المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل مختصر فى بعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بفضل أبى بكر الصديق - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٢

[النووي]

فهرس الكتاب

- ‌باب العين والميم

- ‌باب عمرو

- ‌باب عمارة، وعمران، وعمار، وعمير

- ‌باب العين والواو

- ‌باب العين والياء

- ‌فصل

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثاني: الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌باب أبي أحمد، وأبي إسحاق، وغيرهما

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باب أبي بكر

- ‌فصل مختصر فى بعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بفضل أبى بكر الصديق

- ‌فصل فى علمه وزهده وتواضعه

- ‌فصل استخلافه

- ‌باب أبى بكرة بالهاء فى آخره

- ‌حرف التاء المثناة فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين المهملة

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب، والألقاب، والقبائل، ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌فصل فى القبائل ونحوها

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الزاى

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: ابن فلان، وأخو فلان

- ‌النوع الخامس: فلان، عن أبيه، عن جده

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوج فلانة

- ‌النوع السابع: المبهمات والمشتبهات ونحوها

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

- ‌القسم الثاني من كتاب الأسماء: فى النساء

- ‌النوع الأول: فى الأسماء الصريحة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌النوع الثاني: فى الكنى

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف السين

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌النوع الثالث: فى الأنساب والألقاب

- ‌حرف الغين

- ‌النوع الرابع: ما قيل فيه: بمن فلان، أو أمه، أو أخته، أو عمته، أو خالته

- ‌النوع السادس: ما قيل فيه: زوجة فلان

- ‌النوع السابع: المبهمات كامرأة

- ‌النوع الثامن: فى الأوهام وشبهها

الفصل: ‌فصل مختصر فى بعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بفضل أبى بكر الصديق

الصحابة مكانه، ويثنى عليه فى وجهه، واستخلفه فى الصلاة، ومناقبه غير منحصرة.

قال ابن إسحاق: كان خروج النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر، رضى الله عنه، للهجرة بعد العقبة الثانية بشهرين وأيام، بايعوه فى العقبة فى اليوم الأوسط من أيام التشريق، وخرجا لهلال شهر ربيع الأول. وشهد أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، وبيعة الرضوان بالحديبية، وخيبر، وفتح مكة، وحنينًا، والطائف، وتبوك، وحجة الوداع، وسائر المشاهد.

وأجمع أهل السير على أن أبا بكر، رضى الله عنه، لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مشهد من مشاهده. قال محمد بن سعد: ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته العظمى يوم تبوك إلى أبى بكر، وكانت سوداء، وكان فيمن ثبت معه يوم أُحُد ويوم حنين.

‌فصل مختصر فى بعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بفضل أبى بكر الصديق

، رضى الله عنه

روينا عن البراء بن عازب، رضى الله عنهما، قال: اشترى أبو بكر من عازب رحلاً بثلاثة عشر درهمًا، فقال أبو بكر لعازب: مُر البراء ليحمل إلىَّ الرحل، فقال عازب: لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكما، فقال: ارتحلنا من مكة، فأحيينا أو سرينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا، وقام قائم الظهيرة، فرميت ببصرى هل أرى من ظل نأوى إليه، فإذا صخرة أتيناها، فنظرت بقية ظل لها فسويته، ثم فرشت للنبى صلى الله عليه وسلم فيه، ثم قلت له: اضطجع يا نبى الله، فاضطجع النبى صلى الله عليه وسلم.

ثم انطلقت أنظر ما حولى هل أرى من الطلب أحدًا، فإذا أنا براعى غنم يسوق غنمه، فسألته فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من قريش سماه فعرفته، فقلت: هل فى غنمك من لبن؟ قال: نعم، فقلت: هل أنت حالب لبنًا؟ قال: نعم، فأمرته فاعتقل شاة من غنمه، ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه فنفض، فحلب لى كتبة من

ص: 184

لبن، وقد جعلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة على فمها خرقة، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، فانطلقت به إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فوافقته قد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله، فشرب حتى رضيت، ثم قلت: قد آن الرحيل يا رسول الله، قال:"بلى"، والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك على فرس له، فقلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا، فقال:"لا تحزن إن الله معناه". رواه البخارى ومسلم روياه أطول من هذا.

وعن أنس، عن أبى بكر، رضى الله عنه، قال: قلت للنبى صلى الله عليه وسلم وأنا فى الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدمه لأبصرنا، فقال: “ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما” (1) ، رواه البخارى ومسلم، وفى رواية: نظرت إلى أقدام المشركين ونحن فى الغار وهم على رءوسنا، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا، وذكر تمامه.

وعن أبى سعيد الخدرى، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، وقال: “إن الله تبارك وتعالى خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله”، فبكى أبو بكر، فعجبنا ببكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم المُخَيَّر، وكان أبو بكر هو أعلمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من أمن الناس علىَّ فى صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً غير ربى لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن إخوة الإسلام ومودته، لا يبقين بباب إلا سد، إلا باب أبى بكر” (2) ، رواه البخارى ومسلم.

وعن ابن عمر، قال: كنا نخير بين الناس فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم، فنخير أبا بكر، ثم عمر، ثم عثمان. رواه البخارى.

وعن ابن عباس، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “لو كنت متخذًا من أمتى خليلاً لاتخذت أبا بكر، ولكن أخى وصاحبى” (3) ، رواه البخارى.

وعن ابن جبير بن مطعم، قال: أتت امرأة إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك، كأنها تقول: الموت، فقال: “إن لم تجدينى فأتى أبا بكر”، رواه البخارى ومسلم من طرق.

وعن عمار، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر. رواه البخارى.

وعن أبى الدرداء، قال: كنت جالسًا عند النبى صلى الله عليه وسلم، إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبتيه،

(1) حديث أنس عن أبى بكر: أخرجه أحمد (1/4، رقم 911) ، والبخارى (3/1337، رقم 3453) ، ومسلم (4/1854، رقم 2381) ، والترمذى (5/278، رقم 3096) وقال: حسن صحيح غريب. وأخرجه أيضا: ابن أبى شيبة (6/348، رقم 31929) ، وعبد بن حميد (ص 30، رقم 2) ، وأبو يعلى (1/68، رقم 66) ، وابن جرير فى التفسير (10/136) .

(2)

أخرجه أحمد (3/18، رقم 11150) ، والبخارى (1/177، رقم 454) ، ومسلم (4/1854، رقم 2382) .

(3)

أخرجه مسلم (4/1854، رقم 2382) ، والترمذى (5/608، رقم 3660) وقال: حسن صحيح. وأخرجه أيضًا: البخارى (3/1417، رقم 3691) ، وابن حبان (15/276، رقم 6861) .

ص: 185

فقال النبى صلى الله عليه وسلم: “أما صاحبكم فقد غامر فسلم”، وقال: إنى كان بينى وبين ابن الخطاب شىء، فأسرعت إليه، ثم قدمت فسألته أن يغفر لى فأبى علىَّ، فأقبلت إليك، فقال: “يغفر الله لك يا أبا بكر” ثلاثًا، ثم أن عمر ندم فأتى منزل أبى بكر، فسأل أيم أبو بكر، فقالوا: لا، فأتى النبى صلى الله عليه وسلم، فجعل وجه النبى صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله، أنا والله كنت أظلم مرتين، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى بعثنى إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، وواسانى بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لى صاحبى”، مرتين، فما أدرى بعدها. رواه البخارى. قوله: تمعر بالعين المهملة: تغير.

وعن عمرو بن العاص، أن النبى صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أى الناس أحب إليك؟ فقال: “عائشة”، فقلت: من الرجال، فقال: “أبوها”، فقلت: ثم من؟ قال: “عمر بن الخطاب”، فعدَّ رجالاً، رواه البخارى ومسلم.

وعن أبى هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينما راع فى غنمه عدا عليه الذئب، فأخذ منها شاة، فطلبه الراعى فالتفت إليه الذئب، فقال: من لها يوم السبع، يوم ليس لها راع غيرى، وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، فالتفتت إليه فكلمته، فقالت: إنى لم أخلق لهذا، ولكنى خلقت للحرث، فقال الناس: سبحان الله، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: “أؤمن بذلك، وأبو بكر، وعمر”، رواه البخارى ومسلم من طرق، وفى بعضها: وما ثم أبو بكر وعمر، أى لم يكونا فى المجلس، فشهد لهما بالإيمان بذلك لعلمه بكمال إيمانهما.

وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن جَرَّ ثوبه خُيَلَاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة” (1)، فقال أبو بكر: إن أحد شقى ثوبى يسترخى، إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنك لست تصنع ذلك خيلاء”، رواه البخارى.

وعن أبى هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من أنفق زوجين من شىء من الأشياء فى سبيل الله دُعى من أبواب الجنة: يا عبد الله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعى من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعى من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعى من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعى من باب الريان”، فقال أبو بكر: ما على من يُدعى من تلك الأبواب من ضرورة، هل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: “نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر”، رواه

(1) أخرجه أحمد (2/33، رقم 4884) ، والبخارى (3/1340، رقم 3465) ، ومسلم (3/1652، رقم 2085) ، وأبو داود (4/56، رقم 4085) ، والترمذى (4/223، رقم1730) وقال: حديث - حسن صحيح -. والنسائى (8 /206، رقم 5328) ، وابن ماجه (2/1181، رقم 3569) .

ص: 186

البخارى ومسلم.

وعن أنس، أن النبى صلى الله عليه وسلم صعد أُحُدًا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فقال: “اثبت أُحُد، فإنما عليك نبى وصديق وشهيدان”. رواه البخارى.

وعن أبى موسى الأشعرى فى حديثه الطويل: حين دخل النبى صلى الله عليه وسلم بئر أريس، قال: جلست عند الباب، فقلت: لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم، فجاء أبو بكر، فقلت: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن، فقال: “ائذن له وبشره بالجنة

” وذكر الحديث، رواه البخارى ومسلم.

وعن عروة بن الزبير، قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاص عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: رأيت عقبة بن أبى معيط جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يصلى، فوضع رداءه فى عنقه، فخنقه به خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه، فقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم. رواه البخارى.

وعن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ ”، قال أبو بكر: أنا، قال: “فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ ”، قال أبو بكر: أنا، قال: “فمن أطعم اليوم منكم مسكينًا؟ ”، قال أبو بكر: أنا، قال: “فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟ ”، قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما اجتمعن فى امرىء إلا دخل الجنة”. رواه مسلم.

وعن عائشة قالت: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه: “ادعى لى أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابًا، فإنى أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله المؤمنون إلا أبا بكر”. رواه مسلم.

وعن ابن أبى مليكة، قال: سمعت عائشة، رضى الله عنها، وسُئلت: مَن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفًا لو استخلفه؟ فقالت: أبا بكر، فقيل لها: مَن بعد أبى بكر؟ قالت: عمر، قيل لها: مَن بعد عمر؟ قال: أبو عبيدة بن الجراح، ثم انتهت إلى هذا. رواه مسلم.

وعن محمد بن على بن أبى طالب، قال: قلت لأبى: أى الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت: ثُم مَن؟ قال: عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين. رواه البخارى.

وعن أبى موسى الأشعرى، قال: مرض النبى صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه، فقال: “مروا أبا بكر فليصل بالناس”، قالت عائشة: يا رسول

ص: 187

الله، إنه رجل رقيق القلب، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلى بالناس، فقال: مرى أبا بكر فليصل بالناس، فعادت فقال: “مرى أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف”، فأتاه الرسول فصلى بالناس فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخارى ومسلم، وقد روياه من رواية عائشة أيضًا بأطول من هذا.

وعن أنس، أن أبا بكر كان يصلى بهم فى وجع النبى صلى الله عليه وسلم الذى توفى فيه، وذكر الحديث بطوله. رواه البخارى ومسلم.

وعن أبى هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وطلحة، والزبير، فتحركت الصخرة، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: “اهدأ فما عليك إلا نبى أو صديق أو شهيد”، رواه مسلم.

وعن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقتدوا بالذين من بعدى أبى بكر وعمر”. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.

وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر وعمر: “هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين”. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن غريب.

وعن أبى سعيد الخدرى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من نبى إلا وله وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراى من أهل السماء فجبرائيل وميكائيل، وأما وزيراى من أهل الأرض فأبو بكر وعمر”. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.

وعن سعد بن زيد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أبو بكر فى الجنة، وعمر فى الجنة، وعثمان فى الجنة، وعلى فى الجنة”، وقد ذكر تمام العشرة، وقد سبق بطوله فى ترجمة عمر بن الخطاب. رواه أبو داود، والترمذى، والنسائى، وغيرهم، وقال الترمذى: هو حديث حسن صحيح.

وعن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتانى جبريل فأخذ بيدى، فأرانى باب الجنة الذى يدخل منه أمتى”، فقال أبو بكر: يا رسول الله، وددت أنى كنت معك حتى أنظر إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أما إنك يا أبا بكر أول مَن يدخل الجنة من أمتى” (1) ، رواه أبو داود.

وعن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، قال: أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن صحيح.

وعن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب

(1) أخرجه أبو داود (4/213، رقم 4652) ، والحاكم (3/77، رقم 4444) وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبى. وأخرجه أيضًا: عبد الله بن أحمد فى زوائد فضائل الصحابة (1/221، رقم 258) .

ص: 188

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثُم مَن؟ قالت: ثم عمر، قلت: ثُم مَن؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، قلت: ثُم مَن؟ فسكتت. رواه الترمذى، والنسائى، وابن ماجة، وقال الترمذى: حديث صحيح.

وعن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه، ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يدًا يكافيه الله عز وجل بها يوم القيامة، وما نفعنى مال أحد قط ما نفعنى مال أبى بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن صاحبكم خليل الله” (1) . رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.

وعن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبى بكر: “أنت صاحبى على الحوض، وصاحبى فى الغار” (2) . رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.

وعن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالاً عندى، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئت بنصف مالى، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أبقيت لأهلك؟ ”، فقلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: “يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟ ”، فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسبقه إلى شىء أبدًا. رواه أبو داود فى كتاب الزكاة، والترمذى فى المناقب، وقال: هو حديث صحيح.

وعن عائشة، أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “أنت عتيق الله من النار” (3) ، فيومئذ سُمى عتيقًا. رواه الترمذى، وقال: غريب.

وعن على، رضى الله عنه، وسُئل عن أبى بكر، فقال: سماه الله صديقًا على لسان جبريل ولسان محمد صلى الله عليه وسلم، كان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصلاة، رضيه لديننا فرضيناه لدنيانا.

وروينا بالإسناد الصحيح فى سنن أبى داود، عن سفيان الثورى، قال: الخلفاء خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وعمر بن عبد العزيز، وأنه قال: مَن قال: إن عليًا كان أحق بالولاية من أبى بكر وعمر، فقد خطأ أبا بكر وعمر والمهاجرين والأنصار، وما أراه يرتفع له مع هذا عمل إلى السماء.

ومناقب الصديق، رضى الله عنه، لا يمكن استقصاؤها ولا الإحاطة بعشر معشارها، إنما ذكرت هذه الأحرف تبركًا للكتاب بذكره، رضى الله عنه.

(1) أخرجه مسلم (1/377، رقم 532) ، والنسائى فى الكبرى (6/328، رقم 11123) ، وأبو عوانة (1/334، رقم 1192) ، وابن حبان (14/334، رقم 6425) .

(2)

حديث ابن الزبير: أخرجه أحمد (4/4، رقم 16152) ، والبخارى (3/1338، رقم 3458) .

حديث ابن عباس: أخرجه البخارى (3/1338، رقم 3456) .

(3)

أخرجه الحاكم (2/450، رقم 3557) وقال: صحيح الإسناد. وابن عساكر (25/83) .

ص: 189