الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابع: مع الطب في القرآن الكريم
…
رابعًا: مع الطب في القرآن الكريم
أولًا: المؤلف
اشترك في تأليف هذا الكتاب الدكتور عبد الحميد دياب والدكتور أحمد قرقوز.
ثانيًا: الكتاب
هو مع الطب في القرآن الكريم، صدرت الطبعة الأولى سنة 1400 في 208 صفحة.
والطريف أن هذا الكتاب أعدَّه المؤلفان لنيل إجازة دكتور في الطب وليس في التفسير.
ومع أن المؤلفين ينصان نصًّا: "إننا راعينا في البحث عدم تحميل الآيات القرآنية أكثر مما تحمل، وتجنبنا تطويعها للمعطيات العلمية، كما لم يكن البحث محاولة لتفسير الآيات القرآنية بنتائج العلوم الحديثة، إلا إذا كانت الآية قاطعة الدلالة، وكانت المعطيات العلمية حقائق ثابتة أيضًا"1.
إلا أنهما أحيانًا ينسيان هذا الالتزام؛ فيفسران الآية بما لا تدل عليه دلالة قاطعة بغض النظر عن كونه حقيقة أو نظرية علمية، نضرب لذلك مثلًا ما ذكراه عند تفسير قوله تعالى:{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} 2.
1 مع الطب في القرآن الكريم: عبد الحميد دياب وأحمد قرقوز ص12.
2 سورة النجم: الآيتين 45، 46.
فقالا: "تحوي البيضة الملقحة التي سيتشكل منها الجنين 22 زوجًا من الصبغيات الجسمية مع زوج من الصبغيات الجنسية، وتأتي هذه الصبغيات من اجتماع بويضة الأنثى التي تحوي دائمًا "22 صبغي جمسي + الصبغ الجنسي x".
ومن نطفة الرجل التي تحوي "22 صبغي جسمي + صبغي جنسي إما x أو y"؛ لأن نصف نطاف الرجل تحوي الصبغي "x" ونصفها تحوي الصبغي "y". أما بويضة الامرأة فدائمًا تحمل الصبغي الجنسي "x"، فإذا اتحدت البيضة مع نطفة حاوية على الصبغى الجنسي "x" كان الجنين أنثى، وإذا اتحدث مع نطفة حاوية على الصبغى الجنسي "y" كان الجنين ذكرًا؛ أي حسب المعادلة:
نطفة "y" + "بويضة "x" = "x y" ذكر
نطفة "x" + بويضة "xx" = "x" أنثى
فنطاف الرجل إذًا هي المسئولة عن تحديد الجنس؛ لأنها تحمل الأشكال المتغايرة من الصبغيات الجنسية، وهذا ما ذكره قبل أربعة عشر قرنًا حين قال:{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} "1.
هذا ما قالاه، والحق أني لم أجد أي دلالة أو إشارة في الآية على هذا، فضلًا عن أن يكون له دلالة قاطعة، كما ذكرنا آنفًا.
ونذكر مثالًا آخر نحو هذا، ما قالاه عند تفسير قوله تعالى:{وَعِنَبًا وَقَضْبًا} 2.
قالا: "العنب فاكهة واسعة الانتشار في العالم، وتشكل جزءًا أساسيًّا من راتب معظم السكان الغذائي، وأهم ما يميز هذه الفاكهة الطيبة هو احتواؤها على سكر العنب "غلوكوز" بنسبة عالية حتى سُمي باسمها، وسكر العنب هو شكل بسيط للسكاكر، تمتصه الأمعاء بسهولة كبيرة، ويدخل مباشرة في عمليات
1 مع الطب في القرآن الكريم: دياب وقرقوز ص27.
2 سورة عبس: الآية 28.
الاستقلاب دون تغير أو تحول؛ بل إن باقي السكاكر يلزمها أن تتحول إلى سكر عنب في الجسم؛ حتى يمكنه الاستفادة منها في تزويد الجسم بالطاقة والقدرة، ويشذ عن ذلك سكر الفواكه "فركتوز" الذي يمكنه ذلك"1.
وهذا القول -كسابقه- لم أجد في الآية دلالة عليه إلا من باب الدلالة التي يفهمها أولئك.
وكذلك لا ترد في القرآن كلمة الشمس مثلًا إلا ويذكر هؤلاء بُعدها وعرضها ومحيطها وحرارتها، ثم ينتقلون إلى الكواكب السيارة حولها وخصائص كل كوكب.
وأحيانًا ينصرف المؤلفان عن المعنى الحق المتبادر من الآية الواضح البيِّن إلى معنى آخر لا يدل عليه النص، خذ مثلًا قوله تعالى:{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} 2، كلنا نفهم مدلول هذه الآية المتبادر؛ وهو الحث على قراءة القرآن والتهجد به آخر الليل؛ لكنهما قالا معنى آخر؛ وهو أنه ترغيب بالنوم المبكر والاستيقاظ منذ الفجر، ثم ذكرا الفوائد الصحية للقيام المبكر من النوم، وأن من مزاياه ارتفاع نسبة غاز الأوزون في الجو عند الفجر3، وغير ذلك من فوائد الاستيقاظ المبكر، ولم يتعرضها لقراءة القرآن أو العبادة عامة من هذا الوقت، وهي المقصود الأول في الآية.
إضافة إلى هذا اشتمل الكتاب على لوحات توضيحية لأجزاء الإنسان، ومع هذا فإن في الكتاب -في أكثره- تفاسير علمية محمودة التزما فيها ما وعدا به في مقدمة الكتاب التزامًا يجعله في مقدمة المؤلفات العلمية المعتدلة في التفسير.
1 مع الطب في القرآن الكريم: دياب وقرقوز ص161.
2 سورة الإسراء: من الآية 78.
3 مع الطب في القرآن الكريم: دياب وقرقوز ص108، 109.