المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وآخرون. واتفق العلماء على ضعفه، واضطراب حديثه، واختلال ضبطه. توفى - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٢

[النووي]

فهرس الكتاب

- ‌باب العين والميم

- ‌باب عمرو

- ‌باب عمارة، وعمران، وعمار، وعمير

- ‌باب العين والواو

- ‌باب العين والياء

- ‌فصل

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثاني: الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌باب أبي أحمد، وأبي إسحاق، وغيرهما

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باب أبي بكر

- ‌فصل مختصر فى بعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بفضل أبى بكر الصديق

- ‌فصل فى علمه وزهده وتواضعه

- ‌فصل استخلافه

- ‌باب أبى بكرة بالهاء فى آخره

- ‌حرف التاء المثناة فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين المهملة

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب، والألقاب، والقبائل، ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌فصل فى القبائل ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: ابن فلان، وأخو فلان

- ‌النوع الخامس: فلان، عن أبيه، عن جده

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوج فلانة

- ‌النوع السابع: المبهمات والمشتبهات ونحوها

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

- ‌القسم الثاني من كتاب الأسماء: فى النساء

- ‌النوع الأول: فى الأسماء الصريحة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌النوع الثاني: فى الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف السين

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب والألقاب

- ‌حرف الغين

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: بمن فلان، أو أمه، أو أخته، أو عمته، أو خالته

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوجة فلان

- ‌النوع السابع: المبهمات كامرأة

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

الفصل: وآخرون. واتفق العلماء على ضعفه، واضطراب حديثه، واختلال ضبطه. توفى

وآخرون. واتفق العلماء على ضعفه، واضطراب حديثه، واختلال ضبطه. توفى سنة ثلاث وأربعين ومائة، رحمه الله تعالى.

* * *

‌حرف الميم

538 -

ماعز الأسلمى الصحابى، رضى الله عنه:

مذكور فى المهذب فى الحدود وفى الإقرار. هو ماعز بن مالك الأسلمى، المعترف بالزنا المرجوم. قال ابن عبد البر: هو معدود فى المدنيين، كتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابًا بإسلام قومه. روى عنه ابنه عبد الله حديثًا واحدًا، رحمه الله.

539 -

مالك بن أنس الإمام، رحمه الله (1) :

تكرر فى هذه الكتب. هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان، بالغين المعجمة والياء المثناة تحت، ابن خثيل، بالخاء المعجمة المضمومة وفتح الثاء المثلثة، ابن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح الأصبحى المدنى، إمام دار الهجرة، وأحد أئمة المذاهب المتبوعة، وهو من تابعى التابعين. سمع نافعًا مولى ابن عمر، ومحمد بن المنكدر، وأبا الزبير، والزهرى، وعبد الله بن دينار، وأبا حازم، وخلائق آخرين من التابعين.

روى عنه يحيى الأنصارى، والزهرى، وهما من شيوخه، وابن جريج، ويزيد بن عبد الله بن الهادى، والأوزاعى، والثورى، وابن عيينة، وشعبة، والليث بن سعد، وابن المبارك، وابن علية، والشافعى، وابن وهب، وإبراهيم بن هيمان، والقعنبى، وعبد الله ابن يوسف، وعبد الله بن نافع، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدى، ومعن بن عيسى، وعبد الرحمن بن القاسم العتقى الضمرى، وأبو عاصم النبيل، وروح بن عبادة، والوليد بن مسلم، وأبو عامر العقدى، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد العزيز الأوسى، وقتيبة، وسعيد بن أبى مريم، وسعيد بن كثير بن عفير، ومطرف ابن عبد الله السيارى، وورقاء بن عمرو، وخلائق آخرون. وأجمعت طوائف العلماء

(1) التاريخ الكبير للبخارى (7/1323) ، الجرح والتعديل (8/902) ، سير أعلام النبلاء (8/43، 121) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/5- 9) ، تقريب التهذيب (6425)، وقال:"الفقيه إمام دار الهجرة رأس المتقنين وكبير المتثبتين حتى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر من السابعة، مات سنة تسع وسبعين وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وقال الواقدي بلغ تسعين سنة ع"..

ص: 75

على إمامته، وجلالته، وعظم سيادته، وتبجيله، وتوقيره، والإذعان له فى الحفظ والتثبيت، وتعيظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال البخارى: أصح الأسانيد مالك، عن نافع، عن ابن عمر. وفى هذه المسألة خلاف، وسبق مرات، فعلى هذا المذهب قال الإمام أبو منصور التميمى: أصحها الشافعى، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبى صلى الله عليه وسلم. وقال سفيان: ما كان أشد انتقاد مالك للرجال. وقال ابن المدينى: لا أعلم مالكًا ترك إنسانًا إلا من فى حديثه شىء.

قال أحمد بن حنبل، وابن معين، وابن المدينى: أثبت أصحاب الزهرى مالك. وقال أبو حاتم: مالك ثقة، وهو إمام أهل الحجاز، وهو أثبت أصحاب الزهرى. وقال الشافعى: إذا جاء الأثر، فمالك النجم. وقال الشافعى أيضًا: لولا مالك وسفيان، يعنى ابن عيينة، لذهب علم الحجاز، وكان مالك إذا شك فى شىء من الحديث تركه كله. وقال أيضًا: مالك معلمى، وعنه أخذنا العلم.

وقال حرملة: لم يكن الشافعى يقدم على مالك أحدًا فى الحديث. وقال وهب بن خالد: ما بين المشرق والغرب رجل آمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مالك.

وروينا بالإسناد الصحيح فى الترمذى وغيره، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يوشك أن تضرب الناس أباط المطى فى طلب العلم، فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة” (1) . قال الترمذى: حديث حسن. قال: وقد روى عن سفيان بن عيينة، قال: هو مالك بن أنس.

وروينا عن أبى سلمة الخزاعى، قال: كان مالك إذا أراد أن يخرج يُحَدِّث توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، ومشط لحيته، فقيل له فى ذلك، فقال: أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروينا عن معن بن عيسى، قال: كان مالك إذا أراد أن يجلس للحديث اغتسل وتبخر وتطيب، فإن رفع أحد صوته فى مجلسه، قال: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ} [الحجرات: 2] ، فمن رفع صوته عند حديث النبى صلى الله عليه وسلم فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروينا عن حبيب الوراق، قال: دخلت على مالك فسألته عن ثلاثة رجال: لِم لَم ترو عنهم؟ قال: فأطرق، ثم رفع رأسه، وقال: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، وكان كثيرًا

(1) أخرجه الترمذي (5 / 47، رقم 2680) وقال: هذا حديث حسن. والحاكم (1 / 168، رقم 307) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأخرجه أيضًا: البيهقي (1 / 385، رقم 1681) وقال: رواه الشافعي في القديم عن سفيان بن عيينة.

ص: 76

ما يقولها، فقال: يا حبيب، أدركت هذا المسجد وفيه سبعون شيخًا ممن أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن التابعين، ولم نحمل الحديث إلا عن أهله.

وقال بشر بن عمر: سألت مالكًا عن رجل، فقال: رأيته فى كتبى؟ قلت: لا، قال: لو كان ثقة لرأيته فى كتبى.

وروينا عن عبد الله بن يوسف، عن خلف بن عمر، قال: كنت عند مالك، فأتاه ابن كثير قارىء المدينة، فناوله رقعة، فنظر فيها مالك، ثم جعلها تحت مصلاه، فلما قام من عنده ذهبت أقوم، فقال: اجلس يا خلف وناولنى الرقعة، فإذا فيها: رأيت الليلة فى منامى كأنه يقال لى: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس والناس حوله يقولون له: يا رسول الله، اعطنا يا رسول الله، مر لنا، فقال لهم: إنى قد كنزت تحت المنبر كنزًا كبيرًا، وقد أمرت مالكًا أن يقسمه فيكم، فاذهبوا إلى مالك، رضى الله عنه، فانصرف الناس وبعضهم يقول لبعض: ما ترون مالكًا فاعلاً، فقال بعضهم: ينفذ ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرق مالك وبكى، ثم خرجت من عنده وتركته على تلك الحالة.

وروى ابن أبى حاتم، عن عبد الرحمن بن مهدى، قال: أئمة الناس فى زمانهم أربعة: سفيان الثورى بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعى بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة.

وبإسناده الصحيح عن الشافعى، رضى الله عنه، قال: ما فى الأرض كتاب من العلم أكثر صوابًا من موطأ مالك. قال العلماء: إنما قال الشافعى هذه قبل وجود صحيحى البخارى ومسلم، وهما أصح من الموطأ باتفاق العلماء.

وعن أيوب بن سويد الرملى، قال: ما رأيت أحدًا قط أجود حديثًا من مالك بن أنس. وعن القعنبى قال: كنا عند حماد بن زيد، وجاءه نعى مالك بن أنس، فقال: رحم الله أبا عبد الله، ما خلف مثله.

وعن عبد الرحمن بن مهدى، قال: ما أقدم على مالك فى صحة الحديث أحدًا. وعن يحيى بن سعيد القطان، قال: ما فى القوم أصح حديثًا من مالك. وعن أحمد بن حنبل، قال: مالك أثبت أصحاب الزهرى فى كل شىء. وكذا قال يحيى بن معين، وعمرو بن على: أثبت أصحاب الزهرى مالك.

وقيل لأحمد بن حنبل: الرجل يحب أن يحفظ حديث رجل بعينه، قال: يحفظ حديث مالك، قيل: فالرأى؟ قال: رأى مالك. وقال أبو حاتم الرازى: مالك ثقة، إمام أهل الحجاز، وهو أثبت أصحاب الزهرى،

ص: 77

وإذا اختلفوا فالحكم لمالك، ومالك تقى الرجال نقى الحديث، وهو أتقن حديثًا من الثورى والأوزاعى.

قال: وحدثنا أحمد بن سنان، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: كنا عند مالك، فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله، جئتك من مسيرة ستة أشهر، حملنى أهل بلدى مسألة أسألك عنها، فقال: سل، فسأله فقال: لا أحسن، فقطع بالرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شىء، قال: وأى شىء أقول لأهل بلدى إذا رجعت إليهم؟ فقال: قل: قال لى مالك بن أنس: لا أحسن.

وعن خالد بن نزار الأبلى، قال: ما رأيت أحدًا أقرأ لكتاب الله تعالى من مالك. وعن ابن وهب، قال: قيل لأخت مالك: ما كان شغله فى بيته؟ قالت: المصحف والتلاوة. وعن على بن المدينى، قال: لم يكن بالمدينة أعلم بمذهب تابعيهم من مالك بن أنس. وعن شعبة، قال: دخلت المدينة ونافع حى ولمالك حلقة.

وعن أبى مصعب، قال: رأيت معن بن عيسى جالسًا على العتبة وما ينطلق مالك بشىء إلا كتبه. وعن أبى مصعب أيضًا قال: كانوا يزدحمون على باب مالك بن أنس، فيقتتلون على الباب من الزحام، وكنا نكون عند مالك فلا يكلم هذا هذا، ولا يلتفت ذا إلى ذا، والناس قائلون برءوسهم هكذا، وكانت السلاطين تهابه وهم قائلون ومستمعون، وكان يقول فى المسألة: لا، أو نعم، فلا يقال له: من أين قلت هذا؟.

وعن محمد بن رمح، قال: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم من أربعين سنة فى المنام، فقلت له: يا رسول الله، مالك والليث يختلفان فى مسألة، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: مالك، مالك، مالك، ورث جدى، يعنى إبراهيم، عليه السلام.

وعن بكر قال: رأيت فى النوم أنى دخلت فى الجنة، فرأيت الأوزاعى وسفيان الثورى، ولم أر مالكًا، فقلت: وأين مالك؟ قالوا: وأين مالك، وأين مالك، رفع مالك، فما زال يقول: وأين مالك رفع مالك، حتى سقطت قلنسوته.

وقال الإمام أبو القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين الدولقى فى كتابه الرسالة المصنفة فى بيان سبل السنة المشرفة: أخذ مالك على تسعمائة شيخ، منهم ثلاثمائة من التابعين، وستمائة من تابيعهم ممن اختاره، وارتضى دينه، وفقهه، وقيامه بحق الرواية وشروطها، وخلصت الثقة به، وترك الرواية عن أهل دين

ص: 78

وصلاح لا يعرفون الرواية. وأحوال مالك، رضى الله عنه، ومناقبه كثيرة مشهورة.

توفى بالمدينة فى صفر سنة تسع وسبعين ومائة، قاله محمد بن سعد. وقال إسماعيل بن عبد الله بن أويس: مرض مالك أيامًا يسيرة، ثم توفى فى صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة، وصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس، وهو يومئذ والٍ على المدينة، ودفن بالبقيع، وقبره بباب البقيع، وعليه قبة. وولد مالك سنة ثلاث وتسعين من الهجرة، وقيل: سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة سبع. قالوا: وحمل به فى البطن ثلاث سنين. وقال عند وفاته: لله الأمر من قبل ومن بعد.

540 -

مالك بن أوس بن الحدثان التابعى (1) :

مذكور فى المختصر فى الربا، ثم فى باب تفريق أربعة أخماس الفىء، وفى المهذب فى قسم الفىء. هو أبو سعد، ويقال: أبو سعيد مالك بن أوس بن الحدثان، بفتح الحاء والدال المهملتين وبالثاء المثلثة، ابن الحارث بن عوف بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصرى، بالنون، المدنى التابعى.

سمع عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعليًا، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبى وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، والعباس. وقيل: إنه رأى أبا بكر الصديق، رضى الله عنهم. أدرك زمن النبى صلى الله عليه وسلم، وقيل: إنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم. ذكره أحمد بن صالح المصرى، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة فى الصحابة، وجمهور العلماء على أنه تابعى.

قالوا: وركب الخيل فى الجاهلية. روى عنه محمد بن جبير بن مطعم، ومحمد بن المنكدر، ومحمد بن عمرو بن عطاء، ومحمد بن عمر بن خلخلة، ومحمد بن شهاب الزهرى، ومحمد بن مسلم أبو الزبير، وآخرون. واتفقوا على توثيقه. توفى سنة إحدى وتسعين بالمدينة، رضى الله عنه.

541 -

مالك بن التيهان الصحابى، رضى الله عنه:

هو أبو الهيثم مالك بن التيهان، بفتح المثناة فوق وكسر المثناة تحت المشددة، ابن مالك ابن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلى بن زعور بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيث بن مالك بن الأوس الأنصارى الأوسى، وقيل: أنه بلوى من بلى ابن

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (5/56) ، التاريخ الكبير للبخارى (7/1296) ، الجرح والتعديل (8/896) ، الإستيعاب (3/1346) ، أسد الغابة (4/272) ، سير أعلام النبلاء (4/171) ، تاريخ الإسلام (4/69) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/10- 11) ، الإصابة (3/7595) ، تقريب التهذيب (6426)، وقال: “الحدثان بفتح المهملتين والمثلثة، له رؤية، وروى عن عمر مات سنة اثنتين وتسعين وقيل سنة إحدى ع”..

ص: 79

عمرو بن الحاف بن قضاعة.

وكان أحد الستة الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما لقيته الأنصار، وشهد العقبة الأولى والثانية، وهو أول من بايعه ليلة العقبة فى قول بنى عبد الأشهل. وقال بنو النجار: أول من بايعه أسعد بن زرارة. وقال بنو سلمة: أولهم كعب بن مالك. وقيل: البراء بن معرور، وكان مالك نقيب بنى عبد الأشهل هو والسيد بن حضير، شهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتوفى بالمدينة فى خلافة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، سنة عشرين، وقيل: إحدى وعشرين، وقيل: قتل مع على، رضى الله عنه، بصفين سنة سبع وثلاثين، وقيل: مات بعد صفين بقليل. وقال الأصمعى أنه مات فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واتفقوا على تغليط الأصمعى فى هذا.

542 -

مالك بن الحويرث الصحابى، رضى الله عنه (1) :

مذكور فى المهذب فى مواضع من صفة الصلاة، وصفة الأئمة. هو أبو سليمان مالك بن الحويرث، ويقال: مالك بن الحارث. وقال شعبة: مالك بن حويرثة، وهو ليثى، ويختلفون فى كيفية نسبه إلى بنى ليث، واتفقوا على أنه من بنى ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، وهو معدود فى البصريين.

توفى بالبصرة سنة أربع وسبعين. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر حديثًا، اتفقا على حديثين، وانفرد البخارى بحديث. روى عنه أبو قلابة، ونصر بن عاصم، وغيرهما. وثبت فى الصحيحين أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شببة متقاربين، فأقاموا عند النبى صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة، ثم أذن لهم فى الرجوع إلى أهلهم، وأمرهم أن يعلموهم.

543 -

مالك بن دينار الزاهد (2) :

وهو أبو يحيى مالك بن دينار البصرى الزاهد التابعى الناجى، بالنون والجيم، مولى امرأة من بنى ناجية بن سلمة بن لؤى بن غالب بن فهر. سمع مالك بن أنس، والحسن البصرى، ومحمد بن سيرين، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وسعيد بن جبير، وآخرين من الأئمة. روى عنه أبان بن يزيد، والسرى بن يحيى، وعبد الله بن شوذب، وجفر بن سليمان، وعبد العزيز بن

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (7/44) ، التاريخ الكبير للبخارى (7/1284) ، الجرح والتعديل (8/908) ، الاستيعاب (3/1349) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/13- 14) ، الإصابة (3/7617) ، تقريب التهذيب (6433)، وقال: “صحابي نزل البصرة مات سنة أربع وسبعين ع”..

(2)

الطبقات الكبرى لابن سعد (7/243) ، التاريخ الكبير للبخارى (7/1320) ، الجرح والتعديل (8/916) ، سير أعلام النبلاء (5/362) ، تاريخ الإسلام (5/128) ، ميزان الإعتدال (3/7016) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/14- 15) ، تقريب التهذيب (6435)، وقال: “صدوق عابد من الخامسة مات سنة ثلاثين أو نحوها خت 4”..

ص: 80

عبد الصمد، وعبد السلام بن حرب، وأخوه عثمان ابن دينار. قال النسائى: هو ثقة. توفى سنة ثلاث وعشرين ومائة، وقيل: سنة تسع وعشرين.

544 -

مالك بن الدخشم بن مالك بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف الصحابى:

وقيل فى نسبه غير هذا، والدخشم بالدال المهملة المضمومة، ثم خاء معجمة ساكنة، ثم شين معجمة مضمومة، ثم ميم، ويقال: الدخيشم، بالتصغير، ويقال: الدخشن، والدخيشن، بالنون مكبرًا ومصغرًا.

شهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المغازى والسير، واختلفوا فى شهوده العقبة، فقال ابن عقبة وابن إسحاق: شهدها. وقال أبو معشر: لم يشهدها. وعن الواقدى روايتان فى شهوده، وهو الذى أسر سهيل بن عمرو يوم بدر، وهو الذى أرسله صلى الله عليه وسلم ليحرق مسجد الضرار هو ومعن بن عدى فأحرقاه، رحمهما الله تعالى.

545 -

مالك بن ربيعة السلولى الصحابى (1) :

كنيته أبو مريم، من بنى سلول من ولد مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن أخى عامر بن صعصعة، نسبت أولاد مرة إلى أمهم سلول بنت ذهل بن شيبان ابن ثعلبة، وهو والد بريد، بالموحدة، ابن أبى مريم، شهد الحديبية وبايع تحت الشجرة، وهو كوفى. روى عنه ابنه بريد أن النبى صلى الله عليه وسلم دعا له أن يبارك فى ولده، فولد له ثمانون ذكرًا.

546 -

مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر:

بالجيم، والأبجر هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصارى الخدرى الصحابى، وهو والد أبو سعيد الخدرى سعد بن مالك بن سنان، قُتل مالك يوم أُحُد شهيدًا.

547 -

مالك بن صعصعة الأنصارى الخزرجى ثم المازنى (2) :

من بنى مازن بن النجار الصحابى المدنى. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث، اتفق البخارى ومسلم على أحدها، وهو حديث الإسراء والمعراج، وهو أحسن أحاديث الإسراء.

548 -

مالك بن عبد الله بن سنان بن سرح بن عمرو (3) :

أبو حكيم الخثعمى، من

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (6/37، 7/54) ، التاريخ الكبير للبخارى (7/1280) ، الإستيعاب (3/1352) ، أسد الغابة (4/279) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/16) ، الإصابة (3/7631) ، تقريب التهذيب (6437) ..

(2)

التاريخ الكبير للبخارى (7/1281) ، الجرح والتعديل (8/930) ، الإستيعاب (3/1352) ، أسد الغابة (4/281) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/17- 18) ، الإصابة (3/7639) ، تقريب التهذيب (6442) ..

(3)

انظر: الإصابة (3/347) ، والتاريخ الكبير (7/303) ، والاستيعاب (3/375) ، وأسد الغابة (4/283) ..

ص: 81

أهل فلسطين، وهو صحابى، وقيل: تابعى، وكان صالحًا كثير الصلاة بالليل، وكان أمير الجيوش فى غزو الروم أربعين سنة أيام معاوية وقبلها وبعدها أيام يزيد وأيام عبد الملك.

549 -

مالك بن عوف الصحابى:

مذكور فى المهذب فى كتاب السير فى مسألة قتل الشيخ الذى له رأى. هو أبو على مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن وايلة، بالياء، ابن دهمان، بضم الدال، ابن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصرى، بالنون.

وهو الذى كان رئيس المشركين يوم حنين حين انهزم المسلمون وعادت الهزيمة على المشركين، فلما انهزموا لحق مالك بالطائف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو أتانى مالك مسلمًا لرددت عليه أهله وماله”، فبلغه ذلك فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد خرج من الجعرانة فأسلم، فأعطاه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل كما أعطى سائر المؤلفة، وكان معدودًا فيهم، ثم حسن إسلامه. واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه ومن قبائل قيس عيلان، وأنشد فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم، ثم شهد فتح دمشق والقادسية.

550 -

مالك بن مرارة الرهاوى:

بفتح الراء، الصحابى، وقيل: ابن مرة، وقيل: ابن قرارة، والصحيح مرارة. قال عبد الغنى بن سعيد: هو منسوب إلى رها بن يزيد بن حرب بن علية بن جلد، بالجيم، ابن مالك بن أدد، قبيلة من مذحج.

551 -

مالك بن هبيرة الصحابى، رضى الله عنه (1) :

مذكور فى المهذب فى أقل الصلاة على الميت، وحديثه المذكور هناك صحيح رواه أبو داود، والترمذى، وابن ماجة، وغيرهم. قال الترمذى: حديث حسن. قال الحاكم: حديث صحيح، وهو مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم الكندى السلولى المصرى، كان أميرًا لمعاوية على الجيوش.

552 -

المثنى بن أنس التابعى (2) :

مذكور فى المختصر. هو مجالد بن سعيد، مذكور فى المهذب فى خراج السواد. هو أبو عمير، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو سعيد مجالد، بالجيم وكسر اللام، ابن سعيد بن عمير الهمدانى الكوفى، وهو من تابعى التابعين. روى عن قيس بن أبى حازم، والشعبى، ومرة الهمدانى،

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (7/420) ، الجرح والتعديل (8/968) ، الإستيعاب (3/1361) ، أسد الغابة (4/296) ، تاريخ الإسلام (3/69) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/24) ، تقريب التهذيب (6455) ..

(2)

الطبقات الكبرى لابن سعد (6/349) ، التاريخ الكبير للبخارى (8/1950) ، ضعفاء النسائى (552) ، الجرح والتعديل (8/1653) ، المجروحين لابن حبان (3/10) ، تاريخ الإسلام (6/129) ، ميزان الإعتدال (3/7070) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/39، 41) ، تقريب التهذيب (6478)، وقال: مجالد بضم أوله وتخفيف الجيم، ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره من صغار السادسة مات سنة أربع وأربعين م 4”..

ص: 82

وجبير بن نوف، وغيرهم.

روى عنه إسماعيل بن أبى خالد، والسفيانان، ويحيى القطان، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وحفص بن غياث، وحماد بن زيد، وعيسى بن يونس، وابنه إسماعيل بن مجالد، وغيرهم، واتفقوا على تضعيفه. توفى سنة أربع وأربعين ومائة.

553 -

مجاهد بن جبر الإمام المشهور (1) :

تكرر ذكره فى المختصر والمهذب. هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر، ويقال: ابن جبير، بالتصغير، المكى المخزومى، مولاهم مولى عبد الله بن أبى السائب، ويقال: مولى السائب ابن أبى السائب، ويقال: مولى قيس بن الحارث، وهو تابعى، إمام، متفق على جلالته وإمامته. سمع ابن عمر، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وابن عمرو بن العاص، وأبا سعيد، وأبا هريرة، وعائشة، وغيرهم من الصحابة، رضى الله عنهم. وسمع من التابعين طاووسًا، وابن أبى ليلى، ومصعب بن سعد، وآخرين.

روى عنه طاووس، وعكرمة، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، والحكم، وابن عون، والأعمش، ومنصور، وحماد بن أبى سليمان، وطلحة بن مصرف، وأيوب السختيانى، وعبد الله بن أبى نجيح، وخلائق لا يحصون. واتفق العلماء على إمامته، وجلالته، وتوثيقه، وهو إمام فى الفقه، والتفسير، والحديث.

قال مجاهد: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة. وقال خصيف: كان أعلمهم بالتفسير مجاهد. وقال أبو حاتم: لم يسمع مجاهد عائشة. ومناقبه كثيرة مشهورة. وقال ابن بكير: توفى مجاهد سنة إحدى ومائة، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، وقيل: توفى سنة مائة، وقيل: سنة ثنتين ومائة، وقيل: سنة ثلاث ومائة.

554 -

مجزز المدلجى الصحابى، رضى الله عنه:

مذكور فى المختصر فى باب القافة، وفى المهذب فى اللقيط والقافة، وهو مجزز، بضم الميم وفتح الجيم وبزائين معجمتين، الأولى مكسورة مشددة. وحكى صاحب المطالع، قاله ابن ماكولا وغيره بكسر الزاى. قال: وذكر الدارقطنى، وعبد الغنى، عن ابن جريج أنه قاله بفتحها، كذا نقله عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو على الغسانى. قال عبد الغنى: الكسر الصواب؛ لأنه يجز نواصى أسارى من العرب، وهو مجزز بن الأعور ابن جعدة بن

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (5/466) ، التاريخ الكبير للبخارى (7/1805) ، الجرح والتعديل (8/1469) ، سير أعلام النبلاء (4/449 - 457) ، تاريخ الإسلام (4/190) ، تاريخ الإسلام (3/7072) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/42 - 44) ، تقريب التهذيب (6481)، وقال: “ثقة إمام في التفسير وفي العلم من الثالثة مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومائة وله ثلاث وثمانون ع”..

ص: 83

معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج الكنانى المدلجى، وحديثه فى الصحيح مشهور.

555 -

محارب بن دثار (1) :

مذكور فى المهذب فى طلاق البدعة، وفى الأقضية، وفى شهادة الزور، وهو بضم الميم وبحاء مهملة وبكسر الراء وبباء موحدة، ودثار بكسر الدال المهملة وبثاء مثلثة. وهو أبو دثار، ويقال: أبو مطرف، ويقال: أبو النصر، ويقال: أبو كردوس محارب بن دثار بن كردوس بن قرواش بن جعونة بن سلمة بن صخر بن ثعلبة بن سدوس الأوسى الكوفى، قاضيها، التابعى.

سمع ابن عمر، وعبد الله، وجابر بن عبد الله بن يزيد الصحابيين، وجماعة من التابعين. روى عنه الأعمش، ومسعر، وشريك، والثورى، وابن عيينة، وشعبة، وخلائق من الأئمة. واتفقوا على توثيقه. قال ابن سعد: توفى فى ولاية خالد بن عبد الله.

556 -

محمود بن الربيع الصحابى، رضى الله عنه (2) :

هو أبو نعيم، ويقال: أبو محمد محمود بن الربيع بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة ابن عامر بن عدى بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن خزرج الأنصارى الخزرجى المدنى. ثبت عنه فى الصحيح أنه قال: عقلت عن النبى صلى الله عليه وسلم مجة مجها فى وجهى من دلو من بئر فى دارنا، وأنا ابن خمس سنين.

وروى عنه أنس بن مالك، وابنه أبو بكر بن أنس، ورجاء بن حيوة، والزهرى، ومكحول. قال الواقدى: توفى سنة تسع وتسعين، وهو ابن ثلاث وتسعين. وقال غيره: سنة ست وتسعين.

557 -

محمود بن لبيد الصحابى، رضى الله عنه (3) :

مذكور [......](4) . هو أبو نعيم محمود بن لبيد بن عقبة بن رافع بن امرىء القيس ابن زيد بن عبد الأشهل الأنصارى الأشهلى المدنى. ولد فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يصح له سماع ولا رواية عن النبى صلى الله عليه وسلم. وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أحاديث مرسلة، واختلفوا فى صحبته، فقال ابن أبى حاتم: قال البخارى: له صحبة. وقال أبى: لا نعرف له صحبة. قال ابن عبد البر: قول البخارى أولى.

قال: والأحاديث التى رواها تشهد بصحبته. قال: وهو أولى بأن لا يذكر فى الصحابة من محمود بن الربيع، فإنه أسن منه، وذكره مسلم فى الطبقة

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (6/307) ، التاريخ الكبير للبخارى (8/2040) ، الجرح والتعديل (8/1899) ، سير أعلام النبلاء (5/217) ، تاريخ الإسلام (4/297) ، ميزان الإعتدال (3/7078) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/49- 50) ، 6492) ، وقال: محارب بضم أوله وكسر الراء، ابن دثار بكسر المهملة وتخفيف المثلثة، ثقة إمام زاهد من الرابعة مات سنة ست عشرة ع”..

(2)

التاريخ الكبير للبخارى (7/1761) ، الجرح والتعديل (8/1328) ، الإستيعاب (3/1378) ، أسد الغابة (4/332) ، سير أعلام النبلاء (3/519) ، تاريخ الإسلام (4/52) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/63) ، الإصابة (3/7818) ، تقريب التهذيب (6512) ..

(3)

الطبقات الكبرى لابن سعد (5/77) ، التاريخ الكبير للبخارى (7/1762) ، الجرح والتعديل (8/1329) ، الإستيعاب (3/1378) ، أسد الغابة (4/333) ، سير أعلام النبلاء (3/5417) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/65- 66) ، الإصابة (3/7821) ، تقريب التهذيب (6517)، وقال: صحابي صغير، وجل روايته عن الصحابة مات سنة ست وتسعين، وقيل: سنة سبع وله تسع وتسعون سنة بخ م 4”..

(4)

ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل قدر كلمتين.

ص: 84

الثانية من التابعين، ولم يصنع شيئًا ولا علم منه ما علم من غيره. قال محمد بن سعد: وفى أبيه لبيد نزلت رخصة الإطعام لمن لا يقدر على الصوم. قال: وسمع عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وكان له عقب فانقرضوا، فلم يبق منهم أحد. وتوفى محمود بالمدينة سنة ست وتسعين. قال: وكان ثقة، قليل الحديث. روى عنه عاصم بن عمرو بن قتادة. وروى محمود أيضًا عن عثمان بن عفان، وجابر.

558 -

محمية بن جزء الصحابى، رضى الله عنه:

هو محمية، بفتح الميم، وإسكان الحاء المهملة، وكسر الميم الثانية، ثم ياء مثناة تحت، ابن جزء، بفتح الجيم، وإسكان الزارى بعدها همزة، ابن عبد يغوث بن عويج بن عمرو ابن زبيد الأصغر الزبيدى. قال أبو نعيم: هو عم عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى، وكان محمية قديم الإسلام، وهو من مهاجرة الحبشة، وتأخر رجوعه منها، وأول مشاهده المريسيع، وثبت فى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على الأخماس، رضى الله عنه.

559 -

محيصة بن مسعود الصحابى، رضى الله عنه (1) :

مذكور فى المختصر والمهذب فى القسامة، هو بضم الميم وفتح الحاء وكسر الياء المشددة، ويقال: بإسكان الياء، وهو أخو حويصة، وقد سبق فى ترجمة حويصة بيان نسبهما وحالهما، وهو أنصارى أوسى حارثى مدنى، كنيته أبو سعد، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام، وشهد أُحُدًا، والخندق، وما بعدهما من المشاهد، وهو أصغر من حويصة، وأسلم قبل حويصة، وكان إسلامه قبل الهجرة، وأسلم على يده أخوه حويصة، وكان محيصة أفضل منه. روى عنه ابنه سعد بن محيصة، وابن ابنه حرام بن سعد بن محيصة، ومحمد بن سهل بن أبى حثمة، وغيرهم.

560 -

مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشى الزهرى (2) :

أبو صفوان، وقيل: أبو المسور، وقيل: أبو الأسود، والأول أصح، وهو والد المسور ابن مخرمة، وهو ابن عم سعد بن أبى وقاص بن أهيب. أسلم يوم الفتح، وكان من المؤلفة قلوبهم، وحسن إسلامه، وكان له سن وعلم بأيام الناس وبقريش خاصة، وكان يؤخذ عنه النسب، وشهد حنينًا مع النبى صلى الله عليه وسلم، وأعطاه النبى صلى الله عليه وسلم

(1) انظر: الإصابة (3/388) ، والاستيعاب (3/498) ، والتاريخ الكبير (8/53) ، وتهذيب التهذيب (10/67) ، والجرح والتعديل (8/426) ، وأسد الغابة (4/334) ..

(2)

انظر: الإصابة (3/390) ، والاستيعاب (3/415) ، والتاريخ الكبير (8/15) ، والجرح والتعديل (8/362) ، وأسد الغابة (4/337) ، وسير أعلام النبلاء (2/542 - 544) برقم (113) ..

ص: 85

خمسين بعيرًا، وهو أحد من أقام أنصاب الحرم فى خلافة عمر بن الخطاب، أرسله عمر، رضى الله عنه، وأزهر ابن عبد عوف، وسعيد بن يربوع، وحويطب بن عبد العزى فحددوها. توفى بالمدينة سنة أربع وخمسين، وهو ابن مائة وخمس عشرة سنة، وعُمى فى آخر عمره، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يتقى لسانه.

561 -

مخلد بن خفاف (1) :

مذكور فى المختصر فى مسألة الخراج بالضمان، وهو بفتح الميم، وإسكان الخاء، وخفاف بضم الخاء المعجمة وتخفيف الخاء، وهو مخلد بن خفاف بن إيماء بن رحضة، بفتح الراء والحاء المهملتين والضاد المعجمة، الغفارى. قال ابن أبى حاتم: يقال: إن لخفاف ولأبيه ولجده صحبة، وكانوا ينزلون غبقة، ويأتون المدينة كثيرًا.

روى عن عروة. روى عنه ابن أبى ذؤيب. قال ابن أبى حاتم: لم يرو عنه غير ابن أبى ذؤيب، وليس هذا إسنادًا تقوم بمثله الحجة، يعنى الحديث المروى عن مخلد، عن عروة، عن عائشة، عن النبى صلى الله عليه وسلم أن الخراج بالضمان، غير أنى أقول به؛ لأنه أصلح من أراء الرجال.

562 -

مرارة بن الربيع:

ويقال: ابن ربيعة الأنصارى العمرى الصحابى، من بنى عمرو بن عوف، شهد بدرًا، وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم.

563 -

مرثد بن أبى مرثد الغنوى (2) :

الصحابى ابن الصحابى، واسم أبى مرثد كناز بن الحصين، وسيأتى نسبه وحاله فى ترجمته من الكنى، شهد أبو مرثد وابنه مرثد بدرًا مع النبى صلى الله عليه وسلم، واستشهد مرثد فى غزوة الرجيع مع عاصم بن ثابت فى صفر سنة ثلاث من الهجرة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن الصامت، وكان يحمل الأسارى من مكة إلى المدينة لشدته وقوته.

564 -

مرحب اليهودى:

مذكور فى المختصر فى باب الأنفال، وهو بفتح الميم والحاء، قُتل كافرًا يوم خيبر، واختلفوا فى قاتله، فقيل: على بن أبى طالب، وقيل: محمد بن مسلمة الأنصارى، رضى الله عنهما. قال ابن عبد البر فى كتابه الدرر فى مختصر السيرة: قال محمد بن إسحاق: إن محمد بن مسلمة هو الذى قتل مرحبًا اليهودى بخيبر.

(1) التاريخ الكبير للبخارى (7/1908) ، الجرح والتعديل (8/1590) ، ميزان الإعتدال (4/8389) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/74- 75) ، تقريب التهذيب (6536)، وقال: “خفاف بضم المعجمة وفاءين الأولى خفيفة، مقبول من الثالثة 4”..

(2)

الطبقات الكبرى لابن سعد (3/48) ، الجرح والتعديل (8/1377) ، الإستيعاب (3/1383) ، أسد الغابة (4/344) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/82) ، الإصابة (3/7878) ، تقريب التهذيب (6548)، وقال: الغنوي بفتح المعجمة والنون، صحابي استشهد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم سنة أربع د ت س”..

ص: 86

قال: وخالفه غيره، فقال: بل قتله على بن أبى طالب. قال ابن عبد البر: هذا هو الصحيح عندنا. ثم روى ذلك بإسناده عن بريدة، وسلمة بن الأكوع.

وقال الشافعى فى المختصر: نفل النبى صلى الله عليه وسلم يوم خيبر محمد بن مسلمة سلب مرحب، ذكره فى أول باب جامع السير، وهذا تصريح منه بأن قاتله محمد بن مسلمة. وقال ابن الأثير: الصحيح الذى عليه أكثر أهل السير والحديث أن عليًا هو قاتله. قال المصنف، رحمه الله: قلت: وفى صحيح مسلم بإسناده عن سلمة بن الأكوع التصريح بأن عليًا هو الذى قتله.

565 -

مروان بن الحكم (1) :

تكرر فى المختصر والمهذب. هو أبو عبد الملك، يكنى بابنه عبد الملك بن مروان، وقيل: أبو القاسم، وقيل: أبو الحكم مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القريشى الأموى، وهو ابن عم عثمان بن عفان بن أبى العاص، ولد مروان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، وقيل: بالطائف سنة ثنتين من الهجرة.

وقال مالك: ولد يوم أُحُد، وقيل: يوم الخندق، ولم يسمع النبى صلى الله عليه وسلم، ولا رآه؛ لأنه خرج إلى الطائف طفلاً لا يعقل حين نفى النبى صلى الله عليه وسلم أباه الحكم، فكان مع أبيه بالطائف حتى استخلف عثمان، رضى الله عنه، فردهما، واستكتب عثمان مروان، ثم استعمله معاوية على المدينة، ومكة، والطائف، ثم عزله عن المدينة سنة ثمان وأربعين، واستعمل عليها سعيد بن العاص، وبقى عليها أميرًا إلى سنة أربع وخمسين، ثم عزله واستعمل الوليد بن عتبة بن أبى سفيان، ولم يزل عليها حتى مات معاوية، ولما مات معاوية بن يزيد بن معاوية ولم يعهد إلى أحد، بايع بعض الناس بالشام مروان بن الحكم بالخلافة، وبايع الضحاك بن قيس الفهرى بالشام لعبد الله بن زبير، فالتقيا واقتتلا بمرج راهط عند دمشق، فقتل الضحاك واستقام الأمر لمروان بالشام ومصر.

قال ابن قتيبة: بويع بالجابية. قال: وكان أبوه الحكم أسلم يوم فتح مكة، وطرده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وج الطائف؛ لأنه كان يفشى سره. وتوفى فى خلافة عثمان. قال: وكان للحكم أحد وعشرون

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (5/35) ، التاريخ الكبير للبخارى (7/1579) ، الجرح والتعديل (8/1238) ، الإستيعاب (3/1387) ، أسد الغابة (4/348) ، تاريخ الإسلام (3/70) ، ميزان الإعتدال (4/8422) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/91- 92) ، الإصابة (3/7914) ، تقريب التهذيب (6567)، وقال: “لا تثبت له صحبة من الثانية، قال عروة بن الزبير: مروان لا يتهم في الحديث خ 4”..

ص: 87

ابنًا وثمان بنات. قال: وكان ولايته عشرة أشهر، وتوفى بالشام سنة خمس وستين، وكان له من الأولاد: عبد الملك، ومعاوية، وعبيد الله، وعبد الله، وأبان، وداود، وعبد العزيز، وعبد الرحمن، وبشر، ومحمد، وأم عمرو، وأم عثمان، وعمرة.

566 -

المستورد بن شداد الصحابى، رضى الله عنه (1) :

هو المستورد بن شداد بن عمرو بن حسل بن اللاحب بن حبيب بن عمرو بن شيبان ابن محارب بن فهر القريشى الفهرى، سمع من النبى صلى الله عليه وسلم سبعة أحاديث، روى مسلم منها حديثين. سكن الكوفة ثم مصر، وروى عنه أهلهما.

567 -

مسروق التابعى (2) :

هو أبو عائشة مسروق بن الأجدع، بالجيم ودال مهملة، ابن مالك بن أمية بن عبد الله الهمدانى الكوفى التابعى المخضرم. روى عن أبى بكر الصديق، وعثمان، وعلى. وسمع عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وخباب بن الأرت، وزيد بن ثابت، وابن عمرو، والمغيرة، وعائشة، رضى الله عنهم. روى عنه أبو وائل، وهو أكبر منه، وسليم ابن أسود، وابن الضحى، والشعبى، والنخعى، والسبيعى، وعبد الله بن مرة، وعبيد الله ابن عبد الله بن عقبة، وآخرون. واتفقوا على جلالته، وتوثيقه، وفضيلته، وإمامته.

قال الشعبى: ما علمت أحدًا كان أطلب للعلم من مسروق. وقال مرة: ما ولدت همدانية مثل مسروق. وقال على بن المدينى: لا أقدم على مسروق أحدًا من أصحاب ابن مسعود، وصلى خلف أبى بكر، ولقى عمر وعليًا، ولم يرو عن عثمان شيئًا. وقال أبو داود: كان أبو مسروق أفرس فارس باليمن، وهو ابن أخت عمرو بن معدى كرب.

وقال عمر بن الخطاب لمسروق: ما اسمك؟ قال: مسروق بن الأجدع، فقال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: “الأجدع شيطان”، أنت مسروق بن عبد الرحمن. قال الشعبى: فرأيته فى الديوان مسروق بن عبد الرحمن، وكان مسروق يصلى حتى تورمت قدماه. قال أبو سعد السمعانى: كان مسروق سُرِقَ فى صغره، فغلب عليه ذلك. توفى سنة ثنتين، وقيل: سنة ثلاث وستين، رحمه الله تعالى.

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (6/61) ، التاريخ الكبير للبخارى (8/1986) ، الجرح والتعديل (8/1661) ، الإستيعاب (4/1471) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/106- 107) ، الإصابة (3/7928) ، تقريب التهذيب (6596) ..

(2)

الطبقات الكبرى لابن سعد (6/76- 84) ، التاريخ الكبير للبخارى (8/2065) ، الجرح والتعديل (8/1820) ، تاريخ بغداد للخطيب (13/232) ، سير أعلام النبلاء (4/63- 69) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/109- 111) ، تقريب التهذيب (6601)، وقال: “ثقة فقيه عابد مخضرم من الثانية مات سنة اثنتين، ويقال: سنة ثلاث وستين ع”..

ص: 88

568 -

مسطح بن أثاثة (1) :

هو بكسر الميم وإسكان السين، وأثاثة بهمزة مضمومة، ثم ثاء مثلثة مكررة. وهو أبو عباد، وقيل: أبو عبد الله مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصى القرشى المطلبى، ويقال: اسمه عوف، ومسطح لقب له، واسم أم مسطح سلمى بنت أبى رهم بن المطلب بن عبد مناف، وأمها رائطة بنت صخر بن عامر بن كعب خالة أبى بكر الصديق، رضى الله عنه. شهد مسطح بدرًا، وقيل: شهد صفين مع على، وقيل: توفى قبلها سنة أربع وثلاثين، والأول أكثر، فعلى هذا قالوا: مات سنة سبع وثلاثين.

569 -

مسعر بن كدام - بكسر الكاف - ابن ظهير بن عبيدة - بضم العين - ابن الحارث بن هلال (2) :

أبو سلمة العامرى الهلالى الكوفى. روى عن عمر بن سعيد النخعى، وأبى إسحاق السبيعى، وعبد الملك بن عمير، والأعمش، وخلائق، وغيرهم من التابعين. روى عنه سليمان التيمى، ومحمد بن إسحاق، والثورى، وشعبة، ومالك بن مغول، وابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى القطان، ووكيع، ويزيد بن هارون، وخلائق، وغيرهم. واتفقوا على جلالته.

قال هشام بن عروة: ما قدم علينا من العراق أفضل من أيوب السختيانى ومسعر. وقال يحيى بن سعيد: ما رأيت مثل مسعر، كان من أثبت الناس. وقال سفيان الثورى: كنا إذا شككنا فى شىء سألنا مسعرًا عنه. وقال شعبة: كنا نسمى مسعرًا المصحف. وقال أبو حاتم: مسعر أتقن وأجود حديثًا وأعلى إسنادًا من سفيان، وأتقن من حماد بن زيد. وقال إبراهيم بن سعد: كان شعبة وسفيان إذا اختلفا فى شىء قال: اذهب بنا إلى الميزان مسعر. توفى سنة خمس وخمسين ومائة.

570 -

مسلم بن الحجاج (3) :

الإمام صاحب الصحيح. تكرر ذكره فى الروضة، وذكره فى المهذب فى موضع واحد فى باب قسم الفىء، ولا ذكر له فى المهذب فى غير هذا الموضع، ولا ذكر له فى الوسيط وباقى هذه الكتب الستة. هو الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيرى، من بنى قشير، قبيلة من العرب معروفة، النيسابورى، إمام أهل

(1) انظر: الإصابة (3/408) ، وأسد الغابة (4/354) ، والاستيعاب (3/494) ، وحلية الأولياء (2/20) ، وسير أعلام النبلاء (1/187)(20) ، وطبقات ابن سعد (3/53) ، والعقد الثمين (6/443) ..

(2)

الطبقات الكبرى لابن سعد (6/364) ، التاريخ الكبير للبخارى (8/1971) ، الجرح والتعديل (8/1685) ، سير أعلام النبلاء (7/163) ، تاريخ الإسلام (6/287) ، ميزان الإعتدال (4/8470) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/113- 115) ، تقريب التهذيب (6605)، وقال: “ثقة ثبت فاضل من السابعة مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين ع”..

(3)

الجرح والتعديل (8/797) ، تاريخ بغداد للخطيب (13/100) ، سير أعلام النبلاء (12/557) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/226) ، تقريب التهذيب (6623)، وقال: “ثقة حافظ إمام مصنف عالم بالفقه مات سنة إحدى وستين وله سبع وخمسون سنة ت”..

ص: 89

الحديث.

سمع قتيبة بن سعيد، والقعنبى، وأحمد بن حنبل، وإسماعيل بن أبى أويس، ويحيى ابن يحيى، وأبا بكر وعثمان ابنى أبى شيبة، وعبد الله بن أسماء، وشيبان بن فروخ، وحرملة بن يحيى صاحب الشافعى، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن يسار، ومحمد بن مهران، ومحمد بن يحيى بن أبى عمر، ومحمد بن سلمة المرادى، ومحمد بن عمر، وربيحًا، ومحمد بن رمح، وخلائق من الأئمة وغيرهم.

روى عنه أبو عيسى الترمذى، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإبراهيم بن محمد ابن سفيان الفقيه الزاهد، وهو راوية صحيح مسلم، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وعلى بن الحسين، ومكى بن عبدان، وأبو حامد أحمد بن محمد الشرقى، وأخوه عبد الله، وحاتم بن أحمد الكندى، والحسين بن محمد بن زياد القبانى، وإبراهيم بن أبى طالب، وأبو بكر محمد بن النضر الجارودى، وأحمد بن سلمة، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائنى، وأبو عمر، وأحمد بن المبارك المستملى، وأبو حامد أحمد بن حمدون الأعمش، وأبو العباس محمد بن إسحاق بن السراج، وزكريا بن داود الخفاف، ونصر بن أحمد الحافظ يُعرف بنصرك، وخلائق.

وأجمعوا على جلالته، وإمامته، وعلو مرتبته، وحذقه فى هذه الصنعة، وتقدمه فيها، وتضلعه منها، ومن أكبر الدلائل على جلالته، وإمامته، وورعه، وحذقه، وقعوده فى علوم الحديث، واضطلاعه منها، وتفننه فيها، كتابه الصحيح الذى لم يوجد فى كتاب قبله ولا بعده من حُسن الترتيب، وتلخيص طرق الحديث بغير زيادة ولا نقصان، والاحتراز من التحويل فى الأسانيد عند اتفاقها من غير زيادة، وتنبيهه على ما فى ألفاظ الرواة من اختلاف فى متن أو إسناد ولو فى حرف، واعتنائه بالنتبيه على الروايات المصرحة بسماع المدلسين وغير ذلك مما هو معروف فى كتابه، وقد ذكرت فى مقدمة شرحى لصحيح مسلم جُملاً من التنبيه على هذه الأشياء وشبهها مبسوطة ووضحته، ثم نبهت على تلك الدقائق والمحاسن فى أثنار الشرح فى مواطنها، وعلى الجملة فلا نظير لكتابه فى هذه الدقائق وسنعة الإسناد، وهذا عندنا من المحققات التى لا شك فيها للدلائل المتظاهرة عليها.

ومع هذا فصحيح البخارى أصح وأكثر فوائد، هذا هو مذهب

ص: 90

جمهور العلماء، وهو الصحيح المختار، لكن كتاب مسلم فى دقيق الأسانيد ونحوها أجود كما ذكرناه، وينبغى لكل راغب فى علم الحديث أن يعتنى به ويتفطن فى تلك الدقائق، فيرى فيها العجائب من المحاسن، وإن ضعف عن الاستقلال باستخراجها استعان بالشرح المذكور، وبالله التوفيق.

وقد ذكرت فى مقدمة شرح صحيح مسلم جُملاً من المهمات المتعلقة به، التى لابد للراغب فيه من معرفتها مع بيان جملة من أحوال مسلم وأحوال رواة الكتاب عنه.

واعلم أن مسلمًا، رحمه الله، أحد أعلام أئمة هذا الشأن، وكبار المبرزين فيه، وأهل الحفظ والإتقان والرحالين فى طلبه إلى أئمة الأقطار والبلدان، والمعترف له بالتقدم فيه بلا خلاف عند أهل الحذق والعرفان، والمرجوع إلى كتابه، والمعتمد عليه فى كل الأزمان.

سمع بخراسان يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهوية، وآخرين، وبالرى محمد بن مهران، وأبا غسان، وآخرين، وبالعراق ابن حنبل، وعبد الله بن مسلمة، وآخرين، وبالحجاز سعيد بن منصور، وأبا مصعب، وآخرين، وبمصر عمرو بن سواد، وحرملة بن يحيى، وآخرين، وخلائق كثيرين. روى عنه جماعة من كبار أئمة عصره وحفاظه كما قدمنا، وفيهم جماعات فى درجته، منهم أبو حاتم الرازى، وموسى بن هارون، وأحمد بن سلمة، والترمذى، وغيرهم.

وصَنَّف مسلم، رحمه الله، فى علم الحديث كُتبًا كثيرة، منها هذا الكتاب الصحيح الذى مَنّ الله الكريم وله الحمد والنعمة والفضل والمنة به على المسلمين، أبقى لمسلم به ذكرًا جميلاً، وثناءً حسنًا إلى يوم الدين، مع ما أعد له من الأجر الجزيل فى دار القرار، وعم نفعه المسلمين قاطبة. ومنها الكتاب المسند الكبير على أسماء الرجال، وكتاب الجامع الكبير على الأبواب، وكتاب العلل، وكتاب أوهام المحدثين، وكتاب التمييز، وكتاب من ليس له إلا راوٍ واحد، وكتاب طبقات التابعين، وكتاب المخضرمين، وغير ذلك.

قال الحاكم أبو عبد الله: حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن سلمة يقول: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج فى معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما. وفى رواية: فى معرفة الحديث، ومن حقق نظره فى صحيح مسلم،

ص: 91

رحمه الله، واطلع على ما أودعه فى إسناده وترتيبه، وحُسن سياقه، وبديع طريقه من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق، وأنواع الورع والاحتياط والتحرى فى الروايات، وتلخيص الطرق واختصارها، وضبط متفرقها وانتشارها، وكثرة اطلاعه واتساع روايته، وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأعجوبات واللطائف الظاهرت والخفيات، علم أنه إمام لا يلحقه من بعد عصره، وقل من يساويه، بل يدانيه من أهل دهره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

وقد اقتصرت من أخباره، رضى الله عنه، على هذا القدر، فإن أحواله، رضى الله عنه، ومناقبه ومناقب كتابه لا تستقصى؛ لبعدها عن أن تُحصى، وقد دللت بما ذكرت من الإشارة إلى حالته على ما أهملت من جميل طريقته، والله الكريم أسأل أن يجزل فى مثوبته، ويجمع بيننا وبينه مع أحبابنا فى دار كرامته بفضله وجوده ورحمته.

توفى مسلم، رحمه الله تعالى، بنيسابور سنة إحدى وستين ومائتين. قال الحاكم أبو عبد الله فى كتاب المزكيين: سمعت أبا عبد الله بن الأخرم الحافظ، رحمه الله، يقول: توفى مسلم، رحمه الله، عشية الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين، وهو ابن خمس وخمسين سنة، رضى الله عنه.

571 -

مسلم بن خالد الزنجى (1) :

شيخ الشافعى، مذكور فى المختصر فى الأقضية، وفى أوائل الدعوى والبينات، وهو بفتح الزاى وكسرها، وهو الإمام أبو خالد مسلم بن خالد بن قرقرة. وقال ابن أبى حاتم: ابن جرجة. وقال الخطيب: هو مسلم بن خالد بن سعيد بن جرجة الزنجى المكى القرشى المخزومى، مولى أبى سفيان بن عبد الله بن عبد الأسد، وهو من تابعى التابعين.

سمع ابن أبى مليكة، والزهرى، وعمرو بن دينار، وزيد بن أسلم، وهشام بن عروة، وعبيد الله العمرى، والعلاء بن عبد الرحمن، وابن أبى ذؤيب، وعمرو بن يحيى، وابن جريج. روى عنه الشافعى، والحميدى، وابن وهب، والقعنبى، وعبد الله بن محمد بن نفيل، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وآدم بن أبى إياس، ومسدد، وهشام بن عمار، وأبو نعيم، وعبد الملك بن عبد العزيز الماجشون،

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (5/499) ، التاريخ الكبير للبخارى (7/1097) ، ضعفاء النسائى (569) ، الجرح والتعديل (8/800) ، سير أعلام النبلاء (8/158) ، ميزان الإعتدال (4/8485) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/128- 130) ، تقريب التهذيب (6625)، وقال: “صدوق كثير الأوهام من الثامنة مات سنة تسع وسبعين أو بعدها د ق”. .

ص: 92

وعبد الأعلى بن حماد، ويحيى بن زكريا بن أبى زائدة، والأسود بن عامر، وعلى بن الجعد، وخلائق آخرون.

وقال ابن أبى حاتم: مسلم الزنجى إمام فى الفقه والعلم، وكان أبيض مشربًا بحمرة، مليحًا، وإنما لقب بالزنجى لمحبته التمر. قالت له جاريته يومًا: ما أنت إلا زنجى؛ لأكله التمر، فبقى عليه هذا اللقب. وقال سويد بن سعيد: سُمى زنجيًا؛ لأنه كان شديد السواد. وقال إبراهيم الحربى: سُمى زنجيًا؛ لأنه كان أشقر.

واختلفوا فى توثيقه وجرحه. قال ابن معين: هو ثقة. وفى رواية: ليس به بأس. وقال على بن المدينى: ليس هو بشىء. وقال البخارى: مُنكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بذلك القوى، مُنكر الحديث، لا يُكتب حديثه ولا يُحتج به، يُعرف وينكر. وقال أحمد بن محمد بن الوليد: كان فقيهًا، عابدًا، يصوم الدهر، توفى بمكة سنة ثمانين ومائة، وكان كثير الغلط فى حديثه، وكان فى هديه نِعم الرجل.

وقال ابن عدى: هو حسن الحديث، وأرجوا أن لا بأس به. وقال الشيخ أبو إسحاق فى الطبقات: كان مسلم بن خالد مفتى مكة بعد ابن جريج، وتوفى سنة تسع وسبعين ومائة، وقيل: سنة ثمانين ومائة. قال: وأخذ عنه الشافعى، رضى الله عنه، الفقه. قلت: ومسلم، رضى الله عنه، أحد أجدادنا فى سلسلة الفقه المتصلة منا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سبق بيانها فى أول هذا الكتاب، وبالله التوفيق.

572 -

مسلم بن يسار التابعى (1) :

مذكور فى المختصر فى الزنا. هو أبو عبد الله مسلم بن يسار البصرى الفقيه، قيل: هو مولى عثمان بن عفان، وقيل: مولى طلحة بن عبيد الله، وقيل: مزنى. روى عن أبيه، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وابن عباس، وأبى الأشعث الصنعانى. روى عنه ابنه عبد الله، وأبو قلابة، وابن سيرين، وثابت البنانى، وأيوب، وغيرهم.

قال خليفة بن خياط: كان مسلم يُعد خامس خمسة من فقهاء البصرة. وقال محمد بن سعد: كان ثقة، فاضلاً، ورعًا، عابدًا. وقال ابن عون: كان لا يفضل أحد فى ذلك الزمان. وقال ابن معين: هو ثقة،

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (7/168) ، التاريخ الكبير للبخارى (7/1166) ، الجرح والتعديل (8/868) ، سير أعلام النبلاء (4/510- 514) ، تاريخ الإسلام (4/54) ، ميزان الإعتدال (4/8510) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/140- 141) ، تقريب التهذيب (6652)، وقال: “ثقة عابد من الرابعة مات سنة مائة أو بعدها بقليل د س ق”..

ص: 93

رجل صالح. وقال أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الله: هو ثقة. وقال ابن سعد: توفى سنة مائة أو سنة إحدى ومائة. وقال خليفة: سنة مائة.

573 -

المسور بن مخرمة الصحابى، رضى الله عنه (1) :

تكرر فى المهذب فى الحج والطلاق، هو بكسر الميم وإسكان السين وفتح الواو، وهو أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو عثمان المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشى الزهرى، أمه عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف، قيل: اسمها الشفاء.

ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين، وكان من فقهاء الصحابة وأهل الدين، ولم يزل مع خاله عبد الرحمن بن عوف فى أمر الشورى، وأقام بالمدينة إلى أن قُتل عثمان، ثم سار إلى مكة، فلم يزل بها حتى توفى معاوية، وأقام مع ابن الزبير بمكة، فقُتل فى حصار ابن الزبير، أصابه حجر المنجنيق وهو يصلى فى الحجر فقتله مستهل شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، وقيل: سنة ثلاث وسبعين، ودفن بالحجون، وصلى عليه ابن الزبير.

وللمسور ولأبيه صحة، وصح سماع المسور من رسول الله صلى الله عليه وسلم، رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وعشرون حديثًا، اتفقا على حديثين، وانفرد البخارى بأربعة، ومسلم بحديث. روى عنه أبو أمامة بن سهل بن حنيف وهو صحابى، وعلى بن حسين، رضى الله عنهما، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن أبى رافع، وسليمان بن يسار، وجهم بن أبى الجهم، وابن أبى مليكة، وعروة بن الزبير، وابنته أم بكر، وغيرهم.

وأما أبوه مخرمة، فكنيته أبو صفوان، وقيل: أبو المسور، وقيل: أبو الأسود، والأول أكثر، وهو ابن عم سعد بن أبى وقاص بن أهيب، وكان م مُسلمة الفتح والمؤلفة قلوبهم، ثم حسن إسلامه، وكان له سن وعلم بأيام الناس وبقريش خاصة، وكان يؤخذ عن النسب، وشهد حنينا مع النبى صلى الله عليه وسلم، وهو أحد من أقام أنصاب الحرم فى خلافة عمر ابن الخطاب، أرسله عمر، رضى الله عنه، وأرسل معه أزهر بن عبد عوف، وسعيد بن يربوع، وحويطب بن عبد العزى فحددوها. توفى بالمدينة سنة أربع وخمسين وعُمره مائة سنة وخمس عشر سنة، وعُمى فى آخر عُمره.

(1) التاريخ الكبير للبخارى (7/1798) ، الجرح والتعديل (8/1366) ، الاستيعاب (3/1399) ، أسد الغابة (4/365) ، سير أعلام النبلاء (3/360) ، تاريخ الإسلام (3/79) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/150 - 152) ، الإصابة (3/8993) ، تقريب التهذيب (6671)، وقال: “مقبول من السابعة حديثه في الطهارة من السنن، ولم يذكره المزي د”..

ص: 94

574 -

مسيلمة الكذاب عدو الله:

ذكره فى المهذب فى باب الضمان، ثم فى كتاب السير. هو مسيلمة بن حبيب، وهو من بنى حنيفة. قال ابن قتيبة: كنيته أبو ثمامة، وكان صاحب نيرنجات، وهو أول مَن أدخل البيضة فى قارورة. قال: وله عقب، وجمع جموعًا كثيرة من بنى حنيفة وغيرهم من سفهاء العرب وغوغائهم، وقصد قتال الصحابة فى أثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجهز عليه أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، الجيوش وأميرهم خالد بن الوليد، رضى الله عنه، سنة إحدى عشرة من الهجرة، فقاتلوه فظهروا على مسيلمة فقتلوه كافرًا. قيل: قتله وحشى ابن حرب، وقيل غيره، وقتل خلائق من أتباعه، وانهزم مَن أفلت منهم، وطفئت آثارهم.

575 -

المسيب (1) :

والد سعيد بن المسيب، والمسيب صحابى، رضى الله عنه، وهو بفتح الياء على المشهور، وقيل: بكسرها، وهو قول أهل المدينة، وكان سعيد يكره فتحها. وهو أبو سعيد المسيب بن حزن، بفتح الحاء المهملة، وإسكان الزاى، ابن أبى وهب بن عمرو بن عايذ بن عمران بن مخزوم القرشى المخزومى الكوفى.

وهو وأبوه حزن صحابيان، هاجرا إلى المدينة، وكان المسيب ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة فى قول. وقال مصعب: لا يختلف أصحابنا فى أن المسيب وأباه من مسلمة الفتح. قال أبو أحمد العسكرى: أحسب مصعبًا وهم؛ لأن المسيب حضر فى بيعة الرضوان وشهد اليرموك. روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أحاديث، اتفقا على حديثين، وانفرد البخارى بحديث، وهو راوى حديث وفاة أبى طالب. قالوا: ولم يرو عنه غير ابنه سعيد.

576 -

مصرف:

والد طلحة بن مصرف. مذكور فى المهذب فى صفة الوضوء. هو أبو طلحة مصرف ابن عمرو، ويقال: ابن كعب بن عمرو اليامى الكوفى التابعى. روى عن أبيه. روى عنه ابنه طلحة. وحديثه المذكور فى المهذب ضعيف، رحمه الله.

577 -

مُصعب - بضم الميم - ابن سعد بن أبى وقاص (2) :

مذكور فى المهذب فى صفة الصلاة، وهو تابعى، وهو مُصعب بن سعد بن أبى وقاص الزهرى، وقد

(1) التاريخ الكبير للبخارى (7/1782) ، الجرح والتعديل (8/1345) ، الاستيعاب (3/1400) ، أسد الغابة (4/366) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (10/152) ، الإصابة (3/7996) ، تقريب التهذيب (6674)، وقال: “حزن بفتح المهملة وسكون الزاي، له ولأبيه صحبة عاش إلى خلافة عثمان خ م د س”..

(2)

انظر: الجرح والتعديل (8/303) ، والمعرفة والتاريخ (2/159) ، وطبقات ابن سعد (7/350، 351) ، وتهذيب التهذيب (10/160) ، وتقريب التهذيب (2/251) ..

ص: 95

سبق تمام نسبه فى ترجمة أبيه، وهو مدنى سمع أباه، وعلى بن أبى طالب، وابن عمر. روى عنه مجاهد، وأبو إسحاق السبيعى، وعبد الملك بن عمير، وآخرون. واتفقوا على توثيقه. قال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث. توفى سنة ثلاث ومائة.

578 -

مصعب بن عمير الصحابى، رضى الله عنه:

مذكور فى المهذب فى الكفن، وأول الفرائض، هو أبو عبد الله مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى بن كلاب بن مرة القرشى العبدرى. كان من فضلاء الصحابة وخيارهم، ومن السابقين إلى الإسلام، أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم فى دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفًا من أمه وقومه، وكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سرًا، فبصر به عثمان بن طلحة العبدرى يصلى، فأعلم به أمه وأهله فحبسوه، فلم يزل محبوسًا إلى أن هاجر إلى الحبشة، ثم عاد إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة بعد العقبة الأولى ليعلم الناس القرآن ويصلى بهم، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الاثنى عشر أهل العقبة الثانية ليفقه أهل المدينة ويقرئهم القرآن، فنزل على أسعد بن زرارة، وكان يسمى بالمدينة المقرى.

قالوا: وهو أول من جمع الجمعة بالمدينة، وأسلم على يديه سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وكفى بذلك فضلاً وأثرًا فى الإسلام. قال البراء بن عازب: أول مَن قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير، ثم عمرو بن أم مكتوم، ثم عمار بن ياسر، وسعيد بن أبى وقاص، وابن مسعود، وبلال، ثم عمر بن الخطاب، رضى الله عنهم.

وشهد بدرًا، وأُحُدًا، واستشهد بأحد ومعه لواء المسلمين، قيل: كان عمره أربعين سنة أو أكثر قليلاً، ويقال: نزل فيه وفى أصحابه قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23] الآية، وكان قبل إسلامه أنعم فتى بمكة، وأجوده خلة، وأكمله شبابًا وجمالاً وجودًا، وكان أبواه يحبانه حبًا كثيرًا، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب بمكة، وكان أعطر أهل مكة، ثم انتهى به الحال فى الإسلام إلى أن كان عليه بردة مرقوعة بفروة.

وثبت فى الصحيحين عن خباب بن الأرت، رضى الله عنه، قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله تعالى، فوقع

ص: 96

أجرنا على الله تعالى، فمنا من مات ولم يأكل من عمله شيئًا، منهم مصعب بن عمير، قُتل يوم أُحُد، ولم نجد له ما نكفنه به إلا بردته، إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطى رأسه، وأن نجعل على رجليه الأذخر، ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهديها.

ومعنى أينعت: نضجت، وقوله: يهديها، بفتح أوله وكسر الدال وضمها، أى يجتنيها، وهو إشارة إلى ما فتح الله عليهم من الدنيا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان مصعب زوج حمنة بنت جحش، رحمه الله.

579 -

مطرف (1) :

المذكور فى المهذب فى أواخر باب الدعاوى والبينات. هو بضم الميم، وفتح الطاء، وكسر الراء المشددة، وهو أبو أيوب مطرف بن مازن الكنانى. قال ابن أبى حاتم فى كتابه الجرح والتعديل: هو أبو أيوب مطرف بن مازن الكنانى مولاهم، ولى القضاء بصنعاء، وتوفى بالرقة، ويقال: بمنيج. روى عن معمر، ويعلى بن مقسم. روى عنه بقية ابن الوليد، وإبراهيم بن موسى، وأيوب بن محمد الوزان.

قال يحيى بن معين: مطرف هذا كَذَّاب. هذا آخر كلام ابن أبى حاتم، وهذا الذى ذكرته من أن المذكور فى المهذب هو مطرف بن مازن، هو الصواب. وقد ذكر بعض المصنفين على المهذب أنه مطرف بن عبد الله بن الشخير، وهذا غلط فاحش وجهالة عظيمة، فإنه قال فى المهذب: قال الشافعى: رأيت مطرفًا يحلف الناس بصنعاء بالمصحف، ومعلوم أن الشافعى ولد سنة خمسين ومائة من الهجرة، وتوفى مطرف بن عبد الله سنة خمس ومائة من الهجرة.

580 -

المطعم بن عدى الكافر:

مذكور فى المهذب فى السير، هكذا ذكره فى المهذب أنه المطعم بن عدى، قتله النبى صلى الله عليه وسلم يوم بدر كافرًا فى الأسر، وهذا غلط فاحش، فإن مطعم بن عدى كان مات قبل يوم بدر بلا خلاف بين أهل التواريخ والسير وغيرهم. وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر فى أسارى بدر: “لو كان المطعم بن عدى حيًا فكلمنى فى هؤلاء السبى لأطلقتهم” (2)، قالوا: وإنما الذى قُتل يوم بدر طعيمة

(1) انظر: طبقات ابن سعد (5/548) ، وتاريخ ابن معين (2/570) ، والتاريخ الكبير (7/398) ، والجرح والتعديل (8/314) ، وميزان الاعتدال (4/125، 126) ، ولسان الميزان (6/47، 48) ..

(2)

أخرجه أحمد (4/80، رقم 16779) ، والبخارى (4/1475، رقم 3799) ، وأبو داود (3/61، رقم 2689) ، وابن الجارود (ص 274، رقم 1091) .

ص: 97

بن عدى، لكنه قُتل فى حال القتال لا فى الأسر، ولا يصح ذكر واحد منهما فى هذا الموضع.

581 -

المطلب بن عبد الله بن حنطب (1) :

مذكور فى المختصر فى مواضع من باب ما يقع به الطلاق، وحنطب بفتح الخاء المهملة، وإسكان النون، وفتح الطاء المهملة. هو أبو الحكم المطلب بن عبد الله بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمرو بن مخزوم القريشى المخزومى المدنى. قال ابن سعد: روى عن أبيه، وعمر بن الخطاب، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبى موسى الأشعرى، وأبى هريرة، وأبى رافع، وعائشة، وأم سلمة. روى عنه ابنه عبد العزيز، ومحمد بن عباد بن جعفر، وابن جريج، والأوزاعى.

قال ابن سعد: كان كثير الحديث، لا يُحتج به، فإنه يرسل عن النبى صلى الله عليه وسلم كثيرًا، وليس له لقى، وعامة أصحابه يدلسون. وقال ابن أبى حاتم: روى عن هؤلاء مرسلاً، وعن جابر يشبه أن يكون أدركه، وعامة أحاديثه مرسلة. وقال يعقوب بن سفيان والدارقطنى: هو ثقة. وسُئل أبو زرعة عنه، فقال: ثقة، قيل: أسمع عائشة؟ فقال: أرجوا أن يكون سمعها.

582 -

معاذ بن جبل الصحابى، رضى الله عنه (2) :

تكرر فى هذه الكتب، هو بالذال المعجمة. هو أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ، بالمعجمة، ابن عدى بن كعب بن عمرو بن أدى بن سعد بن على بن أسد بن ساردة بن تزيد، بالمثناة فوق، ابن جشم بن الخزرج الأنصارى الخزرجى الجشمى المدنى الفقيه، الفاضل، الصالح.

أسلم معاذ وهو ابن ثمانى عشرة سنة، وشهد العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، ثم شهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وسبعة وخمسون حديثًا، اتفقا على حديثين، وانفرد البخارى بثلاثة، ومسلم بحديث.

روى عنه ابن عمر، وابن عباس، وابن عمرو بن العاص، وأبو قتادة، وجابر، وأنس، وأبو أمامة، وأبو ثعلبة، وعبد الرحمن بن سمرة، وآخرون من الصحابة، رضى الله عنهم، وخلائق من التابعين.

توفى فى طاعون عمواس بالشام سنة ثمانى عشرة، وقيل: سبعة عشر، والصحيح الأول، وقبره فى مشاق غور بيان، وعمواس التى نسب إليها الطاعون

(1) انظر: الجرح والتعديل (8/359) ، والتاريخ الكبير (8/7) ، وتاريخ ابن معين (2/570، 571) ، وسير أعلام النبلاء (5/317) برقم (154) ، وتهذيب التهذيب (10/178، 179) ، وتقريب التهذيب (2/254) ..

(2)

انظر: الإصابة (3/246) ، والاستيعاب (3/355) ، وأسد الغابة (5/194) ، والتاريخ الكبير (7/359) ، وحلية الأولياء (1/228) ، وسير أعلام النبلاء (1/443)(86) ..

ص: 98

بالرملة وبيت المقدس، نُسب الطاعون إليها لأنه بدأ بها، هو بفتح العين والميم. وتوفى شهيدًا فى الطاعون، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وقيل: أربع وثلاثين، وقيل: ثمان وثلاثين.

روينا بالإسناد الصحيح فى سنن أبى داود، والنسائى، عن معاذ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده، وقال: “يا معاذ، والله إنى لأحبك”، وقال: “أوصيك يا معاذ لا تدعن فى دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك” (1) .

وروينا عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “يأتى معاذ يوم القيامة رتوة بين العلماء”، والرتوة رمية بسهم، وقيل: بحجر.

وعن ابن مسعود قال: إن معاذًا كان أمة قانتًا لله حنيفًا، ولم يك من المشركين، قالوا: يا أبا عبد الرحمن، إن إبراهيم كان أمة، فقال: إنا كنا نشبه معاذًا بإبراهيم.

وعن أنس، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أُبىّ ابن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. رواه البخارى ومسلم.

وعن ابن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “خذو القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبى حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأُبىّ بن كعب” (2) . رواه البخارى ومسلم.

وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أرحم أمتى لأمتى أبو بكر، وأشدهم فى أمر الله عمر، وأشدهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرأهم أُبىّ، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح” (3) . رواه الترمذى، والنسائى، وابن ماجة بأسانيد صحيحة حسنة، وقال الترمذى: هو حديث حسن صحيح.

وعن أبى هريرة، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نِعم الرجل أبو بكر، نِعم الرجل عمر، نِعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نِعم الرجل أسيد بن حضير، نِعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس، نِعم الرجل معاذ بن جبل، نِعم الرجل معاذ بن عمرو ابن الجموح”. رواه الترمذى، والنسائى بإسناد صحيح. قال الترمذى: حديث حسن.

وعن معاذ، رضى الله عنه، قال: كنت ردف النبى صلى الله عليه وسلم ليس بينى وبينه إلا مؤخرة الرحل، فقال: “يا معاذ بن جبل”، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، فذكر حديثًا: “هل تدرى ما حق الله على

(1) أخرجه أحمد (5/244، رقم 22172) ، وأبو داود (2/86، رقم 1522) ، والنسائى فى الكبرى (6/32، رقم 9937) ، والحاكم (1/407، رقم1010)، وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين. والطبرانى (20/60، رقم 110) ، وابن حبان (5/365، رقم 2021) . وأخرجه أيضا: عبد بن حميد (ص 71، رقم120) .

(2)

أخرجه البخارى (3/1372، رقم 3548) واللفظ له، ومسلم (4/1914، رقم 2464) ، وابن حبان (16/70، رقم 7128) . وأخرجه أيضًا: أحمد (2/189، رقم 6767) ، والنسائى فى الكبرى (5/9، رقم 8001) ، وأبو نعيم (1/176) ، والخطيب (8/160) . عن مسروق قال ذكر عبد الله عند عبد الله بن عمرو فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعد ما سمعت رسول الله (يقول

فذكره.

(3)

أخرجه الطيالسى (ص 281، رقم 2096) ، وأحمد (3/281، رقم 14022) ، والترمذى (5/665، رقم 3791) وقال: حسن صحيح. والنسائى فى الكبرى (5/67، رقم 8242) ، وابن ماجه (1/55، رقم 154) ، وابن حبان (16/85، رقم 7137) ، والحاكم (3/477، رقم 5784)، وقال: صحيح على شرط الشيخين. وأبو نعيم فى الحلية (3/122) ، والبيهقى (6/210، رقم 11966) ، والضياء (6/225، رقم 2240) .

ص: 99

العباد؟ وما حق العباد على الله؟ ” إلى آخره (1) ، رواه البخارى ومسلم. وثبت فى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى اليمن يدعوه إلى الإسلام وشرائعه.

ومعاذ، رضى الله تعالى عنه، أحد الذين كانوا يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثلاثة من المهاجرين: عمر، وعثمان، وعلى، وثلاثة من الأنصار: أُبىّ بن كعب، ومعاذ ابن جبل، وزيد بن ثابت.

وعن جابر بن عبد الله، قال: كان معاذ من أحسن الناس وجهًا وخلقًا، وأسمحهم كفًا، ولما وقع الطاعون بالشام قال معاذ: اللهم أدخل على آمعاذ نصيبهم من هذا، فطُعنت له امرأتان فماتتا، ثم طعن ابنه عبد الرحمن فمات، ثم طعن معاذ فجعل يغشى عليه، فإذا أفاق قال: رب غمنى غمك، فوعزتك أنك لتعلم أنى أحبك، ثم يغشى عليه، فإذا أفاق قال مثله، ولما حضرته الوفاة قال: مرحبًا بالموت، مرحبًا زائر حبيب جاء على فاقة، اللهم أنك تعلم أنى كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك إنى لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكرى الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظماء الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.

وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “معاذ إمام العلماء يوم القيامة برتوة أو رتوتين” (2) ، الرتوة رمية الحجر.

وقال ابن مسعود: إن معاذًا كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين، فقيل له: إنما قال الله تعالى هذا فى إبراهيم، فأعاد ابن مسعود قوله، ثم قال: الأمة الذى يعلم الخير ويؤتم، والقانت المطيع لله عز وجل، وكذلك كان معاذ معلمًا للخير، مُطعيًا لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وأحوال معاذ ومناقبه غير منحصرة، رضى الله عنه.

583 -

معاذ القارىء (3) :

المذكور فى المختصر فى باب صلاة التطوع من المختصر. قال البيهقى فى هذا الباب من السنن الكبير: هو أبو حليمة معاذ بن الحارث، شهد الجسر مع أبى عبيد الثقفى فى خلافة عمر بن الخطاب، رضى الله تعالى عنه، قال: وقيل: له صحبة، هذا كلام البيهقى.

وقال ابن أبى حاتم فى كتابه: معاذ بن الحارث أبو حليمة الأنصارى القارىء، شهد الجسر. روى عن نافع، وسعيد المقبرى، وعبد الله بن الحارث، يقال: إنه قُتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين بالمدينة. قال: وهو الذى أقامه عمر بن

(1) أخرجه أحمد (5/242، رقم 22149) ، والبخارى (5/2224، رقم 5622) ، ومسلم (1/58، رقم 30) ، والترمذى (5/26، رقم 2643) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (2/1435، رقم 4296) ، وابن حبان (2/82، رقم 362) . وأخرجه أيضا: النسائى فى الكبرى (6/55، رقم 10014) .

(2)

أخرجه أبو نعيم (1/229) . قال الهيثمى (9/311) : رواه الطبرانى مرسلا وفيه محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصارى ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.

(3)

انظر: أسد الغابة (4/378) ، والتاريخ الكبير (7/361) ، وتهذيب التهذيب (10/188) .

ص: 100

الخطاب، رضى الله عنه، ليصلى بهم التراويح فى رمضان.

وفى تاريخ البخارى أنه مدنى. ذكره ابن عبد البر، وابن مندة، وأبو نعيم الأصبهانى فى الصحابى، وذكروا خلافًا فى شهوده الخندق، وقيل: شهدها مع النبى صلى الله عليه وسلم، وقيل: لم يشهدها، ولم يدرك من زمنه صلى الله عليه وسلم إلا ست سنين، ومن حديثه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: “منبرى على ترعة من ترع الجنة”. قال ابن مندة، وأبو نعيم: توفى قبل زيد بن ثابت. وقال ابن عبد البر: قُتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين.

584 -

معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجار الأنصارى النجارى الصحابى:

ويُعرف بابن عفراء، وهى أمه بنت عبيد بن ثعلبة من بنى غنم بن مالك بن النجار. شهد معاذ وأخواه عوف ومعوذ بنو عفراء بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقُتل عوف ومعوذ، وأسلم معاذ فشهد أُحُدًا، والخندق، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر ابن إسحاق فيمن شهد بدرًا من الأنصار من بنى سواد بن مالك عوفًا، ومعوذًا، ومعاذًا، ورفاعة بنى الحارث، وهم بنو عفراء، وقيل: إن معاذًا بقى إلى زمن عثمان، وقيل: جرح ببدر وعاد إلى المدينة، فتوفى بها.

وقال خليفة بن خياط: عاش معاذ إلى زمن على. وذكر الواقدى أن معاذ بن الحارث ورافع بن مالك الزرقى أول من أسلم من الأنصار بمكة، وأن معاذًا هذا من اليمانية الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة. قال: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معمر بن الحارث. قال: وتوفى معاذ فى زمن على، رضى الله عنه، سنة صفين، وأما قول ابن مندة أنه قتل ببدر، فاتفقوا على تغليطه فيه، وفى كلامه ما يرد على نفسه، ومعاذ هذا الذى شارك فى قتل أبى جهل.

ثبت فى صحيح البخارى وغيره، عن أنس، قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم يوم بدر: “من ينظر ما صنع أبو جهل؟ ”، فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه أبناء عفراء حتى برد، فقال: أنت أبو جهل، وذكر تمام الحديث.

585 -

معاوية بن حديج بن أبى حنيفة الكوفى الكندى التجيبى الصحابى (1) :

كنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو نعيم، معدود فى المصريين، غزا إفريقية أميرًا ثلاث مرات، وأصيبت عينه فيها، وقيل: غزا الحبشة مع ابن أبى سرح، وتوفى قبل ابن عمر بيسير.

586 -

معاوية بن الحكم الصحابى، رضى الله تعالى عنه (2) :

مذكور فى المهذب فى باب ما يفسد الصلاة، وباب سجود السهو، وهو معاوية بن الحكم السُلمى، بضم السين، سكن المدينة، وحديثه المذكور فى المهذب فى هذين البابين رواه مسلم فى صحيحه، وقد روى معاوية عن النبى صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر حديثًا.

587 -

معاوية بن حيدة - بفتج الحاء المهملة وإسكان المثناة تحت - ابن معاوية بن قيس بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيرى البصرى الصحابى (3) :

وهو جد بهز بن حكيم بن معاوية الراوى عن أبيه، عن جده، مذكور فى المهذب فى الزكاة، وغزا خراسان ومات بها، سُئل يحيى بن معين، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، فقال: إسناد صحيح إذا كان من دونهم ثقة.

588 -

معاوية بن أبى سفيان (4) :

الصحابى ابن الصحابى. تكرر فى هذه الكتب، هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبى سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى القرشى الأموى، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، يجتمع أبوه وأمه فى عبد شمس، أسلم هو وأبوه أبو سفيان وأخوه يزيد بن أبى سفيان، وأمه هند فى فتح مكة، وكان معاوية يقول: إنه أسلم يوم الحديبية وكتم إسلامه من أبيه وأمه، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينًا، فأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير وأربعين أوقية، وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم، ثم حسن إسلامهما.

وكان أحد الكُتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما بعث أبو بكر، رضى الله تعالى عنه، الجيوش إلى الشام سار معاوية مع أخيه يزيد، فلما مات يزيد استخلفه على عمله بالشام، وهو دمشق، فأقره عمر، رضى الله عنه، مكانه. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وثلاثة وستون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم على أربعة منها، وانفرد

(1) انظر: الإصابة (3/431) ، والنجوم الزاهرة (1/151) ، وطبقات ابن سعد (7/503) ، والتاريخ الكبير (7/328) ، والجرح والتعديل (8/377) ، والاستيعاب (3/406) ، ووفيات الأعيان (3/130) ، وأسد الغابة (4/383) ، وسير أعلام النبلاء (3/37) ، والبداية والنهاية (8/60) ، وتهذيب التهذيب (10/203) ..

(2)

انظر: الإصابة (3/432) ، وتهذيب التهذيب (10/205) ، والتاريخ الكبير (7/328) ، والجرح والتعديل (8/376) ، والاستيعاب (3/403) ، وأسد الغابة (4/384) .

(3)

انظر: الإصابة (3/432) ، والثقات لابن حبان (3/374) ، والجرح والتعديل (8/376) ، وطبقات ابن سعد (7/35) ، وتهذيب التهذيب (10/205، 206) ، والتاريخ الكبير (7/329) ، وأسد الغابة (8/376) .

(4)

انظر: والإصابة (3/433 - 435) ، والتاريخ الكبير (7/326 - 328) ، والجرح والتعديل (8/377) ، ومشاهير علماء الأمصار (50) برقم (326) ، والاستيعاب (3/395) ، وأسد الغابة (4/385 - 388) ، والكاشف (3/138، 139) ، وسير أعلام النبلاء (3/119 - 162) برقم (25) ، وتهذيب التهذيب (10/207) ، والشعر والشعراء (2/809) ، والطبقات الكبرى (3/32، 7/406) ، وتاريخ بغداد (1/207 - 210) ، والجمع بين رجال الصحيحين (2/489) ، ونهاية الأرب (20/543، 544) ، والبداية والنهاية (8/20، 117) ، والعقد الثمين (7/227) ، وشذرات الذهب (1/65) ..

ص: 101

البخارى بأربعة، ومسلم بخمسة.

روى عنه من الصحابة ابن عباس، وأبو الدرداء، وجرير بن عبد الله، والنعمان بن بشير، وابن عمر، وابن الزبير، وأبو سعيد الخدرى، والسائب بن يزيد، وأبو أمامة بن سهل. ومن التابعين ابن المسيب، وحميد بن عبد الرحمن، وغيرهما. ولما ولاه عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، الشام مكان أخيه يزيد بقى أميرًا خلافة عمر، ثم أقره عثمان، وولى الخلافة بعد ذلك عشرين سنة.

قال محمد بن سعيد: بقى معاوية أميرًا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة. وقال الوليد بن مسلم: كان خلافته تسع عشرة سنة ونصفًا، وقيل: تسع عشرة سنة وثمانية أشهر وعشرين يومًا. وولى دمشق أربع سنين من خلافة عمر، واثنتى عشرة من خلافة عثمان، مع ما أضاف إليه من باقى الشام، وأربع سنين تقريبًا أيام خلافة على، وستة أشهر خلافة الحسن، وسلم إليه الخلافة سنة إحدى وأربعين، وقيل: سنة أربعين، والأول أصح.

واتفقوا على أنه توفى بدمشق، ثم المشهور أنه توفى يوم الخميس لثمان بقين من رجب، وقيل: لنصف رجب سنة ستين من الهجرة، وقيل: سنة تسع وخمسين وهو ابن اثنين وثمانين سنة، وقيل: ثمان وسبعين سنة، وقيل: ست وثمانين، وهو من الموصوفين بالدهاء والحلم، وذكروا أن عمر بن الخطاب لما دخل الشام فرأى معاوية قال: هذا كسرى العرب. ولما حضرته الوفاة أوصى أن يكفن فى قميص كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كساه إياه، وأن يجعل مما يلى جسده، وكان عنده قلامة أظفار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوصى أن تسحق وتجعل فى عينيه وفمه، وقال: افعلوا ذلك بى، وخلوا بينى وبين أرحم الراحمين. ولما نزل به الموت قال: يا ليتنى كنت رجلاً من قريش بذى طوى، وإنى لم أل من هذا الأمر شيئًا. وكان ابنه يزيد غائبًا بحوران وقت وفاة معاوية، فأرسل إليه البريد، فلم يدركه.

وكان معاوية أبيض جميلاً يخضب، وروى عنه قال: مازلت أطمع بالخلافة منذ قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن وليت فأحسن”. قال ابن قتيبة فى المعارف: لم يولد لمعاوية فى زمن خلافته ولد؛ لأنه ضرب على إليته فانقطع عنه الولد، ولد له قبلها عبد الرحمن لأم ولد، ويزيد أمه ميسورة بنت مجدل الكلبية، وعبد الله، وهند، ورملة، وصفية.

روينا عن عبد الرحمن بن أبى عميرة الصحابى، رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال

ص: 103

لمعاوية: “اللهم اجعله هاديًا مهديًا”. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.

وفى صحيح البخارى فى كتاب المناقب عن ابن أبى مليكة، قال: قيل لابن عباس: هل لك فى أمير المؤمنين معاوية ما أوتر إلا واحدة؟ قال: أصاب إنه فقيه.

وفى الصحيحين عن فاطمة بنت قيس أنها قالت: يا رسول الله، إن معاوية وأبا جهم خطبانى

إلى آخره. ذكره فى المهذب فى النكاح المراد بمعاوية معاوية بن أبى سفيان هذا، هو الصواب المشهور، وحكى أبو القاسم الرافعى فى كتاب النكاح من شرح الوجيز عن بعض العلماء أنه معاوية آخر. قال: والمشهور أنه ابن أبى سفيان.

قلت: وقول من قال أنه غير ابن أبى سفيان غلط صريح، ففى صحيح مسلم عن فاطمة بنت قيس قالت: لما حللت ذكرت للنبى صلى الله عليه وسلم أن معاوية بن أبى سفيان وأبا الجهم خطبانى، وذكرت تمام الحديث.

589 -

معاوية بن معاوية المزنى:

ويقال: الليثى، ويقال: معاوية بن مقرن المزنى. قال ابن عبد البر: هذا أولى بالصواب، وهو صحابى توفى فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروينا فى دلائل النبوة للبيهقى وغيره، عن أنس، قال: نزل جبريل على النبى صلى الله عليه وسلم وهو بتبوك، فقال: يا محمد، مات معاوية بن معاوية المزنى بالمدينة، فيجب أن تصلى عليه، قال: “نعم”، فضرب بجناحه الأرض، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضت، ورفع له حتى نظر إليه، فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة، فى كل صف ألف ملك، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: “يا جبريل، بم نال هذه المنزلة؟ ”، قال بحبه:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] ، وقراءته إياها جائيًا وذاهبًا، وقائمًا وقاعدًا، وعلى كل حال. قال ابن عبد البر: ليس إسناده بقوى.

590 -

معتمر بن سليمان بن طرخان (1) :

أبو محمد التيمى البصرى. لم يكن من بنى تيم، وإنما نسب إليهم؛ لأنه نزل فيهم، وهو مولى لبنى مرة، وهو من تابعى التابعين. سمع أباه، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل بن أبى خالد، وعاصمًا الأحول، وأيوب السختيانى، ومنصور بن المعتمر، وخلائق. روى عنه ابن المبارك، وابن مهدى، وعبد الرزاق، وعفان، والحسن بن عرفة، وأحمد بن حنبل، وابن المدينى، وخلائق من

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (7/290) ، والتاريخ الكبير للبخارى (8/2110) ، والجرح والتعديل (8/1845) ، وسير أعلام النبلاء (8/420) ، وميزان الاعتدال (4/8648) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (10/227 - 228) ، تقريب التهذيب (6785)، وقال: “ثقة من كبار التاسعة مات سنة سبع وثمانين ومائة، وقد جاوز الثمانين ع”..

ص: 104

الأئمة، وأجمعوا على توثيقه، وجلالته، ووصفه بالعبادة، ولد سنة ست ومائة، وتوفى سنة سبع وثمانين ومائة بالبصرة.

591 -

معقل بن سنان الصحابى، رضى الله عنه (1) :

مذكور فى المهذب والوسيط فى الصداق فى حديث يربوع بنت واشق، هو بفتح الميم، وإسكان العين المهملة، وهو أبو محمد، ويقال: أبو عبد الرحمن، وأبو يزيد، وأبو عيسى، وأبو سنان معقل بن سنان بن مظهر، بضم الميم وفتح الظاء المعجمة وكسر الهاء، ابن عركى بن فتيان بن سبيع، بضم السين، ابن بكر بن أشجع الأشجعى.

شهد فتح مكة، ثم سكن الكوفة، ثم تحول إلى المدينة. قال الحاكم أبو أحمد فى كتابه الكنى: أنه قُتل يوم الحرة صبرًا، وكانت الحرة بالمدينة سنة ثلاث وستين، وكان فاضلاً تقيًا. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث يربوع بنت واشق، وهو حديث صحيح، رواه أبو داود، والترمذى، والنسائى، وابن ماجة، وغيرهم، وإسناده إسناد صحيح. قال الترمذى: هو حديث حسن صحيح.

وخالفهم أبو بكر بن أبى خيثمة، فقال فى تاريخه فى ترجمة معقل هذا: حديث مختلف فيه. قال أبو سعيد الدرامى: ما خلق الله معقل بن سنان قط ولا كانت يربوع بنت واشق قط، وهذا الذى قاله الدارمى غلط منه وجهالة؛ لما علمه الحفاظ وغيرهم، والصواب ما قدمناه، وإنما ذكرت هذا لأنبه على بطلانه؛ لئلا يراه من لا يعرف حاله فيتوهمه صحيحًا.

592 -

معقل بن مقرن الصحابى، رضى الله عنه:

بفتح القاف، وكسر الراء المشددة، المزنى، وهو أخو سويد والنعمان بن مقرن، وكانوا سبعة أخوة: معقل، وسويد، والنعمان، وعقيل، وسنان، وعبد الرحمن، وسابع لم يسم، بنو مقرن، هاجروا وصحبوا النبى صلى الله عليه وسلم، وقيل: شهدوا الخندق.

قال ابن عبد البر: قال الواقدى: قال ابن نمير: لا يُعرف فى أحد من الناس سبعة صحابيون مهاجرون غيرهم.

وقد أنكر هذا، فقد ذكر ابن عبد البر فى الاستيعاب أيضًا أن بنى حارثة بن هند الأسلميين كانوا ثمانية، أسلموا كلهم وشهدوا بيعة الرضوان، ذكر ذلك فى ترجمة هند بنت حارثة، فقال: وشهد

(1) الطبقات الكبرى ابن سعد (4/282، 6/55) ، والتاريخ الكبير للبخارى (7/1704) ، والجرح والتعديل (8/1305) ، والاستيعاب (3/1431) ، وأسد الغابة (4/398) ، وسير أعلام النبلاء (2/576) ، وتاريخ الإسلام (3/83) ، وتهذيب التهذيب (10/233 - 234) ، والإصابة (3/8136) . تقريب التهذيب (6796)، وقال: “صحابي نزل المدينة ثم الكوفة واستشهد بالحرة سنة ثلاث وستين 4”..

ص: 105

هند بن حارثة بيعة الرضوان مع أخوة له سبعة، وهم: هند، وأسماء، وخراش، وذؤيب، وفضالة، وسلمة، ومالك، وحمران.

قال: ولم يشهدها أخوة فى عددهم غيرهم. قال: ولزم منهم النبى صلى الله عليه وسلم اثنان: أسماء وهند، حتى ظنهما أبو هريرة خادمين له لطول لزومهما إياه، وكانا من أهل الصفة، وقد ذكرناهم فى ترجمة هند بن حارثة أيضًا من هذا الكتاب، فليعلم.

593 -

معقل بن يسار (1) :

بياء ثم سين مهملة، الصحابى، رضى الله عنه. مذكور فى المهذب فى أول الجنائز حديثه: “اقرؤا على موتاكم يس” (2) . رواه أبو داود، وابن ماجة بإسناد ضعيف. وهو أبو عبد الله، ويقال: أبو يسار، وأبو على معقل بن يسار بن معبر بن حراق بن لأى بن كعب بن عبيد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المزنى البصرى.

ومعبر بضم الميم، وفتح العين المهملة، وكسر الموحدة المشددة، وقيل: معير بكسر الميم، وإسكان العين، وفتح المثناة تحت، وحراق بضم الحاء المهملة، وقيل: حسان بدل حراق، ويقال لأولاد عثمان وأوس ابنى عمرو: بنو مزينة، نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة.

وكان معقل هذا من مشهورى الصحابة، شهد بيعة الرضوان، ونزل البصرة، وبها توفى فى آخر خلافة معاوية، وقيل: توفى أيام يزيد. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة وثلاثون حديثًا، اتفقا على حديث، وانفرد البخارى بحديث، ومسلم بحديثين. روى عنه عمرو بن ميمون، وأبو عثمان النهدى، والحسن البصرى.

قال أحمد بن عبد الله العجلى: ليس فى الصحابة من يكنى أبا على غير معقل بن يسار هذا، وهذا الذى قال مردود، فقد سبق أن طلق بن على كنيته أبو على. وذكر الحاكم أبو أحمد وغيره أن قيس بن عاصم كنيته أبو على، وقيل: أبو قبيصة، وكان لمعقل دار بالبصرة، وإليه يُنسب نهر معقل الذى فى البصرة، وإليه أيضًا يُنسب التمر المعقلى الذى بالبصرة.

وروينا فى صحيح مسلم، عن معقل بن يسار هذا، قال: لقد رأيتنى يوم الشجرة والنبى صلى الله عليه وسلم يبايع الناس، وأنا رافع غصنًا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشر مائة، ولم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر.

(1) الطبقات الكبرى ابن سعد (7/14) ، والتاريخ الكبير للبخارى (7/1705) ، والجرح والتعديل (8/1306) ، والاستيعاب (3/1432) ، وأسد الغابة (4/398) ، وسير أعلام النبلاء (2/576) ، وتهذيب التهذيب (10/235 - 236) ، والإصابة (3/8142) . تقريب التهذيب (6800)، وقال: “صحابي ممن بايع تحت الشجرة وكنيته أبو علي على المشهور وهو الذي ينسب إليه نهر معقل بالبصرة مات بعد الستين ع”..

(2)

أخرجه أحمد (5/26، رقم 20316) ، وأبو داود (3/191، رقم 3121) ، وابن ماجه (1/466، رقم 1448) ، وابن حبان (7/269، رقم 3002) ، والطبرانى (20/219، رقم 510) ، والحاكم (1/753، رقم 2074) ، والبيهقى (3/383، رقم 6392) . وأخرجه أيضاً: الطيالسى (ص 126، رقم 931) ، وابن أبى شيبة (2/445، رقم 10853) ، والنسائى فى الكبرى (6/265، رقم 10913) .

ص: 106

594 -

معمر بن راشد (1) :

الإمام المحدث المشهور، مذكور فى مواضع من المختصر منها نكاح المشرك، ثم أجل العنين، ثم الأشربة، وهو صاحب الزهرى، وشيخ عبد الرزاق، وهو أبو عروة مَعْمَر، بفتح الميم وإسكان العين، ابن راشد بن أبى عمرو البصرى، مولى عبد السلام بن صالح، وعبد السلام مولى عبد الرحمن بن قيس أخو المهلب بن أبى صفرة؛ لأنه سكن اليمن، أدرك الحسن، وشهد جنازته.

وسمع عمرو بن دينار، والزهرى، وثابتًا البنانى، وسليمان التيمى، وزياد بن علاقة، والسبيعى، وقتادة السختيانى، وهمام بن منبه، ومحمد بن المنكدر، وزيد بن أسلم، وعبيد الله العمرى، وعاصمًا الأحول، وعاصم بن أبى النجود، وهشام بن عروة، ومنصور بن المعتمر، وإسماعيل بن أمية، وخالد الحذاء، وسهيل بن أبى صالح، وخلائق من الأئمة.

روى عنه عمرو بن دينار، والسبيعى، وأيوب السختيانى، ويحيى بن أبى كثير، وهم من شيوخه، وابن جريج، وسعيد بن أبى عروبة، والثورى، وابن عيينة، وشعبة، وحماد ابن زيد، وابن المبارك، وابن علية، ومروان بن معاوية، ووهب بن خالد، ويزيد بن زريع، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الواحد بن زياد، وغندر، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق بن همام، وخلائق من الأئمة وغيرهم.

قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما سمعت منه حديث إلا كأنه ينقش فى صدرى. وقال أحمد بن حنبل: لا يضم معمر إلى أحد إلا ومعمرًا أطلب للعلم منه، وهو أول من رحل إلى اليمن. وقال ابن معين: معمر أثبت فى الزهرى من ابن عيينة. قال: أثبت الناس فى الزهرى: مالك، ومعمر، ويونس. وقال ابن جريج: إن معمرًا شرب من العلم ما نقع.

وقال أحمد بن عبد الله: سكن معمر صنعاء اليمن وتزوج بها، رحل إليه سفيان، وسمع منه هناك، وسمع هو من سفيان، ولما دخل معمر صنعاء كرهوا خروجه من عندهم، فقال رجل: نقيده، فزوجوه. واتفقوا على توثيقه، وجلالته. روى له البخارى ومسلم. توفى سنة ثلاث، وقيل: أربع وخمسين ومائة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

595 -

معمر العدوى الصحابى (2) :

مذكور فى المهذب فى باب الزنا، وفى آخر

(1) الطبقات الكبرى ابن سعد (5/546) ، والتاريخ الكبير للبخارى (7/1631) ، والجرح والتعديل (8/1165) ، وسير أعلام النبلاء (7/5) ، وتاريخ الإسلام (6/294) ، وميزان الاعتدال (4/8682) ، وتهذيب التهذيب (10/243 - 246) . تقريب التهذيب (6809)، وقال: “ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش [وعاصم بن أبي النجود] وهشام ابن عروة شيئا وكذا فيما حدث به بالبصرة من كبار السابعة مات سنة أربع وخمسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ع”..

(2)

الطبقات الكبرى ابن سعد (4/139) ، والتاريخ الكبير للبخارى (7/1621) ، والجرح والتعديل (8/1158) ، والاستيعاب (3/1434) ، وأسد الغابة (4/400) ، وتهذيب التهذيب (10/246) ، والإصابة (3/8151) . تقريب التهذيب (6811)، وقال: “صحابي كبير من مهاجرة الحبشة م ت ق”..

ص: 107

باب النجش، وهو معمر بن عبد الله بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان، بضم الحاء المهملة وإسكان الراء المهملة والثاء المثلثة، ابن عوف بن عبيد، بفتح العين وكسر الباء، ابن عويج، بفتح العين وكسر الواو وبالجيم، ابن عدى بن كعب بن لؤى بن غالب القريشى العدوى.

يلتقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كعب، ويقال له: معمر بن أبى معمر، معدود فى أهل المدينة، أسلم رضى الله عنه قديمًا، وهاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة، وقدم المدينة عام خيبر مع أصحاب السفينتين، وعاش عمرًا طويلاً، قيل: إنه الذى حلق شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع، وهذه منقبة عظيمة لم يصل إليها غيره، وسيأتى بيانه إن شاء الله تعالى فى النوع السابع فى المبهمات.

رُوى لمعمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أحاديث، روى مسلم فى صحيحه منها واحدًا، وهو الحديث المذكور فى المهذب: “لا يحتكر إلا خاطىء”. روى عنه سعيد بن المسيب، وبُسر بن سعيد، بضم الموحدة، ووقع فى نسخ المهذب فى باب النجش: معمر العذرى، بضم العين وإسكان الذال المعجمة وبالراء، وهو خطاء وتصحيف، وصوابه: العدوى، بفتح العين والدال المهملة وبالواو، نسبة إلى جده عدى بن كعب.

596 -

معيقيب الصحابى، رضى الله عنه (1) :

مذكور فى المهذب فى آخر باب ما يفسد الصلاة، وهو بميم مضمومة ثم عين مهملة مفتوحة مصغرًا، وهو معيقيب بن أبى فاطمة الدوسى، أسلم قديمًا بمكة، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، ثم هاجر إلى المدينة، شهد بدرًا، وكان على خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمله أبو بكر وعمر، رضى الله عنهما، على بيت المال.

رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أحاديث، اتفقا على حديث واحد، وهو المذكور فى المهذب، وهو النهى عن مس الخصى، ولمسلم آخر وهو الذى سقط من يده خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بئر أريس فى المدينة فى خلاف عثمان، ومن حين سقط اختلفت الكلمة بين المسلمين، وكان الخاتم كالأمان. توفى معيقيب فى آخر خلافة عثمان، وقيل: فى سنة أربعين فى خلافة على، رضى الله عنه، وله عقب.

597 -

مغفل الصحابى، رضى الله عنه:

بضم الميم، وفتح الغين المعجمة، والفاء

(1) الطبقات الكبرى ابن سعد (4/116) ، والتاريخ الكبير للبخارى (8/2123) ، والجرح والتعديل (8/1938) ، والاستيعاب (4/1478) ، وأسد الغابة (4/402) ، وسير أعلام النبلاء (2/491) ، وتهذيب التهذيب (10/254 - 255) ، والإصابة (3/8164) . تقريب التهذيب (6825)، وقال: “معيقيب بقاف وآخره موحدة مصغر، من السابقين الأولين هاجر الهجرتين وشهد المشاهد وولي بيت المال لعمر ومات في خلافة عثمان أو علي ع”..

ص: 108

المشددة. تكرر فى المهذب. هو والد عبد الله ابن مغفل المزنى الصحابى، ذكره ابن عبد البر فى الصحابة قال: قال أبو جعفر الطبرى: مغفل هذا هو أخو ذى النجادين المزنى. توفى مغفل بطريق مكة قبل أن يدخلها قبل فتح مكة بقليل سنة ثمان، رحمه الله.

598 -

مغيث:

بضم الميم، وكسر الغين المعجمة، زوجد بريرة. مذكور فى المختصر فى خيار الأمة باسمه، وذكره فى المهذب: زوج بريرة. قال ابن مندة، وأبو نعيم: هو مولى أبى أحمد بن جحش. وقال ابن عبد البر: هو مولى بنى مطيع، وقيل: كان مولى لبنى مخزوم، فهو قريشى بالولاء على قول من يقول: هو مولى بنى مخزوم، أو مولى بنى مطيع؛ لأنهم من عدى قريش. وأما أبو أحمد، فمن أشد خزيمة، ثم الصحيح المشهور أن مغيثًا كان عبدًا حال عتق بريرة، ثبت ذلك فى الصحيح عن عائشة، وقيل: كان حُرًا، وجاء ذلك فى رواية لمسلم، والمشهور أنه كان عبدًا.

وفى صحيح البخارى، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن زوج بريرة كان عبدًا يقال له: مغيث، كأنى أنظر إليه يطوف خلفها يبكى ودموعه تسيل على لحيته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا تعجبون من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثًا” (1)، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: “لو راجعتيه”، قالت: يا رسول الله، تأمرنى؟ قال: “إنما أنا أشفع”، قالت: لا حاجة لى فيه.

599 -

المغيرة بن شعبة الصحابى، رضى الله تعالى عنه (2) :

تكرر فى هذه الكتب. قال ابن السكيت وآخرون من أهل اللغة: يقال: المغيرة، بضم الميم وكسرها، والضم أشهر. وهو أبو عبد الله، ويقال: أبو عيسى، ويقال: أبو محمد المغيرة بن شعبة بن أبى عامر بن مسعود بن معتب، بالعين المهملة المفتوحة، ابن مالك ابن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسى بن منبه، وهو ثقيف بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة بن خصفة، بفتح الخاء المعجمة والصاد المهملة، ابن قيس عيلان، بالعين المهملة، ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الثقفى الكوفى الصحابى.

أسلم عام الخندق. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وستة وثلاثون حديثًا، اتفقا منها على تسعة، وانفرد البخارى

(1) أخرجه البخارى (5/2023، رقم 4979) ، وأبوداود (2/270، رقم 2231) ، والنسائى (8/245، رقم 5417) ، وابن ماجه (1/671، رقم 2075) . وأخرجه أيضا: ابن حبان (10/96، رقم 4273) .

(2)

الطبقات الكبرى ابن سعد (4/284، 6/20) ، والتاريخ الكبير للبخارى (7/1347) ، والجرح والتعديل (8/1005) ، والاستيعاب (4/1445) ، وأسد الغابة (4/406) ، وسير أعلام النبلاء (3/21) ، وتهذيب التهذيب (10/262 - 263) ، والإصابة (3/8179) . تقريب التهذيب (6840)، وقال: “صحابي مشهور أسلم قبل الحديبية وولي إمرة البصرة ثم الكوفة مات سنة خمسين على الصحيح ع”..

ص: 109

بحديث، ولمسلم حديثان. روى عنه أبو أمامة الباهلى، والمسور بن مخرمة، وقرة المزنى الصحابيون، ومن التابعين جماعات منهم بنوه الثلاثة: عروة، حمزة، وعقار، بتشديد القاف وبعد الألف راء، وقيس بن أبى حازم، ومسروق، وأبو وائل، وأبو إدريس الخولانى، وعروة بن الزبير، والشعبى، ووراد كاتب المغيرة، ومولاه، وآخرون. وكان المغيرة موصوفًا بالدهاء والحلم.

قال ابن الأثير: قيل: إن المغيرة أحصن ثلاثمائة امرأة فى الإسلام، وقيل: ألف، وشهد المغيرة الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله فى صلحها كلام مع عروة بن مسعود معروف، وولاه عمر بن الخطاب البصرة مدة، ثم نقله عنها فولاه الكوفة، فلم يزل عليها حتى قُتل عمر، فأقره عليها عثمان، ثم عزله.

وشهد اليمامة، وفتح الشام، وذهبت عينه يوم اليرموك، وشهد القادسية، وشهد فتح نهاوند، وكان على ميسرة النعمان بن مقرن، وشهد فتح همدان وغيرها، واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان، وشهد الحكمين، ثم استعمله معاوية على الكوفة، فلم يزل عليها حتى توفى بها سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين. قالوا: وهو أول من وضع ديوان البصرة.

600 -

مقاتل بن حبان المفسر (1) :

هو أبو بسطام مقاتل بن حبان البلخى الخراز، بالخاء المعجمة وراء، وهو مولى بكر ابن وائل، وهو من تابعى التابعين. روى عن سالم بن عبد الله بن عمر، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبى رباح، وأبى بردة بن أبى موسى، وعمر بن عبد العزيز، ومجاهد، والحسن البصرى، وأبى الصديق الناجى، وشهر بن حوشب، وعبد الله بن بريدة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم. روى عنه علقمة بن مرثد، وعتاب بن محمد، وأبو جعفر الرازى، وعبد الله بن المبارك، وخلائق غيرهم. واتفقوا على توثيقه والثناء عليه.

قال مروان بن محمد، ويحيى بن معين: هو ثقة. قال عبد الرحمن بن الحكم: ذاك مرتفع مرتفع. وقال الدارقطنى: صالح الحديث. وقال أحمد بن يسار: هم أربعة إخوة: مقاتل، والحسن، وبريدة، ومصعب بنو حبان، وكان مقاتل ناسكًا، فاضلاً، وكان هرب إلى كابل، ودعا خلقًا إلى الإسلام

(1) انظر: تقريب التهذيب (2/272) ، والجرح والتعديل (8/353) ، وتهذيب التهذيب (10/277) ، وميزان الاعتدال (4/171) ، وتاريخ ابن معين (2/583) ، والتاريخ الكبير (8/13) ، وسير أعلام النبلاء (6/340) برقم (144) ، وتذكرة الحفاظ (1/174) ، وطبقات المفسرين (2/329) ..

ص: 110

فأسلموا، وذلك أيام أبى مسلم حين هربوا منه. وتوفى بكابل فتسلب عليه ملكها، فقيل: إنه ليس على دينك، فقال: إنه كان رجلاً صالحًا.

601 -

مقاتل بن سليمان المفسر (1) :

قال ابن أبى حاتم: هو مقاتل بن سليمان صاحب التفسير والمناكير. روى عن الضحاك، ومجاهد، والزهرى، وابن بريدة. روى عنه عبد الرزاق، وحرمى بن عمارة، وعلى بن الجعد، وعيسى بن أبى فاطمة.

حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، قال: والله لقد مات الضحاك، وإن مقاتل بن سليمان له قرطان وهو فى الكتاب. وسُئل وكيع عن تفسير مقاتل، فقال: لا تنظروا فيه، فقال: ما أصنع به؟ قال: ادفنه، يعنى التفسير. وقال وكيع أيضًا: كان مقاتل بن سليمان كذابًا.

وروى أن مقاتل بن سليمان جلس فى مسجد بيروت، فقال: لا تسألونى عن شىء دون العرش إلا أنبأتكم عنه، فقال الأوزاعى لرجل: قم إليه فاسأله ما ميراثه من جدتيه؟ فحار ولم يكن عنده جواب، فما بات فيها إلا ليلة واحدة، ثم خرج بالغداة. وقال أحمد بن حنبل: لا يعجبنى أن أروى عن مقاتل بن سليمان شيئًا. وقال عبد الرحمن ابن الحكم: ترك الناس حديثه. وقال يحيى بن معين: حديثه ليس بشىء. وقال أبو حاتم: هو متروك الحديث.

602 -

مقداد بن الأسود (2) :

تكرر فى المهذب، هو أبو الأسود، وقيل: أبو عمرو، وقيل: أبو معبد الصحابى، المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن تمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير، بفتح الدال المهملة وكسر الهاء، ابن لؤى بن ثعلبة بن مالك بن الشريد، بفتح الشين المعجمة، ابن هون، ويقال: ابن أبى هون بن فابس، ويقال: فارس، ويقال: قاس ابن دريم بن القين بن أهود بن بهر بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البهرانى الكندى الصحابى، وهو المقداد بن عمرو حقيقة.

واشتهر بالمقداد بن الأسود؛ لأنه كان فى حِجر الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب الزهرى فتبناه، فنُسب إليه، ويقال له: المقداد الكندى؛ لأنه أصاب دمًا فى بهراء، فهرب منهم إلى كندة، فحالفهم، ثم

(1) الطبقات الكبرى ابن سعد (7/373) ، والتاريخ الكبير للبخارى (8/1976) ، والجرح والتعديل (8/1630) ، وسير أعلام النبلاء (7/201) ، وتاريخ الإسلام (6/132) ، وميزان الاعتدال (4/8741) ، وتهذيب التهذيب (10/279 - 285) . تقريب التهذيب (6868)، وقال: “كذبوه وهجروه ورمى بالتجسيم من السابعة مات سنة خمسين ومائة ل”..

(2)

انظر: الاستيعاب (3/472) ، وأسد الغابة (4/409) ، وحلية الأولياء (1/172) ، والتاريخ الكبير (8/54) ، وطبقات ابن سعد (3/161) ، والإصابة (3/454) ، والعقد الثمين (7/268) ، وسير أعلام النبلاء (1/385)(81) ، ونهاية الأرب (19/461) ..

ص: 111

أصاب دمًا فيهم، فهرب منهم إلى مكة، فحالف الأسود بن عبد يغوث فهو بهرانى، ويقال: الكندى، ويقال: زهرى، وهو قديم الإسلام والصحبة من السابقين إلى الإسلام.

قال ابن مسعود: أول من أظهر إسلامه بمكة سبعة، منهم المقداد بن الأسود، وهاجر إلى الحبشة، ثم عاد إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا وسائر المشاهد، ولم يثبت أنه شهد بدرًا فارس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير المقداد، وقيل: كان الزبير فارسًا أيضًا.

رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وأربعون حديثًا، اتفقا على حديث واحد، ولمسلم ثلاثة، روى عنه من الصحابة على بن أبى طالب، وابن مسعود، وابن عباس، والسائب ابن يزيد، وسعيد بن العاص، والمستورد بن شداد، وطارق بن شهاب. وروى عنه خلائق من التابعين، منهم عبيد الله بن عدى، وهمام بن الحارث، وعبد الرحمن بن أبى ليلى، وسليم بن عامر، وميمون بن أبى شبيب، وجبير بن نفير، وأبو ظبية، بالظاء المعجمة، وغيرهم.

توفى بالحرف على عشرة أميال من المدينة، وحمل على رقاب الرجال إلى المدينة، وقيل: توفى بالمدينة فى خلافة عثمان بن عفان سنة ثلاث وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه عثمان، وأوصى إلى الزبير، وشهد فتح مصر، ومناقبه كثيرة.

وفى صحيح البخارى، عن ابن مسعود، قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون أنا صاحبه أحب إلىَّ مما عدله به، أتى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين يوم بدر، فقال: يا رسول الله، إنا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى، عليه السلام:{اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] ، ولكن امضى ونحن معك، فكأنه سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفى الترمذى عن بريدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل أمرنى بحب أربعة، وأخبرنى أنه يحبهم”، قيل: يا رسول الله، سمهم لنا، فقال: “على منهم”، يقول ذلك ثلاثًا، “وأبو ذر، والمقداد، وسلمان” (1)، قال الترمذى: حديث حسن.

603 -

المقدام بن معدى كَرِب الصحابى، رضى الله عنه (2) :

آخره ميم، مذكور فى مسح الأذنين فقط، وكرب بفتح الكاف وكسر الراء، أما الباء فيجوز كسرها مع

(1) أخرجه الترمذى (5/636، رقم 3718)، وقال: حسن. وابن ماجه (1/53، رقم 149، والحاكم (3/141، رقم 4649)، وتعقبه الذهبى فى التلخيص قائلا: ما خرج مسلم لأبى ربيعة الإيادى. وأبو نعيم فى الحلية (1/172) .

(2)

الطبقات الكبرى ابن سعد (7/415) ، والتاريخ الكبير للبخارى (7/1882) ، والجرح والتعديل (8/1393) ، والاستيعاب (4/1482) ، وسير أعلام النبلاء (3/427) ، وتاريخ الإسلام (3/306) ، وتهذيب التهذيب (10/287) ، والإصابة (3/8184) . تقريب التهذيب (6871)، وقال: “صحابي مشهور نزل الشام ومات سنة سبع وثمانين على الصحيح وله إحدى وتسعون سنة خ 4”..

ص: 112

التنوين على الإضافة، ويجوز فتحها على البناء، وهما وجهان مشهوران فى العربية، وهو أبو كريمة، وقيل: أبو صالح، وأبو يحيى، وأبو بشر، والأول أشهر، المقدام بن معدى كرب بن عمرو بن يزيد بن معدى كرب الكندى. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وفد كندة، عداده فى أهل الشام، سكن حمص. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة وأربعون حديثًا. روى عنه خالد بن معدان، وشريح بن عبيد، وراشد بن سعد جبير بن نفير، وعبد الرحمن بن أبى عوف، والشعبى، وسليم بن عامر، وأبو عامر الهوزنى، وغيرهم. توفى بالشام سنة سبع وثمانين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة.

604 -

المقوقس:

صاحب الإسكندرية الكافر، الذى أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم مارية أم إبراهيم، وأختها سيرين، والبغلة. ذكره ابن مندة، وأبو نعيم فى كتاب الصحابة، وغلطا فى ذلك، فإنه لم يسلم ومازال نصرانيًا، ومنه فتح المسلمون مصر فى خلافة عمر، رضى الله تعالى عنه. قال ابن ماكولا: اسم المقوقس جريج، يعنى بجيمين، أولهما مضمومة.

605 -

مكحول (1) :

الفقيه التابعى. مذكور فى التحلل من الحج. هو أبو عبد الله مكحول بن زيد، ويقال: ابن أبى مسلم بن شاذل بن سند بن شروان بن يردك بن يغوث بن كسرى الكابلى الدمشقى، يقال: كابلى، ويقال: هذلى، فالكابلى من سبى كابل، والهذيلى قيل لأنه كان مولى لامرأة من هذيل، وقيل: كان مولى لسعيد بن العاص، فوهبه لامرأة من قريش فأعتقته، وكان يسكن دمشق، وداره عند طرف سوق الأحد.

سمع أنس بن مالك، وأبا هند الدارى، ووائلة بن الأسقع، وأبا أمامة، وعبد الرحمن ابن غنم، وأبا جندل بن سهيل، وأم أيمن، وغيرهم من الصحابة. وسمع جماعات من التابعين منهم ابن المسيب، ووراد كاتب المغيرة، ومسروق، وأبو سلمة، وجبير بن نفير، وكريب، وأبو مسلم، وأبو إدريس الخولانيان، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن محيريز، وعنبسة بن أبى سفيان، وخالد بن اللجلاج، وكثير بن مرة، وأم الدرداء

(1) الطبقات الكبرى ابن سعد (7/453) ، والتاريخ الكبير للبخارى (8/2008) ، والجرح والتعديل (8/1867) ، وسير أعلام النبلاء (5/155) ، وتاريخ الإسلام (5/3) ، وميزان الاعتدال (4/8749) ، وتهذيب التهذيب (10/289 - 293) . تقريب التهذيب (6875)، وقال: “ثقة فقيه كثير الإرسال مشهور من الخامسة مات سنة بضع عشرة ومائة ر م 4”..

ص: 113

الصغرى، وخلق سواهم.

روى عنه الزهرى، وحميد الطويل، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن إسحاق، وعبد الله ابن العلاء بن زيد، وسالم بن عبد الله المحاربى، وموسى بن يسار، والأوزاعى، وسعيد ابن عبد العزيز، والعلاء بن الحارث، وثور بن يزيد، وأيوب بن موسى، ومحمد بن راشد المكحولى، ومحمد بن الوليد الزبيدى، وبرد بن سنان، وعبد الله بن عوف، ويحيى بن سعيد الأنصارى، وأسامة بن زيد الليثى، وبجير بن سعد، وصفوان بن عمرو، وثابت بن ثوبان، وخلائق لا يحصون.

وقال أبو مسهر: لم يسمع مكحول عنبسة بن أبى سفيان، ولا أدرى أدركه أم لا. وقال ابن إسحاق: سمعت مكحولاً يقول: طفت الأرض فى طلب العلم. وقال أبو وهيب، عن مكحول: عقبت بمصر فلم أدع بها علمًا إلا احتويت عليه فيما أرى، ثم أتيت العراق فلم أدع بها علمًا إلا احتويت عليه فيما أرى، ثم أتيت الشام فغربلتها. وقال أبو حاتم: ما أعلم بالشام أفقه من مكحول. وقال ابن يونس: كان فقيهًا، عالمًا. واتفقوا على توثيقه، سكن دمشق. توفى بها سنة ثمانى عشرة ومائة.

606 -

منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة (1) :

بضم الراء، وتشديد الباء المفتوحة، أبو عتاب السلمى الكوفى. وهو من كبار تابعى التابعين. سمع زيد بن وهب، وأبا وائل، وربعى بن حراش، وأبا حازم الأشجعى، وأبا الضحى النخعى، والشعبى، والزهرى، وسالم بن أبى الجعد، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وخلائق.

روى عنه سليمان التيمى، وأيوب، وحصين، والأعمش، ومسعد، والثورى، وهو أثبت الناس فيه، وشعبة، وابن عيينة، وزهير، وإسرائيل، وزايدة، ووهيب بن خالد، وفضيل بن عياض، وخلائق. واتفقوا على توثيقه، وجلالته، وإتقانه، وزهده، وعبادته.

قال ابن مهدى: منصور أثبت أهل الكوفة. وقال ابن المدينى: إذا حدثك عن منصور ابن المعتمر ثقة فقد ملأت يديك لا تريد غيره. وقال الثورى: ما خلفت بالكوفة آمن على الحديث من منصور.

روينا عن زايدة، قال: أقام منصور بن المعتمر أربعين سنة، صام نهارها، وقام ليلها، وكان يبكى الليل، فإذا أصبح اكتحل، وأهن، وبرق

(1) الطبقات الكبرى ابن سعد (6/337) ، والتاريخ الكبير للبخارى (7/1491) ، والجرح والتعديل (8/778) ، وسير أعلام النبلاء (5/402) ، وتاريخ الإسلام (5/305) ، وتهذيب التهذيب (10/312 - 315) . تقريب التهذيب (6908)، وقال: “أبو عتاب بمثناة ثقيلة ثم موحدة ثقة ثبت وكان لا يدلس من طبقة الأعمش مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة ع”..

ص: 114

شفتيه. قال: وكان منصور إذا رأيته قلت: رجل قد أصيب بمصيبة، ولقد قالت له أمه: ما هذا الذى تصنع بنفسك، تبكى الليل عامته لا تكاد تسكت، لعلك يا بنى قتلت نفسًا، قال: يا أمت، أنا أعلم بما صنعت بنفسى.

وقال أبو يزيد الواسطى: كان أول ما يبلى من ثياب منصور ما يلى ركبتيه من كثرة السجود. قال أحمد بن عبد الله: منصور بن المعتمر كوفى، ثبت فى الحديث، ثقة، كان أثبت أهل الكوفة، وكان مثل القدح لا يختلف فيه أحد، متعبدًا، رجلاً صالحًا، أكره على القضاء، وكان قد عمش من كثرة البكاء، وصام ستين سنة وقامها.

وقال زايدة: أُكره على القضاء فامتنع. وقالت فتاة لأبيها: يا أبت، الأسطوانة التى كانت فى دار منصور ما فعلت؟ فقال: يا بنية، ذاك منصور كان يصلى الليل فمات. توفى سنة ثنتين وثلاثين ومائة.

607 -

منصور الفقيه:

من أصحابنا، مذكور فى [......](1) . هو أبو الحسن منصور بن إسماعيل بن عمرو التيمى الضرير الإمام.

608 -

منقذ بن عمرو الصحابى، رضى الله عنه (2) :

والد حبان بن منقذ، بفتح الحاء، مذكور فى المهذب والوسيط فى خيار الشرط، هو جد محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ جده الأعلى، وهو منقذ، بكسر القاف، وبالذال المعجمة، ابن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصارى النجارى المازنى الصحابى المدنى.

ذكره البخارى فى تاريخه، وبسط ترجمته بالنسبة إلى باقى تراجم تاريخه، فقال: هو صحابى. قال البخارى: قال ابن عياش بن الوليد: حدثنا عبد الأعلى، قال: ثنا ابن إسحاق، قال: ثنا محمد بن يحيى بن حبان، قال: كان جدى منقذ بن عمرو أصابته آمة فى رأسة فكسرت لسانه، ونازعت عقله، وكان لا يدع التجارة ولا يزال يغبن، فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال: “إذا بعت فقل: لا خلابة، وأنت فى كل سلعة ابتعتها بالخيار ثلاث ليال” (3) .

وعاش ثلاثين ومائة سنة، وكان فى زمن عثمان حين كثر الناس يبتاع فى السوق، فيصير إلى أهله فيلومونه فيرده، ويقول: إن النبى صلى الله عليه وسلم جعلنى

(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

(2)

انظر: الإصابة (3/464) ، وأسد الغابة (4/420) ، والاستيعاب (3/444) ، والتاريخ الكبير (8/17) ، والبداية والنهاية (7/222) ..

(3)

حديث ابن عمر: أخرجه مالك (2/685، رقم 1368) ، والطيالسى (ص 256، رقم 1881) ، وأحمد (2/61، رقم 5271) ، والبخارى (2/745، رقم 2011) ، ومسلم (3/1165، رقم 1533) ، وأبو داود (3/282، رقم 3500) ، والترمذى (3/552، رقم 1250) وقال: حسن صحيح. والنسائى (7/252، رقم 4484) ، وابن حبان (11/432، رقم 5051) ، والحاكم (2/26، رقم 2201) . وأخرجه أيضًا: أبو عوانة (3/271، رقم 4934) ، والبيهقى (5/273، رقم 10239) .

حديث أنس: أخرجه أبو داود (3/282، رقم 3501) ، والترمذى (3/552، رقم 1250) وقال: حسن صحيح غريب. والنسائى (7/252، رقم 4485) ، وابن ماجه (2/788، رقم 2354) ، والحاكم (4/113، رقم 7061)، وقال: صحيح على شرط الشيخين.

ص: 115

بالخيار ثلاثًا. وهذا الحديث هو الذى اعتمده أصحابنا فى جواز شرط الخيار ثلاثة أيام، وإسناده جيد، إلا أنه مرسل؛ لأن محمد بن يحيى لم يدرك منقذًا.

609 -

المهاجر بن أبى أمية الصحابى، رضى الله تعالى عنه:

مذكور فى المهذب فى آخر باب ما على القاضى فى الخصوم، لكنه وقع فى المهذب: المهاجر بن أمية، وهو غلط، وصوابه: المهاجر بن أبى أمية، وهو أخو أم سلمة أم المؤمنين، واسمها هند بنت أبى أمية، واسم أبى أمية حذيفة، ويقال: سهيل، ويقال: هشام، والصحيح المشهور حذيفة، والمهاجر أخو أم سلمة لأبويها.

وهو المهاجر بن أبى أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القريشى المخزومى الصحابى، كان اسمه الوليد فكرهه النبى صلى الله عليه وسلم وسماه المهاجر، وأرسله إلى الحارث بن عبد كلال الحميرى باليمن، ثم استعمله على صدقات كندة، والصدف، فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسر إليها، فبعثه أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، إلى قتال من باليمن من المرتدين، فإذا فرغ سار إلى عمله، فسار إلى ما أمره به أبو بكر، رضى الله عنه، وهو الذى فتح حصن النجير بحضرموت مع زياد بن لبيد الأنصارى، وله فى قتال المرتدين باليمن آثار كثيرة.

610 -

المهاجر بن قنفذ الصحابى، رضى الله عنه (1) :

هو المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدهان بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤى القريشى التيمى، وكان عبد الله بن جدعان المشهور بالكرم فى الجاهلية عم أبيه، وهو جد محمد بن يزيد بن مهاجر، وقيل: إن اسم المهاجر عمرو، واسم قنفذ خلف، وأن مهاجرًا وقنفذًا لقبان، إنما قيل له: المهاجر؛ لأنه لما أراد الهجرة أخذه المشركون فعذبوه، ثم هرب منهم، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هذا المهاجر حقًا”، وقيل: إنه أسلم يوم فتح مكة، وسكن البصرة وتوفى بها. روى عنه أبو ساسان، وأما رواية الحسن البصرى عنه، فمرسلة بينهما أبو ساسان. وولى الشرطة لعثمان، وفرض له أربعة آلاف.

611 -

المهاجر بن مخلد (2) :

أبو مخلد البصرى، مولى البكرات، بفتح الباء والكاف.

(1) الطبقات الكبرى ابن سعد (5/452) ، والتاريخ الكبير للبخارى (7/1635) ، والجرح والتعديل (8/1177) ، والاستيعاب (4/1454) ، وأسد الغابة (4/416) ، وتهذيب التهذيب (10/322 - 323) ، والإصابة (3/8256) . تقريب التهذيب (6923)، وقال: “قنفذ بضم القاف والفاء بينهما نون ساكنة “جدعان بضم الجيم وسكون المعجمة صحابي أسلم يوم الفتح وولاه عثمان شرطته مات بالبصرة د س ق”..

(2)

التاريخ الكبير للبخارى (7/1648) ، والجرح والتعديل (8/1191) ، وميزان الاعتدال (4/8815) ، وتهذيب التهذيب (10/322) . تقريب التهذيب (6924)، وقال: “البكرات بفتح الموحدة والكاف مقبول من السادسة ت س ق”..

ص: 116

مذكور فى المختصر فى أول باب مسح الخف، وهو من تابعى التابعين. روى عنه عبد الرحمن بن أبى بكرة، وأبو العالية، وأبو مسلم. روى عنه أيوب السختيانى، فقال: عن مولى لآل أبى بكرة، وعبد الوهاب بن عبد المجيد، وعوف بن أبى جميلة، فقال: عن أبى خالد. قال ابن معين: هو أبو مخلد، وخالد الحذاء، وحماد بن زيد، ووهيب. قال ابن أبى حاتم: سألت أبى عنه، فقال: لين الحديث، ليس بذاك، وليس بالمتقن، شيخ يُكتب حديثه.

612 -

مهجع:

بكسر الميم، وفتح الجيم، الصحابى، رضى الله عنه. هو مولى عمر بن الخطاب، رضى الله تعالى عنه، وهو أول قتيل من المسلمين يوم بدر، أتاه سهم غرب وهو بين الصفين فقتله، وهو من أهل اليمن. ونقلوا عن ابن عباس أنه قال: نزل فيه، وفى بلال، وصهيب، وخباب، وعمار، وعتبة بن غزوان، وأوس بن خولى، وعامر بن أبى فهيرة، قوله تعالى:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام: 52] .

613 -

المهلب بن أبى صفرة (1) :

واسم أبى صفرة ظالم بن سارق، ويقال: سراق بن صبح، أبو سعيد الأسدى، وهو تابعى، سمع ابن عمر، وابن عمرو، وسمرة، والبراء. وروى عنه السبيعى، وعمر بن سيف، وسماك بن حرب. قال أبو إسحاق السبيعى: ما رأيت أميرًا أفضل من المهلب. وقال ابن سعد: أدرك المهلب عمر بن الخطاب، رضى الله تعالى عنه، ولم يرو عنه شيئًا، وولى خراسان، ومات بمرو الروذ سنة ثلاث وثمانين فى خلافة عبد الملك بن مروان، واستخلف على خراسان ابنه يزيد بن المهلب، وذكر ابن أبى خيثمة أن مولده عام فتح مكة. وقال ابن قتيبة فى المعارف: كان المهلب أشجع الناس، وحمى البصرة من الشُّراة بعد إجلاء أهلها عنها، إلا مَن كانت به قوة، فهى تُسمى بَصرة المهلب. قال: ولم يكن يُعاب إلا بالكذب، وبقى والى خراسان خمس سنين، ثم مات.

614 -

موسى بن عقبة (2) :

إمام المغازى. تكرر فى المختصر. هو أبو محمد موسى

(1) انظر: الإصابة (3/535، 536) ، وسير أعلام النبلاء (4/383 - 385) برقم (155) ، وطبقات ابن سعد (7/129، 130) ، والجرح والتعديل (8/369) ، والثقات لابن حبان (5/451) ، والبدء والتاريخ (6/37) ، والتاريخ الكبير (8/25) ، وربيع الأبرار (1/684) ، ووفيات الأعيان (1/272، 2/33، 34، 36، 127، 305، 323، 5/350 - 359) ، ونهاية الأرب (21/259، 260) ، والبداية والنهاية (9/42، 43) ، ومرآة الجنان (1/165، 166) ، وفوات الوفيات (1/353، 396، 2/31) ، وتهذيب التهذيب (10/329، 330) ، وتقريب التهذيب (2/280) ، والنجوم الزاهرة (1/206) ..

(2)

التاريخ الكبير للبخارى (7/1247) والجرح والتعديل (8/693) وسير أعلام النبلاء (6/114) وتاريخ الإسلام (6/133) وتهذيب التهذيب (10/360 - 362) . تقريب التهذيب (6992)، وقال: “ابن أبي عياش بتحتانية ومعجمة ثقة فقيه إمام في المغازي من الخامسة لم يصح أن ابن معين لينه مات سنة إحدى وأربعين وقيل بعد ذلك ع”..

ص: 117

بن عقبة بن أبى عياش الأسدى المدنى، مولى آل الزبير بن العوام. وهو تابعى، أدرك ابن عمر، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد، وسمع أم خالد بنت خالد الصحابية، وعلقمة بن وقاص، وأبا الزبير، وكريبًا، ونافعًا، وعبد الله بن دينار، وسالمًا، وحمزة بنى ابن عمر، وآخرين. روى عنه يحيى الأنصارى، وابن جريج، ومالك، والسفيانان، وشعبة، وإبراهيم بن طهمان، وزهير ابن معاوية، وابن أبى الزناد، والدراوردى، وابن المبارك، وخلائق. واتفقوا على توثيقه. روى له البخارى ومسلم.

قيل لمالك: عمن نأخذ المغازى؟ فقال: عليكم بمغازى الشيخ الصالح موسى بن عقبة، فإنها أصح المغازى عندنا. وفى رواية: فإنه ثقة. قال خليفة: مات ابن عقبة سنة إحدى وأربعين ومائة.

615 -

موسى بن عمران النبى، عليه السلام:

تكرر فى هذه الكتاب، هو نبى الله ورسوله، وصفيه، وكليمه. قال الله تعالى:{يَا مُوسَى إِنِّى اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِى وَبِكَلَامِى فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ وَكَتَبْنَا لَهُ فِى الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَىْءٍ} [الأعراف: 144، 145] الآيات.

وقال تعالى: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33] .

وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء: 48] .

وقال تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّى آنَسْتُ نَارًا} [طه: 9، 10] الآية.

وقال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَىالأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا} [القصص: 29] الآيات وما قبلها من أول السورة.

وقال تعالى: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: 69] ، والآيات فى فضله وتكريم الله تعالى والثناء عليه وأنواع مكارمه معلومة.

وأما الأحاديث الصحيحة فى فضله فكثيرة مشهورة، ففى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يرحم الله موسى، قد أوذى بأكثر من هذا فصبر” (1) .

وفى الصحيحين عن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تخيرونى على موسى، فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدرى أكان فيمن صعق فأفاق أم كان ممن استثنى الله تعالى”، وهذا الحديث متأول؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم أفضل المخلوقين، فيحتمل أن

(1) أخرجه أحمد (1/380، رقم 3608) ، والبخارى (3/1148، رقم 2981) ، ومسلم (2/739، رقم 1062) . وأخرجه أيضًا: ابن حبان (11/160، رقم 4829) .

ص: 118

هذا الكلام قبل أن يعلم أنه أفضل، فلما علم قال: “أنا سيد ولد آدم” (1) ، ويحتمل أن يكون قاله تواضعًا، ويحتمل أن يكون نهى عن تخيير يؤدى إلى الخصومة والفتنة، ويحتمل أن النهى عن تخيير يؤدى إلى الإزراء ببعضهم، ويحتمل لا تخيرونى فى نفس النبوة، فإنها لا تتفاوت، وإنما الفضائل بأمور أخرى معها، وهذه الأوجه الخمسة مقولة فى قوله: “لا تخيروا” بين الأنبياء، وفى الصحيحين مثله أو نحوه عن أبى سعيد الخدرى.

وفى الصحيحين عن ابن عباس، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “عُرِضَتْ علىَّ الأمم، فرأيت سوادًا كبيرًا سد الأفق، فقيل: هذا موسى فى قومه” (2) .

وفى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ ليلة أسرى به على موسى فى السماء السادسة، وأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرض الله تعالى عليه وعلى أمته خمسين صلاة كل يوم وليلة: “أما ترجع فتسأل الله التخفيف” (3) ، فمازال يقول له حتى جعلها خمسًا.

وفى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف موسى، فقال: “هو آدم، طوال، جعد كأنه من رجال شنؤة” (4) .

وفى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مرَّ بوادى الأزرق، وهو موضع بين مكة والمدينة، قال: “كأنى أنظر إلى موسى هابطًا من الثنية وله جؤار إلى الله تعالى بالتلبية”. وفى رواية: “واضعًا أصبعيه فى أذنيه له جؤار إلى الله تعالى بالتلبية”. وفى رواية: “على جمل أحمر مخطوم بخلبة” (5) ، والخلبة بضم الخاء المعجمة، الليف.

قال أبو إسحاق الثعلبى فى كتابه العرائس: هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهت بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليه السلام. وكان عُمر عمران حين توفى مائة وسبعًا وثلاثين سنة. قال: قال أهل التاريخ: لما مات الريان بن الوليد، وهو فرعون مصر الأول، صاحب يوسف الذى ولاه خزائن الأرض وأسلم على يديه، ملك بعده جبار وأبى أن يُسلم، ثم مات فملك بعده جبار آخر، وتوفى يوسف، وأقامت بنو إسرائيل بمصر، وقد كثروا ونشأ لهم ذرية وهم تحت أيدى العمالقة، وهم على بقايا من دينهم الذى كان يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم، عليهم السلام، شرعوه لهم متمسكين، حتى كان فرعون موسى الذى بعثه الله تعالى إليه، ولم يكن فى الفراعنة أعتا منه، ولا أقسى قلبًا منه، ولا أطول عمرًا فى الملك منه، ولا أسوأ ملكة لبنى إسرائيل، وكان يعذبهم ويستعبدهم، وجعلهم خدمًا وخولا، وعاش فيهم أربع ومائة سنة.

ولما ولد موسى جرى له مع فرعون

(1) أخرجه ابن أبى شيبة (6/317، رقم 31728) ، ومسلم (4/1782، رقم 2278) ، وأبو داود (4/218، رقم 4673) . وأخرجه أيضًا: أحمد (2/540، رقم 10985) .

(2)

حديث ابن عباس: أخرجه أحمد (1/271، رقم 2448) ، والبخارى (5/2170، رقم 5420) ، ومسلم (1/199، رقم 220) . وأخرجه أيضًا: الترمذى (4/631، رقم 2446) وقال: حسن صحيح. والنسائى فى الكبرى (4/378، رقم 7604) ، وابن حبان (14/339، رقم 6430) .

حديث عمران بن حصين: أخرجه الطبرانى (18/241، رقم 605) . وأخرجه أيضًا: ابن حبان (13/454، رقم 6089) .

(3)

أخرجه أحمد (3/148، رقم 12527) ، ومسلم (1/145، رقم 162) ، وأبو يعلى (6/109، رقم 3375) ، وفى (6/216، رقم 3499) . وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (7/333، رقم 36570) ، وأبو عوانة (1/113، رقم 344) .

(4)

أخرجه أحمد (1/342، رقم 3179) ، والبخارى (3/1182، رقم 3067) ، ومسلم (1/151، رقم 165) .

(5)

أخرجه أحمد (1/215، رقم 1854) ، ومسلم (1/152، رقم 166) .

أخرجه أحمد (1/276، رقم2501) ، والبخارى (3/1224، رقم 3177) ، ومسلم (1/153، رقم 166) . وأخرجه أيضًا: البيهقى (5/176، رقم 9615) .

ص: 119