الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثًا: الكون والإعجاز العلمي للقرآن
أولًا: المؤلف
هو الدكتور منصور حسب النبي، أستاذ ورئيس قسم الطبيعة بكلية البنات بجامعة عين شمس، ولم أجد له ترجمة.
ثانيًا: الكتاب
هو الكون والإعجاز العلمي للقرآن، عدد صفحاته 391.
وقد قسَّم المؤلف كتابه إلى ستة أبواب؛ تحدث في الباب الأول عن وجود الله ووحدانيته، وفي الباب الثاني عن دستور الكون ويقصد به نظام الكون، وتحدث في الباب الثالث عن المجموعة الشمسية، وفي الرابع عن كوكب الأرض، أما الباب الخامس فتحدث عن النجوم والمجرات، وفي الباب السادس والأخير عن الكونيات.
وقد أبدى المؤلف عجبه في مقدمة كتابه من المهاجرين للتفسير العلمي حاليًا بدعوى أن العلم يتغير، وهذه مغالطة؛ لأن العلم الصحيح لا يتغير؛ لأنه نتيجة لحقيقة ثابتة ثبوتًا قطعيًّا1.
والذي أعتقده أن المؤلف أخطأ الفَهْم هنا؛ فلا أحد ينكر أن "العلم الصحيح" لا يتغير؛ ولكن إلى أن يصل إلى هذه الدرجة لم يزل متغيرًا متقلبًا، وهو في هذه الحالة يسمى نظرية، وفي حالة الاستقرار الصحيح يسمى حقيقة علمية. فهل يعتقد المؤلف أن العلم في القرن العشرين وصل كله إلى درجة الحقيقة العلمية؟!
1 الكون والإعجاز العلمي للقرآن: منصور حسب النبي ص8.
لا أظن جوابه إيجابًا إذ هو يخالف الواقع، وإذا ما أجاب بالسلب قلنا: إن المهاجمين للتفسير العلمي يهاجمون الذين حشروا مؤلفاتهم بالعلم في درجته المتقلبة "النظرية"، وربطهم هذا المتأرجح يمنة ويسرة بالقرآن الكريم الثابت الراسخ.
وهو نفسه يتناول في تفسيره نظريات علمية لم تستقر، فهل يرى أو يعتقد ان هذا هو العلم الصحيح؟
اقرأ له عن حديثه عن المكان والزمان بين العلم والقرآن، وتأمل في لفظة "تعيين" التي يكررها وليست تقدير. قال مثلًا:"ولقد استخدم العلماء بعض المواد المشعة كاليورانيوم والكربون "14" لتعيين عمر الأرض وعمر الحياة على الأرض، كما استخدم العلماء ظاهرة تمدد الكون وإتساعه المتواصل لتعيين عمر الكون"1.
ثم انظر للجدول الذي وضعه للحوادث الكونية وزمنها، مع اعترافه بأنه زمن تقريبي، وأنه طبقًا لتصورات العلم الحديث؛ ومن هذه التواريخ التي ذكرها أن انفجار كرة الكون الأولية "البيضة الكونية" بيج بانج "!! " منذ 13 بليون سنة، وسلسل الأحداث إلى أن وصل إلى تكون الأرض بكتلتها الحالية منذ 4.5 بليون سنة. أما ظهور الإنسان في هذا الجدول منذ فترة تتراوح بين 11 و35 ألف سنة1.
العجيب حقًّا أن المؤلف يُورد هذا عند تناوله لقوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} 2، وقوله سبحانه:{وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون} 3.
ومرة أخرى يقول في تفسير آخر: "ويحتوي جوف الأرض على الحديد،
1 الكون والإعجاز العلمي للقرآن: د/ منصور حسب النبي ص98، 99.
2 سورة البقرة: من الآية 189.
3 سورة الحج: من الآية 47.
فلقد أثبتت جميع البحوث بأن لب الأرض مكون أساسًا من الحديد والنيكل، مصداقًا لقوله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} 1.
ولقد ثبت فعلًا أن الحديد أحد العناصر التي توجد في الشمس بوفرة، وذلك بواسطة التحليل الطيفي الحديث، وبهذا يتضح دقة التعبير في الآية الكريمة في فعل "أنزلنا"؛ حيث نزل الحديد من الشمس إلى الأرض"2.
والكتاب مليء بالشواهد على ما ذكرنا، ومليء أيضًا -كتفسير الجواهر- بالصور العلمية، ويشترك مع ما سبق في الحكم، والله أعلم.
1 سورة الحديد: من الآية 25.
2 الكون والإعجاز العلمي للقرآن: د/ منصور حسب النبي ص174.