الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* * *
حرف اللام
531 -
لاحق بن حميد (1) :
مذكور فى المهذب فى خراج السواد. هو أبو مجلز لاحق بن حميد بن سعيد بن خالد ابن كثير بن جيش بن عبد الله بن سدوس السدوسى البصرى التابعى، ومجلز بكسر الميم وفتح اللام. قال صاحب المطالع: وكان حماد يقوله بفتح الميم، والمشهور كسرها. وقال ابن السكيت: هو مشتق من جلز السوط، وهو مقبضه.
سمع لاحق هذا جماعات من الصحابة، منهم ابن عمر، وابن عباس، وأنس بن مالك، وأبو موسى الأشعرى، وعمران بن الحصين، وسمرة بن جندب، وجندب بن عبد الله، وحفصة أم المؤمنين، رضى الله تعالى عنهم، وجماعة من التابعين. روى عنه جماعات من التابعين، منهم أبو التياح، وأنس بن سيرين، وأيوب السختيانى، وقتادة، وسليمان التيمى، وجماعات من غيرهم. وذكر بعضهم أنه سمع حذيفة بن اليمان، وأنكره الأكثرون، وقالوا: لم يدركه، وممن أنكره شعبة، وابن معين، وابن خراش، واتفقوا على توثيقه. وقال خليفة بن خياط: توفى سنة ست ومائة. وقال ابن سعد: فى خلافة عمر بن عبد العزيز.
532 -
لبيد الشاعر الصحابى، رضى الله تعالى عنه (2) :
مذكور فى المهذب فى باب الربا. هو أبو عَقيل، بفتح العين، لبيد بن ربيعة بن مالك ابن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان العامرى. هكذا ذكر نسبه أبو بكر محمد بن أبى خيثمة فى تاريخه.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وحسن إسلامه، وكان من فحول شعراء الجاهلية، وهو الذى ثبت فى الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أصدق كلمة قالها الشاعر:
ألا كل شىء ما خلا الله باطل”
وكان لبيد من المعمرين، عاش مائة وأربعًا وخمسين سنة، وقيل: مائة وسبعًا وخمسين. وقال السمعانى: مات أول
(1) الطبقات الكبرى ابن سعد (7/216، 368) ، والتاريخ الكبير للبخارى (8/2911) ، والجرح والتعديل (9/526) ، وميزان الاعتدال (4/9439) ، وتاريخ الإسلام (4/225) ، وتهذيب التهذيب (11/171) . تقريب التهذيب (7490)، وقال:"أبو مجلز بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي ثقة من كبار الثالثة مات سنة ست وقيل تسع ومائة وقيل قبل ذلك ع"..
(2)
انظر: أسد الغابة (4/260) ، والاستيعاب (3/324) ، والبداية والنهاية (7/222) ، والأغانى (15/361) ، والتاريخ الكبير (7/349) ..
خلافة معاوية، وله مائة وأربعون سنة. قالوا: ولم يقل شعرًا بعد إسلامه، وكان يقول: أبدلنى الله تعالى به القرآن. وقيل: قال بيتًا واحدًا، وهو:
والمرء يصلحه القرين الصالح
ما عاتب المرء الكريم كنفسه
وقال جمهور أهل الأخبار والسير: لم يقل شعرًا منذ أسلم، وكان شريفًا فى الجاهلية والإسلام. وكان نذر أن لا تَهبّ الصبا إلا نحر وأطعم، ثم نزل الكوفة وكان المغيرة بن شعبة يقول: إذا هبت الصبا أعينوا أبا عقيل على مرءوته، وهبَّت الصبا يومًا وهو بالكوفة، ولبيد مقتر مملق، فعلم بذلك الوليد بن عقبة بن أبى معيط، وكان أميرًا عليها، فخطب الناس وقال: إنكم قد عرفتم نذر أبى عقيل، وما وكد على نفسه، فأعينوا أخاكم، ثم نزل فبعث بمائة ناقة، وبعث الناس إليه فقضى نذره.
وقال عمر بن الخطاب، رضى الله تعالى عنه، يومًا للبيد: أنشدنى شيئًا من شعرك، فقال: ما كنت لأقول شعرًا بعد أن علمنى الله تعالى البقرة وآل عمران، فزاده عمر فى عطائه خمسمائة. وكان اعتزل الفتن، وتوفى فى خلافة عثمان، رضى الله عنه، وقيل: فى أول خلافة معاوية، والأول أصح.
533 -
لقمان الحيكم، عليه السلام:
مذكور فى المهذب فى باب الاستطابة. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} [لقمان: 12] الآيات. قال الإمام أبو إسحاق الثعلبى فى كتاب العرائس فى القصص: كان لقمان مملوكًا، وكان أهون مملوكى سيده عليه.
قال: وأول ما ظهر من حكمته أنه كان مع مولاه، فدخل مولاه الخلاء، فأطال الجلوس، فناداه لقمان: إن طول الجلوس على الحاجة تنجع منه الكبد، ويورث الباسور، ويصعد الحرارة إلى الرأس، فأقعد هوينًا وقم، فخرج مولاه وكتب حكمته على باب الخلاء.
وروى أنه كان عبدًا حبشيًا نجارًا. قال: وقال أبو هريرة، رضى الله عنه: مر رجل بلقمان والناس مجتمعون عليه، فقال: ألست العبد الأسود الذى كنت تراعينا بموضع كذا؟ قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك ما لا يعنينى.
قال: وعن لقمان أنه قال: ضرب الوالد ولده كالسماد للزرع. وقال لقمان لابنه: من يقارن قرين السوء لا يسلم. قال: ومن لا يملك لسانه يذم، يا بنى كن عبدًا للأخيار، يا بنى كن
أمينًا تكن غنيًا، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ولا تجادلهم، خذ منهم إذا ناولوك، والطف بهم فى السؤال ولا تفجرهم، إن ما تأذيت به صغيرًا انتفعت به كبيرًا، كن لأصحابك موافقًا فى غير معصية، ولا تحقرن من الأمور صغارها، فإن الصغار غدًا تصير كبارًا، إياك وسوء الخلق والضجر وقلة الصبر، إن أردت غنى الدنيا فاقطع طمعك مما فى أيدى الناس. وحكمه كثيرة مشهورة.
534 -
لقيط بن صبرة الصحابى، رضى الله عنه (1) :
مذكور فى صفة الوضوء من المختصر والمهذب، وصبرة بفتح الصاد وكسر الباء، ويجوز إسكان الباء مع فتح الصاد وكسرها، وهو أبو رزين، ويقال: أبو عاصم لقيط بن عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق بن عامر بن عقيل العقيلى الحجازى الطائفى، هكذا نسبه الجمهور.
وقال بعضهم: لقيط بن عامر غير لقيط بن صبرة. قال ابن عبد البر وغيره: وليس هذا بشىء. قال عبد الغنى بن سعيد المصرى: أبو رزين العقيلى لقيط بن عامر هو لقيط ابن صبرة، وقيل: هو غيره، وليس بصحيح.
وقال ابن عبد البر: يقال فيه: لقيط بن صبرة، ولقيط بن عامر، ولقيط بن المنتفق. وقال الترمذى فى كتاب العلل: سمعت البخارى يقول: أبو رزين العقيلى لقيط بن عامر، هو عندى لقيط بن صبرة.
قال الترمذى: قلت له: أبو رزين العقيلى أهو لقيط بن صبرة؟ قال: نعم، قلت: فحديث أبى هاشم، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه، هو عن أبى رزين العقيلى؟ قال: نعم. قال الترمذى: قال أكثر أهل الحديث: لقيط بن صبرة هو لقيط بن عامر.
قال: وسألت عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى عن هذا، فأنكر أن يكون لقيط بن صبرة هو لقيط بن عامر، وجعلهما مسلم بن الحجاج أيضًا فى كتاب الطبقات اثنين. روى عنه ابن أخيه وكيع بن عدس، ويقال: ابن حدس، وابنه عاصم بن لقيط، وعمرو ابن أوس، وغيرهم، قالوا: وكان النيى صلى الله عليه وسلم يكره المسائل، فإذا سأله أبو رزين أعجبته مسألته.
535 -
لوط النبى، عليه السلام:
مذكور فى المهذب فى الاستثناء فى الطلاق، وفى القذف. هو لوط بن هارون بن تارح، وهو آزر، ولوط ابن أخى إبراهيم الخليل، عليهما السلام. قال الثعلبى: كان إبراهيم يحبه حبًا شديدًا، والآيات فى أحوال لوط،
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (5/461) ، والتاريخ الكبير للبخارى (7/1058) ، والاستيعاب (3/1340، 4/1657) ، وأسد الغابة (4/226) ، وتهذيب التهذيب (8/456، 457) ، والإصابة (3/7554) . تقريب التهذيب (5680)، وقال: “صحابي مشهور وهو أبو رزين العقيلي والأكثر على أنهما اثنان بخ 4”..
عليه السلام، مشهورة، وهو أحد رسل الله عز وجل الذين انتصر لهم بإهلاك مكذبيهم، وقصته فى القرآن العزيز فى مواضع.
قال الثعلبى: قال وهب بن منبه: خرج لوط من أرض بابل فى العراق مع عمه إبراهيم تابعًا له على دينه، مهاجرًا معه إلى الشام ومعهما سارة امرأة إبراهيم، وخرج معهما آزر أبو إبراهيم مخالفًا لإبراهيم فى دينه مقيمًا على كفره، حتى وصلوا حران، فمات آزر، فمضى إبراهيم ولوط وسارة إلى الشام، ثم مضوا إلى مصر، ثم عادوا إلى الشام، فنزل إبراهيم فلسطين، ونزل لوط الأردن، فأرسله الله تعالى إلى أهل سدوم وما يليها، وكانوا كفارًا يأتون الفواحش، ومنها إتيان الذكران، ما سبقهم بها من أحد من العالمين، ويتضارطون فى مجالسهم.
فلما طال تماديهم فى غيهم ولم ينزجروا، دعا عليهم لوط، عليه السلام، قال الله تعالى:{قَالَ رَبِّ انصُرْنِى عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} [العنكبوت: 30] ، فأجاب الله تعالى دعاءه، وبعث جبريل وميكائيل وإسرافيل، عليهم السلام، إهلاكهم وبشارة إبراهيم بالولد، فأقبلوا مشاة فى صفة رجال مُردٍ حِسَان، فنزلوا على إبراهيم ضيفانًا، فبشروه بإسحاق، ويعقوب.
ولما جاء آل لوط العذاب فى السَّحَر اقتلع جبريل، عليه السلام، قريات قوم لوط الأربع فى كل قرية مائة ألف، ورفعهن على جناحه بين السماء والأرض حتى سمع أهل سماء الدنيا نباح كلابهم وصياح ديكتهم، ثم قلبهن فجعل عاليها سافلها، فذلك قول الله تعالى:{جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ} [هود: 82، 83] .
قالوا: أمطرت الحجارة على شذهم ومسافرهم، وأهلكت امرأة لوط مع الهالكين واسمها واغلة. قال أبو بكر بن عياش، عن أبى جعفر: استغنت رجال قوم لوط بوطء رجالهم، واستغنت نساؤهم بنسائهم، والله أعلم.
536 -
الليث بن سعد الإمام (1) :
المذكور فى المهذب، مذكور فى المختصر فى الطهارة. هو أبو الحارث الليث بن سعد ابن عبد الرحمن الفهمى، مولاهم المصرى الإمام البارع، هو من تابعى التابعين. سمع عطاء بن أبى رباح، وعبد الله بن أبى مليكة، ونافعًا مولى ابن عمر، وسعيد المقبرى، والزهرى، ويحيى الأنصارى، وأبا الزبير، وخلائق غيرهم من التابعين، وآخرين من تابعيهم.
روى عنه محمد بن عجلان، وهشام بن سعد،
(1) انظر: طبقات ابن سعد (7/517) ، وتاريخ ابن معين (2/501) ، والتاريخ الكبير (7/246، 247) ، والجرح والتعديل (7/179، 180) ، والثقات لابن حبان (7/360) ، وميزان الاعتدال (3/423) ، وتهذيب التهذيب (8/459 - 465) ، وتقريب التهذيب (2/138) ..
وهما من شيوخه، وقيس بن الربيع، وابن المبارك، وابن وهب، وابن لهيعة، وعبد الله بن صالح كاتبه، وخلائق لا يحصون من الأئمة وغيرهم. وأجمع العلماء على جلالته، وإمامته، وعلو مرتبته فى الفقه والحديث. وهو إمام أهل مصر فى زمانه.
نقل أبو حاتم بن حبان، عن الشافعى، رضى الله عنه، أنه قال: كان الليث بن سعد أفقه من مالك، إلا أنه ضيعه أصحابه. وقال ابن وهب: ما كان فى كتب مالك وأخبرنى من أرضى من أهل العلم، فهو الليث بن سعد. وقال محمد بن سعد: كان الليث مولى لقريش، ولد سنة ثلاث أو أربع وتسعين، وكان ثقة، كثير الحديث وصحيحه، وكان استقل بالفتوى فى زمانه بمصر، وكان سريًا، نبيلاً، سخيًا.
وقال أحمد بن حنبل: الليث كثير العلم، صحيح الحديث، ليس فى هؤلاء المصريين أثبت منه، ما أصح حديثه، فقال أحمد: رأيت من رأيت، فلم أر مثل الليث، كان فقيه البدن، عربى اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الحديث والشعر، حسن الذاكرة، وعد خصالاً جميلة عنه حتى بلغ عشرًا. وأقوال العلماء فى فضله كثيرة مشهورة.
وقال قتيبة بن سعيد: لما قدم الليث المدينة، أهدى له مالك بن أنس من طرف المدينة، فبعث إليه الليث ألف دينار. وقال محمد بن رمح صاحب الليث: كان دخل الليث ثمانين ألف دينار، يعنى فى السنة، وما وجبت عليه زكاة قط. توفى الليث فى شعبان. قال ابن بكير: توفى الليث سنة خمس وسبعين ومائة. وقال ابن حبان: سنة ست أو سبع وسبعين. وقال ابن سعد: سنة خمس وستين، رضى الله عنه.
537 -
ليث بن أبى سليم بن أبى زنيم (1) :
مذكور فى المختصر فى باب إمامة المرأة. هو أبو بكر، ويقال: أبو بكير ليث بن أبى سليم بن أبى ذنيم الكوفى القرشى، مولاهم مولى عتبة أو عنبسة بن أبى سفيان، واسم أبى سليم أيمن، ويقال: أنس. روى ليث عن مجاهد، وطاووس، وعطاء بن أبى رباح، وابن الزبير، وابن أبى مليكة، والشعبى، وطلحة بن مصرف، وأبى بردة، وآخرين. روى عنه الثورى، وشعبة، وزائدة، وشريك، وزهير بن معاوية، والحسن بن صالح، وإسماعيل بن علية، وأبو إسحاق الفزارى،
(1) التاريخ الكبير للبخارى (7/1051) ، والجرح والتعديل (7/1014) ، وسير أعلام النبلاء (6/179) ، وتاريخ الإسلام (6/116) ، وميزان الاعتدال (3/6997) ، وتهذيب التهذيب (8/465 - 468) . تقريب التهذيب (5685)، وقال: “ابن زنيم بالزاي والنون مصغر صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك من السادسة مات سنة ثمان وأربعين خت م 4”..