الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(75) مسند الحارث بن حسّان البَكريّ الذُّهْليّ
(1)
(1345)
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: حدّثني أبو المنذر سلّام بن سليمان النحويّ قال: حدّثنا عاصم بن أبي النَّجود عن أبي وائل عن الحارث البكريّ قال:
خرجْتُ أشكو العلاء بن الحَضْرَميّ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فمررْتُ بالرَّبَذة، فإذا عجوز من بني تميم مُنْقَطَعٌ بها، فقالت لي: يا عبد اللَّه، إنّ لي إلى رسول اللَّه حاجةً، فهل أنت مُبلغي إليه؟ قال: فحملْتُها، فأتيْتُ المدينة، فإذا المسجدُ غاصٌّ بأهله، وإذا راية سوداءُ تخفِقُ، وبلال متقلّد السيفَ بين يَدَي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقُلْتُ: ما شأنُ النّاس؟ قالوا: يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجهًا.
قال: فجَلَسْتُ، فدخلَ منزلَه - أو قال: رَحْلَه، فاستأذنْتُ عليه فأذِنَ لي، فدخلْتُ فسلَّمْتُ، فقال:"هل كان بينكم وبين تميم شيء؟ " قلتُ: نعم، وكانت لنا الدَّبْرَةُ عليهم، ومررتُ بعجوز من بني تميم مُنْقَطعٍ بها وسأَلَتْني أن أحمِلَها إليك، وها هي بالباب. فأذِنَ لها فدخلت. فقلتُ: يا رسول اللَّه، إنّ رأيتَ أن تجعلَ بيننا وبين تميم حاجزًا فاجعل الدَّهناء. فحَمِيَتِ العجوز واستوفَزَتْ وقالت: يا رسول اللَّه، فإلى أين تضطرُّ مُضَرَك؟ . قال: قلت: إنّ مثلي ما قال الأولُ: مِعْزى حَمَلَتْ حَتفَها، حَمَلْتُ هذه، ولا أشعرُ أنها كانت لي خصمًا، أعوذ باللَّه ورسوله أن أكونَ كوافد عاد. قال "هيه، وما وافد عاد"؟ وهو أعلم بالحديث مني، ولكن يستطعمه.
قلت: إنّ عادًا قَحِطوا فبعثوا وافدًا لهم يقال له: قَيْل، فمرّ بمعاوية بن بكر، فأقام عنده شهرًا يسقيه الخمر، وتغنّيه جاريتان يقال لهما الجرادتان. فلمّا مضى الشهر خرج إلى جبال مَهرة (2)، فقال: "اللهمّ إنّك تعلمُ أني لم أجىء إلى مريض فأداويه، ولا إلى أسيرٍ فأُفاديه،
(1) الطبقات 6/ 109، والآحاد 3/ 286 ومعرفة الصحابة 2/ 788، والاستيعاب 1/ 291، والتهذيب 2/ 13، والإصابة 1/ 276.
وذكر ابن الجوزي في التلقيح 379 أنّه روى حديثًا واحدًا.
(2)
في هذه الرواية في المسند "تهامة"، وفي التي قبلها "مهرة".
اللهمّ اسقِ عادًا ما كنتَ تسقيه. فمرّت سحابات سودٌ، فنودي منها: اخْتَر، فأومأ إلى سحابة منها سوداء، فنودي منها: خذها رمادًا رِمْدِدًا (1) لا تبقى من عاد أحدًا، قال: فما بلغَني أنّه بعث عليهم من الرّيحِ إلّا كقدر ما يجري في خاتمي هذا حتى هَلكوا.
قال أبو وائل: وصدق. قال: وكانت المرأة والرجل إذا بعثوا وافدًا لهم قالوا: لا تكن كوافد عاد (2).
* * * *
(1) الرِّمْدِد: الشديد الدقّة والاحتراق.
(2)
المسند 25/ 306 (15954) وقبله عن عفّان عن سلّام. وهو في سنن الترمذي 5/ 364 (3273) من طريق سلّام، وقال: وقد روى غير واحد هذا الحديث عن سلّام. . . وأخرج ابن ماجة صدره 2/ 941 (2186) من طريق عاصم. وحسّن محقّق المسند إسناده، وأطال في تخريجه، والألباني في الصحيحة 5/ 137 (2100).