الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الزّاي
(159) مسند أبي عبد اللَّه الزُّبير بن العوّام
(1)
(1694)
الحديث الأوّل: حدّثنا سفيان عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب عن ابن الزُّبير عن الزُّبير قال:
لما نزلت {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 31] قال الزّبير: أي رسول اللَّه، مع خصومتنا في الدُّنيا؟ قال:"نعم".
ولمّا نزلت: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] قال الزّبير: أي رسولَ اللَّه، أيُّ نعيم نُسأل عنه، وإنما -يعني هما- الأسودان: التّمر والماء؟ قال: "أما إنّ ذلك سيكون"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا محمد -يعني ابن عمرو- عن يحيى ابن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد اللَّه بن الزُّبير بن العوّام قال:
لمّا نزلت هذه السّورة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} قال الزُّبير: أيْ رسول اللَّه، أيُكَرَّرُ علينا ما كان بيننا في الدُّنيا مع خواصّ الذُّنوب؟ قال:"نعم، لَيُكَرَّرَنّ عليكم حتى تُؤَدُّوا إلى كلِّ ذي حقٍّ حقَّه".
(1) ينظر الطبقات 3/ 73، ومعرفة الصحابة 3/ 1131، والاستيعاب 1/ 560، والآحاد والمثاني 1/ 956 والتهذيب 3/ 17، والسير 1/ 41، والإصابة 5/ 529.
ومسنده هو السابع في "الجمع"، له حديثان متفق عليهما، وسبعة للبخاري وحده. وأحاديثه ثمانية وثلاثون - التلقيح 366.
(2)
المسند 3/ 24 (1405)، ومن طريق سُفيان أخرجه الترمذي في قسمين: الأول 5/ 344 (3236) وقال: حسن صحيح، والثاني 5/ 416 (3356) وقال: حسن. وكذلك أخرجه أبو يعلى 2/ 46، 37 (687، 676) وأخرج قسمه الثاني ابن ماجة 2/ 1392 (4158) وحسّن المحقّقون إسناده.
قال الزُّبير: واللَّه إنّ الأمرَ لشديد (1).
(1695)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن الزُّهري عن مالك بن أوس قال:
سمعْتُ عمرَ يقول لعبد الرحمن وطلحة والزُّبير وسعد: "نَشَدْتُكم باللَّه الذي تقوم به السموات والأرض. وقال سفيان مرّة: الذي بإذنه تقوم: أعَلِمْتُم أنّ رسول اللَّه قال: "إنّا لا نُورث، ما تَرَكنا صدقة"؟ قالوا: اللهمَّ نعم (2).
(1696)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حفص بن غياث عن هشام عن أبيه عن الزُّيير بن العوّام قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لأنْ يَحْمِلَ الرَّجلُ حَبلًا فيحتطبَ، ثم يجيءَ فيصعدَ إلى السوق فيبيعَه، ثم يستغنيَ به فيُنْفِقَه على نفسه، خيرٌ له من أن يسألَ النّاسَ أعطَوه أو منعوه".
انفرد بإخراجه البخاريّ (3).
(1697)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتّاب بن زياد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن المبارك قال: حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد اللَّه بن الزّبير قال:
كنتُ يومَ الأحزاب جُعِلْتُ أنا وعمرُ بن أبي سلمة مع النساء، فنظرت فإذا أنا بالزُّبير على فرس يختلفُ إلى بني قُريظة مرّتين أو ثلاثًا. فلمّا رجعَ قلتُ: يا أبتِ، رأيْتُك تختلفُ. قال: وهل رأيْتَني يا بُنيّ؟ قلتُ: نعم. قال: فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من يأتي بني قريظة فيأْتِيَني بخبرهم؟ " فانطلقْتُ، فلمّا رجعْتُ جمع لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبوَيه، فقال:"فِداك أبي وأُمّي".
أخرجاه في الصحيحين (4).
(1) المسند 3/ 45 (1434) ومن طريق محمد بن عمرو في مسند أبي يعلى 2/ 31 (668) وصحّحه الحاكم 2/ 435 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وينظر الأحاديث الصحيحة 1/ 665 (340).
(2)
المسند 3/ 25 (1406) وهو حديث صحيح وإسناده صحيح. والحديث في البخاري ومسلم من حديث طويل من طريق الزهريّ، ذكرت فيه الخصومة بين عليّ وابن عباس، وأن عمر نشد عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزّبير وسعدًا، رضي الله عنهم أجمعين. البخاري 6/ 197 (3094)، ومسلم 3/ 1337 (1757).
(3)
المسند 3/ 25 (1407) والبخاري 3/ 335 (1471) من طريق هشام. وحفص من رجال الشيخين.
(4)
المسند 3/ 38 (1423)، ومن طريق عبد اللَّه في البخاري 7/ 80 (3720)، ومن طريق هشام في مسلم 4/ 1880 (2416). وهو متابع. وعتّاب بن زياد روى له ابن ماجة، قال عنه الحافظ في التقريب 1/ 387: صدوق.
وقد رواه أبو معاوية مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن عبد اللَّه بن الزُّبير قال:
جمع لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبوَيه يومَ أُحد (1).
(1698)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرَنا سليمان - يعني التَّيميّ عن أبي عثمان عن عبد اللَّه بن عامر عن الزُّبير بن العوّام:
أنّ رجلًا حَمَلَ على فرس يقال لها غَمْرَة، أو غَمراء. قال: فوجدَ فرسًا أو مُهرًا يباع، فنُسِبَتْ إلى تلك الفرس، فنُهي عنها (2).
(1699)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا ابن أبي ذئب عن مسلم بن جُندب عن الزّبير بن العوّام قال:
كُنّا نصلّي الجمعة ثم ننصرف فنبتدرُ في الآجام، فلا نَجدُ إلّا قَدْرَ موضعِ أقدامنا. قال: يزيد: والآجام هي الآطام (3).
والآطام: الدّور.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا ابن أبي ذئب قال: حدّثنا مسلم
(1) المسند 3/ 26 (1408)، وابن ماجه 1/ 45 (123)، وأبو يعلى 2/ 35 (672) وهو حديث صحيح. وينظر تعليق محقّقي المسند.
(2)
المسند 3/ 28 (1410) وإسناده صحيح. وهو من طريق يزيد في سنن ابن ماجه 2/ 800 (2393) وفيه أنّه حمل. . . فرأى مهرًا أو مهرة من أفلائها يُباع، تُنسب إلى فرسه، فنهى عنها. وقال البوصيري: إسناده صحيح. وصحّح إسناده محقّق المسند. واختلف في عبد اللَّه بن عامر الصحابي، أو ابن كُريز. قال الشيخ ناصر في ضعيف ابن ماجة: عبد اللَّه بن عامر لا يُعرف، قالوا: يحتمل أن يكون ابن عامر بن ربيعة العنزي، وهو ثقة، لكن الحديث لا يثبت بمثل هذا الاحتمال.
(3)
المسند 3/ 28 (1411)، ومسند أبي يعلى 2/ 41 (680) ومن طريق ابن أبي ذئب صحّحه ابن خزيمة 2/ 169 (1840) والحاكم والذهبي 1/ 291.
وصحح الألباني إسناده، ولكنّ محقّقي أبي يعلى والمسند رجّحوا أن يكون الحديث منقطعًا بين مسلم والزبير. وله شواهد تصحّحه.
ابن جندب قال: حدّثني من سمع الزّبير يقول:
كُنّا نصلّي مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. ثم نُبادر فما نجدُ في الظّلِّ إلّا موضع أقدامنا. أو قال: فما نجد من الظّلّ موضعَ أقدامنا (1).
(1700)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام. وأبو معاوية شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن الزّبير بن العوّام قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دبّ إليكم داءُ الأُمَم قبلَكم: الحسد والبَغضاء. والبغضاء هي الحالقة، حالقة الدّين لا حالقة الشّعَر. والذي نفسُ محمّد بيده، لا تؤمنوا حتى تحابّوا، أفلا أُنَبِّئُكم بشيء إذا فَعَلْتُموه تحابَيْتُم؟ أفشوا السلام بينكم"(2).
(1701)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن جامع بن شدّاد عن عامر بن عبد اللَّه بن الزُّبير عن أبيه قال:
قلتُ للزُّبير: مالي لا أسمعُك تُحَدِّثُ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كما أسمعُ ابنَ مسعود وفلانًا وفلانًا. قال: أما إنّي لم أفارِقْه منذُ أسلمْتُ، ولكنّي سمعْتُ منه كلمة:"مَن كذبَ عليّ فليتبوّأ مَقْعَدَهُ من النّار".
انفرد بإخراجه البخاريّ (3).
(1702)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: شدّاد يعني ابن سعيد قال: حدّثنا غيلان بن جرير عن مُطَرِّف قال:
قلنا للزُّبير: يا أبا عبد اللَّه، ما جاء بكم؟ ضَيَّعْتُم الخليفةَ حتى قُتِلَ، ثم جئتُم تطلبون
(1) المسند 3/ 46 (1436) وينظر التعليق السابق.
(2)
المسند 3/ 29 (1412) وهو من طريق يحيى بن أبي كثير 3/ 43 (1430) وفيه عن يعيش أن مولى لآل الزبير حدّثه أن الزبير. . . وبالصيغة الأخيرة في أبي يعلى 2/ 32 (669) ورواه الترمذي 4/ 573 (2510) من طريق يحيى عن يعيش عن مولى، وذكر الاختلاف فيه: فروى بعضهم عن يحيى عن يعيش عن مولى الزبير، وغيرهم عن مولى الزبير عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، لم يذكروا فيه الزبير. قال المنذري في الترغيب 3/ 526 (4258): رواه البزّار بإسناد جيّد. ومثله في المجمع 8/ 33. وحسّنه الألباني. ولكن محقّقي المسند حكموا عليه بالإنقطاع، فالإسناد ضعيف.
(3)
المسند 3/ 30 (1413)، والبخاري 1/ 200 (107) من طريق شعبة. ومحمد بن جعفر، ثقة من رجال الشيخين.
بدمه. فقال الزّبير: إنّا قرأْنا على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25] لم نكن نحْسَب أنّا أهلُها حتى وقعت منّا حيث وقعت (1).
(1703)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن كُناسَة قال: حدّثنا هشام بن عروة عن عثمان بن عروة عن أبيه عن الزّبير قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "غيِّروا الشَّيبَ، ولا تَشَبَّهوا باليهود"(2).
(1704)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن الحارث من أهل مكّة مخزوميٌّ قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه (3) قال - وأثنى عليه خيرًا عن أبيه عن عروة بن الزّبير عن الزّبير قال:
أقبَلْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في لِيَّةَ (4)، حتى كُنّا عند السِّدرة وقف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في طَرف القرن الأسود حَذْوَها، فاستقبل نَخِبًا ببصره - يعني واديًا، ووقف حتى اتّفقَ النّاس كلُّهم، ثم قال:"إنّ صيدَ وَجٍّ وعِضاهَه حَرَمٌ مُحَرَّمٌ للَّه"، وذلك قبل نزول الطائف وحصاره ثقيفَ (5).
(1705)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني يحيى بن عبّاد بن عبد اللَّه بن الزّبير عن أبيه عن عبد اللَّه بن الزّبير عن الزّبير قال:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول يومئذٍ: "أوجبَ طلحةُ" حين صنع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما
(1) المسند 3/ 31 (1414)، وجوّد المحقّق إسناده.
(2)
المسند 3/ 31 (1415) ومسند أبي يعلى 2/ 42 (681). وقد رواه النسائي 8/ 137 من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر. ومن طريق محمد بن كناسة. ثم قال: وكلاهما غير محفوظ. ومال محقّقو المسند وأبي يعلى إلى تصحيحه، وساقوا طرقه وشواهده، كما صحّحه قبلهم الشيخ الألباني في الصحيحة 2/ 490 (836).
(3)
وهو محمد بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن إنسان.
(4)
لِيّة: مكان قرب من الطائف: معجم البلدان 5/ 30.
(5)
المسند 3/ 32 (1416)، وسنن أبي داود 5/ 212 (2032). وذكره البخاري في ترجمة محمد وأبيه في الكبير 1/ 140، 5/ 45 وقال: لم يتابع عليه وضعّف الحديث محقّق المسند والألباني.
صنع. يعني حين بَرَك له طلحة، فصعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على ظهره (1).
(1706)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزّناد عن هشام بن عروة قال: أخبرَني أبي الزُّبيرُ:
أنّه لمّا كان يوم أَحُد أقبلت امرأة تسعى، حتى إذا كادت تُشرفُ على القَتلى. قال: فكرِهَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن تراهم، فقال:"المرأةَ، المرأةَ" قال الزبير: فتوسَّمْت أنّها أمّي صفيّة. قال: فخرجْتُ أسعى إليها فأدْرَكْتُها قبلَ أن تنتهيَ إلى القتلى. قال: فلَدَمَت في صدري - وكانت امرأة جَلْدة (2)، قالت: إليك، لا أمَّ لك (3). قال: فقلت: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَزَمَ عليك. قال: فوقَفَتْ فأخرجتْ ثوبَين معها، فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة، قد بلغَني مَقْتَلُه، فكفِّنوه فيهما، قال: فجِئْنا بالثوبين لِنُكَفِّنَ فيهما حمزة، فإذا إلى جنبه رجلٌ من الأنصار قتيل، قد فُعِلَ به كما فُعِلَ بحمزة. قال: فوجدْنا غَضاضةً وحياءً أن نُكَفِّنَ حمزة في ثوبين والأنصاريُّ لا كفنَ له، فقُلْنا: لحمزة ثوب وللأنصاريّ ثوب، فقَدَرْناهما، فكان أحدُهما أكبرَ من الآخر، فأقْرَعْنا بينهما، فكَفَّنّا كلَّ واحدٍ منهما في الثوب الذي طار له (4).
(1707)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزّهري قال: أخبرني عروة بن الزّبير أن الزّبير كان يحدّث:
أنّه خاصمَ رجلًا قد شَهِدَ بدرًا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في شِراج الحَرّة، كانا يسقيان بها كلاهما، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم للزُّبير:"اسْقِ ثم أَرْسِلْ إلى جارك" فغضب الأنصاريّ وقال: يا رسول اللَّه، أنْ كان ابنَ عمَّتِك. فتلوَّنَ وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم قال للزُّبير: "اسْقِ ثم
(1) المسند 3/ 33 (1417). يحيى بن عبّاد، روى له أصحاب السنن، ثقة. وابن إسحق صرّح بالتحديث. وهو في مسند أبي يعلى 2/ 33 (670). ومن طريق ابن إسحق في الترمذي 4/ 174 (1692)، 5/ 60 (3738). وقال عنه: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن إسحق. وحسّنه المحقّقون. وصحّحه الحاكم على شرط مسلم 3/ 174، وسكت الذهبي. ويحيى لم يخرج له مسلم.
(2)
جلدة: قويّة شديدة.
(3)
في المسند "لا أرضَ لك".
(4)
المسند 3/ 34 (1418)، ومسند أبي يعلى 2/ 45 (686). وحسّن المحقّون إسناده. قال الهيثميّ - المجمع 6/ 121: رواه أحمد وأبو يعلى والبزّار، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ضعيف، قد وُثّق.
احْبِس الماءَ حتي يَرْجعَ إلى الجَدْر" فاستوعى (1) النبيُّ صلى الله عليه وسلم حينئذٍ للزُبير حقَّه وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزّبير برأي أراد فيه سعة له وللأنصاريّ، فلمّا أحفظَ الأنصاريّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم استوعى رسول اللَّه للزُّبير حقّه في صريح الحكم.
قال عروة: فقال الزّبير: واللَّه ما أحسبُ هذه الآيةَ أُنزلت إلّا في ذلك: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
أخرجاه في الصحيحين (2).
والجَدر: أصل الجدار.
وأحفظَ: أغضب.
(1708)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن عبد ربّه قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد، قال: حدّثني جُبير بن عمرو القُرشيّ قال: حدّثنا أبو سعد الأنصاريّ عن أبي يحيى مولى آل الزّبير بن العوّام عن الزّبير بن العوّام قال:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18] وأنا على ذلك من الشاهِدِين يا ربّ العالمين" (3).
(1709)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن محمد بن إسحق قال: حدّثني عبد اللَّه بن عطاء بن إبراهيم مولى الزّبير عن أمّه وجدّته أمّ عطاء قالتا:
واللَّه لكأنّنا ننظرُ إلى الزّبير بن العوّام حين أتانا على بغلة بيضاء، فقال: يا أمَّ عطاء،
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد نهى المسلمين أن يأكلوا من لحم نُسُكهم فوق ثلاث. قال: فقلتُ:
(1) استوعى: استوفى.
(2)
المسند 3/ 35 (1419) ومن طرق عن أبي اليمان وغيره عن البخاري 5/ 34، 309 (2359، 2708). ومسلم 4/ 1928 (2357).
(3)
المسند 3/ 37 (1421) وضعّف المحقّق إسناده، وذكر أن في إسناده ثلاثة مجاهيل: جبير بن عمرو القرشيّ وأبو سعد الأنصاري، وأبو يحيى مولى آل الزبير.
بأبي أنت، فكيف نصنع بما أُهدي لنا؟ قال:"أما ما أُهدي لكُنّ فشأنكُنّ به"(1).
(1710)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتاب قال: حدّثنا عبد اللَّه قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عمّن سمع عبد اللَّه بن المغيرة بن أبي بردة يقول: سمعت سفيان بن وهب الخولانيّ يقول:
لما افتتحْنا مصر بغير عهد، قام الزّبير بن العوّام فقال: يا عمرو بن العاص، اقسِمْها، فقال عمرو: لا أقسِمُها. فقال الزّبير: واللَّه لَتَقْسِمَنَّها كما قسمَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خيبر، قال عمرو: واللَّه لا أقسِمُها حتى أكتبَ إلى أمير المؤمنين. فكتب إلى عمر، فكتب إليه عمر: أن أَقِرَّها حتى يغزوَ منها حَبَلُ الحَبَلة (2).
(1711)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتّاب قال: حدّثنا عبد اللَّه قال: أخبرنا فُليح بن محمد عن المنذر بن الزّبير عن أبيه:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أعطى الزّبير سَهمًا وأمَّه سَهمًا، وفرسَه سهمَين (3).
(1712)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عفّان ويزيد بن هارون - المعنى، قالا: حدّثنا المبارك قال: حدّثنا الحسن قال:
جاء رجلٌ إلى الزّبير بن العوّام فقال: أقتلُ لك عليًّا؟ قال: لا، وكيف تقتلُه ومعه الجنود؟ قال: ألحقُ به فأفْتِكُ به. قال: لا، إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"الإيمان قَيَّدَ الفَتْكَ. لا يَفْتِكُ مؤمن"(4).
(1713)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا كثير بن هشام [عن هشام](5)
(1) المسند 3/ 38 (1422)، وأبو يعلى 3/ 34 (671). وضعّف محقّق المسند إسناده. قال الهيثميّ 4/ 28: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير. وعبد اللَّه بن عطاء وثقه أبو حاتم، وضعّفه ابن معين، وبقيّة رجاله ثقات.
(2)
المسند 3/ 39 (1424). وضعّف المحقّق إسناده لجهالة أحد رواته. وينظر فيه تخريجه.
(3)
المسند 3/ 40 (1425) وضعف المحقّق إسناده ولكنه صحح الحديث، وذكر طرقه وشواهده.
(4)
المسند 3/ 41، 42 (1426، 1427) قال الهيثميّ 1/ 101: رواه أحمد، وفيه المبارك بن فضالة، وهو ثقة لكنّه مدلّس، ولكنه قال: حَدَّثَنا الحسن.
(5)
ما بين المعقوقين من المسند ومسند أبي يعلى. ونسخنا وكذا نسخ الأطراف والإتحاف ليس فيها "عن هشام"، واستدركها المحققون، لأن كثيرًا لا يروى عن هشام الدستوائي.
عن أبي الزّبير عن عبد اللَّه بن سَلِمة أو سَلَمة -قال: وحفظي سَلِمة- عن عليّ أو عن الزّبير قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطُبُنا فيُذَكِّرُنا بأيّام اللَّه حتى يُعرفَ ذلك في وجهه، وكأنّه نذيرُ قوم، يُصَبِّحُهم الأمرُ غُدْوةً. وكان إذا كان حديثَ عهدٍ بجبريل لم يبتسّم ضاحكًا حتى يرتفعَ عنه (1).
* * * *
(1) المسند 2/ 46 (1437)، ومسند أبي يعلى 2/ 38 (677) من طريق هشام عن أبي الزبير. قال الهيثمي 2/ 191: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه، وأبو يعلى عن الزبير وحده، ورجاله رجال الصحيح.