابن أبى ذؤيب، وعبد العزيز بن أبى رواد، والأوزاعى، وسعيد بن عبد الرحمن، وحيوة بن شريح، وثور ابن يزيد، وعمران القطان، وعبد العزيز بن جريج، ومالك بن أنس، والثورى، وسعيد ابن أبى عروبة، وجرير بن حازم، وسليمان التيمى، وسمع من جعفر الصادق حديثًا واحدًا، وعزرة بن ثابت، والمثنى بن عمرو، وخلائق غيرهم.

روى عنه جرير بن حازم، وهو من شيوخه، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وعلى بن المدينى، وعمرو بن على، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، وأبو غسان المسمعى، وأبو بكر بن أبى شيبة، والحسن بن على الحلوانى، والأصمعى، وعبد بن حميد، وعبد الله بن داود الخريبى، بضم الخاء المعجمة، وهو أكبر منه، والبخارى، وروى عن واحد عنه، وأبو داود، وآخرون. واتفقوا على توثيقه، وجلالته، وحفظه.

قال عمر بن شيبة: حدثنا أبو عاصم النبيل، والله ما رأيت مثله. وقال الخليل بن عبد الله القزوينى: أبو عاصم النبيل متفق عليه زهدًا، وعلمًا، وورعًا، وديانة، وإتقانًا. وقال البخارى: سمعت أبا عاصم يقول: منذ عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحدًا قط. وقال ابن سعد: كان ثقة، فقيهًا، توفى بالبصرة فى ذى الحجة سنة اثنتى عشرة ومائتين، وهو ابن تسعين سنة وأشهر، وقيل: توفى سنة ثلاث عشرة.

واختلفوا فى سبب تلقيبه بالنبيل، فقيل: لأنه قدم بالفيل إلى البصرة، فخرج الناس يتفرجون، فجاء أبو عاصم إلى ابن جريج ليستفيد منه العلم، فقال ابن جريج: ما لك لم تخرج مع الناس؟ فقال: لا أجد منك عوضًا، فقال: أنت نبيل.

وقيل: لأن شعبة حلف أن لا يحدّث أصحابه شهرًا، فبلغ ذلك أبا عاصم، فقصده فقال: حدث وغلامى العطار حر لوجه الله تعالى كفارة عن يمينك، فأعجبه ذلك، وقال: أبو عاصم نبيل، فَلُقِّبَ به. وقيل: لأنه كان يلبس الثياب الفاخرة، فإذا أقبل قال ابن جريج: جاء النبيل. وقيل غير ذلك.

ص: 250

816 -

أبو العالية (1) :

مذكور فى المهذب فى آخر باب الأطعمة، هو أبو العالية، بالعين المهملة وبالياء المثناة من تحت، واسمه رفيع، بضم الراء وفتح الفاء، ابن مهران البصرى الرايحى، بكسر الراء، مولى امرأة من بنى رياح بن يربوع، حى من بنى تميم، واسم مولاته أميته أعتقته سايبة، وهو من كبار التابعين المخضرمين، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، ودخل على أبى بكر الصديق، وصلى خلف عمر، رضى الله عنهما.

وروى عن على، وابن مسعود، وأُبىّ بن كعب، وأبى أيوب، وأبى موسى، وابن عباس، وأبى برزة. روى عنه قتادة، وعاصم الأحول، وداود بن أبى هند، والربيع بن أنس، ومحمد بن واسع، وثابت البنانى، وحميد بن هلال، وحفصة بنت سيرين، وآخرون.

قال يحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وآخرون: هو ثقة. قال أبو القاسم الطبرى: هو ثقة، مُجمع على توثيقه. روى له البخارى ومسلم. وقال أبو بكر بن أبى داود فى كتابه شريعة القارىء: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبى العالية، وبعده سعيد بن جبير، ثم السدى، ثم سفيان الثورى.

817 -

أبو العباس بن سريج:

الإمام المشهور. تكرر فى هذه الكُتب، وهو أحد أعلام أصحابنا، بل أوحدهم بعد الذين صحبوا الشافعى، وهو القاضى الإمام أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادى، إمام أصحابنا، وهو الذى نشر مذهب الشافعى وبسطه. تفقه على أبى القاسم الأنماطى، وتفقه الأنماطى على المزنى، والمزنى على الشافعى.

قال الخطيب البغدادى: هو إمام أصحاب الشافعى فى وقته، شرح المذهب ولخصه، وعمل المسائل فى الفروع، وصنَّف كُتبًا فى الرد على المخالفين من أصحاب الرأى وأهل الظاهر، وحدَّث شيئًا بشيراز عن الحسن بن محمد الزعفرانى، ومحمد بن سعيد العطار، وعلى بن الحسن بن إسكاب، وعباس بن عبد الله الترقفى، وعباس بن محمد الدورى، وعباس بن عبد الملك الدقيقى، وأبو داود السجستانى، ونحوهم. روى عنه سليمان بن أحمد الطرانى، وأبو أحمد الغطريفى محمد بن أحمد بن الغطريف.

قال الخطيب: أنبأنا أبو سعيد المالينى، حدثنا عبد الله بن عدى الحافظ،

(1) انظر: الإصابة (1/528) ، وتاريخ ابن معين (2/166) ، والجرح والتعديل (3/510) ، وطبقات ابن سعد (7/112 - 117) ، وسير أعلام النبلاء (4/207 - 213) برقم (85) ، والوافى بالوفيات (14/138، 139) ، والتاريخ الكبير (3/326) ، وحلية الأولياء (2/217 - 224) ، وتهذيب تاريخ دمشق (5/326) ، وتذكرة الحفاظ (1/61، 62) ، وميزان الاعتدال (2/54) ، وغاية النهاية (1/284، 285) ، ولسان الميزان (7/471) ، والثقات لابن حبان (4/239) ، وتهذيب التهذيب (3/284 - 286) ، وتقريب التهذيب (1/252) ..

ص: 251

قال: سمعت أبا على بن خيران يقول: سمعت أبا العباس بن سريج يقول: رأيت فى المنام كأنا مُطرنا كبريتًا أحمر، فملأت أكمامى وجبتى وحجرى منه، فعبر لى أنى أرزق علمًا عزيزًا كعز الكبريت الأحمر. أنشدنى ابن سريج لنفسه شعر:

ولو كلما كلب عوى ملت نحوه

ولكن مبالاتى بمن صاح أو عوى

أجاوبه إن الكلاب كثير

قليل لأنى بالكلاب بصير

وقال أبو الحسن الدارقطنى: سمع ابن سريج: الحسن بن محمد الزعفرانى، وأحمد بن منصور الرمادى، وجالس داود الظاهرى وناظره، وكان يحضر مع ابنه محمد بن داود فى جامع الرصافة للنظر فيناظره، ويشتظهر عليه، وله مصنفات فى الفقه على مذهب الشافعى، وله رد على المخالفين والمتكلمين، وله ردّ على عيسى بن أبان العراقى فى الفقه.

وقال الشيخ أبو إسحاق فى طبقاته: كان ابن سريج من عظماء الشافعيين وأئمة المسلمين، وكان يقال له: الباز الأشهب. قال: وولى القضاء بشيراز. قال: وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعى حتى على المزنى. قال: وسمعت شيخنا أبا الحسن الشيرجى الفرضى يقول: إن فهرست كتب أبى العباس بن سريج يشتمل على أربعمائة مُصَنَّف، وقام بنصرة مذهب الشافعى، ورّد المخالفين، وفرع على كتب محمد بن الحسن. قال: وكان الشيخ أبو حامد يقول: نحن نجرى مع أبى العباس فى طواهر الفقه دون الدقائق. قال: وأخذ العلم عن أبى القاسم الأنماطى، وأخذه عن ابن سريج فقهاء الإسلام، وعنه انتشر فقه الشافعى فى أكثر الآفاق.

وقال الشيخ أبو حامد فى تعليقه فى مسألة صفة الجلوس فى التشهد الأول: قال ابن سريج: متى عرف من أصول الشافعى شىء وذكره فى كتبه عمل به، فمتى وجد فى كتبه غير ذلك يؤول، ولم ينزل على ظاهره لئلا يُعد قولاً آخر له.

توفى أبو العباس ببغداد لخمس بقين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة. قال الخطيب: بلغنى أنه بلغ سبعًا وخمسين سنة وستة أشهر، ودفن بحجرة بسويقة ابن غالب.

818 -

أبو العباس بن القاص:

بصاد مهملة مشددة، من أصحابنا أصحاب

ص: 252

الوجوه المتقدمين، تكرر فى المهذب والوسيط والروضة، لكن فى الوسيط لا يسميه بابن القاص ولا بأبى العباس، بل يعرفه بصاحب التلخيص. قال السمعانى: هذا الوصف بالقاص هو لمن يتعاطى المواعظ والقصص.

قال: هو الإمام أبو العباس أحمد بن أبى أحمد القاص الطبرى الفقيه الشافعى إمام عصره، له التصانيف المشهورة، تفقه على أبى العباس بن سريج. قال: وإنما قيل لأبيه: القاص؛ لأنه دخل بلاد الديلم فقصَّ على الناس ورغبهم فى الجهاد، وقادهم إلى الغزاة، ودخل بلاد الروم غازيًا، فبينا هو يقصّ لحقه وجد وغشية فمات، رضى الله عنه.

واعلم أن أبا العباس من كبار أئمة أصحابنا المتقدمين، وله مصنفات كثيرة نفيسة، ومن أنفسها التلخيص، فلم يُصَنَّف قبله ولا بعده مثله فى أسلوبه، وقد اعتنى الأصحاب بشرحه، فشرحه أبو عبد الله الختن، ثم القفال، ثم صاحبه أبو على السنجى، وآخرون. ومن مصنفاته المفتاح، كتاب لطيف، وكتاب أدب القاضى، وكتاب المواقيت، وكتاب القبلة.

قال الشيخ أبو إسحاق: كان ابن القاص من أئمة أصحابنا، له المصنفات الكثيرة. قال: وتمثل فيه أبو عبد الله الختن بقول الشاعر:

عقم النساء فلن يلدن شبيهه

إن النساء بمثله عقم

قال: وعنه أخذ أهل طبرستان، يعنى الفقه. توفى بطرسوس سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، رحمه الله. ومن غرائب ابن القاص

ص: 253

[......](1) .

819 -

أبو عبد الله الحناطى:

من أصحابنا أصحاب الوجوه، تكرر فى الروضة، ولا ذكر له فى باقى هذه الكُتب، وهو بحاء مهملة مفتوحة، ثم نون مشددة، واتفق العلماء على أنه بالحاء المهملة والنون كما ذكرته، وقد رأيت بعض من لا أنس لهم بهذا الفن يصحفه ويغلط فيه، وربما أوهموا ضعيفًا صحة غلطهم.

قال الإمام أبو سعد السمعانى فى كتابه الأنساب: لعل بعض أجداده كان يبيع الحنطة. قال: واسم أبى عبد الله هذا الحسين بن محمد بن الحسن الطبرى من طبرستان. قال: ويُعرف بالحناطى، قدم بغداد وحَدَّث بها عن عبد الله بن عدى، وأبى بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلى، ونحوهما.

روى عنه أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الرويانى، والقاضى أبو الطيب الطبرى، وغيرهما. قلت: وله مصنفات نفيسة كثيرة الفوائد والمسائل الغريبة المهمة، ومن غرائبه

(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

ص: 254

[......](1) .

820 -

أبو عبد الله الختن:

من أئمة أصحابنا. تنكرر ذكره فى المهذب والروضة، ولا ذكر له فى الوسيط، وذكره فى المهذب فى صفة الصلاة فى نية الخروج منها، وفى مسألة إذا وقع عليك طلاقى فأنت طالق قبله ثلاثًا. وهو الختن، بفتح الخاء المعجمة والتاء المثناة فوق ثم نون، وهو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن إبراهيم الفارسى ثم الأستراباذى الفقيه الختن، ختن الإمام أبى بكر الإسماعيلى، أى زوج ابنته، فيقال له: الختن مطلقًا، ويقال: ختن أبى بكر الإسماعيلى.

وكان أبو عبد الله الختن هذا أحد أئمة أصحابنا فى عصره، مقدمًا فى علم القراءات، ومعانى القرآن، وفى الأدب، وفى المذهب، وكان مبرزًا فى علم النظر والجدل، وسمع الحديث، وصَنَّف شرح التلخيص، وله وجوه مشهورة فى المذهب.

قال السمعانى فى الأنساب: تخرج به جماعة من الفقهاء. قال: وكان له ورع وديانة، وله أربعة أولاد: أبو بشر الفضل، وأبو النضر عبيد الله، وأبو عمرو عبد الرحمن، وأبو الحسن عبد الواسع، قال: وكانت له رحلة إلى خراسان والعراق وأصبهان، سمع ببلده أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدى الإستراباذى، وبأصبهان أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبرى، وأبا أحمد محمد بن أحمد الغسال القاضى، وببغداد أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعى، ودعلج بن أحمد، وبنيسابور أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم وطبقتهم.

روى عنه حمزة بن يوسف السهمى. وكان يملى الحديث من سنة سبع وسبعين وثلاثمائة إلى أن توفى يوم عرفة سنة ست وثمانين وثلاثمائة. قال غير السمعانى: توفى وله خمس وسبعون سنة.

821 -

(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

ص: 255

أبو عبد الله بن الزبير (1) :

من أصحابنا أصحاب الوجوه المتقدمين، تكرر ذكره فى المهذب والروضة، وذكره فى الوسيط فى باب الحيض، وذكره أيضًا فى باب المياه فى مسألة القلتين، وهو صاحب الكافى الذى ذكره هناك. هو أبو عبد الله الزبير بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام، أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة، رضى الله عنهم، هكذا ذكره الشيخ أبو إسحاق فى طبقاته.

وقال الخطيب فى تاريخ بغداد، والسمعانى فى الأنساب، والجمهور، أن اسمه الزبير، وذكر عمر بن على المطوعى أن اسمه أحمد بن سليمان، كان أبو عبد الله الزبيرى هذا إمام أهل البصرة فى زمانه، حافظًا للمذهب، عارفًا بالأدب، عالمًا بالأنساب، صَنَّف كُتبًا كثيرة منها الكافى فى المذهب، مختصر نحو التنبيه وترتيبه عجيب غريب.

قال الشيخ أبو إسحاق: صَنَّف كتاب النية، وكتاب ستر العورة، وكتاب الهداية، وكتاب الاستشارة، والاستخارة، وكتاب رياضة المتعلم، وكتاب الإمارة. مات قبل عشرين وثلاثمائة.

وقال صاحب الحاوى فى آخر باب زكاة الحلى: قال أبو عبد الله الزبير، وهو شيخ أصحابنا فى عصره: إذا اتخذ الحلى للإجارة وجبت فيه الزكاة قولاً واحدًا، والمشهور فى المذهب أنه على قولين فى الحلى المباح المتخذ للاستعمال، والأصح لا تجب. سمع الحديث من جماعات، وروى عنه جماعات.

قال السمعانى: وكان ثقة، وكان ضريرًا. قلت: ومن غرائب الزبيرى قوله فى الإقرارا: لو قال لى: عليك ألف، فقال: خذه أو زنه، كان إقرارًا، ولو قال: خذ أو زن، بلا هاء، لم يكن إقرارًا، والصحيح الذى عليه الجمهور أنهما ليسا إقرارًا.

822 -

أبو عبد الله القطان:

من أصحابنا أصحاب الوجوه، مذكور فى الروضة فى آخر الغصب. هو [......](2) .

823 -

أبو عبد الرحمن القزاز:

من أصحابنا أصحاب الوجوه، مذكور فى الروضة فى أول الباب الثانى من كتاب الطلاق.

(1) تاريخ بغداد (8/471، 472) وطبقات الفقهاء للشيرازى (88) ووفيات الأعيان (2/69) سير أعلام النبلاء (15/ 57، 58) والوافى بالوفيات (14/186) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (2/254) ومرآة الجنان (2/278) وغاية النهاية (1/292، 293) وطبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (1/94، 95) والأعلام (3/84) ومعجم المؤلفين (4/179، 180) ..

(2)

ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

ص: 256

824 -

أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادى الإمام (1) :

المذكور فى المهذب، والتنبيه فى تفسير حبَل الحبَلة، وفى الروضة فى آخر كتاب الكفارات، وهو معدود فيمن أخذ الفقه عن الشافعى، وكان إمامًا بارعًا فى علوم كثيرة، منها التفسير، والقراءات، والحديث، والفقه، واللغة، والنحو، والتاريخ.

قال الخطيب البغدادى: كان أبوه سلام عبدًا روميًا لرجل من أهل هراة، وسمع أبو عبيد إسماعيل بن جعفر، وشريكًا، وإسماعيل بن عباس، وإسماعيل بن علية، وهشيمًا، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، ويحيى القطان، وحجاج بن محمد، وأبا معاوية، وعبد الرحمن بن مهدى، ومروان بن معاوية، وأبا بكر بن عياش، وآخرين.

روى عنه محمد بن إسحاق الصاغانى، وابن أبى الدنيا، والحارث بن أبى أسامة، وعلى بن عبد العزيز البغوى، وآخرون. أقام ببغداد، ثم ولى قضاء طرسوس ثمانى عشرة سنة، ثم سكن مكة حتى مات بها.

وقال عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسى: كان أبو عبيد من علماء بغداد المحدثين النحويين على مذهب الكوفيين، ومن أداة اللغة والغريب، وعلماء القرآن، وجمع صنوفًا من العلم، وصَنَّف الكُتب فى كل فن وأكثر، وكان ذا فضل ودين، ومذهب حسن. روى عن أبى زيد الأنصارى، وأبى عبيدة، والأصمعى، وغيرهم من البصريين، وابن الأعرابى، وأبى زياد الكلابى، والأموى، وأبى عمرو الشيبانى، والكسائى، والأحمر، والفراء من الكوفيين.

وروى الناس من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابًا، وكتبه مستحسنة، وطلابه فى كل بلد، والرواة عنه ثقات مشهورون، وقد سبقه غيره إلى جميع مصنفاته، فمن ذلك الغريب المصنف، وهو من أجلِّ كتبه فى اللغة، سبقه إليه النضر بن شميل، وكتابه فى الأموال من أحسن ما صُنِّف.

قالوا: وكان أبو عبيد ورعًا، دينًا، جوادًا، وكان أبو عبيد مع عبد الله بن طاهر، فبعث أبو دلف إلى ابن طاهر يستهديه أبا عبيد مدة شهرين، فبعثه فأقام شهرين، فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها أبو عبيد، وقال: أنا فى ناحية رجل ما يحوجنى إلى صلة غيره، فلا آخذ ما على فيه نقص، فلما عاد إلى ابن طاهر وصله

(1) انظر: طبقات ابن سعد (7/355) ، وتاريخ ابن معين (2/479، 480) ، والتاريخ الكبير (7/172) ، والجرح والتعديل (7/111) ، والثقات لابن حبان (9/16) ، وتاريخ بغداد (12/403 - 416) ، ووفيات الأعيان (1/201) ، وميزان الاعتدال (3/171) ، وتهذيب التهذيب (8/315 - 318) ، وتقريب التهذيب (2/117) ..

ص: 257

بثلاثين ألف دينار عوضًا عنها، فقال له أبو عبيد: أيها الأمير، قد قبلتها، ولكن أغنيتنى بمعروفك وبرك، وقد رأيت أن أشترى بها سلاحًا وخيلاً وأبعثها إلى الثغر ليكون الثواب متوافرًا على الأمير، ففعل.

قال أبو عبيد: كنت فى تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة، وأول من سمعه منى يحيى ابن معين، وكتبه أحمد بن حنبل. وروينا عن الأنبارى، قال: كان أبو عبيد يصلى ثلث الليل، وينام ثلثه، ويصنف الكُتب ثلثه.

قال إسحاق بن راهوية: أبو عبيد أوسعنا علمًا، وأكثرنا أدبًا، وأجمعنا، ونحتاج إليه ولا يحتاج إلينا. وقال احمد بن كامل القاضى: كان أبو عبيد فاضلاً فى دينه، وعلمه، ربانيًا، متقنًا فى أصناف علوم الإسلام من القرآن، والفقه، والعربية، والأخبار، حسن الرواية، صحيح النقل، لا أعلم أحدًا من الناس طعن عليه فى شىء من أمره ودينه.

وقال إبراهيم الحربى: كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح، يُحسن كل شىء إلا الحديث. وسُئل يحيى بن معين عن أبى عبيد، فقال: مثلى يُسأل عن أبى عبيد؟! أبو عبيد يَسأل عن الناس. وقال يحيى بن معين، وأبو داود: هو ثقة.

وقال أحمد بن حنبل: أبو عبيد ممن يزداد كل يوم خيرًا، خرج أبو عبيد إلى مكة سنة تسع عشرة ومائتين. وتوفى بها سنة أربع وعشرين ومائتين، وقيل: سنة ثلاث، وقال الخطيب: بلغنى أنه بلغ سبعًا وستين سنة، رحمه الله.

825 -

أبو عبيد بن حربويه (1) :

من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه، تكرر فى المهذب والروضة، وحربويه بحاء مهملة مفتوحة، ثم راء ساكنة، ثم باء موحدة، ثم واو مفتوحتين، ثم ياء ساكنة، ثم هاء، ويقال: بضم الباء مع إسكان الواو وفتح الياء، ويجرى هذان الوجهان فى كل نظائره كسيبويه، وراهوية، ونفطويه، وعمرويه، فالأول مذهب النحويين، وأهل الأدب، والثانى مذهب المحدثين.

ويقال فى أبى عبيد هذا: ابن حرب، وكذا استعمله فى المهذب فى أحكام المياه من كتاب إحياء الموات، والأول أشهر، وأبو عبيد هذا وإبراهيم بن جابر من أصحابنا أول من حدد القلتين بخمسمائة رطل بغدادية، ثم تابعهما سائر الأصحاب، هكذا نقله صاحب الحاوى.

(1) تاريخ بغداد (11/395 - 398) وطبقات الفقهاء للشيرازى (110) والمنتظم (6/238، 239) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (3/446 - 455) طبقات الشافعية للإسنوى (1/397) والبداية والنهاية (11/167) وتهذيب التهذيب (7/303، 304) والنجوم الزاهرة (3/231) والأعلام (5/87) ..

ص: 258

ونقل الشافعى تحديده بالأرطال أيضًا، لكن المشهور أن الشافعى إنما حدد بخمس قِرب، وقد أوضحت هذا مبسوطًا فى شرح المهذب.

واسم أبى عبيد هذا على بن الحسين، وله اختيارات غريبة فى المذهب، وتفرد بأشياء ضعيفة عند الأصحاب، منها قوله: إذا خرج الرجل جناحًا إلى شارع عام يشترط أن يرفع الجناح بحيث يمر تحته الفارس ناصبًا رمحه، والصواب ما قاله الجمهور أنه يشترط أن يمكن مرور المحمل والكنيسة.

ومنها ما نقلته عنه فى الروضة فى كفارة الظهار أن من صام شهر رمضان بنية رمضان والكفارة أجزاه عنهما جميعًا، حكاه القاضى أبو الطيب عنه فى المجرد والمذهب أنه لا يجزيه عنهما. ومنها منعه تعجيل الزكاة، حكاه عنه الماوردى، والقاضى أبو الطيب فى المجرد، والمحاملى فى المجموع، وأنا فى الروضة.

826 -

أبو عبيدة بن الجراح الصحابى، رضى الله عنه (1) :

تكرر ذكره فى المختصر، والمهذب، وذكره فى الوسيط فى باب [......](2) . هو أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك، يلتقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأب السابع، وهو فهر، وأمه أم غنم أميمة بنت جابر.

شهد بدرًا، وقُتل أباه يومئذ، وشهد ما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفى أبو عبيدة سنة ثمانى عشر فى طاعون عمواس، وهى قرية بالشام بين الرملة وبيت المقدس، وهى بفتح العين والميم، ونسب الطاعون إليها؛ لأنه بدأ منها، وقيل: لأنه عم الناس وتواسوا فيه، وقبر أبى عبيدة بغوربيسان عند قرية تسمى عمتا، وعلى قبره من الجلالة ما هو لائق به، وقد زرته فرأيت عنده عجبًا.

وصلى عليه معاذ بن جبل، ونزل فى قبره هو، وعمرو بن العاص، والضحاك بن قيس، وتوفى وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وختم الله له بالشهادة، فإنه توفى بالطاعون، وهو شهادة لكل مسلم. وفى الصحيحين عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لكل أمة أمينًا، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح”. وفى رواية لمسلم: “هذا أمين هذه الأمة”.

(1) انظر: الإصابة (2/252) ، والاستيعاب (3/2) ، وطبقات ابن سعد (3/409) ، والتاريخ الكبير (6/444) ، وحلية الأولياء (1/100) ، وأسد الغابة (3/128) ، وسير أعلام النبلاء (1/5)(1) ، والوافى بالوفيات (16/575) ، والعقد الثمين (5/84) ..

(2)

ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

ص: 259

827 -

أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود (1) :

مذكور فى أول كتاب ديات المهذب. روى عن أبيه عبد الله بن مسعود، ولم يدركه.

828 -

أبو عبيدة:

مذكور فى باب عقد الذمة من المهذب فى بيان حد جزيرة العرب. هو معمر بن المثنى، وهو من كبار أئمة اللغة، وهو مذكور فيمن كان يعتقد مذهب الخوارج من أهل الأهواء. وقال أبو منصور الأزهرى فى أول تهذيب اللغة: ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أن أبا عبيدة تيمى من تيم قريش، وأنه مولى لهم. قال: وكان أبو عبيدة يوثقه ويكثر الرواية عنه فى كتبه.

قال: ولأبى عبيدة كتب كثيرة فى الصفات والغرائب، وكتب أيام العرب ووقائعها، وكان الغالب عليه الشعر، والغريب، وأخبار العرب، وكان مخلاً بالنحو كثير الخطأ فى مقايس الأعراب، ومتهمًا فى رأيه، مقرًا بنشر مثالب العرب، جامعًا لكل غث وسمين، فهو مذموم من هذه الجهة غير موثوق به، هذا كلام الأزهرى.

وقال الإمام أبو جعفر النحاس فى أول كتابه صناعة الكتاب: توفى أبو عبيدة سنة عشر ومائتين، ويقال: إحدى عشرة، وقد قارب المائة.

829 -

أبو عزة الجمحى الكافر:

قتله النبى صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد صبرًا، مذكور فى كتاب السير من المختصر والمهذب، اسمه عمرو بن عبد الله، وكان شاعرًا يحرض بشعره على قتال المسلمين، وعَزَّة بفتح العين وتشديد الزاى وبعدها هاء، وكان النبى صلى الله عليه وسلم منَّ على أبى عزة هذا يوم بدر، فذهب إلى مكة وقال: سخرت بمحمد، فلما كان يوم أُحُد حضر وحرَّض بشعره على قتال المسلمين.

830 -

أبو العشراء الدارمى التابعى:

الراوى عن أبيه، مذكور فى الصيد، والذبائح فى المختصر والمهذب والوسيط، غلط فى الوسيط فيه، فجعله هو الراوى الصحابى، واسم أبيه مالك بن قهطم، ويقال: قحطم، بحاء مهملة وهو بكسر القاف، وقد اختلف فى اسم أبى العشراء، واسم أبيه، فقال البخارى: هو أسامة بن مالك بن قحطم، قاله أحمد بن حنبل، وقال بعضهم: عطارد بن بلز. قال: ويقال: يسار بن بلز بن مسعود

(1) انظر: طبقات ابن سعد (6/210) ، والتاريخ الكبير (9/51، 52) ، والجرح والتعديل (9/403) ، والثقات لابن حبان (5/561) ، وحلية الأولياء (4/204 - 210) ، وتاريخ ابن معين (2/288) ، وسير أعلام النبلاء (4/363) برقم (141) ، وتهذيب التهذيب (5/75، 76) ، وتقريب التهذيب (1/388) ..

ص: 260

بن حولى بن حرملة بن قتادة من بنى نولة بن عبد الله بن فقيم بن دارم، نزل البصرة، هذا كلام البخارى.

وقال أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين: اسم أبى العشراء أسامة بن مالك. وقال ابن عبد البر: وقيل: اسم أبى العشراء بلز بن قهطم، وقيل: عطارد بن برز، بفتح الراء وسكونها، وهو من دارم بن مالك بن زيد مناة من تميم، نقل هذا كله ابن عبد البر، لا يُعرف لأبى العشراء عن أبيه غير حديث الزكاة: “لو طعنت فى فخذها لأجزأ عنك”.

831 -

أبو على البندنيجى:

مذكور فى الروضة فى صفة الصلاة فيمن لا يحسن الفاتحة يقرأ سبع آيات، كتابه الجامع قلَّ فى كتب الأصحاب نظيره، كثير الموافقة للشيخ أبى حامد بديع فى الاختصار، مستوعب الأقسام، محذوف الأدلة.

832 -

أبو على بن خيران (1) :

تكرر فى المهذب، والوسيط، والروضة، اسمه الحسين بن صالح بن خيران من تاريخ بغداد.

833 -

أبو على بن أبى هريرة:

تكرر فيها.

834 -

أبو على السنجى:

من أصحابنا المصنفين أصحاب الوجوه، تكرر ذكره فى الوسيط، هو بكسر السين المهملة وإسكان النون وبالجيم، منسوب إلى سنج، قرية من قرى مرو، واسمه الحسين ابن شعيب، كبير القدر، عظيم الشأن، صاحب تحقيق وإتقان واطلاع كثير، تفقه على الإمامين شيخى الطريقتين أبى حامد الإسفراينى شيخ العراقيين، وأبى بكر القفال شيخ الخراسانيين، وجمع بين طريقيهما بالنظر الدقيق، والتحقيق الأنيق، جمع شرح فروع ابن الحداد، والتلخيص لأبى العباس بن القاص، فأتى فى شرحيهما بما هو لائق بتحقيقه وإتقانه، وعلو منصبه، وعظم شأنه، وله كتاب طويل جزيل الفوائد، عظيم العوائد.

ذكر أبو القاسم الرافعى فى كتابه التذنيب أن إمام الحرمين لقب هذا الكتاب الكبير بالمذهب الكبير. سمع أبو على الحديث، فسمع مسند الشافعى، رحمه الله، من أبى بكر الحيرى.

835 -

أبو على الطبرى (2) :

من أصحابنا أصحاب الوجوه، متكرر الذكر. هو الإمام

(1) تاريخ بغداد (8/53، 54) وطبقات الفقهاء للشيرازى (110) والمنتظم (5/244، 245) والكامل فى التاريخ (8/247) ووفيات الأعيان (2/133) والمختصر فى أخبار البشر (2/77) وتاريخ ابن الوردى (1/263) وسير أعلام النبلاء (15/58 - 60) والوافى بالوفيات (12/378، 379) ومرآة الجنان (2/280) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (3/271 - 274) والبداية والنهاية (11/171) والنجوم الزاهرة (3/235) ..

(2)

انظر: تاريخ بغداد (8/87) وطبقات الفقهاء للشيرازى (94) والمنتظم (7/5) ووفيات الأعيان (1/358) وسير أعلام النبلاء (16، 62، 63) ومرآة الجنان (2/345) والبداية والنهاية (11/238، 239) والوافى بالوفيات (12/204، 205) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (3/280، 281) وطبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (1/129) والنجوم الزاهرة (3/328) ومعجم المؤلفين (3/270، 271) .

ص: 261