الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغيرهما من أصحابنا أصحاب الوجوه، هذا هو الصحيح المشهور.
وقال الرافعى فى كتاب الغصب: أبو ثور وإن كان معدودًا وداخلاً فى طبقة أصحاب الشافعى، فله مذهب مستقل، لا يُعد تفرده وجهًا، هذا كلام الرافعى، وهو مقتضى قول ابن المنذر، وابن جرير، والساجى، وغيرهم من الأئمة المصنفين فى اختلاف مذهب العلماء، حيث يذكرونه مع الشافعى تارة موافقًا وتارة مخالفًا، ولا يذكرون باقى أصحاب الشافعى.
وأما قول صاحب المهذب فى أول باب الغصب، وقال: أبو ثور من أصحابنا، فظاهره أنه عده صاحب وجه، ويؤيد هذا أنه ذكره فى الكتاب ناقلاً عنه ما يخالف فيه، مع أنه لا يذكر غيره من أصحاب المذاهب المخالفين كأبى حنيفة، ومالك، وأحمد، وغيرهم، إلا فى مثل قوله ليخرج من خلاف أبى حنيفة ونحوه، ومع هذا فيمكن تأويل كلام صاحب المهذب على موافقة الكثيرين فيما قدمناه عنهم، ويكون مراده بذكره حيث هو منسوب إلى الشافعى، معدود من أصحابه، إلا أن هذا ينتقض بأحمد بن حنبل وغيره، فإنه أخذ عن الشافعى، ولا يذكره كذكره أبا ثور.
وأما ما سلكه صاحب المهذب فى أبى ثور، حيث يقول: قال أبو ثور كذا، وهذا خطأ، وحافظ على هذه العبارة، فلا يكاد يخل بها فمسلك فاسد، وعادة مُنكرة مستقبحة، فإن كثيرًا من المسائل التى يحكيها أبو ثور لا تكون ضعيفة إلى حد يقال فيه: وهذا خطأ، بل كثير منها مذهبه فيها قوى أو أقوى من مذهب الشافعى دليلاً، مع أن صاحب المهذب لا يستعمل هذه العبارة الفاسدة فى أكثر أصحابنا الذين لا يساوون أبا ثور، ولا يدانونه فى الفضيلة، وقد تكون وجوههم فى كثير من المسائل أضعف من مذهب أبى ثور، فالصواب إنكار هذه العبارة فى أبى ثور.
* * *
حرف الجيم
747 -
أبو جحيفة الصحابى، رضى الله عنه (1) :
مذكور فى المهذب فى الأذان،
(1) انظر: الإصابة (3/642) ، وتهذيب التهذيب (11/164) ، وطبقات ابن سعد (6/63، 64) ، والتاريخ الكبير (8/162) ، والجرح والتعديل (9/22) ، والاستيعاب (4/36) ، وأسد الغابة (5/157) ، وسير أعلام النبلاء (3/202، 203) برقم (44) ، وتاريخ بغداد (1/199) ، والبداية والنهاية (9/6) ..
وفى استقبال القبلة، وهو بجيم مضمومة، ثم حاء مهملة مفتوحة، صحابى كوفى، واسمه وهب بن عبد الله، ويقال: وهب بن وهب السواى، بضم السين المهملة وتخفيف الواو وبالمد، منسوب إلى سواة بن عامر بن صعصعة. روى أبو جحيفة عن النبى صلى الله عليه وسلم خمسة وأربعين حديثًا، اتفق البخارى ومسلم على حديثين، وانفرد البخارى بحديثين، ومسلم بثلاثة.
روى عنه ابنه عون، وإسماعيل بن أبى خالد، وأبو إسحاق السبيعى، وعلى بن الأقمر، والحكم بن عتيبة، بالمثناة فوق، وكان على بن أبى طالب، رضى الله عنه، يكرم أبا جحيفة ويسميه وهب الخير، ووهب الله، وكان يحبه ويثق به، وجعله على بيت المال بالكوفة، وشهد معه مشاهده كلها، ونزل الكوفة وابتنى بها دارًا. توفى سنة اثنين وسبعين، وتوفى النبى صلى الله عليه وسلم وهو صبى لم يبلغ.
748 -
أبو جعفر الإستراباذى:
من أصحاب الوجوه، مذكور فى المهذب فى آخر باب الردة فى مسألة السحر، هو بكسر الهمزة وبسين مهملة ساكنة، ثم تاء مثناة فوق مكسورة، ثم راء، ثم ألف، ثم موحدة، ثم ذال معجمة، منسوب إلى إستراباذ بلدة معروفة بخراسان.
749 -
أبو جعفر الترمذى (1) :
من أصحابنا المتقدمين، مذكور فى المهذب فى باب الآنية فى أول الديات، منسوب إلى ترمذ، وفيها ثلاثة أقوال حكاها السمعانى فى الأنساب، أحدها ترمذ بكسر التاء والميم، قال: وهو الذى كنا نعرفه قديمًا، والثانى بضمهما جميعًا، قال: وهو الذى يقوله المتقنون وأهل المعرفة، والثالث بفتح التاء وكسر الميم، قال: وهو المتداول على ألسنة تلك البلدة، وكنت أقمت بها اثنى عشر يومًا.
قال: وهى مدينة قديمة على طرف نهر بلخ الذى يقال له: جيحون، وخرج منها جماعة كثيرة من العلماء والمشائخ والفضلاء، منهم أبو عيسى الترمذى الإمام الحافظ المشهور، ومنهم أبو جعفر هذا صاحب الترجمة، وهو أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذى.
قال: كان فقيهًا، فاضلاً، ورعًا، سديد السيرة، سكن بغداد وحدث بها عن يحيى بن بكير المصرى، ويوسف بن على، وكثير بن يحيى، وإبراهيم بن المنذر، ويعقوب
(1) تاريخ بغداد (1/365، 366) والمنتظم لابن الجوزى (6/80) والكامل فى التاريخ (8/13) ووفيات الأعيان (2/334) والمختصر فى أخبار البشر (2/62) وتاريخ ابن الوردى (1/249) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (1/288) وطبقات الشافعية للإسنوى (1/298، 299) وتذكرة الحفاظ (2/639) ومرآة الجنان (2/224) والوافى بالوفيات للصفدى (2/70) والبداية والنهاية (11/107) ..
بن حميد ابن كاسب. روى عنه أحمد بن كامل القاضى، وعبد الباقى بن قانع القاضى، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وغيرهم. قال: وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد فى الدنيا.
قال الدارقطنى: هو ثقة مأمون ناسك. قال السمعانى: وذكر الدارقطنى عن أبى جعفر الترمذى، قال: كتبت الحديث تسعًا وعشرين سنة، وسمعت مسائل مالك وقوله، ولم يكن لى حسن رأى فى الشافعى، فبينا أنا قاعد فى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة، إذ غفوت غفوة، فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام، فسألته عن الأئمة إلى أن قلت: يا رسول الله، أكتب رأى مالك؟ فقال: منا وافق حديثى، قلت: أكتب رأى الشافعى؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان لقولى، وقال: ليس هذا بالرأى، هذا رد على من خالف سنتى، فخرجت فى أثر هذه الرؤيا إلى مصر وكتبت كُتب الشافعى.
قال الدارقطنى: ولم يكن للشافعيين بالعراق أرأس منه ولا أشد ورعًا، وكان من التقلل فى المطعم على حال عظيمة فقرًا، وورعًا، وصبرًا على الفقر.
أخبرنى إبراهيم بن السرى الزجاج، يعنى أبا إسحاق الزجاج الإمام فى العربية، أنه كان يجرى عليه أربعة دراهم فى الشهر، وكان لا يسأل أحدًا شيئًا. قال: وأخبرنى محمد ابن موسى بن حماد أنه أخبره أنه تقوت فى بضعة عشر يومًا بخمس حبات، أو قال: ثلاث حبات، قلت: كيف عملت؟ قال: لم يكن عندى غيرهم، فاشتريت بها لفتًا، فكنت آكل كل يوم واحدة.
قال السمعانى: ولد فى ذى الحجة سنة مائتين، وتوفى لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين. وكذا ذكره الشيخ أبو إسحاق فى سنتى مولده ووفاته. قال السمعانى: ولم يغير شيبه.
ومن مفردات أبى جعفر الترمذى النفيسة التى خالفه فيها جمهور الأصحاب، جزمه بطهارة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يطرد فيه الخلاف المعروف فى شعر الآدميين المنفصل، ومن غرائبه المسألة المذكورة فى المهذب أنه لو أرسل سهمًا على حربى فأصابه وهو مسلم فمات به، قال: لا شىء على الرامى، والأصح الأشهر وجوب دية مسلم مخففة على العاقلة.
750 -
أبو جعفر المنصور الخليفة (1) :
مذكور فى آخر باب زكاة
(1) انظر: فيات الأعيان (2/294 - 297) ..
الفطر. هو أبو جعفر عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القريشى الهاشمى، أمير المؤمنين، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو ثانى خلفاء بنى العباس، وأولهم أخوه أبو العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس المعروف بالسفاح.
قال ابن قتيبة: بويع أبو العباس السفاح يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ثنتين وثلاثين ومائة، وتوفى السفاح بالأنبار فى ذى الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، وولى الخلافة بعده أخوه أبو جعفر المنصور، صاحب الترجمة.
قال: وولى الخلافة وهو ابن إحدى وأربعين سنة تقريبًا، ومولده بالشراة فى ذى الحجة سنة خمس وتسعين من الهجرة، وبويع بالأنبار يوم مات أخوه أبو العباس السفاح، ومضى أبو جعفر حتى قدم الكوفة، فصلى بالناس، ثم شخص منها حتى قدم الأنبار، وقدم عليه أبو مسلم فقتله أبو جعفر فى شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة برومية المدائن، وخرج أبو جعفر حاجًا سنة أربعين ومائة، وأحرم من الحرة، وأمر قبل خروجه بالمسجد الحرام أن يوسع فى سنة تسع وثلاثين ومائة.
فلما قضى حجه صدر إلى المدينة فأقام بها مدة، ثم توجه إلى الشام حتى صلى فى بيت المقدس، ثم انصرف إلى الرقة، ثم سلك الفرات حتى نزل المدينة الهاشمية بالكوفة، وحضر الموسم سنة أربع وأربعين ومائة، ثم تحول إلى بغداد سنة خمس وأربعين ومائة، فبناها وأتم بناءها، واتخذها منزلاً سنة ست وأربعين.
توفى حاجًا لسبع، وقيل: لست خلون من ذى الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة عند بئر ميمون، ودفن بأعلى مكة، وكانت خلافته اثنين وعشرين سنة إلا أيامًا، ثم ولى بعده ابنه المهدى أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس يوم وفاة أبيه بمكة.
قال ابن قتيبة: وكان للمنصور من الأولاد: المهدى واسمه محمد، وجعفر، وصالح، وسليمان، وعيسى، ويعقوب، والقاسم، وعبد العزيز، والعباس، والعالية.
751 -
أبو جمرة (1) :
الراوى عن ابن عباس. مذكور فى المهذب فى أول كتاب الشركة، لا ذكر له فى المهذب إلا هنا، ولا ذكر له فى باقى هذه الكُتب، هو بالجيم
(1) انظر: التاريخ الكبير (8/104) ، وتاريخ ابن معين (2/604) ، والجرح والتعديل (8/465) ، وتهذيب التهذيب (10/431) ، وتقريب التهذيب (2/300) ..
والراء، واسمه نصر بن عمران بن عاصم بن واسع، ويقال: عاصم بدل عصام، البصرى الضبعى، بضاد معجمة مضمومة، ثم باء موحدة، وهو من التابعين المشهورين.
سمع ابن عباس، وابن عمر، وجارية، بالجيم، ابن قدامة، وزهدم بن مضرب، وهلال بن حصين، وأبا بكر بن أبى موسى. روى عنه يزيد بن حميد، وقرة بن خالد، ومحمد بن أبى حفصة، وأيوب السختيانى، وأبان بن يزيد، وإبراهيم بن طهمان، والحمادان، وشعبة، وآخرون. واتفقوا على توثيقه.
قال ابن معين، وأحمد بن حنل، وأبو زرعة، وآخرون: هو ثقة، روى له البخارى ومسلم. قال مسلم: كان مقيمًا بنيسابور، ثم انصرف إلى مرو، ثم إلى سرخس. وقال مسلم فى صحيحه من كتاب الجنائز فى حديث القطيعة: توفى أبو جمرة بسرخس. قال عمرو بن على والترمذى: توفى سنة ثمان وعشرين ومائة، وليس فى الرواة من يقال له: أبو جمرة بالجيم غيره.
قال بعض الحافظ: يروى شعبة بن الحجاج عن سبعة عشر رجال كلهم عن ابن عباس يقال لكل واحد منهم أبو حمزة، بالحاء والزاى، إلا هذا نصر بن عمران، فإنه بالجيم والراء، وعلامته أنه يأتى مطلقًا عن ابن عباس، وأما غيره فقد يوصف أو ينسب. قال: وكان عمران والد أبى جمرة رجلاً جليلاً، وكان قاضى البصرة. روى عنه ابنه وغيره، وذكره ابن عبد البر، وابن مندة، وأبو نعيم الأصبهانى فى كتبهم فى الصحابة. قالوا: واختلف فى أنه صحابى أم تابعى.
752 -
أبو جندل الصحابى، رضى الله عنه (1) :
مذكور فى المهذب فى باب الهدنة. هو بفتح الجيم، وإسكان النون، وهو ابن سهيل ابن عمرو، وتقدم نسبه فى ترجمة أبيه. قال الزبير بن بكار وغيره: اسم أبى جندل العاصى، أسلم أبو جندل، رضى الله عنه، فحبسه أبوه وقيده، فهرب يوم الحديبية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورُدَّ إليهم بسبب العهد الذى جرى، ثم هرب والتحق بأبى بصير ورفقته، رضى الله عنهم، وأقاموا بسيف البحر، بكسر السين، وهو جانبه، وحديثهم مشهور فى الصحيح.
قال موسى بن عقبة:
(1) انظر: الإصابة (4/34) ، وأسد الغابة (5/160) ، والاستيعاب (4/33) ، وطبقات ابن سعد (7/405) ، وسير أعلام النبلاء (1/192)(23) ..
لم يزل أبو جندل وأبوه سهيل مجاهدين بالشام حتى توفيا، يعنى فى خلافة عمر بن الخطاب، رضى الله عنهم.
753 -
أبو جهل:
عدو الله، فرعون هذه الأمة، مذكور فى المهذب فى مواضع منها الإيمان، والسير، اسمه عمرو بن هشام، وسبق تمام نسبه فى ترجمة ابنه عكرمة، قُتل أبو جهل يوم بدر كافرًا، وكانت بدر فى السنة الثانية من الهجرة، قتله عمرو بن الجموح وابن عفراء الأنصاريان، وكانا حديثين، وحديثهما فى الصحيح مشهور، وفى كتب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مقتولاً قال:"قُتل فرعون هذه الأمة".
754 -
أبو الجهم:
ويقال: أبو جهم، بحذف الألف واللام، الصحابى، رضى الله عنه، بفتح الجيم وإسكان الهاء. مذكور فى المختصر والمهذب فى الخطبة فى النكاح، أن فاطمة بنت قيس قالت: خطبنى معاوية وأبو الجهم. ومذكور فى المهذب أيضًا فى باب ما يفسد الصلاة فى حديث الخميصة ذات الأعلام والأنبجانية، واسمه عامر، وقيل: عبيد، بضم العين، ابن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عَبِيد، بفتح العين وكسر الباء، ابن عويج، بفتحها أيضًا، ابن عدى بن كعب القريشى العدوى.
أسلم يوم الفتح، وصحب النبى صلى الله عليه وسلم، وكان معظمًا فى قريش، ومقدمًا فيهم. قال الزبير بن بكار: كان أبو الجهم عالمًا بالنسب، وكان من المعمرين، شهد بنيان الكعبة فى الجاهلية، وشهد بنيانها فى أيام الزبير. قيل: إنه توفى فى أيام ابن الزبير، وقيل: إنه توفى فى أيام معاوية، وهو أحد دافنى عثمان بن عفان، وهم أربعة: حكيم بن حزام، وجبير ابن مطعم، ونيار بن مكرم، وأبو الجهم بن حذيفة.
واعلم أن أبا الجهم هذا غير أبى الجهيم، بضم الجيم وفتح الهاء وزيادة ياء، راوى حديث التيمم بالجدار، وحديث المرور بين يدى المصلى، وحديثاه فى الصحيحين؛ لأنه أنصارى نجارى، اسمه عبد الله بن الحارث بن الصمة، بكسر الصاد المهملة، وهو صحابى أيضًا.
* * *