الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجعفرًا ومحمدًا ابنى سليمان بن على يحملون جنازة يونس بن عبيد على أعناقهم، فقال عبد الله بن على: هذا والله الشرف. وقال سعيد بن عامر: ما رأيت رجلاً قط أفضل من يونس، وأهل البصرة متفقون على هذا، والله أعلم.
* * *
النوع الثاني: الكنى
حرف الألف
باب أبي أحمد، وأبي إسحاق، وغيرهما
710 -
أبو أحمد الجرجانى:
من أصحابنا الوجوه، مذكور فى الروضة فى أول كتاب اللعان فى مسألة زنأت فى الجبل. هو أبو أحمد [......](1) .
711 -
أبو إسحاق الإسفراينى الفقيه:
من أصحابنا أصحاب الوجوه، تكرر ذكره فى الوسيط والروضة، ولا ذكر له فى المهذب، ويقال له: الأستاذ أبو إسحاق، هو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الأستاذ الأسفراينى الإمام فى الكلام، والأصول، والفقه، وغيرها.
قال الحاكم أبو عبد الله النيسابورى فى تاريخ نيسابور: هو الفقيه الأصولى المتكلم المقدم فى هذه العلوم، الزاهد، انصرف من العراق بعد المقام بها، وقد أقرَّ له العلماء بالعراق وخراسان بالتقدم والفضل، واختار الوطن إلى أن خرج بعد الجهد إلى نيسابور، وبنيت له المدرسة التى لم يبن بنيسابور قبلها مثلها، ودرَّس فيها، وحدَّث، سمع بنيسابور الشيخ أبا بكر الإسماعيلى وأقرانه، وبالعراق أبا بكر الشافعى، ودعلج بن أحمد وأقرانهما.
وقال أبو بكر السمعانى: حدَّث عنه المتقدمون من العلماء. قال الإمام أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسى: كان الأستاذ أبو إسحاق الإسفراينى أحد العلماء الذين بلغوا حد الاجتهاد لتبحره فى العلوم، واستجماعه شروط الإمامة
(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
من العربية، والفقه، والكلام، والأصول، ومعرفته بالكتاب والسنة. قال: وكان من المجتهدين فى العبادة، المبالغين فى الورع.
وقال أبو صالح المؤذن: سمعت أبا حاتم العبدوى يقول: كان الأستاذ أبو إسحاق يقول لى بعدما رجع من إسفراين: أشتهى أن يكون موتى بنيسابور، فتوفى بعد هذا الكلام بنحو خمسة أشهر يوم عاشوراء سنة ثمانى عشرة وأربعمائة، وصلى عليه الإمام الموفق. قال: وفوائده وفضائله وأحاديثه وتصانيفه أكثر من أن تستوعب فى مجلدات.
وكان الأستاذ أحد الثلاثة الذين اجتمعوا فى عصر واحد على نصر مذهب الحديث والسنة فى المسائل الكلامية، القائمين بنصرة مذهب الشيخ أبى الحسن الأشعرى، وهم الأستاذ أبو إسحاق الإسفراينى، والقاضى أبو بكر الباقلانى، والإمام أبو بكر بن فورك، وكان الصاحب بن عباد يثنى عليهم الثناء الحسن، مع أنه معتزلى مخالف لهم، لكنه أنصفهم. وأما قول أبى بكر السمعانى: أنه توفى بإسفرائن، فأنكروه عليه، فالصواب أنه توفى بنيسابور، وحمل إلى إسفرائن.
قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح، رحمه الله: وكان الأستاذ أبو إسحاق ناصرًا لطريقة الفقهاء فى أصول الفقه، مضطلعًا بتأبيد مذهب الشافعى فى مسائل من الأصول أشكلت على كثير من المتكلمين الشافعيين، حتى جبنوا عن موافقته فيها، كمسألة نسخ القرآن بالسنة، ومسألة أن المصيب من المجتهدين واحد، حتى كان يقول: بأن كل مجتهد مصيب أوله سفسطة وآخره زندقة، ولا يصح قول من قال: إنه قول للشافعى.
قلت: وله مسائل غريبة مهمة، منها أن الصائم لو ظن غروب الشمس بالاجتهاد، قال الأستاذ أبو إسحاق: لا يجوز له الفطر حتى يتيقنه، وجوزه جمهور الأصحاب، وهو الصحيح.
712 -
أبو إسحاق الزجاج الإمام فى العربية (1) :
مذكور فى الروضة فى الشرط فى الطلاق فيمن علق طلاقها بأول ولد، هو أبو إسحاق بن السرى بن سهل البصرى النحوى صاحب كتاب معانى القرآن. قال الخطيب فى تاريخ بغداد: كان أبو إسحاق الزجاج هذا من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد، وحسن المذهب، له مصنفات حسان فى الأدب.
روى عنه على بن عبد الله بن المغيرة، وغيره. ثم روى الخطيب
(1) طبقات النحويين واللغويين للزبيدى (111) وتاريخ بغداد (6/89 - 93) ومراتب النحويين (136) والمنتظم لابن الجوزى (6/176) والكامل فى التاريخ (8/145) وإنباه الرواة (1/159 - 166) ومعجم الأدباء (1/130 - 151) والمختصر فى أخبار البشر (2/72) وتاريخ ابن الوردى (1/258) ومرآة الجنان (2/262) والوافى بالوفيات للصفدى (5/347 - 350) والبداية والنهاية (11/148، 149) وطبقات النحاة لابن قاضى شبهة (1/165 - 168) وتاريخ الخميس (2/389) والنجوم الزاهرة (3/208) وبغية الوعاة (1/179، 180) والأعلام (1/40) ومعجم المؤلفين (1/33) ..
بإسناده عن الزجاج، قال: كنت أخرط الزجاج، فاشتهيت النحو، فلزمت المبرد لتعلمه، وكان أبو على الفارسى أحد تلامذة الزجاج، وكان الزجاج يؤدب الوزير القاسم بن عبيد الله، ونال من جهته ونسبه مالاً عظيمًا فوق أربعين ألف دينار. وتوفى الزجاج يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
713 -
أبو إسحاق السبيعى (1) :
بفتح السين المهملة، وبعدها باء موحدة مكسورة، منسوب إلى جد القبيلة، اسمه السبيع بن مصعب بن معاوية، وأبو إسحاق هذا مذكور فى المهذب فى باب الضمان فى مسألة الكفالة بالبدن، هو تابعى كوفى. هو أبو إسحاق عمرو بن عبد الله بن على الهمدانى، ثم السبيعى، والسبيع بطن من همدان، ولد أبو إسحاق لسنتين بقيتا من خلافة عثمان.
ورأى على بن أبى طالب، وأسامة بن زيد، والمغيرة بن شعبة، ولم يصح له سماع منهم، وسمع ابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، ومعاوية، وعمرو بن يزيد الخطمى، والنعمان بن بشير، وعمرو بن الحارث، وعمرو بن حريث، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وسليمان بن صرد، وحارثة، بالحاء، ابن وهب، وعدى بن حاتم، وجابر بن سمرة، ورافع بن خديج، وعروة البارقى، وأبا جحيفة، وعمارة بن رومية، وخالد بن عرفطة، وجرير بن عبد الله، والأشعث بن قيس، وحيشا، بضم الحاء المهملة، ابن جنادة، وسلمة بن قيس، والمسور بن مخرمة، وذا الجوشن، وعبد الرحمن بن أبزى، بفتح الهمزة والزاى وإسكان الباء الموحدة بينهما، وكل هؤلاء صحابة، رضى الله عنهم، وسمع آخرين من الصحابة.
وسمع خلائق من التابعين، منهم عمرو بن ميمون، والأسود بن يزيد، وأبو الأحوص عوف بن مالك، ومسروق، وعبد الرحمن بن يزيد، وعبد الرحمن بن الأسود، وسعيد بن جبير، والشعبى، وآخرون.
روى عنه سليمان التيمى، والأعمش، وإسماعيل بن أبى خالد، وقتادة، وشريك بن عبد الله، وعمارة بن زريق، ومنصور بن المعتمر، وسفيان الثورى، وهو أثبت الناس فيه، ومسعر، ومالك بن مغول، وابناه يوسف ويونس، وابن ابنه إسرائيل بن يونس، وسفيان بن عيينة، وزهير بن معاوية،
(1) انظر: التاريخ الكبير (6/347) ، والجرح والتعديل (6/242) ، وميزان الاعتدال (3/270) ، وطبقات ابن سعد (6/313) ، وتهذيب التهذيب (8/63) ، وتقريب التهذيب (2/73) ..
وزائدة، والحسن بن صالح، وأبو بكر بن عياش، وخلائق، وأجمعوا على توثيقه وجلالته والثناء عليه.
قال شعبة: كان أبو إسحاق السبيعى أحسن حديثًا من مجاهد، والحسن، وابن سيرين. وقال أحمد بن عبد الله العجلى: هو كوفى ثقة، سمع ثمانية وثلاثين من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، والشعبى أكبر منه بسنتين، ولم يسمع أبو إسحاق من علقمة بن قيس شيئًا. وقال أبو حاتم: هو ثقة، ويشبه بالزهرى فى كثرة الرواية.
وقال على بن المدينى: روى السبيعى عن سبعين أو ثمانين لم يرو عنهم غيره. قال: وأحصينا مشائخه ثلاثمائة أو أربعمائة شيخ. توفى سنة ست وعشرين ومائة، وقيل: سبع وعشرين، وقيل: ثمان وعشرين، وقيل: تسع وعشرين.
714 -
أبو إسحاق الشيرازى (1) :
صاحب المهذب والتنبيه، وتكرر فى الروضة. هو الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن على ابن يوسف بن عبد الله الشيرازى الفيروزأباذى، منسوب إلى فيروز أباذ، بفتح الفاء، وأصله بالفارسية: الكبير، وهى بليدة من بلاد فارس، وهو الإمام المحقق المتقن المدقق ذو الفنون من العلوم المتكاثرات والتصانيف النافعة المستجادات، الزاهد، العابد، الورع، المعرض عن الدنيا، المقبل بقلبه على الآخرة، الباذل نفسه فى نصر دين الله، المجانب للهوى، أحد العلماء الصالحين، وعباد الله العارفين، الجامعين بين العلم، والعبادة، والورع، والزهادة، المواظبين على وظائف الدين، المتبعين هدى سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم أجمعين.
ولد سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وتفقه بفارس على أبى الفرج بن البيضاوى، وبالبصرة على الجوزى، ثم دخل بغداد سنة خمس عشرة وأربعمائة، وتفقه على شيخه القاضى الإمام الجليل أبى الطيب الطبرى طاهر بن عبد الله، وجماعة من مشائخه المعروفين، وسمع الحديث من الإمام الحافظ أبى بكر البرقانى، بفتح الباء وكسرها، وأبى على بن شادان، وغيرهما من الأئمة المشهورين.
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام،
(1) الأنساب (9/361، 362) وطبقات فقهاء اليمن (270) والمنتظم (16/228 - 231) وصفة الصفوة (4/66، 67) والمنتخب من السياق (124) والكامل فى التاريخ (10/132، 133) واللباب (2/451) ووفيات الأعيان (1/29 - 31) والمختصر فى أخبار البشر (2/194، 195) والعبر (3/283، 284) وسير أعلام النبلاء (18/542 - 464) والإعلام بوفيات الأعلام (196) والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد (42 - 46) وتاريخ ابن الوردى (1/381) ومرآة الجنان (3/110 - 119) والبداية والنهاية (12/124، 125) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (3/88، 111) طبقات الشافعية للإسنوى (2/83 - 85) والوافى بالوفيات (6/62 - 66) وتاريخ الخميس (2/401) وطبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (1/244 - 246) والنجوم الزاهرة (5/117، 118) وتاريخ الخلفاء (426) وديوان الإسلام (1/68، 69) والأعلام (1/51) ومعجم المؤلفين (1/69) ..
فقال له: يا شيخ، فكان يفرح بذلك ويقول: سمانى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخًا. وقال: كنت أعيد كل درس مائة مرة، وإذا كان فى المسألة بيت شعر يستشهد به حفظت القصيدة كلها من أجله.
وكان عاملاً بعلمه، صابرًا على خشونة العيش، معظمًا للعلم، مراعيًا للعمل بدقاته وبالاحتياط. كان يومًا يمشى وبعض أصحابه معه، فعرض له فى الطريق كلب، فحسره صاحبه، فنهاه الشيخ، وقال: أما علمت أن الطريق بينى وبينه مشترك. ودخل يومًا مسجدًا ليأكل فيه شيئًا على عادته، فنسى دينارًا فذكره فى الطريق، فرجع وجده فتركه ولم يمسه، وقال: ربما وقع من غيرى ولا يكون دينارى.
قال الحافظ أبو سعد السمعانى: كان الشيخ أبو إسحاق إمام الشافعية، والمدرس ببغداد فى النظامية، شيخ الدهر، وإمام العصر، رحل إليه الناس من الأقطار، وقصدوه من كل النواحى والأمصار، وكان يجرى مجرى أبى العباس بن سريج. قال: وكان زاهدًا، ورعًا، متواضعًا، ظريفًا، كريمًا، سخيًا، جوادًا، طلق الوجه، دائم البشر، حسن المحاورة، مليح المجاورة، وكان يحكى الحكايات الحسنة، والأشعار المليحة، وكان يحفظ منها كثيرًا، وكان يضرب به المثل فى الفصاحة.
وقال السمعانى أيضًا فى موضع آخر: تفرد الإمام أبو إسحاق الشيرازى بالعلم الوافر، كالبحر الزاخر مع السيرة الجميلة، والطريقة المرضية، جاءته الدنيا صاغرة فأباها، وأطرحها، وقلاها. قال: وكان عامة المدرسين بالعراق والجبال تلاميذه وأصحابه، وصنَّف فى الأصول، والفروع، والخلاف، والجدل، كُتبًا أضحت للدين أنجمًا وشُهبًا. قال: وكان يكثر مباسطة أصحابه ويكرمهم ويعظمهم، ويشترى طعامًا كثيرًا، فيدخل بعض المساجد فيأكل كل منه مع أصحابه، وما فضل تركوه لمن يرغب فيه، وكان طارحًا للتكلف.
قال القاضى أبو بكر محمد بن عبد الباقى الأنصارى: حملت إليه فتوى، فرأيته فى الطريق، فمضى إلى دكان خباز أو بقال، وأخذ دواته وقلمه، وكتب جوابه، ومسح القلم فى ثوبه، وكان ذا نصيب وافر من مراقبة الله تعالى، والإخلاص، وإرادة إظهار الحق، ونصح الخلق.
وقال أبو الوفاء بن عقيل: شاهدت شيخنا أبا إسحاق لا يخرج شيئًا إلى فقير إلا
أحضر النية، ولا يتكلم فى مسألة إلا قدَّم الاستعاذة بالله تعالى، وأخلص القصد فى نصرة الحق، ولا صنَّف شيئًا إلا بعدما صلى ركعات، فلا جرم شاع اسمه واشتهرت تصانيفه شرقًا وغربًا ببركة إخلاصه. قالوا: وكان مستجاب الدعوة.
قال القاضى محمد بن محمد الماهانى: إمامان لم يتفق لهما الحج: أبو إسحاق الشيرازى، والقاضى أبو عبد الله الدامغانى. أنشد السمعانى وغيره للرئيس أبى الخطاب على بن عبد الرحمن بن هارون بن الجراح شعرًا:
سقيا لمن ألف التنبيه مختصرًا
إن الإمام أبا إسحاق صنفه
رأى علومًا عن الأفهام شاردة
بقيت للشرع إبراهيم منتصرًا
ألفاظه الغر واستقصى معانيه
لله والدين لا للكبر والتيه
فخازها ابن على كلها فيه
تذود عنه أعاديه وتحميه
قوله: مختصرًا، بكسر الصاد وألفاظه منصوبة. ولأبى الخطاب أيضًا:
أضحت بفضل أبى إسحاق ناطقة
بها المعانى كسلك العقد كامنة
رأى علومًا وكانت قبل شاردة
ولا زال علمك ممدودًا سرادقه
صحائف شهدت بالعلم والورع
واللفظ كالدر سهل صد ممتنع
فخازها الألمعى الندب فى اللمع
على الشريعة منصورًا على البدع
ولأبى الحسن القابسى:
إن شئت شرع رسول الله مجتهدًا
فاقصد هديت أبا إسحاق مغتنمًا
تفتى وتعلم حقًا كلما شرعا
وادرس تصانيفه ثم احفظ اللمعا
ونقل عنه، رحمه الله، أنه قال: بدأت فى تصنيف المهذب سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وفرغت منه يوم الأحد آخر رجب سنة تسع وستين وأربعمائة. توفى ببغداد يوم الأحد، وقيل: ليلة الأحد الحادى والعشرين من جمادى الآخرة، وقيل: الأولى، سنة ثنتين وسبعين وأربعمائة، ودفن بباب البرز، وصلى عليه من الخلائق ما لا يعلمه إلا الله، ورؤى فى النوم وعليه ثياب بيض، فقيل له: ما هذا؟ فقال: عز العلم، رحمه الله.
715 -
أبو إسحاق المروزى (1) :
تكرر فى المهذب، والوسيط، والروضة، وحيث أطلق أبو إسحاق فى المذهب، فهو المروزى، وقد يقيدونه بالحرورى، وقد يطلقونه، وهو إمام جماهير أصحابنا، وشيخ المذهب، وإليه ينتهى طريقة أصحابنا العراقيين، والخراسانيين، كما قدمنا فى مقدمة هذا الكتاب فى سلسلة الفقه. تفقه على أبى العباس بن سريج، ونشر مذهب الشافعى فى العراق، وسائر الأمصار، واسمه إبراهيم بن أحمد المروزى، المتفق على عدالته، وتوثيقه فى روايته ودرايته.
قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازى فى الطبقات: انتهت إليه الرياسة فى العلم ببغداد، وشرح المختصر، وصنَّف الأصول، وأخذ عنه الأئمة، وانتشر الفقه من أصحابه فى البلاد، وخرج إلى مصر وتوفى بها سنة أربعين وثلاثمائة.
716 -
أبو إسرائيل الصحابى:
مذكور فى المهذب فى باب النذر، هكذا صوابه: أبو إسرائيل، ويقع فى كثير من النسخ أو أكثرها ابن إسرائيل، وهو غلط، وهو صحابى، أنصارى، مدنى. قال الخطيب البغدادى فى كتابه الأسماء المبهمة: هو عامرى. قال: وقيل: اسمه قيس. قال: قال عبد الغنى المصرى: ليس فى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنيته أبو إسرائيل غيره، ولا مَن اسمه قيس غيره، ولا يُعرف إلا فى هذا الحديث، وحديثه المذكور فى المهذب رواه البخارى فى صحيحه، عن ابن عباس، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا يخطب، إذ هو برجل قائم، فسأل عنه، فقيل: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم فى الشمس ولا يقعد، ويصوم ولا يفطر نهارًا، ولا يستظل، ولا يتكلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مروه فليستظل وليقعد وليتكلم وليتم صومه”.
717 -
أبو الأسود الدؤلى التابعى (2) :
مذكور فى المهذب فى أول باب التعزير، هكذا صوابه: الدؤلى، بضم الدال وبعدها همزة مفتوحة، ومنهم من يكسرها، والصحيح المشهور فتحها، وقيل فيه: الديلى، بكسر الدال وبالياء، وكذا وقع فى المهذب والصحيح، وهو منسوب إلى جد القبيلة الدؤل، وسمى بالدؤل التى هى دويبة معروفة بضم الدال وكسر الهمزة، ولكن فى النسبة يفتح مثل هذه الكسرة كما قالوا
(1) الأنساب لابن السمعانى (9/325) ومعجم البلدان (4/372، 273) والكامل فى التاريخ (11/86) واللباب (2/438) وطبقات فقهاء الشافعية (1/321) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (7/31، 32) طبقات الشافعية للإسنوى (2/390، 391) وطبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (1/333، 334) ..
(2)
انظر: الإصابة (2/241، 242) ، والبرصان والعرجان (122، 279) ، وإنباه الرواة (1/12 - 23) ، وطبقات الزبيدى (5) ، ونزهة الألباء (1 -8) ، ومراتب النحويين (11) ، وطبقات ابن سعد (7/99) ، ومرآة الجنان (1/144) ، ووفيات الأعيان (2/535 - 538) ، والتاريخ الكبير (6/334) ، والجرح والتعديل (4/503) ، والأغانى (12/297 - 334) ، ومعجم الأدباء (12/34 - 38) ، وأسد الغابة (3/69) ، وسير أعلام النبلاء (4/81 - 86) برقم (28) ، والبداية والنهاية (8/312) ، وغاية النهاية (1/345) ، وتهذيب التهذيب (12/10، 11) ، والكامل للمبرد (2/171) ، والنجوم الزاهرة (1/184) ، وبغية الوعاة (2/22) ..
فى النسبة إلى ممر ممرى بفتح الميم، إلى الصدف بكسر الدال، صدفى بفتحها، ونظائره، وقد بسطت بيان هذه الأوجه فى نسبته فى أوائل شرح صحيح.
واسم أبى الأسود هذا: ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلبس، بفتح الحاء المهملة وبالباء الموحدة وإسكان اللام بينهما، ابن نفاثة، بضم النون وتخفيف الفاء وبثاء مثلثة، ابن على بن الدول، ويقال: اسمه ظالم بن عمرو بن ظالم، وقيل: اسمه عمرو بن ظالم، وقيل: عثمان بن عمرو، وقيل: عمرو بن سفيان.
وقال الواقدى: اسمه عويمر بن ظويلم، وهو بصرى، كان قاضى البصرة. سمع عمر ابن الخطاب، وعليًا، والزبير، وأبا ذر، وعمران بن الحصين، وأبا موسى الأشعرى، وابن عباس، وولى البصرة. قال يحيى بن معين، وأحمد بن عبد الله: هو ثقة. روى له البخارى ومسلم، وهو أول من تكلم فى النحو.
718 -
أبو أمامة الباهلى الصحابى، رضى الله عنه (1) :
تكرر فى هذه الكتب، هو أبو أمامة صدى، بضم الصاد وفتح الدال المهملتين وتشديد الياء، ويقال: الصدى بالألف واللام، كالعباس، وعباس، ولم يذكره الحاكم أبو أحمد فى كتابه الكنى إلا بالألف واللام. وهو صدى بن عجلان بن والبة، بالموحدة، ابن رياح، بكسر الراء، ابن الحارث بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان، بالعين المهملة، ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويقال فى إملاء نسبه غير هذا، وهو منسوب إلى باهلة، وهو من مشهورى الصحابة.
رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتا حديث وخمسون حديثًا، روى له البخارى منها خمسة، ومسلم ثلاثة. روى عنه رجاء بن حيوة، وخالد بن معدان، ومحمد بن زياد، وسليمان بن حبيب، وسليم بن عامر، وشرحبيل بن مسلم، وشداد أبو عمار، وأبو سلام ممطور الحبشى، والقاسم أبو عبد الرحمن الدمشقى، وسالم بن أبى الجعد، وأبو إدريس الخولانى، وغيرهم. سكن مصر، ثم حمص، وبها توفى سنة إحدى وثمانين، وقيل: ست وثمانين، وقيل: هو آخر من توفى من الصحابة بالشام، رضى الله عنه، وعامة حديثه عند الشاميين.
(1) انظر: الإصابة (2/182) ، وطبقات ابن سعد (7/411، 412) ، والتاريخ الكبير (4/326) ، والجرح والتعديل (4/454) ، والثقات لابن حبان (3/195) ، والاستيعاب (2/198، 199، 4/4، 5) ، وتهذيب تاريخ دمشق (6/419) ، وأسد الغابة (3/16، 5/138، 139) ، وسير أعلام النبلاء (3/359 - 363) برقم (52) ، وتجريد أسماء الصحابة (1/2786) ، ومرآة الجنان (1/177) ، والبداية والنهاية (9/73) ، وتهذيب التهذيب (4/420) ، وتقريب التهذيب (1/366) ، والوافى بالوفيات (16/305، 306) ..
719 -
أبو أمامة التيمى التابعى:
مذكور فى المهذب فى أول الإجارة، ويقال: أبو أميمة. روى عن عمر بن الخطاب. روى عنه شعبة، والعلاء بن المسيب، والحسن بن عمرو الفقيمى. قال يحيى بن معين: هو ثقة، لا يُعرف اسمه. وقال أبو زرعة: هو كوفى لا بأس به.
720 -
أبو أمية المخزومى:
مذكور فى المهذب فى أول باب الإقرار، ذكره ابن أبى حاتم، وأشار إلى أنه مجهول.
721 -
أبو أوفى الصحابى، رضى الله عنه:
مذكور فى الزكاة من هذه الكُتب. اسمه علقمة بن خالد، وسبق تمام نسبه فى ترجمة ابنه عبد الله، وحديث المذكور رواه مسلم.
722 -
أبو أيوب الصحابى، رضى الله عنه:
تكرر فى هذه الكُتب. هو أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف ابن غنم بن مالك بن النجار الأنصارى الخزرجى النجارى المدنى الصحابى الجليل. شهد العقبة، وبدرًا، وأُحُدًا، والخندق، وبيعة الرضوان، وجميع المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة مهاجرًا، وأقام عنده شهرًا حتى بنيت مساكنه ومسجده.
رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وخمسون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم على سبعة منها، وانفرد البخارى بحديث ومسلم بخمسة. روى عنه البراء بن عازب، وجابر بن سمرة، والمقدام بن معدى كرب، وأبو أمامة الباهلى، وزيد بن خالد الجهنى، وابن عباس، وعبد الله بن يزيد الخطمى، وكلهم صحابة، وسعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله، وعروة بن الزبير، وعطاء بن يزيد الليثى، وعبد الله بن حنين، وخلائق سواهم. توفى بأرض الروم غازيًا سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة ثنتين وخمسين، وقبره بالقسطنطينية، رضى الله عنه.