الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* * *
باب العين والياء
476 -
عياش بن أبى ربيعة الصحابى، رضى الله عنه (1) :
الذى كان من المستضعفين بمكة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهم فى القنوت، وهو أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو عبد الله عياش بن أبى ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشى المخزومى المكى، أخو عبد الله بن أبى ربيعة، وأخو أبو جهل لأمه وابن عمه.
كان إسلام عياش قديمًا فى أول الأمر قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى الحبشة، وولد له بها ابنه عبد الله، ثم عاد إلى مكة، وهاجر إلى المدينة هو وعمر بن الخطاب، فقدم إليه أخواه لأمه أبو جهل والحارث ابنا هشام، فقالا: إن أمك حلفت لا يدخل رأسها دهن، ولا تستظل حتى تراك، فرجع معهما فحبساه بمكة وأوثقاه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له ولجماعة من المستضعفين يسميهم بأسمائهم فى القنوت، واستشد عياش يوم اليرموك. وقال الطبرى: توفى بمكة. روى عنه ابناه عبد الله، والحارث، وروى عنه نافع مولى ابن عمر مرسلاً.
477 -
عياض بن حمار الصحابى، رضى الله عنه (2) :
مذكور فى المهذب فى أول اللقطة. هو عياض بن حمار، على لفظ الحمار الدابة المعروفة، ابن أبى حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنضلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمى المجاشعى، وقيل فى نسبه غير هذا، وصحف ابن مندة محمد بن سفيان هذا، فقال: مخمد، بالخاء المعجمة، وأسقط من نسبه جماعة، فغلطوه فيهما، نزل عياض البصرة وهو معدود فى أهلها. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثون حديثًا، روى مسلم منها حديثًا. روى عنه مطرف، ويزيد ابنا عبد الله، والحسن البصرى، وغيرهم.
478 -
عياض الأشعرى، رضى الله عنه (3) :
مذكور فى المهذب فى عقد الذمة فى دخول
(1) الجرح والتعديل (7/17) . تقريب التهذيب (5268)، وقال:"أسلم قديما وهاجر الهجرتين، واستشهد باليمامة وقيل باليرموك وقيل مات سنة خمس عشرة ق"..
(2)
الطبقات الكبرى لابن سعد (7/36) ، الجرح والتعديل (6/2274) ، الاستيعاب (3/1232) ، تهذيب التهذيب (8/200) ، الإصابة (3/6128) ، تقريب التهذيب (5274)، وقال:"عياض بكسر أوله وتخفيف التحتانية وآخره معجمة ابن حمار بكسر المهملة وتخفيف الميم صحابي سكن البصرة وعاش إلى حدود الخمسين بخ م 4"..
(3)
الطبقات الكبرى لابن سعد (7/36) ، الجرح والتعديل (6/2274) ، الاستيعاب (3/1232) ، تهذيب التهذيب (8/200) ، الإصابة (3/6128) ، تقريب التهذيب (5274)، وقال:"عياض بكسر أوله وتخفيف التحتانية وآخره معجمة ابن حمار بكسر المهملة وتخفيف الميم صحابي سكن البصرة وعاش إلى حدود الخمسين بخ م 4".
المشرك المسجد. هو عياض بن عمرو الأشعرى، سكن الكوفة. ذكره ابن عبد البر، وابن مندة، وأبو نعيم، وغيرهم فى الصحابة. وقال ابن أبى حاتم: هو تابعى. روى عن النبى صلى الله عليه وسلم، وعن جماعة من الصحابة. روى عنه الشعبى، وسماك بن حرب، وحصين.
479 -
عياض بن غنم بن زهير بن أبى شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة ابن الحارث بن فهر القرشى (1) :
أبو سعد، وقيل: أبو سعيد الصحابى، رضى الله عنه. أسلم قبل الحديبية وشهدها، وكان بالشام مع ابن عمه أبى عبيدة بن الجراح، فلما توفى أبو عبيدة استخلفه بالشام فأقره عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وقال: لا أغير أميرًا أمره أبو عبيدة، وهو الذى فتح بلاد الجزيرة، وصالحه أهلها. قال الزبير بن بكار: وهو أول من أجاز الدروب، وكان صالحًا، فاضلاً، جوادًا، وكان يسمى زاد الركب، يطعم الناس زاده، فإذا نفذ نحر لهم بعيره، ولم يزل واليًا لعمر على حمص حتى توفى عياض بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين سنة.
480 -
عياض القاضى الإمام المالكى:
مذكور فى الروضة فى كتاب الردة. هو أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبى السبتى المالكى، من أهل سبتة مدينة معروفة بالمغرب، وهو إمام بارع، متفنن، متمكن فى علم الحديث والأصولين، والفقه، والعربية، وله مصنفات فى كل نوع من العلوم المهمة، وكان من أصحاب الأفهام الثاقبة.
قال الإمام أبو القاسم خلف عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال الأنصارى المغربى فى كتابه المعروف بالصلة، قدم القاضى عياض الأندلس طالبًا للعلم، وعنى بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم، وجمع من الحديث كثيرًا، له عناية كثيرة به، واهتمام بجمعه وتقييده، وهو من أهل اليقين فى العلم والذكاء واليقظة والفهم، واستقضى ببلده مدة طويلة، حُمدت سيرته فيها، ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة، فلم يطل أمره بها، وقدم علينا قرطبة فى شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين
(1) انظر: الإصابة (2/50) ، والاستيعاب (3/128) ، وأسد الغابة (4/327) ، وسير أعلام النبلاء (2/254) ، والتاريخ الكبير (7/18) ..
وخمسمائة، وأخذنا عنه بعض ما عنده. ولد نصف شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة، وتوفى بمراكش سنة أربع وأربعين وخمسمائة، رحمه الله.
481 -
العيزار بن سالف عاقر ناقة الله تعالى:
مذكور فى المهذب فى باب الهدية، هكذا هو فى نسخ المهذب: العيزار، وهو تصحيف بلا خلاف، وإنما هو قُدار، بقاف مضمومة، ثم دال مهملة مخففة، ثم ألف، ثم راء، هكذا ذكره جميع أهل التواريخ، والقصص، والأسماء، والجوهرى من أهل اللغة وغيرهم، وسأوضحه فى النوع الثامن فى الأوهام إن شاء الله تعالى، وسالف بكسر اللام وبعدها فاء.
482 -
عيسى بن أبان الحنفى:
مذكور فى الروضة فى ميراث ذوى الأرحام. هو أبو موسى عيسى بن أبان بن صدقة. قال الشيخ أبو إسحاق فى الطبقات، كان من أصحاب الحديث، ثم غلب عليه الرأى. قال: وتفقه على محمد بن الحسن صاحب أبى حنيفة. قال أبو حازم القاضى: ما رأيت لأهل بغداد حدثًا أزكى من عيسى بن أبان، وبشر بن الوليد.
483 -
عيسى ابن مريم، عليه السلام:
تكرر فى هذه الكتب. هو عبد الله، ورسوله، وكلمته، وروح منه. قال الله تعالى:{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 45، 46] .
وقال تعالى: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّى مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران: 55] .
وقال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ} [آل عمران: 59، 60] الآية.
وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِى دِينِكُمْ وَلَا
تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَاّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} إلى قوله تعالى: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلّهِ} [النساء: 171، 172] .
وقال تعالى: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [المائدة: 110] إلى آخر السورة.
وقال تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} [مريم: 19] إلى آخر الآيات. والآيات فى فضله كثيرة مشهورة.
وثبت فى الصحيحين عن أبى هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من بنى آدم من مولود إلا نخسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخًا من نخسه إياه، إلا مريم وابنها"(1) . وروياه من طرق بألفاظ متقاربة، وفى بعضها: ثم قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {وِإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36] .
وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا أولى الناس بابن مريم فى الدنيا والآخرة، ليس بينى وبينه نبى، الأنبياء أخوة أبناء علات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد"(2) . رواه البخارى ومسلم.
وفى الصحيحين فى حديث الأسرى، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه أحمد (2/233، رقم 7182) ، وابن أبى شيبة (6/288، رقم 31496) ، ومسلم (4/1838، رقم 2366) .
(2)
أخرجه البزار كما فى مجمع الزوائد (8/214) قال الهيثمى: قال البزار رواه الثورى عن سالم بن سعيد بن جبير مرسلاً.
رأى فى السماء الثانية ابنى الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا.
وفى الصحيحين عن أبى هريرة، أن النبى صلى الله عليه وسلم حين أسرى به، قال:"ولقيت عيسى"، فنعته النبى صلى الله عليه وسلم، "فإذا ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس"(1) ، يعنى حمامًا.
وفى الصحيحين عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"رأى عيسى ابن مريم رجلاً يسرق، فقال له: أسرقت؟ قال: كلا والذى لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله وكذبت عينى"(2) .
وفى الصحيحين عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذى نفسى بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلاً فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى يكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها"(3)، ثم يقول أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} [النساء: 159] .
وفى الصحيحين عن عبادة بن الصامت، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل"(4) .
وفى صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل عيسى على المنارة البيضاء شرثى دمشق"(5) .
قال الإمام أبو إسحاق الثعلبى فى كتابه العرائس: اختلف العلماء فى مدة حمل مريم بعيسى، فقيل: تسعة أشهر، وقيل: ثمانية، وقيل: ستة، وقيل: ساعة، وقيل: ثلاث ساعات، ووضعته عند الزوال، وهى بنت عشر سنين، وكانت حاضت قبله حيضتين، وقيل: كانت بنت خمس عشرة سنة، وقيل: ثلاث عشرة، وأنه كلم الناس وهو ابن أربعين يومًا، ثم لم يتكلم بعدها حتى بلغ زمن كلام الصبيان.
وكان زاهدًا لم يتخذ بيتًا ولا متاعًا، وكان قوته يومًا بيوم، وكان سياحًا فى الأرض، وكان يمشى على الماء، ويبرىء الأكمه والأبرص، ويحيى الموتى بإذن الله، ويخبرهم بما يأكلون ويدخرون فى بيوتهم، وكان له الحواريون الذين ذكرهم الله تعالى فى كتابه، وهم الأنصار، وكانوا اثنى عشر رجلاً، وكانوا أصفيائه وأنصاره ووزرائه، قيل: كانوا أولاد صيادين، وقيل: قصارين، وقيل: ملاحين.
ومما أكرمه الله تعالى به تأييده بروح القدس. قال الله تعالى: {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة: 87]، قيل: هو الروح الذى نفخ فيه. وقيل: جبريل الذى كان يأتيه ويسير معه، وقيل: هو اسم الله الأعظم، وبه كان يحيى الموتى، ويرى الناس تلك العجائب، ومنها علمه التوراة والإنجيل، وكان يقرئهما حفضًا، ومنها أنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله.
قال الثعلبى: قالوا: وإنما كان يخلق الخفاش خاصة؛ لأنه أكمل الطير خلقة، له ثدى، وأسنان، ويلد، ويحيض، ويطير. قال: وقال وهب بن منبه: كان يطير حتى يغيب عن الناس، ثم يقع ميتًا حتى يتميز فعل الله تعالى من فعل غيره. ومنها إبرائه الأكمه والأبرص، والأكمه الذى ولد أعمى، وإنما خص هذين لأنهما لا يرجا زوالهما، ولا حيلة للمخلوقين فيهما، وكان زمن الأطباء، فظهرت بهما المعجزة.
ومنها إحيائه الموتى، قالوا: فأحيا جماعة منهم: العاذر أحياه بعد موته ودفنه بثلاثة أيام، فقام وعاش مدة، وولد له بعد ذلك، ومنهم ابن العجوز، وقصته مشهورة، أحياه وهو محمول على نعشه فى أكفانه، فعاش وولد له، ومنهم بنت العاشر، أحياها وولدت بعد ذلك، ومنهم سام بن نوح، عليه السلام، وعزير، وقصتهما مشهورة.
(1) أخرجه البخارى (3/1243، رقم 3214) ، ومسلم (1/154، رقم 168) ، والترمذى (5/300، رقم 3130) وقال: حسن صحيح.
(2)
أخرجه أحمد (2/314، رقم 8139) ، والبخارى (3/1271، رقم 3260) ، ومسلم (4/1838، رقم 2368) ، والنسائى (8/249، رقم 5427) ، وابن ماجه (1/679، رقم 2102) .
(3)
أخرجه أحمد (2/538، رقم 10957) ، والبخارى (3/1272، رقم 3264) ، ومسلم (1/135، رقم 155) ، والترمذى (4/506، رقم 2233) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (2/1363، رقم 4078) . وأخرجه أيضا: أبو عوانة (1/98، رقم 311) ، والبيهقى (9/180، رقم 18395) .
(4)
أخرجه أحمد (5/313، رقم 22727) ، والبخاري (3/1267، رقم 3252) ، ومسلم (1/57، رقم 29) ، وابن حبان (1/431، رقم 202) . وأخرجه أيضا: النسائي (6/331، رقم 11132) .
(5)
حديث أوس بن أوس: أخرجه الطبراني (1 / 217، رقم 590)، قال الهيثمي (8/205) : رواه الطبراني ورجاله ثقات. وابن عساكر (1/ 227) ، وأورده ابن أبي حاتم في العلل= = (2/422، رقم 2271) وقال: قال أبي: إنما هو عن أوس بن أوس عن كعب قوله كذا يرويه الثقات.
حديث كيسان: أخرجه الطبراني (19 / 196، رقم 440) ، وابن عساكر (1 / 228)، وأخرجه أيضًا: البخاري في التاريخ (7 / 233، ترجمة 1002 كيسان) .
حديث النواس: أخرجه عساكر (53 / 46)، وأخرجه أيضًا: ابن قانع (3 / 163، ترجمة 1138) .