الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(156) مسند رفاعة بن يَثْرِبِيّ أبي رمثة التَّيْميّ
كذا ذكره أحمد بن حنبل والبخاريّ ومسلم. وقال أبو بكر البَرقيّ: اسمه حبيب بن حيّان التميمي. وقال غيرهم: اسمه يثربيّ بن عوف (1).
(1685)
الحديث الأوّل: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدّثني عبد الملك بن أبجَر عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال:
أتيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مع أبي، فرأى التي بظهره فقال: يا رسول اللَّه، ألا أُعالِجُها لك، فإنّي طبيب؟ قال:"أنت رفيق، واللَّه الطبيب". قال: "من هذا معك؟ " قال: ابني. قال: "أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عُبيد اللَّه بن إياد عن لقيط قال: حدّثنا إياد عن أبي رِمثة قال:
انطلقت مع أبي نحو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلمّا رأيْتُه قال لي أبي: هل تدري من هذا؟ قلتُ: لا. قال: هذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فاقشعررْتُ، وكنتُ أظُنُّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا لا يُشبه النّاس، فإذا بَشَرٌ ذو وَفْرةٍ بها رَدْعٌ من حِنّاء، عليه ثوبان أخضران، فسلَّمَ عليه أبي، ثم جلسْنا فتحدَّثْنا ساعة. ثم إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لأبي:"ابنك هذا؟ " قال: إي وربّ الكعبة. قال: "حقًّا؟ " قال: أشهد به. فتبسّم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ضاحكًا من ثَبَت شَبَهي في أبي ومن حَلْف أبي (3). ثم نظر إلى مثل السِّلْعة بين كتفيه، فقال: يا رسول اللَّه، إنّي
(1) الآحاد 2/ 366، ومعرفة الصحابة 2/ 1083، والاستيعاب 4/ 72، والتهذيب 8/ 309، والإصابة 4/ 71، والأطراف 6/ 224.
(2)
المسند 4/ 163، وسنن النسائي 8/ 53، والمعجم الكبير 22/ 279 (715). ومن طريق إياد في أبي داود 4/ 86 (4206 - 4208). وينظر الصحيحة 4/ 51 (1537).
(3)
في المسند: "ومن حَلف أبي عليّ" ثم قال: "أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه". قال: وقرأ رسول اللَّه: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء: 15] قال: ثم نظر. .
كأطبِّ الرجال، ألا أعالِجُها لك؟ قال:"طبيبُها الذي خَلَقَها"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه المُخَزِّميّ قال: حدّثنا أبو سفيان الحميريّ سعيد بن يحيى قال: حدّثنا الضحّاك بن حُمرة عن غيلان بن جامع عن إياد بن لقيط عن أبي رِمثة قال:
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْضِبُ بالحِنّاء والكَتَم. وكان شعرُه يَبْلُغُ كتفَيه أو مَنْكِبَيه (2).
(1686)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا المسعوديّ عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال:
أتيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يخطُبُ ويقول: "يدُ المعطي العليا. أمَّك وأباك، وأختَك وأخاك، وأدناك أدناك". قال: فدخل نفرٌ من بني ثعلبة بن يَربوع، فقال رجلٌ من الأنصار: يا رسول اللَّه، هؤلاء النّفر اليربوعيّون الذين قتلوا فلانًا وفلانًا. فقال رسولُ اللَّه:"ألا لا تجني نفس على أُخرى" مرّتين (3).
* * * *
(1) المسند 11/ 679 (7109) وصحّحه المحقّق على شرط مسلم، وصحّحه الحاكم والذهبي 2/ 425، وابن حبّان 13/ 337 (5995).
(2)
المسند 4/ 163، ومن طريق أبي سُفيان سعيد بن يحيى الحميري في المعجم الكبير 22/ 284 (726) وإسناده ضعيف، فقد نقل ابن أبي عدي الحديث في الكامل 4/ 1417 - ترجمة الضحّاك، ونقل عدم توثيق العلماء له، وقال: أحاديثه حسان غراب. وللحديث شواهد صحيحة.
(3)
المسند 4/ 163، ومن طريق المسعوديّ في المعجم الكبير 22/ 283 (725) والحاكم 4/ 150 - وساقه شاهدًا. وروى الحاكم حديثًا طويلًا عن طارق المحاربي، ومنه هذا الجزء، وصحّحه هو والحاكم 2/ 612.
(157)
رُويفع بن ثابت الأنصاريّ (1)
(1687)
الحديث الأوّل: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدّثني محمد بن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى تُجيب عن رويفع ابن ثابت الأنصاريّ قال:
كنتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم حين افتتحَ خيبر (2)، فقام فينا خطيبًا فقال:"لا يَحِلُّ لامرىءٍ يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن يسقيَ ماءَه زَرْعَ غيره، ولا أن يبتاعَ مَغنمًا حتى يُقسمَ، ولا أن يلبسَ ثوبًا من فيء المسلمين حتى إذا أخلقَه ردّه فيه، ولا يركب دابّةً من فيء المسلمين حتى إذا أعْجَفَها ردّها فيه"(3).
قوله: "يسقي ماءَه زرع غيره" يعني وطء الحبالى من السّبايا.
(1688)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: حدّثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن حَنَش الصنعاني عن رويفع بن ثابت قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن توطَأَ الأمةُ حتى تحيضَ، وعن الحُبالى حتى يَضَعْنَ (4).
(1689)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا
(1) الطبقات 4/ 262، والآحاد 4/ 209، ومعرفة الصحابة 2/ 1062، والاستيعاب 1/ 488، والتهذيب 2/ 497، والسير 3/ 36، والإصابة 1/ 507.
وروى ثمانية أحاديث - التلقيح 370.
(2)
هكذا في المخطوطات والآحاد وابن حبّان. وفي المسند وأبي داود والطبراني "حنين".
(3)
المسند 4/ 108. ورواه بعدُ من طريق ابن إسحق، وذكر بين أبي مرزوق ورويفع حنشًا الصنعانيّ، وهو أصحّ إسنادًا، لأن هذه الطريق منقطعة. والحديث من طريق ابن إسحق -وفيه حَنش- في أبي داود 2/ 248 (2158، 2159) والآحاد 4/ 209 (2194)، والمعجم الكبير 5/ 37 (4485). وصحّحه ابن حبّان من طريق يحيى بن أيوب عن ربيعة بن سليم التجيبي عن حَنش عن رويفع 11/ 186 (4850). وصحّحه الألباني في سنن أبي داود.
(4)
المسند 4/ 108. من طريق ابن لَهيعة في المعجم الكبير 5/ 27 (4488) ورجاله ثقات غير ابن لَهيعة. ويقوّيه الطريق السابقة.
ابن لهيعة قال: حدّثنا بكر بن سوادة عن زياد بن نُعيم عن وفاء الحضرميّ عن رُويفع بن ثابت الأنصاريّ:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من صلّى على محمدٍ وقال: اللهمّ أنْزِلْهُ المَقعدَ يوم القيامة، وَجَبَت له شفاعتي"(1).
(1690)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى الأشيب قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا عيّاش بن عبّاس عن شِيَيْم بن بَيتان قال: حدّثنا رويفع بن ثابت قال:
كان أحدُنا في زمان رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم يأخُذ جمل أخيه على أن يُعْطِيَه النِّصف ممّا يغنم وله النِّصف، حتى إنّ أحدنا ليطيرُ له النَّصلُ والريش، والآخرُ القدح.
ثم قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا رُويفع، لعلّ الحياة ستطولُ بك، فأخبِرِ النّاسَ أنّه من عَقَدَ لِحيتَه، أو تَقَلَّد وَتَرًا، أو استنجى برجيع دابّة أو عظم، فإن محمّدًا بريء منه"(2).
(1691)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني عبيد اللَّه بن أبي جعفر المصري قال: حدّثنا من سمع حَنشًا الصّنعاني يقول: سمعْتُ رويفع بن ثابت الأنصاريّ يقول:
سمعْتُ رسول اللَّه يقول: "من كان يؤمنُ باللَّه واليوم الآخرِ فلا يبتاعَنّ ذهبًا بذهبٍ إلّا وزنًا بوزن. ولا ينكح ثَيِّبًا من السبايا حتى تحيضَ"(3).
(1692)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا
(1) المسند 4/ 108. وفيه ابن لَهيعة. ووفاء الحضرمي - مقبول التقريب 2/ 246. وهو في السنة 1/ 569 (849)، والمعجم الكبير 5/ 25 (4480) وضعّف المحقّقان إسناده. قال الهيثمي في المجمع 10/ 166 بعد أن نسبه للبزاز، والطبرانيّ في الكبير والأوسط: وأسانيدهم حسنة.
(2)
المسند 4/ 108. وفيه ابن لهيعة. ولكن رواه أبو داود عن المفضّل بن فضالة عن عيّاش 1/ 9 (36)، ومثله في 4/ 21 (2196)، والطبراني 5/ 28 (4491)، وهو في النسائي 8/ 135 عن عياش. وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 4/ 109. وفي إسناده مجهول. والجزء الثاني منه مرّ في الحديثين الأوّل والثاني. والنهي عن بيع الذهب بالذهب إلّا وزنًا، له شواهد صحيحة.
ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير قال:
عرض مَسلمة بن مُخلّد -وكان أميرًا على مصر- على رويفع بن ثابت أن يُوَلِّيَه العُشور، فقال: إنّي سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ صاحب المَكس في النّار"(1).
* * * *
(1) المسند 4/ 109 والمرفوع منه من طريق ابن لَهيعة عند الطبراني في الكبير 5/ 29 (4493)، وابن لَهيعة فيه كلام - المجمع 3/ 91.